المفوض امره لله
13th June 2013, 08:21 PM
http://www.islam2you.com/forums/mwaextraedit6/extra/30.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ,
أما بعد
من سورة الأحزاب الآيات من 1 الى 4
بسم الله الرحمن الرحيم
( ياأيها النبى أتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما * واتبع ما يوحى اليك من ربك ان الله كان بما تعملون خبيرا * وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا * ماجعل الله لرجل من قلبين فى جوفه وما جعل أزواجكم اللائى تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدى السبيل * )
كان أبو معمر رجلا من رجالات قريش المعدودين ذو لسان حكيم لا ينطق الا بعبارات الحكمة والبرهان الذى يفحم بها خصمه ويلجمه عن الجواب ويقنع الآخرين بحضوره الذهنى وسرعة اقناعه لللآخرين فيجعل الحاضرين فى ذهول ودهشة مما يسمعون مع الاكبار له والتصديق
ما من مرة حضر مجلسا الا وكان المسيطر فيه المدير له المتحدث بلا منازع والكل جلوس ينصتون ويستمعون وكأن على رؤسهم الطير ,فلا يتركونه حتى يشبعوا ولا يملوا ويتمسكون به كلما حاول الانصراف ويتشبسون به ليستزيدوا من حلاوة حديثه .
وجاء نور الله والحق فى كتابه الكريم منزلا على محمد صلى الله عيه وسلم لقد أوحى الله بالقرآن بشيرا ونذيرا فراح محمد صلى الله عليه وسلم يتلوا آيات القرآن ويبصر الناس بحكمته ومضامينه ويبين لهم ماهم فيه من ضلالة فى العقيدة والحياة
لقد نادى محمد صلى الله عليه وسلم بعبادة الله وحده وعدم عباتدة الأصنام والعكوف عن الأوثان وأخذ ييستنهض هممهم وانسانيتهم ليتركوا عادات حياتية ألفوها فكانت مضرة لهم وأذى عليهم ويطالبهم باتباع الدين الحنيف الذى يحفظ لهم انسانيتهم ويساوى بينهم ويبعدهم عن الرزائل ويترقى بهخم فى مضمار الحضارة والمدنية ليكونوا خير أمة أخرجت للناس .
وقد استجاب للحق القليل وأعرض الكثير من الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم ؟ وكان الاعراض فى قسوة ووحشية وعماء وجهل وقسوة فاشتدوا فى ايذائهم له وأمعنوا فى تعذيب المسلمين والتضييق عليهم وأصموا آذانهم عن سماع كلمة الحق .
وكان أبو معمر فى زمرة الجاهليين فتولى من منطلق جهله وغروره يحرك لسانه فى كل اتجاه ينال من كتاب الله وآياته ويصيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ...
لقد كان لبعض عباراته الرنانه صدى فى نفوس الفارغين الخاوين كالطبل تماما منفوخ ضخم أجوف , الضربة البسيطة فوقه تترك دويا هائلا من غير حقيقة بينة أو فعل صادق , ولكنهم على جهالتهم كانوا يتأثرون فتشرئب أعناقهم وتتطاول رقابهم وتهذى ألسنتهم
وراحوا يرددون عن أبى معمر بأنه انسان أريب لبيب يفوق الناس العاديين ذكاءا وعقلا وحكمة ودهاء وقد أوتى قلبين فى صدره , ومن ثم لقبوه بذو القلبين , وفى غزوة بدر خرج أبو معمر مع الخارجين الى بدر فى زفة وخفة تستحوذ عليهم عنجهية الجاهلية وكبرياء الغرور الأحمق ويحدوهم الأمل الكاذب يريدون أن يكذبوا الله ورسوله .
وعندما التقى الجمعان والتحم الفريقان استنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه ودعاه بضراعة وحرارة فأيده بجنود من الملائكة مسومين وابى كبير الجهال ( أبو جهل ) الا أن يأتى مصرعه وحتفه .
ودارت رحى المعركة , وبدأت رؤس الكفر تتساقط وتتهاوى والأشلاء تتناسر فى كل مكان , والأبدان تتخضب بالدماء وتتعفر بالتراب والموت الزؤوم يحصد الرقاب حصد السنابل وحلت الهزيمة النكراء بالمشركين فمنهم من لقى حتفه ومنهم من وقع بالأسر وآخرون فروا هاربين من أرض المعركة .
لقد كان ( أبومعمر ) أول الهاربين الفاؤين بأبدانهم من الموت , فعندما رأى هول الموقف ومصرع كبراء وزعماء الكفر ووقوع أبو جهل ممرغ الجبهة فى التراب معفر الجبين برمال الصحراء وقد سالت دماؤه وانقطعت أنفاسه وخرس لسانه , هنا فر تاركا ساحة القتال مهرولا قاطعا المسافة بين بدر ومكة فى شرود وذهول لا يدرى ليله من نهاره ماشيا على قدميه وكان منظره وهيئته مدعاة للسخرية من الناس والهزء به خاصة وأنه دخل مكة حافى القدمين متأبطا احدى نعليه , يميل كالسكران يمينا ويسارا فقد أنهكه الضنى وأمضه الألم وأذهله الخوف حتى عن نفسه .
حين سئل عن ما هو فيه روى للسائلين أخبار الفاجعة وأنباء النازلة التى حلت بقريش , وكانت أنفاسه متقطعة وعباراته متلعثمة وصوته متحشرجا متهدجا ففوجىء الناس بما روى فلطموا الخدود وشقوا الجيوب وعلت أصواتهم بالنحيب والولولة والصراخ والنحيب وتوجهت اليه احدى نساء الكفر وسألته بسخرية ومرارة .. وماذا تحمل تحت ابطك يا!!!! ذا القلبين ؟
عندئذ تنبه من غفلته واستيقظ من سباته وأفاق من ذهوله وشروده وأدرك تفاهته وغروره فألقى بالنعل وهو يقول بحسرة وانكسار ,,,, نسيت
ومضى من بين الجموع منكسر مطأطأ الرأس لا يلوى على شىء
وانطوت بذلك صفحة من صفحات الجاهلية وانحلت عقده وهوى صنم وعرف الناس مدى افترائهم على الحق وتجنيهم على الحقيقة وأدركوا بعض الادراك بأنه
( ماجعل الله لرجل من قلبين فى جوفه )
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ,
أما بعد
من سورة الأحزاب الآيات من 1 الى 4
بسم الله الرحمن الرحيم
( ياأيها النبى أتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما * واتبع ما يوحى اليك من ربك ان الله كان بما تعملون خبيرا * وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا * ماجعل الله لرجل من قلبين فى جوفه وما جعل أزواجكم اللائى تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدى السبيل * )
كان أبو معمر رجلا من رجالات قريش المعدودين ذو لسان حكيم لا ينطق الا بعبارات الحكمة والبرهان الذى يفحم بها خصمه ويلجمه عن الجواب ويقنع الآخرين بحضوره الذهنى وسرعة اقناعه لللآخرين فيجعل الحاضرين فى ذهول ودهشة مما يسمعون مع الاكبار له والتصديق
ما من مرة حضر مجلسا الا وكان المسيطر فيه المدير له المتحدث بلا منازع والكل جلوس ينصتون ويستمعون وكأن على رؤسهم الطير ,فلا يتركونه حتى يشبعوا ولا يملوا ويتمسكون به كلما حاول الانصراف ويتشبسون به ليستزيدوا من حلاوة حديثه .
وجاء نور الله والحق فى كتابه الكريم منزلا على محمد صلى الله عيه وسلم لقد أوحى الله بالقرآن بشيرا ونذيرا فراح محمد صلى الله عليه وسلم يتلوا آيات القرآن ويبصر الناس بحكمته ومضامينه ويبين لهم ماهم فيه من ضلالة فى العقيدة والحياة
لقد نادى محمد صلى الله عليه وسلم بعبادة الله وحده وعدم عباتدة الأصنام والعكوف عن الأوثان وأخذ ييستنهض هممهم وانسانيتهم ليتركوا عادات حياتية ألفوها فكانت مضرة لهم وأذى عليهم ويطالبهم باتباع الدين الحنيف الذى يحفظ لهم انسانيتهم ويساوى بينهم ويبعدهم عن الرزائل ويترقى بهخم فى مضمار الحضارة والمدنية ليكونوا خير أمة أخرجت للناس .
وقد استجاب للحق القليل وأعرض الكثير من الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم ؟ وكان الاعراض فى قسوة ووحشية وعماء وجهل وقسوة فاشتدوا فى ايذائهم له وأمعنوا فى تعذيب المسلمين والتضييق عليهم وأصموا آذانهم عن سماع كلمة الحق .
وكان أبو معمر فى زمرة الجاهليين فتولى من منطلق جهله وغروره يحرك لسانه فى كل اتجاه ينال من كتاب الله وآياته ويصيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ...
لقد كان لبعض عباراته الرنانه صدى فى نفوس الفارغين الخاوين كالطبل تماما منفوخ ضخم أجوف , الضربة البسيطة فوقه تترك دويا هائلا من غير حقيقة بينة أو فعل صادق , ولكنهم على جهالتهم كانوا يتأثرون فتشرئب أعناقهم وتتطاول رقابهم وتهذى ألسنتهم
وراحوا يرددون عن أبى معمر بأنه انسان أريب لبيب يفوق الناس العاديين ذكاءا وعقلا وحكمة ودهاء وقد أوتى قلبين فى صدره , ومن ثم لقبوه بذو القلبين , وفى غزوة بدر خرج أبو معمر مع الخارجين الى بدر فى زفة وخفة تستحوذ عليهم عنجهية الجاهلية وكبرياء الغرور الأحمق ويحدوهم الأمل الكاذب يريدون أن يكذبوا الله ورسوله .
وعندما التقى الجمعان والتحم الفريقان استنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه ودعاه بضراعة وحرارة فأيده بجنود من الملائكة مسومين وابى كبير الجهال ( أبو جهل ) الا أن يأتى مصرعه وحتفه .
ودارت رحى المعركة , وبدأت رؤس الكفر تتساقط وتتهاوى والأشلاء تتناسر فى كل مكان , والأبدان تتخضب بالدماء وتتعفر بالتراب والموت الزؤوم يحصد الرقاب حصد السنابل وحلت الهزيمة النكراء بالمشركين فمنهم من لقى حتفه ومنهم من وقع بالأسر وآخرون فروا هاربين من أرض المعركة .
لقد كان ( أبومعمر ) أول الهاربين الفاؤين بأبدانهم من الموت , فعندما رأى هول الموقف ومصرع كبراء وزعماء الكفر ووقوع أبو جهل ممرغ الجبهة فى التراب معفر الجبين برمال الصحراء وقد سالت دماؤه وانقطعت أنفاسه وخرس لسانه , هنا فر تاركا ساحة القتال مهرولا قاطعا المسافة بين بدر ومكة فى شرود وذهول لا يدرى ليله من نهاره ماشيا على قدميه وكان منظره وهيئته مدعاة للسخرية من الناس والهزء به خاصة وأنه دخل مكة حافى القدمين متأبطا احدى نعليه , يميل كالسكران يمينا ويسارا فقد أنهكه الضنى وأمضه الألم وأذهله الخوف حتى عن نفسه .
حين سئل عن ما هو فيه روى للسائلين أخبار الفاجعة وأنباء النازلة التى حلت بقريش , وكانت أنفاسه متقطعة وعباراته متلعثمة وصوته متحشرجا متهدجا ففوجىء الناس بما روى فلطموا الخدود وشقوا الجيوب وعلت أصواتهم بالنحيب والولولة والصراخ والنحيب وتوجهت اليه احدى نساء الكفر وسألته بسخرية ومرارة .. وماذا تحمل تحت ابطك يا!!!! ذا القلبين ؟
عندئذ تنبه من غفلته واستيقظ من سباته وأفاق من ذهوله وشروده وأدرك تفاهته وغروره فألقى بالنعل وهو يقول بحسرة وانكسار ,,,, نسيت
ومضى من بين الجموع منكسر مطأطأ الرأس لا يلوى على شىء
وانطوت بذلك صفحة من صفحات الجاهلية وانحلت عقده وهوى صنم وعرف الناس مدى افترائهم على الحق وتجنيهم على الحقيقة وأدركوا بعض الادراك بأنه
( ماجعل الله لرجل من قلبين فى جوفه )