عاشقة الرحمن
11th July 2011, 03:53 PM
الكثير منا يذكر قصة الأسد الذي اغتال مدربه ( محمد الحلو ) وقتله
غدراً في أحد عروض السيرك بالقاهرة
وما نشرته الجرائد بعد ذلك من انتحار الأسد في قفصه بحديقة
الحيوان واضعاً نهاية عجيبة لفاجعة مثيرة من فواجع
.هذا الزمن
...أسدٌ قاتل أكل يديه الآثمتين
درسٌ بليغ يعطيه حيوان للمسوخ البشرية التي تأكل شعوباً وتقتل ملايين في برود على الموائد الدبلوماسية وهي تقرع الكؤوس وتتبادل الأنخاب ثم تتخاصرفي ضوء الأباجورات الحالمة وترقص على همس الموسيقى وترشف القبلات
!في سعادة وكأنه لا شيء حدث
!..إنّي أنحني احتراماً لهذا الأسد الإنسان
!!!بل إني لأظلمه وأسبّه حين أصفه بالإنسانية
كانت آخر كلمة قالها ( الحلو ) وهو يموت .. أوصيكو
.ما حدش يقتل سلطان.. وصية أمانة ما حدش يقتله
هل سمع الأسد كلمة مدربه .. وهل فهمها؟
...يبدو أننا لا نفهم الحيوان ولا نعلم عنه شيئاً
إنّ القطة العجماء تتبرز ثم لا تنصرف حتى تغطي برازها بالتراب
هل تعرف تلك القطة معنى القبح والجمال..؟
وهي تسرق قطعة السمك من مائدة سيدها وعينها تبرق بإحساس الخطيئة فإذا لمحها تراجعت .. فإذا ضربها طأطأت رأسها في خجل واعتراف بالذنب
هل تفهم القانون؟؟؟
هل علمها أحد الوصايا العشر؟؟
والجمل . الذي لا يضاجع أنثاه إلا في خفاء وستر .. بعيداً عن العيون،
فإذا أطلّت عين لترى ما يفعله امتنع وتوقف !ونكّس رأسه إلى الأرض
!!!هل يعرف الحياء..؟
وخلية النحل . التي تحارب لآخر نحلة وتموت لآخر فرد في حربها مع الزنابير..
من علّمها الشجاعة والفداء..؟
وأفراد النحل الشغالة . حينما تختار من بين يرقات الشغالة يرقة تحولها إلى ملكة بالغذاء
الملكي وتنصبها حاكمة.. في حالة موت الملكة بدون وارثة
من أين عرفت دستور الحكم؟؟؟
..،والفقمة المهندسة التي تبني السدود
وحشرات الترميت التي تبني بيوتاً مكيفة الهواء تجعل فيها ثقوباً سفلية
تدخل الهواء البارد وثقوبا علوية تخرج الهواء الساخن
!!!من علمها قوانين الحمل الهوائي؟؟
والبعوضة التي تجعل لبيضها الذي تضعه في المستنقعات أكياساً للطفو يطفو بها على
سطح الماء..
من علّمها قوانين أرشميدس في الطفو؟؟
ونبات الصبار، وهو ليس بالحيوان وليس له إدراك الحيوان، من علّمه اختزان الماء في أوراقه المكتنزة اللحمية ليواجه بها جفاف الصحارى وشح المطر؟؟؟
والأشجار الصحراوية التي تجعل لبذورها أجنحة تطير بها أميالاً بعيدة بحثاً عن فرص مواتية للإنبات في وهاد رملية ،جديدة
والحشرة قاذفة القنابل التي تصنع غازات حارقة ،ثم تطلقها على أعدائها للإرهاب
.والديدان التي تتلون بلون البيئة للتنكر والتخفي
والحباحب التي تضيء في الليل لتجذب البعوض ثم تأكله
والزنبور الذي يغرس إبرته في المركز العصبي للحشرة الضحية فيخدرها ويشلها
ثم يحملها إلى عشه ويضع عليها بيضة واحدة.. حتى إذا فقست خرج الفقس
....!فوجد أكلة طازجة جاهزة
من أين تعلّم ذلك الزنبور الجراحة وتشريح الجهاز العصبي؟؟
ومن علّم تلك الحشرات الحكمة والعلم والطب والأخلاق والسياسة؟؟؟؟؟
لماذا لا نصدق حينما نقرأ في القرآن أنّ الله هو المعلم؟؟
ومن أين جاءت تلك المخلوقات العجماء بعلمها ودستورها إن لم يكن من خالقها؟؟؟؟
!!وما هي الغريزة..؟
!!أليست هي كلمة أخرى للعلم المغروس منذ الميلاد؟؟
!!!..العلم الذي غرسه الغارس الخالق
قال الله تعالى
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} (سورة النحل/68)
ولماذا ندهش حينما نقرأ أن الحيوانات أمم أمثالنا ستحشر يوم القيامة؟؟
قال الله تعالى
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)} (سورة الأنعام).
قال الله تعالى
{ وإذا الوحوشُ حُشرت } سورة التكوير/5
ألا يدلّ سلوك ذلك الأسد الذي انتحر على أننا أمام نفس راقية تفهم وتشعر وتحس
وتؤمن بالجزاء والعقاب والمسؤولية؟؟!!.. نفس لها ضمير يتألّم للظلم
!!!والجور والعدوان؟؟؟
وحينما نقرأ عن نملة تتكلم .
(قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ) (آية:18)
لماذا نقلب شفاهنا فى استغراب
وكيف يمكن ان تتوزع الوظائف فى خلية من ألوف النمل وكيف يمكن ان يشترك الكل فى نشاط اجتماعى معقد ودقيق دون لغة يتخاطبون بها . ودون وسائط للتفاهم ؟!
انها نظرة الافق الضيق التى نحاول ان نفهم بها كل شىء من خلال حدودنا البشرية ومن خلال عاداتنا ومالوفاتنا . وكاننا أمام خالق أفلست وسائلة وافلست حيلة .فلم يعدلو اسباب ووسائل الا ما دلنا علية علمنا الظاهر . وننسى ان عملنا هو قطرة من علومة ونفحة من نفحاتة والهامة .
يقول الله عن احتيال يوسف ليأخذة أخاة فى حاشية ملك مصر
{فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}
سورة يوسف (http://islam2you.com)( 75 )
يقول الله في معني هذه الاية : انا الذى مكرت ليوسف وهديتة الى حيلتة ومكرة .
والذى يريد ان يرى عجائب هذا .
فليس علية الا ان يتامل النباتات المفترسة . وهى نباتات تنمو فى بيئة فقيرة فى النيتروجين . فيزودها الخالق بسلسلة من الحيل الماكرة والاليات الغريبة لتصطاد الحشرات وتهضمها وتمتصها وتصل عن طريقها الى ما ينقصها من نيتروجين .
فهى مرة مخلوقة باوراق لزجة تلتصق بها الحشرات فلا تملك لنفسها انتزاعا ومرة أخرى مزودة باوراق محورة على شكل أكواب ذات جدران صابونية ملساء ما تكاد تلمسها الحشرات حتى تنزلق عليها وتقع فى الاكواب المليئة بعصارات هاضمة وتموت ومرة ثالثة ومرة رابعة والخ ..
ولا يحل الاشكال ان نسمى هذة القوة الخفية . الطبيعة . فانا لا نفعل بذلك أكثر من اننا نهرب من لفظ الى لفظ .
نهرب من لفظ الله الى لفظ الطبيعة دون أدنى تغيير فى المعنى فلفظة الطبيعة فى توظيفها الجديد تعنى المعنى نفسة ..
الذات العاقلة المدبرة الحكيمة المهيمنة الخالقة المعتنية بمخلوقاتها
هى المكابرة والعناد والاستعلاء على ان نعترف بأن الله عز وجل خلق فنقول وللاسف (الطبيعة خلقت )
جحود للايات الواضحة برغم احساسنا بصدقها
قال تعالى
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا .للآية: 14 من سورة النمل
وغرور عقلنا المحدود امام الكون الا محدود .
وما ابشع غرور ذلك الذى يمرض ويشيخ ويموت دون أن يستطيع كل علمة أن يفعل لة شيئا .
وما احوجة الى لحظة تواضع وخشوع واعتراف بالحق انة غرور العقل الذى يطلب الدليل على كل شىء ولو كان واضحا مثل نور النهار .
والله اوضح من نور النهار
الله كما يقول الصوفى محمد بن عبد الجبار
( الله يستدل بة ولا يستدل علية )
لانة الحق المطلق ومن قصور النظر ان نطلب على الله برهانا وان نلتمس لة الدليل من عالم البطلان كما نستدل على النور من مجئ النهار مع ان النهار لم يطلع الا بفعل النور .
فالنور هو الحق بذاتة الذى يبرهن على نفسة بنفسة بمحض حضورة دون الحاجة الى وسائط وهو الذى يخرج الاشياء الى عالم الظهور والعيان فالاشياء تعتمد علية فى ظهورها وهو لا يعتمد عليها فى ظهورة ,
فهو برهانها وهى لا تصلح ان تكون برهانة ولو سالنا قلوبنا عن الله لاغنتنا عن كل ذلك الجدل والتدليل فهو حاضر فى القلب مشهود للقلب على الدوام
وكل ما نستشعرة من عالم الخفاء والغيب هى ذاتة وانة هناكم دائما وانة كان هناك وسيكون هناك وانة الحضور المطلق الممتد المستمر فى اعمق الاعماق منذ لا زمان ولا مكان الى حيث الزمان والمكان وان حياتنا لها معنى لانة هناك
وان للوجود حكمة لانت هناك
واننا نحب لانة هناك
واننا نطلب العدل والحرية والكرامة لانة هناك
ونحارب الظلم والجور والعدوان لانة هناك
واننا نضحى ونسارع الى الشهادة والفداء لانة هناك
هو هناك دائما يسمع ويرى هو هو دائما لا مهرب منه الا الية الله عز وجل ....
غدراً في أحد عروض السيرك بالقاهرة
وما نشرته الجرائد بعد ذلك من انتحار الأسد في قفصه بحديقة
الحيوان واضعاً نهاية عجيبة لفاجعة مثيرة من فواجع
.هذا الزمن
...أسدٌ قاتل أكل يديه الآثمتين
درسٌ بليغ يعطيه حيوان للمسوخ البشرية التي تأكل شعوباً وتقتل ملايين في برود على الموائد الدبلوماسية وهي تقرع الكؤوس وتتبادل الأنخاب ثم تتخاصرفي ضوء الأباجورات الحالمة وترقص على همس الموسيقى وترشف القبلات
!في سعادة وكأنه لا شيء حدث
!..إنّي أنحني احتراماً لهذا الأسد الإنسان
!!!بل إني لأظلمه وأسبّه حين أصفه بالإنسانية
كانت آخر كلمة قالها ( الحلو ) وهو يموت .. أوصيكو
.ما حدش يقتل سلطان.. وصية أمانة ما حدش يقتله
هل سمع الأسد كلمة مدربه .. وهل فهمها؟
...يبدو أننا لا نفهم الحيوان ولا نعلم عنه شيئاً
إنّ القطة العجماء تتبرز ثم لا تنصرف حتى تغطي برازها بالتراب
هل تعرف تلك القطة معنى القبح والجمال..؟
وهي تسرق قطعة السمك من مائدة سيدها وعينها تبرق بإحساس الخطيئة فإذا لمحها تراجعت .. فإذا ضربها طأطأت رأسها في خجل واعتراف بالذنب
هل تفهم القانون؟؟؟
هل علمها أحد الوصايا العشر؟؟
والجمل . الذي لا يضاجع أنثاه إلا في خفاء وستر .. بعيداً عن العيون،
فإذا أطلّت عين لترى ما يفعله امتنع وتوقف !ونكّس رأسه إلى الأرض
!!!هل يعرف الحياء..؟
وخلية النحل . التي تحارب لآخر نحلة وتموت لآخر فرد في حربها مع الزنابير..
من علّمها الشجاعة والفداء..؟
وأفراد النحل الشغالة . حينما تختار من بين يرقات الشغالة يرقة تحولها إلى ملكة بالغذاء
الملكي وتنصبها حاكمة.. في حالة موت الملكة بدون وارثة
من أين عرفت دستور الحكم؟؟؟
..،والفقمة المهندسة التي تبني السدود
وحشرات الترميت التي تبني بيوتاً مكيفة الهواء تجعل فيها ثقوباً سفلية
تدخل الهواء البارد وثقوبا علوية تخرج الهواء الساخن
!!!من علمها قوانين الحمل الهوائي؟؟
والبعوضة التي تجعل لبيضها الذي تضعه في المستنقعات أكياساً للطفو يطفو بها على
سطح الماء..
من علّمها قوانين أرشميدس في الطفو؟؟
ونبات الصبار، وهو ليس بالحيوان وليس له إدراك الحيوان، من علّمه اختزان الماء في أوراقه المكتنزة اللحمية ليواجه بها جفاف الصحارى وشح المطر؟؟؟
والأشجار الصحراوية التي تجعل لبذورها أجنحة تطير بها أميالاً بعيدة بحثاً عن فرص مواتية للإنبات في وهاد رملية ،جديدة
والحشرة قاذفة القنابل التي تصنع غازات حارقة ،ثم تطلقها على أعدائها للإرهاب
.والديدان التي تتلون بلون البيئة للتنكر والتخفي
والحباحب التي تضيء في الليل لتجذب البعوض ثم تأكله
والزنبور الذي يغرس إبرته في المركز العصبي للحشرة الضحية فيخدرها ويشلها
ثم يحملها إلى عشه ويضع عليها بيضة واحدة.. حتى إذا فقست خرج الفقس
....!فوجد أكلة طازجة جاهزة
من أين تعلّم ذلك الزنبور الجراحة وتشريح الجهاز العصبي؟؟
ومن علّم تلك الحشرات الحكمة والعلم والطب والأخلاق والسياسة؟؟؟؟؟
لماذا لا نصدق حينما نقرأ في القرآن أنّ الله هو المعلم؟؟
ومن أين جاءت تلك المخلوقات العجماء بعلمها ودستورها إن لم يكن من خالقها؟؟؟؟
!!وما هي الغريزة..؟
!!أليست هي كلمة أخرى للعلم المغروس منذ الميلاد؟؟
!!!..العلم الذي غرسه الغارس الخالق
قال الله تعالى
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} (سورة النحل/68)
ولماذا ندهش حينما نقرأ أن الحيوانات أمم أمثالنا ستحشر يوم القيامة؟؟
قال الله تعالى
{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)} (سورة الأنعام).
قال الله تعالى
{ وإذا الوحوشُ حُشرت } سورة التكوير/5
ألا يدلّ سلوك ذلك الأسد الذي انتحر على أننا أمام نفس راقية تفهم وتشعر وتحس
وتؤمن بالجزاء والعقاب والمسؤولية؟؟!!.. نفس لها ضمير يتألّم للظلم
!!!والجور والعدوان؟؟؟
وحينما نقرأ عن نملة تتكلم .
(قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ) (آية:18)
لماذا نقلب شفاهنا فى استغراب
وكيف يمكن ان تتوزع الوظائف فى خلية من ألوف النمل وكيف يمكن ان يشترك الكل فى نشاط اجتماعى معقد ودقيق دون لغة يتخاطبون بها . ودون وسائط للتفاهم ؟!
انها نظرة الافق الضيق التى نحاول ان نفهم بها كل شىء من خلال حدودنا البشرية ومن خلال عاداتنا ومالوفاتنا . وكاننا أمام خالق أفلست وسائلة وافلست حيلة .فلم يعدلو اسباب ووسائل الا ما دلنا علية علمنا الظاهر . وننسى ان عملنا هو قطرة من علومة ونفحة من نفحاتة والهامة .
يقول الله عن احتيال يوسف ليأخذة أخاة فى حاشية ملك مصر
{فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}
سورة يوسف (http://islam2you.com)( 75 )
يقول الله في معني هذه الاية : انا الذى مكرت ليوسف وهديتة الى حيلتة ومكرة .
والذى يريد ان يرى عجائب هذا .
فليس علية الا ان يتامل النباتات المفترسة . وهى نباتات تنمو فى بيئة فقيرة فى النيتروجين . فيزودها الخالق بسلسلة من الحيل الماكرة والاليات الغريبة لتصطاد الحشرات وتهضمها وتمتصها وتصل عن طريقها الى ما ينقصها من نيتروجين .
فهى مرة مخلوقة باوراق لزجة تلتصق بها الحشرات فلا تملك لنفسها انتزاعا ومرة أخرى مزودة باوراق محورة على شكل أكواب ذات جدران صابونية ملساء ما تكاد تلمسها الحشرات حتى تنزلق عليها وتقع فى الاكواب المليئة بعصارات هاضمة وتموت ومرة ثالثة ومرة رابعة والخ ..
ولا يحل الاشكال ان نسمى هذة القوة الخفية . الطبيعة . فانا لا نفعل بذلك أكثر من اننا نهرب من لفظ الى لفظ .
نهرب من لفظ الله الى لفظ الطبيعة دون أدنى تغيير فى المعنى فلفظة الطبيعة فى توظيفها الجديد تعنى المعنى نفسة ..
الذات العاقلة المدبرة الحكيمة المهيمنة الخالقة المعتنية بمخلوقاتها
هى المكابرة والعناد والاستعلاء على ان نعترف بأن الله عز وجل خلق فنقول وللاسف (الطبيعة خلقت )
جحود للايات الواضحة برغم احساسنا بصدقها
قال تعالى
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا .للآية: 14 من سورة النمل
وغرور عقلنا المحدود امام الكون الا محدود .
وما ابشع غرور ذلك الذى يمرض ويشيخ ويموت دون أن يستطيع كل علمة أن يفعل لة شيئا .
وما احوجة الى لحظة تواضع وخشوع واعتراف بالحق انة غرور العقل الذى يطلب الدليل على كل شىء ولو كان واضحا مثل نور النهار .
والله اوضح من نور النهار
الله كما يقول الصوفى محمد بن عبد الجبار
( الله يستدل بة ولا يستدل علية )
لانة الحق المطلق ومن قصور النظر ان نطلب على الله برهانا وان نلتمس لة الدليل من عالم البطلان كما نستدل على النور من مجئ النهار مع ان النهار لم يطلع الا بفعل النور .
فالنور هو الحق بذاتة الذى يبرهن على نفسة بنفسة بمحض حضورة دون الحاجة الى وسائط وهو الذى يخرج الاشياء الى عالم الظهور والعيان فالاشياء تعتمد علية فى ظهورها وهو لا يعتمد عليها فى ظهورة ,
فهو برهانها وهى لا تصلح ان تكون برهانة ولو سالنا قلوبنا عن الله لاغنتنا عن كل ذلك الجدل والتدليل فهو حاضر فى القلب مشهود للقلب على الدوام
وكل ما نستشعرة من عالم الخفاء والغيب هى ذاتة وانة هناكم دائما وانة كان هناك وسيكون هناك وانة الحضور المطلق الممتد المستمر فى اعمق الاعماق منذ لا زمان ولا مكان الى حيث الزمان والمكان وان حياتنا لها معنى لانة هناك
وان للوجود حكمة لانت هناك
واننا نحب لانة هناك
واننا نطلب العدل والحرية والكرامة لانة هناك
ونحارب الظلم والجور والعدوان لانة هناك
واننا نضحى ونسارع الى الشهادة والفداء لانة هناك
هو هناك دائما يسمع ويرى هو هو دائما لا مهرب منه الا الية الله عز وجل ....