مشاهدة النسخة كاملة : الرجل الشاب ذو اللحيه السوداء
ريحآنة آلجنه
17th June 2010, 09:01 AM
http://www.islam2you.com/forums/islam2youup/Allah/salam03.gif
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد http://www.islam2you.com/forums/islam2youup/Allah/salah.gifوعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد
القصه دى مش مجرد قصه لتضييع الوقت و خلاص
او مجرد حكايه بنتسلى بيها
القصه دى بتظهر واقع المسلمين الملتزمين احباب النبى صلى الله عليه و سلم
و اللى بتمنى ان كل شباب المسلمين يكونوا زى بطل القصه " على "
بدعوكم جميعا لمتابعتها
و ان شاء الله هنخليها حلقه كل يوم
و بصراحه انا مش عارفه هى حقيقيه و لا لأ
لكن هى منقوله
الحلقه الأولى
فى المركز المصرى الأمريكى للدراسات النفسيه والإجتماعيه والعلوم الإنسانيه
سارت ساره فى طرقات المركز بخطوات سريعه غاضبه متجاهله بتجهم شديد الوجوه التى تحييها وتبتسم لها حتى وصلت الى باب حجرة مكتب رئيسها المباشر دكتور صبرى فؤاد ..اقتحمت الباب بغضب واغلقته خلفها وقالت بصوت يمتلئ غضبا وهى تمد يدها اليه ببعض الأوراق :
ماذا يعنى هذا؟
نظر الرجل فى الأوراق التى فى يدها ثم نظر اليها وقال بهدوء : الفاكس واضح وليس فيه اى غموض
قالت بغضب : لن يحدث هذا ابدا ..لقد بدأت هذه الدراسه .وقطعت فيها شوطا كبيرا وانجزت نتائج جيده ولن يكملها غيرى
دكتور صبرى بهدوء مغلف بالبرود : عزيزتى ساره المركز الرئيسى فى نيويورك هو الذى كلفك بالدراسه والمركز هو الذى يكلف الآن ليلى حسن باكمالها
ساره بانفعال : وما السبب ؟ لقد قمت بعملى على اكمل وجه و لم اقصر فى شئ وكانت الإختبارات والمقاييس نتائجها رائعه ..وبعد كل هذا تقصونى عن الدراسه؟
دكتور صبرى ببرود : عزيزتى ساره . لم لا تقولين انها ثقه فيكى وفى قدراتك وتفريغك لعمل اكبر يحتاج لكل وقتك
ساره : كل الدراسات والأبحاث التى قمت بها حتى الآن لا ترقى باى حال من الأحوال لمستوى الدراسه التى تعبت فيها ولن اترك العمل فيها مهما حدث ..لقد بدأت عملا ويجب ان انهيه ولن ينهيه غيرى
دكتور صبرى : اذكرك انك تعملين فى مؤسسه عالميه كبيره كلنا..
تركته ورحلت بعاصفه من الغضب وصفعت الباب خلفا بعد ان ادركت أنه سيبدأ بتكرار الإسطوانه التى تحفظها عن ظهر قلب
دخلت مكتبها واغلقت الباب بضيق وهى تشعر بارتعاشه فى يدها جلست الى المكتب وفتحت حقيبتها بعصبيه شديده واخرجت علبة دواء وتناولت منها كبسوله واخذت تفرك يديها اليمنى بعصبيه وهى تقول : لن يستطيعوا ان يفعلوها .لن اسمح لهم سأريهم ما يمكن ان أفعله وسأكمل الدراسه مهما حدث
غادرت المركز وركبت سيارتها الحديثه وهى فى قمة الضيق
وجلست فى السياره بتأفف وملل شديد تنتظر ان يتحرك طابور السيارات الطويل الذى انضمت اليه مكرهه بعد ان سارت بسيارتها فى شوارع القاهره المزدحمه ...وضعت شريط فى كاسيت السياره لمطرب امريكى معروف ..بدأت تهدأ واخذت تهز رأسها بنشوه على انغام الموسيقى ..تنبهت على اصوات صفير وضجيج ..التفتت الى الصوت فوجدت السياره التى بجوارها بها ثلاثة شبان ينظرون اليها ويصيحون ويصفرون ويطلقون عبارات غزل مبتذله ..نظرت اليهم باشمئزاز كبير وادارت وجهها بضيق وهى تطرق بعصبيه على المقود كأنما تحاول استعجال سير طابور السيارات..والشباب الثلاثه لا يتوقفون عن مضايقتها
أخيرا تحرك طابور السيارات ..فانطلقت بالسياره بسرعه
هدأت قليلا بعد ان تخلصت منهم وبدأت تستمتع بالأغانى وتغنى معها
لاحظت ان هناك سياره تتبعها ..نظرت فى المرآه فعرفتهم على الفور..انهم الشبان الثلاثه مره أخرى
زادت من سرعة السياره ..لكنهم طاردوها ولحقوا بها وهم يتضاحكون و يصرخون ويتأرجحون بسيارتهم يمينا ويسارا بطريقه خطره
بدأت تتطور المضايقات الى الإحتكاك بالسيارات وهم يميلون بسيارتهم على سيارتها وهى تحاول الفرار منهم.
فجأه.... زادت من سرعة سيارتها وانطلقت مبتعده عنهم وبعد عدة امتار ..استدارت بالسياره بسرعه عنيفه وعجلات السياره تصرخ حتى اصبحت فى مواجهتهم ثم اندفعت بالسياره باتجاههم بجنون
صرخ الشبان الثلاثه برعب عندما وجدوا السياره تتجه ناحيتهم كوحش مرعب مما جعلهم ينحرفون بالسياره بحركه عنيفه أدت الى خروجهم عن الطريق ..لكنهم استطاعوا ايقافها بصعوبه
أوقفت ساره سيارتها وترجلت عائده اليهم بخطوات سريعه جريئه لتقف امامهم تماما واضعه يديها فى خاصرتها
ترجل الثلاثه من السياره وهم يطلقون صافرات الإعجاب والإنبهار وهم يتأملونها بعودها الرشيق وملابسها الضيقه للغايه وشعرها الأسود الناعم الجميل ونظارتها الشمسيه الأنيقه التى تزيد من جاذبيتها
قالت بلهجه ملؤها الغضب وبألفاظ مختلطه تتأرجح بين العربيه والإنجليزيه :هل انتم مجانين؟ ما هذه التصرفات الغريبه المتخلفه؟ اذا لم تكفوا عن مضايقتى فسأستدعى لكم الشرطه
لم يبدو عليهم الخوف..بل استمروا فى القاء التعبيرات المبتذله .وتطورت المضايقات الى شكل جديد تستخدم فيه اليدين..بدأت ساره تثور عليهم وتطلق الفاظا غاضبه
حتى مد احدهم يده وجذبها من ذراعها وهى تقاومه وتسبه
توقف الجميع عندما سمعوا صوت قوى عميق يقول بلهجه صارمه قاسيه : توقف
التفت الجميع الى الصوت ..واخذوا يتأملون ذلك الرجل الطويل ذواللحيه السوداء والطاقيه والجلباب الناصع البياض وهو يضغط مسبحته فى يده والغضب يعلو وجهه السمح
نظر اليه الفتى الذى يمسك ذراعها ويبدو انه كان اجرأهم وقال: ومادخلك انت يا شيخ ؟ اذهب من هنا ودعنا وشأننا
نظر اليه الرجل نظره مخيفه وهو يقول بلهجه صارمه: بل هو شأنى ..ارحلوا من هنا فورا ان كنتم تريدون النجاة
نظر الثلاثة اليه وظهر الخوف عليهم وقال احدهم : هيا بنا بسرعه يبدو انه ارهابى
نظرت اليهم ساره بدهشه وهم يرحلون بسرعه..ثم التفتت الى الرجل وتأملته بتوجس ..لكنه لم ينظر اليها بل أعطاها ظهره وعاد بخطوات سريعه الى سيارته التى اوقفها على الجانب الآخر من الطريق
جرت خلفه وهى تقول : انتظر .لابد ان تأتى معى الى قسم الشرطه لتشهد على ما حدث
اجاب باقتضاب دون ان يتوقف : لأ
قالت بدهشه : ماذا؟ لماذا؟
وصل الى سيارته وهى خلفه وقال بتجهم: لم يحدث شئ
قالت بغضب : كانوا يتحرشون بى وكادوا يخطفوننى وتقول لم يحدث شئ؟
قال باقتضاب : اذهبى الى حال سبيلك
قالت بعناد : يجب ان تأتى معى الى الشرطه لتحكى لهم ما حدث..لابد ان ينالوا عقابهم
قال وهو يفتح باب سيارته : لأ ..لن اذهب الى الشرطه
صرخت بغضب : هل تريدهم ان يفلتوا بفعلتهم
قال دون ان يلتفت اليها : لا .ولكنهم ليسوا وحدهم المسؤلين عما حدث
قالت بغضب : ماذا تقصد؟ أتتهمنى بأننى مسئوله معهم؟
قال بهدوء : بل التمس لهم بعض العذر ..لقد استثرتيهم بملابسك هذه
قالت بتهكم : حقا..اذا انت ارهابى كما يقولون ..مازلتم تفكرون بمنطق التخلف وعصور الظلام أيهاال...
صمتت بخوف عندما التفت اليها وعلى وجهه غضب شديد
تراجعت بارتباك الى الوراء عندما بدأ يتقدم منها وظلت تتراجع وهو يتقدم بسرعه حتى اصطدم ظهرها بسيارتها التى على الجانب الآخر من الطريق
فتح باب سيارتها بعنف وقال بصوت مخيف : اذهبى من هنا
تسمرت فى مكانها تحملق فيه بذهول
فصرخ بغضب : الآن
ركبت سيارتها بخوف وانطلقت بها بسرعه وجسمها ينتفض غضبا او خوفا لا تدرى
مرت عدة ايام على هذه الحادثه
لكنها لم تستطع التخلص من شعورها بالحنق والغضب لما حدث وكان اكثر ما يغضبها هو شعورها بالخوف والإرتباك أمام هذا الإرهابى الهمجى المتخلف
ركنت سيارتها ودخلت الى فيلتها واتجهت الى السلالم الرخاميه لتصعد الى غرفتها ..وعبرت فى طريقها من امام حجرة مكتب ابيها ولكن قدماها تسمرتا عندما سمعت صوتا تظن انها تعرفه ..اندفعت يدها دون تفكير تفتح الباب ..اتسعت عيناها بدهشه من اثر المفاجئه...
انه هو !!!!
الرجل ذو اللحيه السوداء الذى التقت به يوم الجمعه
لكن ملابسه كانت مختلفه ..كان يرتدى قميص وبنطال وستره انيقه
كان يتحدث مع ابيها وتوقف الحديث عندما دخلت بشكل مفاجئ
قال ابوها : تعالى يا سارة ..
ثم التفت الى ضيفه الذى خفض عينيه وادار وجهه ليتجنب النظر اليها وقال له : ابنتى الكبرى سارة عادت من امريكا من شهرين
قال الضيف ذو اللحيه السوداء دون ان يرفع عينيه اليها : تشرفت بمعرفتك
لم ترد ..بل اخذت تتأمله بتعالى وهى ترفع احدى حاجبيها لأعلى ثم قالت لأبيها : ابى ...اريدك لحظه
اعتذر الأب من ضيفه وذهب خلفها... قالت بغضب عندما اصبحا بعيدين عن الغرفه: ما الذى اتى بهذا المخلوق المتخلف الى هنا؟
الأب بصرامه ..اخفضى صوتك ..سيسمعك
قالت بانفعال : لا يهم ..يجب ان يغادر البيت حالا
الأب : ماهذا الذى تقولينه؟ انه ضيفى ..وابن افضل اصدقائى رحمه الله
قالت باستنكار: ضيفك؟ انه ارهابى بلحية سوداء
الأب بدهشه : ما هذا الهراء ..انه مهندس الديكور الذى استعنت به لتجديد الفيلا ..انه انسان مثقف من عائله محترمه
قالت : ليس هذا مقياس ..فالدراسات والأبحاث تقول ان الإرهابيين من الممكن ان يكونوا من عائلات غنيه وحاصلين على أعلى الشهادات العلميه..لقد رأيته بنفسى يوم الجمعه ..انه همجى متطرف ..مهووس متعصب لآراءه الدينيه
قال بغضب : توقفى ..أنا اعرفه جيدا وتعاملت معه ..انه انسان محترم هادئ متزن وذو خلق رفيع
قالت بعناد : لقد درست حالات كثيره مثله ..ان امثاله لا يظهر عليهم السلوك العدوانى الا اذا وقعوا تحت نوع معين من التأثير ..وفى الغالب يكونون شديدى الذكاء ويخدعون من حولهم ..صدقنى يا ابى ..انه سيكوباتى
الأب بانفعال : توقـ ....
قاطعه صوت فتح باب الغرفه فالتفت الى ضيفه الذى خرج من الغرفه قادما نحوه يبتسم وهو يقول بلهجه شديدة التهذيب : سيدى استميحك عذرا لقد تأخرت ولابد أن ارحل
كانت ساره تتأمله بدهشه وتوجس برغم انه لم ينظر اليها ابدا
قال الأب : لكننا لم نتفق بعدعلى التغييرات فى حجرة المكتب والدور العلوى
قال بصوته العميق وبلهجه مهذبه تسلل اليها بعض السخريه وعلى وجهه ابتسامه غريبه :
عفوا سيدى سأكلف خبير استشارى كبير ليشرف على العمليه ...فأنا لا أصلح لهذه المهمه
الأب بدهشه : كيف تقول هذا؟
قال بلهجه هادئه اتضحت فيها معالم السخريه :
لأننى ارهابى بلحية سوداء .همجى .عدوانى. متخلف. متطرف. مهووس ومتعصب لآرائى الدينيه ...و..احم....سيكوباتى
قال الكلمه الأخيره بلهجه لاذعة السخريه دون ان تهتز عضله واحده فى وجهه ودون ان يدفعه الفضول الىالإلتفات و رؤية تأثير ذلك على ساره
اما ساره فقد الجمتها المفاجأه والغيظ ولم تستطع الرد
حاول الأب ان يتدارك الموقف فقال بارتباك : لقد كانت تمزح
دعك من هذا..اسمع ..ستأتى غدا لتعاين الدور العلوى وتحضّر المقايسه... واحضر عدتك وادواتك ورجالك وقتما تشاء.أريدك ان تبدأ فى العمل قبل نهاية هذا الأسبوع..اتفقنا؟
استدارت ساره بعصبيه واتجهت الى غرفتها بغضب واضح
وهز الضيف رأسه موافقا وقال بأدب مادا يده ليصافح صاحب البيت: تحت امرك..اسمح لى بالإنصراف
ورحل الرجل ذو اللحية السوداء تاركا خلفه عاصفه عاتيه من الغضب فى نفس ساره
.............................................
و صلى اللهم و سلم على حبيب الذاكرين
و الحمد لله رب العالمين
و نكمل ان شاء الله
المفوض امره لله
17th June 2010, 09:14 AM
يظنون دائما الانسان الملتزم بالسنة في لباسه و بلحية
يظنونه ارهابى .همجى .عدوانى. متخلف. متطرف. مهووس ومتعصب لآرائه الدينيه
وأنا شخصيا قابلت اخوة يشتكون من الناس العامة في الشارع ينادون عليهم يا ارهابي وجااتني شكوات من أناس غير عرب ملتزمين في لباسهم بالسنة واللحيه ويعيشون في بلاد العرب ولكن ماسلموا من لسان الناس حتي داخل الدول العربية
لكن الواقع فعلا خلاف هذا أكملي الحكاية من فضلك أختي ريحآنة آلجنه (http://www.islam2you.com/forums/member.php?21-%D8%B1%D9%8A%D8%AD%D8%A2%D9%86%D8%A9-%D8%A2%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%87)
http://1.1.1.2/bmi/www.da3oa.net/forum/images/smilies/smile.gifhttp://1.1.1.2/bmi/www.da3oa.net/forum/images/smilies/smile.gif
ريحآنة آلجنه
22nd June 2010, 12:48 PM
الحلقه الثانيه
بدأ المهندس علىّ وعماله العمل فى ديكورات الدورالثانى للفيلا وانتقلت العائله لممارسة حياتها العاديه فى الدور الأول
ومضت ايام والعمل يسير بمعدل سريع والأب سعيد بالمهندس علىّ ونشاطه ومهارته
وفى صباح يوم صيفى حار ارتدت ساره ملابس السباحه واتجهت الى حمام السباحه فى الحديقه الخلفيه واخذت تسبح بمهاره واستمتاع كبير
وبدأ العمال يفتعلون الحجج للذهاب الى الحديقه الخلفيه بعد ان رآها بعضهم ونقلوا الخبر لزملائهم ..
لاحظ الحاج صابر المشرف ما حدث ..فذهب الى المهندس علىّ واخبره بالأمر..فظهر على وجهه الضيق الشديد ووعده ان يتصرف
اتجه علىّ مباشرة الى اللواء ابراهيم والد ساره وأخبره بالأمر وطلب منه بطريقه مهذبه ان يمنع ساره من السير بثوب السباحه وسط العمال حتى لا يتأثر العمل
ثارت ساره بشده عندما حدثها ابوها فى الأمر لكنها رضخت أخيرا مكرهه لطلبه بعد ان اقنعها ان تذهب للنادى ان ارادت ممارسة السباحه
ازداد حنقها وغضبها على هذا الدخيل المتعصب الذى اقتحم حياتها بطريقه غريبه وبدأ يحد من حريتها ويفرض اراءه ومعتقداته على من حوله
علام تنظرين؟
سألتها اختها سماح بدهشه عندما وجدتها واقفه تنظرمن الشباك بشرود لمده طويله
التفتت ساره اليها وقالت : هذا المخلوق العجيب الذى يدعى المهندس علىّ
سماح : لا اجده عجيبا على الإطلاق .. كثيرون يفكرون ويتصرفون مثله انا نفسى قابلت بعضهم فى الجامعه
تقدمت اليها ووقفت بجانبها تنظر اليه وهو يقف وسط عماله وقالت بخبث: أيعجبك؟
التفتت اليها ساره بعجب وقالت بسخريه: الا تفكرين الا فى هذه الأمور التافهه؟ الأمر بالنسبة لى هو محض فضول
لقد التقيت بكثير من المتطرفين من جميع الأجناس والملل ومنهم مسلمين واجريت عليهم دراسات وتحاورت معهم
لكنى لم اقابل رجل مثله فى حياتى..تصرفاته غريبه للغايه
لقد ساعدنى برغم انه لا يعرفنى ..وبرغم اعتراضه على ملابسى وتصرفاتى..ومع ذلك ساعدنى..واراه هنا مع العمال يعاملهم بشكل غريب ..فهو يتباسط معهم ويضاحكهم ويصلى وسطهم خلف هذا الرجل الكبير ذو اللحيه البيضاء
سماح بدهشه : اين التقيت بهؤلاء الرجال؟
ساره ببساطه : فى السجن ..عندما كنا نقوم بزيارات ميدانيه لإجراء الأبحاث وعمل الدراسات..كانت تجربه غريبه جدا
سماح بفضول : الم تخافى منهم ؟
ساره تهز كتفيها بلا مبالاه : ولم اخاف ...كان هناك الكثير من الحرس والـ....
توقفت عندما سمعت صوت هاتفها الخلوى ..تناولته بسرعه وظهر على وجهها الإهتمام عندما رأت الرقم وردت قائله:
مرحبا جيف ..لا لم انتهى بعد..اطمئن سأكون عندك فى الموعد تماما....لا ..لقد فكرت مليا فى الأمر وسأستمر فى العمل.. ووجدت ما كنت ابحث عنه انه مناسب تماما ... استطيع القيام بالأمر ..لا انه حاله فريده ..لا .لن اتراجع لقد قررت الإستمرار للنهايه..ولن يستطيع احد اقصائى عن العمل هل تفهم
أغلقت الهاتف بضيق واخذت تفرك يدها اليمنى بعصبيه ..ثم فتحت حقيبتها وتناولت كبسوله من الدواء وعادت تقترب من الشباك وتنظر الى المهندس على وهى تردد بشرود : انه حقا حاله فريده
.......................................
بدأت ساره تجلس فى البيت لمدد طويله على غير عادتها وذلك لتراقب عن قرب ذلك المخلوق العجيب المهندس على
ولاحظت ساره ان اكثر شخص مرتبط به هو الحاج صابر المشرف فهو دائما معه ويثق فيه كثيرا وعرفت بنظرتها ان الحاج صابر من نوعية المهندس علىّ بل ربما يكون اشد تعصبا منه ..فهو كبير السن له لحيه بيضاء كبيره ودائما ما يقدمه علىّ فى كل الصلوات ليؤم العمال ويقف هو خلفه وسطهم
لذلك قررت ان تسأل الحاج صابر. فأرسلت اليه ليأتيها فى الحديقه الخلفيه عند حمام السباحه وسألته : هل تعمل منذ وقت بعيد فى تلك الشركه ؟
قال وهو يدير رأسه عنها : من ايام الحاج محمود والد الباشمهندس علىّ رحمه الله
قالت بعصبيه وقد استفزها بشده عدم نظره اليها : أهكذا انتم كلكم لا تحترمون السيدات؟
قال بدهشه شديده : ماذا؟ من قال هذا ؟ بالطبع نحن نحترم النساء
قالت بكبرياء وتعالى : انك حتى لا تنظر الىّ عندما اكلمك
الحاج صابر : ياابنتى أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بغض البصر و...
قالت بسخريه متهكمه : نعم ..أعلم ذلك ..فأنتم تنظرون للمرأه على انها عوره ..عار ..خطيئه يجب اخفاءها .أليس كذلك؟
عرفت الآن ان هذه البلاد لن تنهض ابدا طالما فيها من يفكرون بهذه الطريقه المتخلفه
ابتلع الرجل الإهانه بصمت وتركها ورحل
جلست فى الحديقه تهز ساقها بعصبيه وشعرت بعودة الإرتعاشه ليدها فركت يدها و اتجهت الى الفيلا لتتناول الدواء .توقفت بارتباك عندما وجدته واقفا فى الطريق والغضب واضحا فى معالمه. لكنها تمالكت نفسها بسرعه واكملت طريقها
لكنها توقفت ثانية عندما تحدث بغضب : الحاج صابر يريد ترك العمل ومغادرة المكان
هزت كتفيها وقالت بتعالى : هذا شأنه
تقدم بخطوات بطيئه نحوها وهو يقول والغضب يملأ صوته : ستعتذرين له عما قلتيه له
قالت بعناد وهى تتراجع للوراء : لا .لن اعتذر أبدا حتى لو اخبرت ابى
قال بصرامه ومازال يتقدم نحوها وهى تتراجع : والدك ليس هنا لأخبره عما فعلتيه بالرجل الطيب الذى منعه أدبه من الرد عليك لذلك ستعتذرين له
قالت بتعالى وهى تحاول الا تتراجع امامه : من انت لتكلمنى بهذه اللهجه؟
تسارعت خطواته مما جعلها تتراجع بسرعه وقال بلهجه مخيفه : أنا الإرهابى ذو اللحيه السوداء. الهمجى . العدوانى المهووس . السيكوباتى
قالت وهى تتراجع بسرعه الى الخلف : لن تستطيع اخافتى ..أنت مـ....آآآآآآآآآآه
لم تستطع ان تكمل الكلمه .فقد سقطت فى حمام السباحه
ضحك على بسخريه شديده ثم استدار ونادى بصوت عالى : يا حاج صااااابر . أحضر الونش ليخرج الآنسه من حمام السباحه
ضج المكان كله بالضحك من كل العمال الذين تجمعوا على صوت على. وسار على حتى وصل الى الحاج صابر وغمز له بخبث وهو يمر من جانبه والحاج صابر يضحك
......................
قطعت ساره غرفتها ذهابا وايابا والغيظ والغضب يحرقانها حرقا وهى ترتدى روب الحمام وتصرخ فى هاتفها المحمول : قلت لك لن اعود الآن... لا تضغط على ورائى عمل يجب ان انهيه قبل العوده ..عضت على شفتيها بغضب وهى تحاول كظم غيظها ولكنها اغلقت الموبايل فجأه والقت به على الفراش
دخلت سماح الى الحجره وهى تقول بدهشه : الن تكفى عن عصبيتك ؟ صوت صراخك وصلنى وانا اركن السياره فى الجراج . لماذا لا تأخذين الأمور ببساطه؟ لم تكونى ابدا بمثل هذه العصبيه. لقد بدأت أخشاك
قالت بتجهم وهى تفرك يدها بعصبيه شديده : متى عدت؟
سماح وهى تخرج سلسله ذهبيه جميله من علبتها: وصلت حالا..انظرى .هذه هدية وائل .أليست جميله؟
قالت ساره بعدم اهتمام وهى تبحث فى حقيبتها : نعم جميله
سماح بسعاده : قمنا بجوله على المحلات ووقفت امام فترينه معروض بها فستان زفاف رائع ..اتمنى ان يحدد والدى موعد الزفاف سريعا .فأنا اتوق بشده لإرتداء ذلك الفستان الرائع
تناولت ساره الكبسوله وهى تقول : ان عقلك فارغ ياعزيزتى . لاتفكرين الا فى توافه الأمور
سماح تنفعل : ماذا؟ الزواج ..توافه الأمور؟ ..انه اهم شئ فى حياة الإنسان..الا تشتاقين لإرتداء ثوب الزفاف كأى فتاه؟
ساره بلا مبالاه : لا يا عزيزتى .فلدى امور اهم تشغلنى. ان عملى هو كل حياتى ولابد ان استعد جيدا للمعركه التى تنتظرنى فى نيويورك ..والمعركه التى هنا
عقدت سماح حاجبيها بتفكير : معركه هنا؟
تتسع عيناها بفهم ثم تبتسم بخبث وهى تكمل :آآآه الباش مهندس؟
ساره وهى تضغط اسنانها : لابد ان اصل اليه بأى ثمن ..لو نجحت فى ذلك فستكون ورقه رابحه فى صالحى فى معركتى القادمه هناك..لكن كيف وانا حتى لا استطيع ان اتحدث معه؟
سماح وهى تجلس على الفراش باسترخاء : كان غيرك أشطر .. فالرجال امثاله لا يطيقون الفتيات المتحررات .ولا يسترسلون فى الحديث مع اى سيده الا لو كانت من اهلهم . كما ان هذا النوع يكره الكذب ويحتقر من يكذب عليه .
لن تستطيعى التفاهم معه ابدا..
ساره بتحدى : انت لا تعرفيننى . عندما اضع موضوعا فى رأسى فهذا يعنى اننى سأصل اليه مهما كانت الصعوبات
سماح تهز ساقها بمرح وهى تقول : بالطبع تستطيعين الوصول اليه بسهوله
ساره تعقد حاجبيها باهتمام : كيف؟
سماح بتهكم : تتزوجيه هاااااااا هاااااااااا
تجرى سماح خارجه من الحجره وهى تضحك بمرح عندما تقذفها ساره بالوسائد وهى تقول : ايتها الشقيه الخبيثه
تغلق ساره الباب خلفها وتقول بتحدى : حسنا يا ذو اللحيه السوداء فمازال فى جعبتى الكثير
و صلّ اللهم و سلم على النبى الأمين
و الحمد لله رب العالمين
........................................
لك عدت
6th July 2010, 06:43 PM
هل هذه هى النهايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جزاكى الله خيرا اختى الحبيبه188
ريحآنة آلجنه
6th July 2010, 06:52 PM
الحلقه الثالثه
دخل علىّ حجرة مكتب اللواء ابراهيم فوجد ساره تجلس خلف المكتب توقف قليلا من أثر المفاجأه ثم تقطب جبينه وخفض عينيه وهو يقول : عفوا .ظننت سيادة اللواء هنا . اسمحى لى
قالت بثقه وجرأه : أنا التى أرسلت اليك لتأتى الى هنا وليس ابى
ظهر على وجهه الدهشه ممزوجه بالضيق .فأكملت مفسره : لو كنت عرفت اننى التى اطلبك ما كنت اتيت . أليس كذلك؟
قال بصرامه : ماذا تريدين يا آنسه ؟ وما هذه التصرفات الغريبه؟
قالت مباشرة وبلهجه عمليه: سأخبرك بصراحه حتى لا تسئ الظن بى. عندما كنت فى نيويورك كنت اقوم بعمل دراسات وابحاث عن نشئة الإرهاب والسلوك العدوانى للإنسان وعلاقته بالهوس العقائدى والـ..
قاطعها بتجهم : وما دخلى انا بهذه الأمور؟؟
أكملت وكأنها لم تسمعه : كل العينات التى درستها وطبقت عليها الإختبارات والمقاييس كانت تفتقر لشئ هام جدامما يجعل المقاييس والإختبارات تفقد جزءا كبيرا من الدقه والمصداقيه وذلك بالطبع يؤدى الى فشل الدراسات والأبحاث بسبب النتائج الغير دقيقه ..هذا الشئ هو..التلقائيه والصدق
كل العينات التى خضعت للدراسه كانت من داخل السجون أى تحت ضغط رقابى شديد مما يفقدهم الصدق والتلقائيه ..لم اقابل احد منهم على سجيته وذلك جعلنى اشك فى كل النتائج التى حصلت عليها وبالتالى فنتيجة الدراسه نفسها مشكوك فى صحتها لذلك كان على ايجاد عينات اخرى لأبدأ معها الدراسه من جديد عينات ليست واقعه تحت اى ضغط . عينات على سجيتها
و وجدت انك افضل شخص يمكن ان يساعدنى فى دراساتى وابحاثى
رفع احد حاجبيه لأعلى بدهشه متهكمه .ولكنها تجاهلت ذلك واكملت : المواصفات المطلوبه تنطبق عليك تماما
قال بسخريه لاذعه: وما هى هذه المواصفات؟اللحية السوداء ؟
قالت بهدوء : لا . لست بهذه السطحيه ..انما اقصد شخصيتك القويه المتشدده . انغماسك الشديد فى الدين. طريقة معاملتك للسيدات . عدم التفاتك لهن . طريقه كلامك مع العمال والأفكار التى تبثها فيهم
قال بتهكم : هل اعتبر هذا مدح ام ذم ؟
قالت وهى تهز كتفيها : كما تريد . ولكن ما اريد قوله هو انك أنسب شخص لهذه المهمه
قال وصدى السخريه اللآذعه يرن فى كلماته : عفوا أخطأت الشخص المطلوب ..فأنا لست فأرا أو قردا . عن اذنك
استدار راحلا..لكنها قالت بسرعه : أنا اعرض عليك عملا تابعا للمركز الذى اعمل به وبمقابل مادى كبير
قال بتهكم : مقابل مادى كبير؟
قالت بلهفه : نعم ولا تنسى انك ستقدم خدمه للعلم وبالتأكيد ستساهم فى تطور هذه البلاد
قال بسخريه : اساهم فى تطور البلاد؟؟
وهل تظنى ان تلك الدراسات الغريبه يمكن ان تغير شيئا على أرض الواقع؟انها مجرد حبر على ورق ..وعندما تنتهى سيكون مصيرها النوم على رفوف يعلوها التراب
قالت بحماس كبير : بل ستغير اشياء كثيره بالتأكيد فنحن لا نقوم بعمل دراسات وابحاث تكلفنا ملايين لنضعها على الرفوف ..بل نضعها امام المختصين لتساعدهم على وضوح الرؤيه ليقوموا بدورهم فى التخطيط والإصلاح وان كنت لا تصدق فسأقول لك مثال بسيط ان رئيسى المباشر فى المركز هو واحد من المستشارين الذين يعملون على تطوير المناهج التربويه فى التعليم
صمت قليلا مندهشا ثم هز رأسه وقال : نعم ..فهمت ..الآن فقط فهمت
قال وهو يضغط اسنانه ويستدير ليخرج من الحجره : لهذا فقد اخطأت الشخص المطلوب اسمحى لى
قالت بثقه وهو يرحل : خمسين الف دولار
توقف فى مكانه وهو يستمع لها وهى تكمل : مقابل بضع ساعات من وقتك وبضعة اسئله واختبارات بسيطه
قال بدهشه حقيقيه : كل هذا المبلغ لشخص واحد فقط ؟
ضاقت عيناه وهو يكمل : ترى لماذا؟
قالت بثقه : من اجل خدمة البشريه
قال بتهكم شديد : نعم . أمريكا هى التى تهتم بخدمة البشريه كالعاده ..منتهى الرحمه والـ....
انتفض على عندما سمع صوت مدوى لشئ يسقط .أعقبه صراخ رهيب قادم من الخارج ..وفى لحظه واحده كان هناك ومن خلفه ساره
وبعينيه الخبيرتين فهم ماحدث
كان العمال متجمعين حول احدهم الذى سقط فوقه لودر قديم ضخم كانوا يستخدمونه فى هدم حائط الفيلا الكبير القبلى وهم يحاولون تخليص نصفه السفلى منه
اندفع على بدون تردد واندس تحت اللودر الضخم الثقيل
وحاول مساعدة العمال فى رفعه بكلتا يديه وبمساعدة الأيادى القويه الكثيره استطاعوا رفع اللودر قليلا فصرخ علىّ : اخرجوه من تحته
مد اثنين من العمال ايديهما وسحبوا الرجل من تحته ولكن اللودر انزلق على يد علىالا انه استطاع فى آخر لحظه سحب يده بسرعه لكنها لم تسلم من اصابه شديده نتيجة احتكاك اللودر بها بشده
شعرت ساره بتوتر شديد وهى ترى الدماء تنزف من ذراعه بغزاره وهو يلهث بشده والعمال يلتفون حوله جميعا بقلق معبرين عن حبهم واحترامهم له بكلمات المواساه والتشجيع
نظر على الى الحاج صابر وقال بقلق : كيف حال محمد ؟
قال الحاج صابر : اطمئن . سيكون بخير ان شاء الله
قال على بلهجه آمره : اتصل بالإسعاف بسرعه
ثم التفت الى احد العمال وقال بغضب صارم : كم مره قلت ان هذا اللودر يجب ان يركب له قطع غيار جديده؟
أجاب احد العمال : لقد كان فى الورشه الإسبوع الماضى
على بغضب عارم : حسابى مع حسن سيكون عسير
.............................................
كان على يجلس فى فراشه يقرأ الجرائد وذراعه مضمده عندما دخلت عليه أمه وقالت : على..هناك ضيوف قد اتوا لزيارتك هل انت مستعد لإستقبالهم؟
هز رأسه بالموافقه وهو يبتسم لأمه
دخل عليه اللواء ابراهيم وسلم عليه بحراره وقال : حمدا لله على سلامتك يا على ..لقد اتيت مباشرة بمجرد ان عرفت الخبر
قال على بتهذيب : ما كان يجب ان ترهق نفسك فالأمر بسيط ففى مهنتنا هذه الحوادث معتاده
ظهر على وجهه بعض الدهشه عندما وجد ساره تدخل الحجره بخطوات متمهله تمتلئ بالثقه وهى تقول بابتسامه هادئه : حمدا لله على سلامتك يا باش مهندس
رد وهو يخفض عينيه كالعاده : الله يسلمك ..لم يكن هناك داعى لتعبك ..فكما قلت الأمر بسيط
نظر الى اللواء ابراهيم وقال : ان شاء الله لن يتعطل العمل فى الفيلا ..فالعمال يعرفون المطلوب منهم .والحاج صابر معهم وانا اثق به كثيرا
قال اللواء ابراهيم بود : لا تشغل بالك ..فأنا لست قلقا على هذا الأمر . خذ ماتريده من وقت واهتم بصحتك جيدا
قالت ساره بأسلوب مباشر : هناك شئ يحيرنى حقا ..لماذا فعلت ما فعلته وعرضت نفسك للخطر بهذه الطريقه
صمت قليلا من اثر الدهشه من سؤالها ثم ظهر على جانب فمه شبح ابتسامه وهو يقول : أعضاء الجماعه الواحده مخلصين لبعضهم البعض ويبذلون دماءهم رخيصه فى سبيل الجماعه..فلا يجب ان تنقص جبهتنا ابدا
هل هناك اختبارات اخرى؟
قالت بتخابث : نحن لم نبدأ بعد
قال بسخريه مقنعه : امازلت تحلمين؟
ردت بتحدى مستتر : واحقق احلامى مهما كانت العقبات
قال بثقه : ليست كل الأحلام من الممكن تحقيقها
قالت : سنرى
نقل الأب عينيه بينهما فى عجب لكنه لم يعلق
...................................
كانت ساره فى حجرتها تصرخ فى المحمول : جيف ..لن تستطيع اقناعى بالعوده الآن.ولن اترك ما بدأته .هل تفهم؟سأستمر فى الدراسه مهما كلف الأمر وان قمتم بمنعى فسأجريها على حسابى..الحاله التى سأجرى عليها المقاييس مختلفه تماما لو نجحت سأحقق نتائج مذهله ..وربما تغير مسار البحث كله اسمعنى جيف . هذه فرصتى لأقوم بعمل ذا قيمه حقيقيه....
صرخت بغضب : لن اترك الأمر مهما حدث
أغلقت المحمول بغضب وتوتر والقت به وهى تقول : سأنفذ ما عزمت عليه ..ولن يستطيع احد منعى
........................................
سار على بخطوات واسعه فى الدور الأرضى فى الفيلا والذى أوشك العمل فيه على الإنتهاء
وسارت ساره خلفه بخطوات اشبه بالجرى تحاول اقناعه بمساعدتها فى الدراسات التى تجريها وهو رافض تماما
كانت تقول بحماس صادق : انت لا تفهم قيمة هذه الدراسه بالنسبة لى ولا اهميتها الفعليه وما يمكن ان تغيره فى الحياه
توقف قليلا وقال بتهكم : هل تصدقين حقا هذه الأفكار الغريبه؟
قالت وهى تحاول اقناعه : بامكانك ان تساعدنى على تغيير رأيى..وتحسين صورتكم امام العالم..ليعلموا انكم لستم بالوحشيه التى يظنونها
قال بسخريه غاضبه ممروره : آنسه . أنا لا يعنينى ابدا رأيك فى او فى الحياه حتى اسعى الى تغييره ولا يهمنى اطلاقا صورتى امامك او امام عالمك
ولا يهمنى ملايينك او ملايينهم التى يبعثرونها علينا بدون سبب
منطقى ..فليتبرعوا بها لحيواناتهم الجائعه فى حديقة الحيوان ..أو لبناء مستوطنات للفقراء المساكين الذين لا يجدون مكان يؤيهم ويبكون كل يوم من بؤسهم وفقرهم حول حائط المبكى أو لبناء
سجون ومعتقلات جديده حول العالم تساعدهم على حماية انفسهم من الإرهابييين المتوحشين المتعصبين المهووسين السيكوباتيين أمثالى
أظن الآن قد اتضح بجلاء رأييى فلا داعى لفتح هذا الموضوع مره اخرى ..وكفى عن اللحاق بى فى كل مكان فلا أحب ان اصبح مسار أحاديث العمال الجانبيه
اندفعت قائله قبل ان يرحل : هل تتزوجنى ؟
تسمر فى مكانه كمن صعقه سلك كهرباء ونظر اليها بذهول للحظات ثم استدار وهو يهز رأسه و يضرب كفا بكف بعجب
لكنه فوجئ بوالدها يقف عندالباب نظر اليه للحظات ثم تركه وخرج مسرعا دون كلمه
نظر الأب بصمت غاضب الى ابنته التى وقفت عاقده ساعديها بلا مبالاه وكأن مافعلته شئ عادى ومقبول
و صلى اللهم و سلم على حبيب المسلمين
و الحمد لله رب العالمين
فى انتظار آرائكم و تعليقاتكم
حتى نكمل ما بدءنا
لك عدت
7th July 2010, 09:57 AM
لن ادلى برأى حتى تنهى القصه؟؟؟!!!!!!
جزاكى الله خيرا اختى الحبيبه 191
ولك منى كل الحب والاحترام
ريحآنة آلجنه
8th July 2010, 09:33 AM
جزاكى الله خيرا اختى الحبيبه هكمل أنا القصة
ريحآنة آلجنه
8th July 2010, 09:36 AM
الحلقه الرابعه
فى اليوم التالى .......
كان على يسير وسط عماله يتابع سير العمل عندما اتت الخادمه اليه تبلغه ان اللواء ابراهيم يريده فى حجرة المكتب .فهم على الفور ان ساره هى التى تريده ..فاتجه الى حجرة المكتب وهو متحفز وغاضب وينوىأن يضع حدا لجرأتها الشديده معه .وعندما دخل ..وجد اللواء ابراهيم يجلس خلف المكتب فقال بتهذيب : خير ؟ حضرتك ارسلت فى طلبى؟
تنهد اللواء بحراره وقال : اجلس يا على ..أريدك فى موضوع هام
جلس على بصمت المترقب ونهض اللواء من على مكتبه وجلس على الكرسى المواجه له ولاحظ على انه يبدو قلقا مهموما
قال اللواء بعد تردد طويل : لقد فكرت كثيرا فيما حدث امس. الحقيقه اننى قضيت الليل بطوله افكر ..فى البدايه صدمنى بشده تصرف ساره ولكن بعد تفكير ادركت ان تصرفها عادى بالنسبه لتقاليد المجتمع الذى عاشت فيه..
قال اللواء عندما وجد علامات استفهام كثيره تظهر على وجه على : سأدخل فى الموضوع مباشرة ودون مقدمات
أشعل سيجاره وقال بتوتر اكبر : انا اعرض عليك الزواج من ابنتى ساره
اندفع على يقول بدهشه : سيادة اللواء انا لا ....
قاطعه اللواء قائلا : قبل ان ترفض اريدك ان تسمعنى ..هناك اكثر من سبب دفعنى لمخالفة كل التقاليد التى تربيت عليها من صغرى وجعلنى أعرض عليك هذا الأمرأولها اننى معجب بك كثيرا واعتبرك رجل يتمناه اى انسان زوجا لإبنته .كما ان والدك رحمه الله كان من افضل اصدقائى ..وانت تشبهه تماما فى اخلاقه وتصرفاته ..حتى فى اسلوب كلامه
السبب الثانى هو ساره نفسها .طبيعة نشأتها وتفكيرها مختلفه تماما عنا ..وهذا ما يشعرنى بقلق كبير عليها وعلى مستقبلها فماذا يمنع ان رفضت عرضها ان تكرر عرضها هذا مع اى رجل آخر؟ وعندها لن اضمن ان يكون بمثل صفاتك وأخلاقك...أرجوك فكر ثانية ...ربما..
قال على بأدب : سيادة اللواء عفوا ..لا أستطيع ان اقبل شرف نسبك ..فالأمر محسوم تماما بالنسبة لى . أنا والآنسه ساره ضدين لا يمكن ان نتفق ..فليس بيننا اى شئ مشترك على العكس فنحن نقيضين فى كل شئ..
اهتزت السيجاره فى يد اللواء ابراهيم ..وظهر عليه الهم الشديد وقال وهو يمسح وجهه باحراج : يبدو ..يبدو . اننى ابحث عن انسان لأحمله نتيجة أخطائى ..ان شعورى بالذنب تجاهها لا يفارقنى لحظه ..فأنا السبب فى تغيير مسار حياتها ..لقد ارتكبت فى حقها أخطاء فادحه
ساره كانت فتاه ككل الفتيات رقيقه هادئه وديعه..كانت تشبه امها الى حد بعيد وعندما ماتت امها انقلب كل شئ فى حياتى كانت ساره فى الثانية عشر وكانت ظروف عملى قاسيه جدا وتضطرنى للغياب عن المنزل لفترات طويله ولم يكن باستطاعتى رعاية طفلتين وكذلك كنت رافضا لفكرة الزواج ثانية ولم يكن بوسعى الإإستقاله من عملى . فعملى هو كل حياتى فاضطررت لإدخالها واختها الى مدرسه داخليه ووقع اختيارى على المدرسة الأمريكيه للتكنولوجيا وعلوم المستقبل
ايامها كانت من افضل المدارس فى الشرق الأوسط
واستمرت فى المدرسه حتى حصلت على الثانوية العامه وكجزء من برنامج التبادل الثقافى بين البلدين وحسب سياسة المدرسه ولوائحها ونتيجه لتفوقها نالت ساره منحه ثلاثة اشهر للسفر الى امريكا لتدرس الكمبيوتر وتتعرف على امريكا
الخطأ الفادح الذى ارتكبته فى حقها هو اننى وافقت على سفرها وحدها فى هذه السن وسمحت لها بالعيش وسط ناس أغراب يختلفون عنا فى عاداتهم وأخلاقهم .. ولكنى كنت سعيدا بها وبتفوقها
وفى نهاية الثلاثة اشهر فوجئت بأنها فازت بالامركز الأول على طالبات المنحه وكانت الجائزه عباره عن منحه اخرى للدراسه فى احدى الجامعات الأمريكيه لمدة اربع سنوات
كان على يتابع كلام اللواء باهتمام كبير وبدهشه وعجب أكبر لكنه بقى صامتا لم يعلق
أكمل اللواء بتأثر كبير وندم وكأنه يريد ان يطهر نفسه :
كان الإغراء اكبر من ان يقاوم.اى انسان يتمنى ان يتعلم اولاده فى دوله متحضره كأمريكا خاصة عندما يكون من أصول ريفيه مثلى ولم ينجب الا البنات فهو يحاول دائما ان يثبت لنفسه وللآخرين انه افضل من من انجب الذكور
وعام بعد عام كانت الفجوه التى بيننا وبينها تتسع و تزداد عمقا حتى بدت وكأننى لا أعرفها..كلما أتت فى أجازه كنا نشعر وكأنها غريبه عنا..وبعد تخرجها عملت هناك فى المركز وكانت تتنقل بين فرع المركز هنا وهناك...أظن انه لولا أن المركز له فرع هنا ما كنا رأيناها ابدا فلقد تغيرت افكارها وتصرفاتها وازدادت عصبيتها بشكل غريب
لم نعد نعرف عنها شيئا أصبح عملها وحياتها وأحلامها و مستقبلها هناك أصبحت تنتمى اليهم أكثر مما تنتمى الينا
تنهد بأسى وقال :أتمنى ان ادفع نصف مالى لمن يعيد الى ابنتى..
فهل تقبل يابنى ؟
قال على بضيق شديد ممزوج بالحرج : سيادة اللواء..لولا انك كنت صديقا لوالدى رحمه الله وانا احترمك واقدرك لكنت تكلمت بطريقه مختلفه ورددت على الإهانه التى وجهتها لى..فأنا لا أتزوج ابدا امرأه من أجل مالها
قال اللواء بإحراج شديد : أرجوك لا تفهمنى خطأ لم أقصد المعنى الذى فهمته فقط كنت .....
سكت عندما لم يجد ما يقوله
لكن على قال :
المشكله يا سيدى ان ابنتك من الذين يحاولون تشكيل أفكار ومعتقدات جيل بأكمله وصبغ عقله بأفكار تعتبر ضد كل ما انا مؤمن به وادافع عنه لذلك فالتفاهم بيننا مستحيل ولا يمكننى ان أوافق على نشر تلك الأفكار الغريبه..كما أنها شديدة العناد والتمرد
ولا يمكننى ان ابدأ حياتى بزيجه محكوم عليها بالفشل.لأننى عندما أفكر فى الزواج فسيكون هدفى الوحيد هو تكوين اسره وبناء بيت ناجح
طأطأ اللواء رأسه بصمت و بحزن كبير وكأنه يحمل هموم العالم
ثم رفع رأسه بعد فتره وظهرت فى عينيه نظرة انكسار تألم لها على كثيرا ..تنهد اللواء تنهيده حاره ثم قال : أعلم كل هذا بل واكثر منه عجبا ..كيف فكرت ذلك التفكير الأحمق؟...لم تعد هناك فائده . خطأى ولابد ان أتحمله للنهايه ..سيظل ذنبها فى رقبتى الى يوم القيامه ..وليسامحنى الله عما فعلته بها
ظلت كلمات اللواء ابراهيم تتردد فى عقل على بقوه وهو يتذكر نظرة الحزن والإنكسار التى لاحت فى عينيه
كان يفكر فى حديث اللواء ابراهيم العجيب عن ابنته وهو يهذب لحيته بعنايه بالمقص والمشط أمام المرآه فى حمام بيته.
وقفت أمه على باب الحمام وقالت بانفعال : على..هل ترضيك أفعال أحمد هذه وشقاوته؟
التفت اليها فى هدوء وتساؤل : ماذا فعل هذه المره؟
قالت غاضبه : تعالى وانظر بنفسك
ذهب على خلفها حتى دخلت الى حجرتها واشارت الى سريرها وهى تقول : انظر . لقد أدخل أحمد قطا الى البيت للمره الثانيه بعد ان حذرته ان يفعلها
اقترب على من الفراش وتمعن فى الشئ الأسود ذو الرائحه الكريهه الذى على الملاءه فلاحظ انها فضلات حيوان ما فنظر الى أمه وقال بهدوء : ما فعل هذا ليس قطا
نظرت اليه بدهشه وقالت : وماذا يكون ؟
قال بجديه وثقه : كلب
ارتدت الأم للخلف باشمئزاز وقالت بانفعال : لاااااا.......كيف يدخل هذه النجاسه الى البيت؟رائحة الغرفه لا تطاق هذه المره يجب ان تعاقبه بشده..كيف استطيع النوم على السرير ثانية؟
قال على : يمكنك ان تغسليه سبع مرات احداهن بالتراب
قالت بغضب : على
قال : حسنا يمكننا احراق السرير
ضربته فى كتفه وهى تقول : كف عن المشاكسه وتصرف حالا مع هذا الولد الشقى
نادى على على اخيه أحمد فجاء مسرعا ومن خلفه اخته هبه وقال له على بصرامه : ألم تحذرك امى من ادخال حيوانات فى المنزل؟
أحمد بدهشه : ماذا ؟ لا لم افعل
على يشير الى السرير: ما هذا اذا؟
أحمد يمعن النظر فى فضلات الحيوان ويقول بحيره : لا أدرى
على بغضب : أيها الشقى ..سأريك
وفى حركه سريعه قفز على فوق السرير وحمل فضلات الحيوان بيده وهو يصرخ بمرح صاخب وأخذ يجرى بها خلف احمد الذى انطلق يجرى هو واخته هبه بعيدا عن على
اخذ احمد يصرخ عندما امسكه على ومسح فضلات الحيوان فى وجهه ثم القاها بحركه مفاجئه على هبه التى صرخت باشمئزاز ودفعتها بعيدا عنها لتسقط على الأرض
ضحك على بشده وهو يتناولها من الأرض و يقول : نياهاهاهاهاها هذه احدث المقالب التى نزلت الى السوق ....فضلات الكلب البلاستيكيه ..وبالرائحه
انطلق الجميع يضحك وقربها على من هبه التى ابتعدت باشمئزاز وهو يقول : شمى
لكزته امه فى كتفه وهى تضحك : الن تكف عن دعاباتك السمجه؟..ولم تجد الا حجرتى لتملأها بهذه الرائحه؟
عقابا لك سأنام الليله فى حجرتك ولتنم انت مع فضلات الكلب
هيا ليعد الجميع الى المذاكره
عاد احمد وهبه الى مذاكرتهما وهدأ البيت
اتجهت الأم الى حجرة على وجلست بجواره وقالت : اراك مشغول الفكر هذه الأيام ..فهل تخبر امك بما يشغلك؟
نظر اليها وقال باستسلام : الا تتركين لى شيئا أخفيه عنك
قامت مغادره وهى تقول : انا لم استحلفك بالله لتبوح لى بشئ . فقط انا اسأل ولك حرية الصمت
قال على بسرعه : ابنة اللواء ابراهيم تريد أن تخطبنى
ابتسمت الأم وجلست تستمع وحكى لها على كل شئ بالتفصيل وفى النهايه قال : لا أدرى لم أشعر اننى على وشك الوقوع فى فخ
قالت بسخريه : هذا جزاء ما تفعله بى وببنات الناس
كم عروس عرضتها عليك ورفضتها بحجج واهيه والآن بعد ان مللت منك فاختر من تشاء ولن اعارض اختيارك..فلقد ربيتك رجلا مسؤولا عن تصرفاتك
قال بدهشه : هل هذه نصيحة ام لإبنها الكبير عندما يفكر فى الزواج ؟ كأنك اتفقت معها على
قالت : احمد الله انك اخيرا فكرت فى الزواج وانا لم اتفق معها فأنا بالكاد اعرفها ولكنك تسألنى كمن يقول..أمى ..هل تسمحين لى بالوقوع فى الفخ؟
اكملت ضاحكه : يبدو ان الفتاه قد أعجبتك .هل تريد الحقيقه؟ انها حقا جميله
صرخ باستنكار : أعجبتنى؟؟
قالت : اذا فلقد أعجبك دورالداعيه المصلح وتود ان تنال ما هو خير من حمر النعم..
نظرت اليه بخبث وقالت : لو لم يكن هذا الأمر يشغل تفكيرك ما كنت أخبرتنى به
قال وهو يبتسم بغيظ : أتعرفين ما هى المشكله؟ لن اقول لكى انها ليست محجبه ولن اقول ان تصرفاتها متحرره اكثر من اللازم ..ولكن افكارها كلها خاطئه ..عقلها يحتاج الى التنظيف بالصابون والليف والكلور وربما احتجنا الى بعض البنزين
قالت بهدوء : هل تنتظر منى ان اهاجمها؟ حسنا ..هل رأيت صورى قبل الزواج؟
قال : لا
اشاحت بيدها وهى تقول : الأفضل الا تفعل ..فقد كنت اكثر تحررا منها ..لم اكن اعرف اى شئ عن الحياه حتى اتى والدك وانتزعنى مما كنت فيه..لن استطيع ان الومها او انتقدها فقد كنت يوما ما مثلها
صمتت قليلا ثم قالت : أتعلم لم رفضت أن أترك وظيفتى كمديره لمدرسة ثانوى واترقى فى كادر الوزاره؟
لأننى مؤمنه تماما ان المعلم لديه القدره والإمكانيه على الهدم والبناء فى عقول الطلبه وخاصة البنات نتيجة تأثيره المباشر فيهم..من الواضح ان هذه الفتاه لم تنشأ نشأه طبيعيه سويه ولم تجد القدوه الصالحه التى تؤثر فيها...
تنهدت وقالت: قبل كل شئ يجب ان تصلى صلاة استخاره.بعدها اختر ماشئت حسب قدراتك ورغباتك فإن كنت قادرا على مساعدتها واخراجها مما هى فيه فتزوجها على بركة الله وان كنت لا تستطيع فلا تفعل
قال وهو يفتعل البكاء ويمثل المسكنه: امى..تريدين التخلص منى ؟
قالت وهى تكتم ضحكها : لا يا صغيرى ولكنى اصبحت كبيره ولم اعد قادره على رعاية طفلين احدهما أطول من باب البيت وله لحيه سوداء
نزل على ركبتيه بمرح وقال : لست انا فأنا قصير
تركت العنان لضحكاتها ثم قالت : كان الله فى عونها ..هى التى وقعت فى الفخ
قال على بخبث وهو ينهض متجها الى حجرة اخته هبه: لقد سعت اليه بقدميها
سألته امه : الى اين ؟
قال وهو يفتح باب الحجره: هبه تريدنى ان اصلح لها الكمبيوتر
لك عدت
8th July 2010, 10:24 AM
انت من دائما توقعينا فى الفخ!!!!!
اريد النهايه؟؟؟؟199
جزاك الله كل خير
ولك منى الحب والاحترام
ريحآنة آلجنه
8th July 2010, 11:26 AM
بدأ على بفتح جهاز الكمبيوتر الخاص بأخته ولاحظ على انها كانت تجلس على فراشها منهمكه فى قراءة كتاب فسألها : أين المذاكره يا كابتن ثانويه عامه؟
قالت دون ان ترفع عينيها عن الكتاب انتهيت منها
قال بفضول: ماذا تقرأين؟
أدارت له غلاف الكتاب وهى تتنهد بضجر نظر على الى الغلاف ثم ألقى بما فى يده وخطف منها الكتاب وتأمل عنوانه
صرخت هبه بغيظ : دع كتابى
نظر اليها وقال وهو يضع اصبعه على فمه ويرسم على وجهه نظره مخيفه: هشششش ..الفتيات فى سنك لا يجب أن يقرأوا تلك الأشياء المفسده ..الأفضل ان تذاكرى دروسك
صرخت وهى تحاول اخذ الكتاب منه : لا شأن لك يا ثقيل الظل..لقد أنهيت مذاكرتى .هاته ..يا أمى
وضع الكتاب خلف ظهره وقال برجاء وهو يحاول وضع يده على فمها ليسكتها : ششش لا ترفعى صوتك سأقرأه الآن واعيده لكى عندما انتهى منه
قالت هبه وهى تضربه فى صدره محاوله باستماته اخذ الكتاب : لا. أريد أن أكمله الآن..يا أمى يا أمى
حضرت الأم مسرعه : ماذا حدث
قالت هبه : قولى له يترك كتابى .أريد كتابى
قال على وهو يضع الكتاب فى جيبه و يهرب من الحجره : قلت لك سأقرأه واعيده اليكى...
أشار بيده فى مرح وهو يقول قبل ان يغلق الباب : باى
نظرت الأم بدهشه الى هبه التى وقفت على السرير واضعه يديها فى خاصرتها بغيظ وقالت : أى كتاب هذا؟
أجابت هبه بضيق : ترويض النمره لويليم شكسبير
اتسعت عينا الأم بدهشه ونظرت الى باب الحجره المغلق ثم استغرقت فى الضحك
.......................................
و صلى اللهم و سلم على امام المرسلين
و الحمد لله رب العالمين
لك عدت
9th July 2010, 03:52 PM
لعلى عرفت النهايه اذا كانت مثل نهايه الروايه(ترويض النمره )لوليم شكسبير
لكى منى كل الحب والاحترام
وجزاك الله خيرا204
ريحآنة آلجنه
11th July 2010, 10:40 AM
الحلقه الخامسه
عاشت ساره اسبوعا قاسيا من القلق والتوتر والضيق
فلم يتبقى سوى ايام قليله وينتهى العمل فى الفيلا والمهندس على لا يأتى منذ آخر لقاء بينهما . تركها دون كلمه واحده.ودون أن يرد على عرضها
أغلقت ساره هاتفها المحمول حتى تتقى ضغوط جيف عليها بالعوده ..وأخذت أجازه طويله من المركز
فلم تكن فى حاجه الى مزيد من التوتر والضغط النفسى
أخيرا جاء على ليتابع الروتوش الأخيره للعمل ..وحاولت هى بكل وسيله التحدث معه.لكنه كان يتعمد تجاهلها ويتواجد باستمرار وسط عماله وعندما هم بالرحيل لم يكن لديها بد من ان تناديه فاضطر مرغما الى الذهاب معها الى حجرة المكتب وهو يحاول تجاهل نظرات العمال وابتساماتهم الساخره التى تقول الكثير
قالت ساره مباشرة كعادتها : لقد عرضت عليك عرضا ولم اتلق رد حتى الآن
سألها بعجب ودون ان ينظر اليها : هل انت دائما بهذه الجرأه ؟
قالت بتحدى : هل تعتبر الصراحه والوضوح عيبا؟
قال : لا ..ولكنى لم اعتد مثل هذه الجرأه من النساء
زفرت بضيق وحاولت تجنب مناقشه جدليه طويله : حسنا ..لن اتكلم فى هذا الأمر الآن .لقد سألتك سؤال ولم أتلقى الإجابه بعد
قال : الحقيقه اننى فكرت طويلا فى هذا الأمر ودار فى ذهنى سؤال حرت كثيرا فى اجابته وهو لماذا انا؟
هزت كتفيها ومطت شفتيها وقالت : ولم لا ؟
قال بجديه : لأننا مختلفان فى كل شئ وليس بيننا اى نقاط للتفاهم نستطيع ان نبدأ منها ..الإجابه الوحيده التى طرقت ذهنى هو انك تريدين نقل ابحاثك من أمريكا الى بيتى وبدلا من ان تأتى اليك العينات تذهبين انتى اليها
قالت بثقه : انا احاول ان اجد حلا يرضينا معا فالزواج سيجعلنى استطيع ان ادرس شخصيتك عن قرب وبصوره اكثر واقعيه
كما انه سيزيل عنك كل حرج ويجعلك تتحدث معى بحريه فعندها لن اكون غريبه عنك
ضاقت عيناه وقال بعجب : اذا فكما توقعت .الأمر كله عمل .مجرد تجربه تجرينها لخدمة ابحاثك ودراساتك...عفوا يا آنسه فأنا لا أتزوج من أجل اى غرض سوى تكوين أسره .زواجا حقيقيا يدوم الى اقرب الأجلين ..
قالت بسرعه : ومن قال انه لن يكون زواجا حقيقيا ؟ أظن اننى اجدك زوجا مناسبا لى
قال بسخريه شديده : حقا ؟ وماذا بعد ان تنتهى أبحاثك ودراساتك؟ ألن تمزقى هذه الصفحه من حياتك وتبحثى عن صفحه جديده؟
قالت بدهشه : ولم أفعل ذلك اذا كان زواجنا ناجحا؟
قال متساءلا: ومن اكد لك انه سيكون ناجحا ؟
قالت بتأكيد : التجربه ...التجربه هى التى ستثبت ذلك
قال : وهناك ايضا الإحتمالات ..عفوا ..لكننى لن أقامر بحياتى كلها من اجل تجربه احتمالات الفشل فيها اكبر من النجاح
ثم من سيضمن لى انك ستبذلين اقصى طاقاتك لإنجاح هذا الزواج؟
قالت بصراحه : لأننى اريد هذا الزواج
كانت اجابتها الصريحه مفاجئه له ..فصمت قليلا يفكر ثم قال : ان لدى شروطا لقبول الزواج لا أظن انك ستوافقين عليها
قالت بثقه : ومن ادراك اننى لن اوافق؟
قال بجديه : لأن فى جماعتنا نعتبر الزواج اسرا للمرأه فهو يفرض عليها اعباء وقيود ومسؤليات فهل تتقبلين التضحيه بحريتك؟
تنهدت بضيق وصمتت قليلا لترتب افكارها لتستطيع الرد عليه ثم قالت : من الممكن ان نتوصل الى اتفاق يناسبنا معا
رفع احد حاجبيه وقال : وهل سنوقع الإتفاق فى مجلس الأمن؟
قالت وقد بدأ الغضب يسيطر عليها : انت تسخر منى
قال : لا ..ولكن كلامك غريب حقا ..حتى اختياراتك للتعبيرات والألفاظ
تنهدت بضيق وقالت : أفهم ما تريده تماما ...تريدنى ان أحتجب عن الناس ..أليست هذه افكارك وعقيدتك ؟
قال : ليس هذا فقط ..بل تطيعينى فى كل شئ واذا ما اختلفنا تنفذين رأيى حتى لو لم تقتنعى به
قالت بعصبيه غاضبه : الآن أصدق تماما ما يقال عنكم ..فأنتم لا تتقبلون الرأى الآخر ولديكم نزعه هتلريه مسيطره وتتخذون من النساء عبيدا ترضون بهم نزعاتكم الساديه
قال بهدوء مستفز : رأيك لا يهمنى ..هذه هى شروطى وانا لم اكرهك على قبولها ..اسمحى لى
قالت بغضب هادر : هل تدعى التهذيب ؟ وانت من داخلك مجرد حيوان سادى مسيطر معقد ؟
صرخ بصوت مخيف : توقفى ..فأنا لن اسمح لكى ابدا باهانتى ..ولولا خاطر والدك ..لكان ردى مختلفا تماما ..واعلمى اننى لن اتزوج ابدا من فتاه تعرض لحمها امام الناس لتأكل منه كل العيون المريضه
اندفعت بعصبيه عمياء فاقده كل سيطره على تصرفاتها ورفعت يدها لتصفعه على وجهه وهى تقول : أيها السافل الـ .....
لم تكمل فقد اصطدمت يدها بذراعه التى رفعها بسرعه ليتقى بها الصفعه وهو يهز رأسه ويقول بهدوء مخيف : لا ..الصفعه لا تكون هكذ .....بل هكذا
نزل كفه على اذنها وخدها كصاعقه رهيبه واصطبغت الأشياء فى عينيها بلون الدماء وفقدت القدره على الرؤيه والسمع باذنها المصابه..لكنها سمعته جيدا بأذنها الأخرى وهو يقول بغضب هادر : اياكى ان تتعرضى بالإهانه لارهابى مهووس متعصب سادى مثلى ...هل تفهمين ؟
رحل على مسرعا وغادر الفيلا كلها
أما ساره فقد كادت ان تسقط أرضا من قسوة الدوار الذى لف عقلها ..
وجاهدت لتصل الى حجرتها رغم انها بالكاد كانت ترى فقد كانت كل الصور مزدوجه امام عينيها وفقدت أذنها المصابه الإحساس بالأصوات تماما
قضت ساره الليل بطوله تتقلب فى فراشها من الألم والغضب كانت اذنها تؤلمها بشده ورأسها يكاد ان ينفجر ومازال الدوار يلعب برأسها . نهضت من سريرها وبحثت فى حقيبتها حتى اخرجت علبة الدواء وفتحتها فوجدتها فارغه صرخت بغيظ شديد والقت بالعلبه من الشباك والقت بنفسها على السرير وامسكت بالوساده تعض فيها من الألم وهى تتأوه
أتت سماح على صوتها وجلست بجانبها على السرير وقالت بقلق : لقد استيقظت من النوم فزعه على صوتك..ماذا حدث؟ ما بك؟
كتمت ساره ألمها وتماسكت أمام أختها وهى تقول : لا شئ .اذهبى الى حجرتك ..أنا بخير
قالت سماح بحنان وهى تضع يدها على شعرها : ساره .ما بك؟ لماذا لا تصارحينى ؟ ألسنا أخوات؟أنا حقا قلقه واريد ان أطمئن عليك
قالت ساره باقتضاب صارم : سماح . لا أريد ان اتحدث الآن ..اذهبى الى حجرتك
غادرت سماح الحجره بحزن من اسلوبها الصارم معها والقت عليها نظره قلقه قبل ان تغلق الباب
نهضت ساره وهى تترنح من الألم ووقفت امام المرآه والدواريعصف برأسها بشده
نظرت الى وجهها فى المرآه ..ثم أمسكت بزجاجة عطر وقذفتها بعنف لتحيل المرآه الى قطع صغيره وقالت بغل : سأريك يا ذا اللحيه السوداء ..سأريك أيها الإرهابى السافل ..فأنا لا أستسلم ابدا
أبو يوسف
12th July 2010, 09:50 AM
جزاكي الله الجنة أكملي
المفوض امره لله
12th July 2010, 01:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بناتى الأعزاء لك عدت وريحانة الجنة اكملا تلك الرواية الجميلة بارك الله لكما فأنا ذواشتيا لقراءتها ومعرفة باقى التفاصيل فكم هى شيقة وجميلة ولعلنا فى نهايتها نستشف منها عبر ودروس مستفادة شكرا جزيلا
المفوض امره لله
12th July 2010, 01:41 PM
بناتى الأعزاء شكرا أكملوا ولا تتكاسلوا
ريحآنة آلجنه
14th July 2010, 04:42 PM
فى اليوم التالى ......
انتهى العمل تماما فى الفيلا وكان اللواء ابراهيم سعيد جدا بالتغييرات التى حدثت فى الفيلا وبمهارة على وذوقه الرفيع فى فن الديكور وحمل العمال ادواتهم ورحلوا بعد ان اتموا عملهم وأخذ اللواء ابراهيم على الى مكتبه لينهى معه كل الحسابات المتعلقه بالعمليه ويسلمه أتعابه وفى النهايه سلم عليه وشكره بحراره وخرج على من المكتب مغادرا الفيلا لكنه توقف عندما سمع صوتا يقول : لا أظن انه من اللائق أن ترحل دون ان تتم عملك
قال بصرامه دون ان يلتفت : لقد انهى العمال كل العمل
قالت باستفزاز : حقا؟؟..اذا فعمالك يخدعونك وماذا تسمى ما فى حجرتى اذا؟؟
قال : لقد سلمت الفيلا وانهيت كل متعلقاتى هنا
قالت بتهكم : هذا هو الفرق بينكم وبين الغرب ..فأنتم لا تستطيعون اتقان شئ
برغم تأكده ان الأمر مجرد خدعه مدبره ..الا انه صعد خلفها ودخل الحجره
أشارت الى جزء من الحائط ازيل عنه الطلاء وقالت: انظر
اقترب على من الحائط وتأمل الجزء المزال عنه الطلاء بعين الخبير وزفر بضيق وقال : هذا الطلاء ازيل عنوه.والفاعل معروف
استدار ليرحل لكنه وجدها قد أغلقت الباب ووقفت خلفه
فقال بغضب منذرا : ابتعدى عن الباب
ابتعدت فى صمت وهى تنظر اليه بحذر
وعندما حاول فتح الباب وجده مغلق بالمفتاح
قالت بتحدى : لا تحاول فالمفتاح معى
التفت اليها فوجدها تضع المفتاح فى ملابسها وهى تقول باستفزاز : تعال وخذه ان استطعت
وقف متحفزا والغضب يتجلى فى ملامحه وهو يضغط اسنانه ويعتصر قبضتيه بغيظ
شعرت ساره بالإرتباك امامه وارتدت الى الخلف بخوف ثم صرخت فجأه بصوت مدوى : أبى .....ابى......أنقذنى
لم يتحرك على من مكانه ..وظل ينظر اليها بغضب وهى تقول بصوت منخفض : سنرى الآن مدى شجاعتك عندما يأتى ابى ويراك فى حجرتى
بدأ القلق يغزوها عندما وجدت تعبيرات وجهه تتغير وظهرت فى عينيه ثقه شديده وارتسمت على وجهه ابتسامه متشفيه وقال بهدوء : أخطأت حساباتك تماما فهذه الحيله الساذجه استنفذتها الأفلام العربيه القديمه ولم يعد احد يصدقها
بدأت ثقتها فى نفسها تهتز ويعلو القلق وجهها عندما سمعت طرقا شديدا على الباب وصوت والدها ينادى عليها واخذت تنقل عينيها بقلق بين ابتسامة على المتشفيه والباب الذى يهتز تحت وطأة الضرب عليه حتى كسر ..ودخل الأب وخلفه سماح
وفوجئ اللواء ابراهيم بوجود على فى الحجره فقال بقلق هائل : ماذا يحدث هنا؟
قال على بهدوء شديد : يمكنك ان تسألها
قالت بتوتر : لقد ...لقد حاول التهجم على و ..و أغلق الباب بالمفتاح وألقاه من الشباك
أصيبت ساره بالصدمه عندما ظهر فى عينى والدها عدم التصديق وتراجعت بخوف عندما تحولت نظراته اليها الى حمم غاضبه ملتهبه وتقدم خطوه وكأنه سيهم بعمل ما ..لكنه توقف وقال بصوت بدا فى اذنيها مخيفا : على ..مارأيك فى هذا الكلام ؟
صمت على لحظات مفكرا كانت ساره خلالها تتأرجح عيناها بينهما فى ترقب وخوف لما سيحدث
اما سماح فقد وقفت بجوار أختها وأمسكت بيدها فى خوف وقلق لكنها لم تجروء على الكلام اتقاء للشرر المتطاير من عينى والدها
أخيرا قال على : لقد فكرت مليا ...وانا موافق
التفت اليه اللواء ابراهيم بذهول وظهر فى عينيه عدم التصديق فهز على رأسه مطمئنا اياه ومؤكدا كلامه
انتفضت ساره بشده وتعلقت فى يد أختها كغريق يبحث عن النجاه عندما قال والدها بصرامه شديده : سأتصل بالمأذون الآن ....
وستتزوجها الليله
...............................................
جلست ساره على الأريكه فى بهو الفيلا وبداخلها طوفان من المشاعر المتضاربه والمرتبكه فبرغم ان هذا هو ماكانت تريده وتخطط له الا انها شعرت انها مقبله على كارثه لن تستطيع الخروج منها
وأكثر ما كان يشعل نيران القلق بداخلها هو ثقة على الشديده وهدوءه الزائد
ألقت نظره اليه حيث يقف هناك يتحدث فى هاتفه المحمول .كانت تتمنى أن تسمع ما يقول فربما عرفت ما يدبره لها فقد كان لديها شعور قوى ان هذه المكالمه لها علاقة بها
كان على يتحدث مع أمه فى الهاتف ويقول : أمى ..هل تسمحين لى بالوقوع فى الفخ؟
صمتت أمه ولم ترد وحاول على تخفيف وقع الصدمه عليها وهو يقول : أمى ..لقد سارت الأحداث بسرعه وغرابه ووجدت نفسى محاصر وفى موقف اختيار ولم اكن لأفعل شئ دون استئذانك
يجب ان احسم الأمر الآن ..فإن رفضت فسأقلب المنضده كلها وارحل على الفور ..فما رأيك؟
أتاه صوت أمه هادئا بعد صمت : هل صليت استخاره ؟
قال : نعم يا أمى ..صليت كثيرا وكنت قد حسمت امرى واتخذت قرارى بالرفض ..لكن الأمور تغيرت تماما
قالت الأم بثقه : افعل ما تراه مناسبا يا بنى . فأنا أثق بك وبعقلك وتفكيرك كثيرا ولن أعارض أى قرار تتخذه
أنهى على المكالمه ونظر الى حجرة المكتب المفتوحه ورأى اللواء ابراهيم وهو يتحدث بتوتر شديد فى التليفون : محمد ..أريدك أن تحضر الآن وبسرعه...لا . لم يحدث شئ والجميع بخير ...ساره ستتزوج الليله ...لا . لقد أتى الأمر سريعا ومفاجئا...لا . لم ادعو اى شخص ...نعم فأنت خالها الوحيد .....
لا.. أريدك وحدك لا تحضر معك أى انسان ..هل تفهم؟....لا تتأخر
أغلق اللواء ابراهيم سماعة الهاتف بتوتر ثم صرخ بصوت عال : سماح
اتت سماح مسرعه بخوف فقال لها : هل اتصلت بوائل ؟
قالت بارتباك : نعم يا أبى انه فى الطريق
قال : هل أكدت عليه ان يأتى بالمأذون؟
قالت : نعم ..سيحضره معه
كان على يشعر باشفاق كبير تجاهه ..فقد كان الرجل يتعجل انهاء الأمر بسرعه قبل ان يغير احد الطرفين رأيه وتتعقد الأمور أكثر
اقترب على من الأريكه التى تجلس عليها ساره بخطوات واثقه حتى وصل اليها ووقف بجوارها صامتا ينظر من الشباك الى آخر خيوط الضوء فى السماء قبل ان تظلم
أجفلت ساره عندما اتاها صوته الهادئ العميق وهو يقول : هل تشعرين بالندم وتودين تغيير رأيك؟..للأسف لم يعد هذا ممكنا فهذا هو الحل الوحيد أمامك للعبه السخيفه التى لعبتها
والآن ..ان كنت تريدينى ان اكمل اللعبه فيجب ان تخضعى لشروطى
قالت باستنكار شديد ولكن بصوت منخفض : ماذا ؟ شروطك ؟ لا يحق لك املاء أية شروط على
قال بسخريه : حسنا ..فليكن ..سأغادر المكان فورا وأتركك تواجهين نتيجة لعبتك السخيفه
قالت ساره بتوتر لم تستطع اخفاءه : انت مغرور
قال بتهكم شديد : وانت ساذجه للغايه هل ظننت انه يمكنك ان تلعبى اللعبه وتدفعينى اليها حسب شروطك انت ؟
حسنا فلتكمليها وحدك اذا ولتتحملى مواجهة غضب والدك وما سيفعله بك..خاصة عندما يستخرج مفتاح الحجره من ملابسك
قالت بقلق : ماذا تعنى ؟
قال بتهكم : أعنى أنك واجهت المجرمين والإرهابيين والمجانين ...لكنك لم تواجهى من قبل رجل صعيدى غاضب عندما تمس سمعته..فعندها ستدركين تماما ماذا تعنى كلمة ارهابى ...انظرى أمامك هناك
نظرت الى حجرة المكتب المفتوحه ووالدها الذى يدور فى الحجره كليث جريح وبدأ الرعب يدب فى قلبها وعلى يقول بثقه : ترى ماذا سيفعل والدك عندما أذهب اليه الآن وأقول له عفوا لن أتزوج ابنتك؟
كيف سيتصرف حينها بعد كل ما فعلتيه؟
أنا شخصيا وبرغم أصولى الصعيديه لكننى لن أستطيع ابدا ان استنتج ما يمكن ان يفعله رجل عسكرى من أصول صعيديه فى ابنته التى لطخت سمعته ...يجب ان تعترفى اننى سأنقذك من ورطه كبيره ..
ابتلعت ريقها بصمت وخوف وهو يكمل : أتعلمين ماذا فعلت بنفسك ؟ ..لقد لففت الحبل حول رقبتك وأعطيتنى الطرف الآخر فى يدى ..ويحق لى بعد كل ما فعلتيه.... أن أجذب الحبل
لم يعد لديكى خيار سوى القبول بشروطى مهما كانت قاسيه
بدأ صداعا غريبا يغزو رأسها بقسوه ويتخلل خلايا مخها لكنها تماسكت وقالت بصرامه فشلت ان تخفى بها استسلامها : وما هى هذه الشروط؟
قال : أولا سيكون زواجنا حقيقيا ليس له اى هدف سوى بناء بيت وتكوين اسره حقيقيه وستعيشين معى فى بيتى انا لا فى بيت ابيك
لم ينتظر منها رد واكمل : الثانى أن تطيعينى فى كل شئ أقوله مهما كان حتى لو لم تكونى مقتنعه..وأول ما ستطيعينى فيه هو ملابسك فلن ترتدى شئ سوى ما أوافق انا عليه ..هل هذا واضح؟
ابتلعت ريقها فى صمت ودون أن ترد وأكمل هو :
الثالث هو ان تتقى جنونى وأشد ما يثير جنونى هو الغيره فعندما أغار أكون شديد الخطوره..فاحذرى ان تثيرى غيرتى بأى شكل من الأشكال
قالت بعصبيه : وما الذى يضطرنى لقبول شروطك
قال ببساطه : لأننى سأمنحك مالم تكونى تحلمين به ..سأسمح لكى باستكمال أبحاثك وعمل كل الدراسات التى تريدينها على
وأكثر من هذا ..سأعرفك على الجماعه التى انتمى اليها وسأعرفك على القائد الأعظم للجماعه
دهشت تماما وقالت بعد صمت : وهل تثق بى الى هذه الدرجه؟
قال : بالطبع ..ألن تكونى زوجتى ومصيرك هو مصيرى؟
ولا تظنى انك تستطيعين خيانتى أو خداعى لأننى وقتها سأهدر دمك فلا تنسى اننى ارهابى مهووس ومتعصب دينيا ....أظنك تفهمين هذا الأمر جيدا لأنك تعاملت مع ارهابيين من قبل
قالت بشك : و..وماذا يضمن لى أنك ستنفذ ما تقول؟ خاصة وانك كنت رافض من قبل
قال : سأكون كريما معك واعدك اننى لو لم اكن صادقا فى كل كلمه قلتها فسأمنحك حريتك بمجرد ان تطلبيها بلسانك
والآن ..هل توافقين على شروطى يازوجة المستقبل؟
اتسعت عينا ساره برعب عندما سمعت صوت جرس يدوى فى عقلها ولم تعرف هل هو حقا جرس الباب ام انه جرس انذار ينبئها بهبوب كارثه
أبو يوسف
14th July 2010, 04:55 PM
أكملي أختي
ريحآنة آلجنه
14th July 2010, 04:56 PM
الحلقه السادسه
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
تنفس الأب الصعداء بعد ان رحل المأذون وبدأ يهدأ قليلا
اقترب وائل من سماح التى وقفت ساهمه تماما تراقب أختها من بعيد وقال : ألم يكن من الأفضل أن نتزوج اليوم قبل أن يرحل المأذون؟ اننى أحسد أختك وزوجها
قالت سماح بضيق : وهل هذه زيجه؟ اسكت اسكت ودع الجرح نائم
وائل بدهشه : لماذا؟ ألم تصر عليه أختك برغم معارضة أبيك ؟ ..ألم تكن تحبه؟
قالت باستنكار : تحبه؟ !!! تحب هذا؟
قال : لا تقولى ان والدك أكرهها . فمثل ساره لا يمكن أن يجبرها أى انسان على فعل شئ ليست مقتنعه به..فهى لا تفعل الا ما فى عقلها فقط ..دعك من هذا الآن وأجيبينى ألن نتزوج؟
سماح بحزن وبصوت أقرب للبكاء : لا . لن أتزوج أبدا. لقد كرهت الزواج
وائل بذهول : ماذا؟
تركته وذهبت الى ساره وجلست بجانبها على الأريكه وقالت باشفاق : ساره ..هل انت متأكده أنك ستكونين بخير مع هذا الرجل؟
لم ترد عليها . كانت تتابع أباها باهتمام شديد وهو يسير بجوار على متجهين الى حجرة المكتب ورأسها يجيش بأفكار كثيره مرعبه وآلام رأسها تزداد ضراوه وقسوه
بمجرد أن أغلق اللواء ابراهيم حجرة مكتبه وبعد أن انصرف وائل ومحمد أخو زوجته الراحله سأل على مباشرة : ألديك شقه؟
على : نعم . لكنها ليست مجهزه بعد . ولكن فى خلال شهرين يمكن أن...
اللواء ابراهيم : لا .لا شهرين ولا حتى اسبوع.ستأخذها معك الآن
على معترضا بدهشه : ولكنى ..
قاطعه بتوتر قائلا : أعلم أنك لست مستعد الآن . لذلك سأقترح عليك حلا . لدى شقه مفروشه خاليه فى احدى عماراتى . فلتأخذها حتى تتدبر أمرك
قال على باعتراض : لا أستطيع أن ...
قاطعه ثانية بعصبيه : اسمع . أنا أفهم تماما مبدأك . لن أفرض عليك أى شئ . هذا فقط وضع مؤقت . ساره لن تبقى فى هذا البيت ليلة واحده . خذها معك وتصرف معها كيفما شئت . حتى لو أخذتها الى بيت أهلك فلن أعترض ولكنى أفضل الا نزعج والدتك يكفى انها حرمت من فرحتها بأول أولادها لذلك اقترحت عليك هذا الإقتراح ولك أن تسدد الإيجار كيفما تشاء أو لا تسدده لن أتكلم فى هذا الأمر ...فقط خذها وارحل
نظر على الى اللواء ابراهيم باستنكار ودهشه عظيمه وهو يتعجب من هذا الرجل الذى يريد أن يتخلص من ابنته ومشكلاتها بهذه الطريقه
.................................................. .
جلست ساره فى سيارة على وكان صداع رأسها قد هدأ قليلا بفعل المسكن الذى تناولته وطوال الطريق ولم ينظر أحدهما للآخر والصمت الكئيب يلفهما برداءه حتى توقف على أمام مول كبير للتسوق وكسر حاجز الصمت بقوله : يمكنك أن تشترى كل ماتحتاجين اليه من هنا . وأول ما سنشتريه هى الملابس وسأختارها لك بنفسى ..كما اتفقنا
اختار على مجموعه من الملابس الطويله الواسعه والطرح ذات الألوان الهادئه المتناسقه ثم التفت اليها وسألها : ألن تجربيها لتتأكدى من المقاسات؟
هزت رأسها بالرفض صامته دون أن تنظر اليه
اقتربت البائعه من ساره وقالت لها وهى تبتسم : ان زوجك لديه ذوق رفيع فى اختيار ملابس السيدات ..قليل من الرجال من لديهم ذلك الذوق
تعجبت ساره وتساءلت فى نفسها : كيف عرفت أننا متزوجين؟
ألقت نظره تلقائيه على الإصبع البنصر ليدها اليسرى ذكرتها انها ليس لديها دبلة زواج
اتجها الى قسم المأكولات وقال على بهدوء : اختارى كل الأطعمه التى تريدينها ولكن.. احذرى من الخنزير فعضته مؤلمه
التفتت اليه باستنكار غاضب لكنها تمالكت نفسها بسرعه وقالت بسخريه: اطمئن. مازال مكتوب فى بطاقة هويتى مسلمه
ابتسم على وقال بهدوء : أظن أننا قد بدأنا نتعارف لتونا
.............................................
منذ أن دخلا الى بيتهما الجديد وساره تجلس وحيده فى غرفتها تفكر فى المأذق الذى وضعت نفسها فيه ..وذلك الإرهابى ذو اللحية السوداء وانتقامه المنتظر
انتفضت بشده ونظرت الى باب الحجره بتحفز عندما سمعت صوت طرقات هادئه وصوت على يقول : ساره .. الطعام جاهز . ألن تأكلى؟
توقعت أن يفتح الباب لكنه لم يفعل
استعادة رباطة جأشها وخرجت الى الصاله فوجدته يجلس الى المائده ينتظرها وقد امتلأت بالطعام . جلست الى المائده لكنها لم تمد يدها الى شئ . كانت تشعر بتوجس وخوف وغصه فى حلقها
سألها بهدوء : ألن تأكلى؟
هزت رأسها بالنفى فهز كتفيه وقال ببساطه : اذا لم تأكلى فلن آكل
مد يده الى الخبز فانتفضت بشده من حركته المفاجئه فترك الخبز وهز رأسه بضيق وقال بهدوء : انت خائفه .تنتظرين انتقامى؟
متحفزه لما سيفعله ذلك المهووس المتعصب ذو اللحيه السوداء !
حسنا .. سأنتقم ولكن ليس الآن. ولا غدا فغدا الثلاثاء
مط شفتيه وهو يفكروقال : والأسبوع القادم.... مشغول جدا .. ربما الشهر القادم .. لن أستطيع أن أخبرك الآن فدفتر مواعيدى فى المكتب
زفرت وظهر على وجهها الضيق وهى تقول : أنت تسخر منى
قال ببساطه : وانت تظنينى مهووس . سادى متعطش للإنتقام منك
لان صوته وهو يقول : لو أردت الإنتقام منك لما تزوجتك فلقد منعنا القائد الأعظم لجماعتنا من الإنتقام من زوجاتنا أو ايذائهن وأنا أحب أن أطيع قائدى لقد أوصانا بزوجاتنا وقال لنا .. ان الله جل وعلا يقول : ((وخلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمه)) فهل يعقل أن أنتقم من نفسى؟
تنهد وأسند ذقنه الى كفه وهو يكمل بهدوء : وكيف تتحقق السكينه والموده والرحمه اذا بدأت حياتى الزوجيه بالإنتقام؟
ثم أننى لست على استعداد أن أخوض معركتين فى وقت واحد معركه فى مجال العمل ومعركه فى البيت..يكفينى ما ألاقيه من مشكلات فى عملى ..
أردف برجاء : هل تأكلين الآن؟ أم انك تظنين أننى دسست لك سما فى الطعام؟ ..اطمئنى ..سآكل منه قبلك
لأول مره تنظر اليه فلم تجد فى وجهه نظرة الغل والكراهيه التى كانت تنتظرها بل وجدته يبتسم لها ويتأمل وجهها
سألته بدهشه بعد أن بدأ الأمن يتسلل الى نفسها : أنت تنظر الى
قال وابتسامته تتسع : عفوا لم أقصد أن أضايقك
قالت : لا لم أتضايق ولكن..
لم تعرف ما تقول فكررت : أنت تنظر الى !
قال ببساطه : نعم . فالقائد الأعظم قال يحق للزوج أن ينظر لزوجته ..كما أنك جميله جدا
قالت والدهشه تملأها : لم أكن أنتظر أن أسمع منك هذا
هم أن يرد لكن قاطعه صوت أذان فى ذلك الوقت المتأخر فنهض وأحضر هاتفهه المحمول الذى كان يصدع بالأذان . فتحه وتحدث متعمدا بصوت عال : السلام عليكم ياحبيبتى اشتقت اليك كثيرا .. بالطبع فأنا لا أستطيع الإستغناء عنك أبدا
جلس الى المائده وعلى وجهه ابتسامة سعاده كبيره ورمق ساره بطرف عينه ..كانت ملامحها تنطق بالضيق
قال : لا لن أستطيع المجئ فالظروف تغيرت الآن ...بالطبع سآتى فى أقرب وقت فأنا لا أستطيع الإبتعاد عنكى أبدا..سأحاول قدر استطاعتى ..اعتنى بنفسك ..السلام عليكم
أغلق الهاتف ووضعه على المائده
قالت ساره وهى تحاول قدر استطاعتها اخفاء ضيقها : يبدو أن الوضع الجديد سبب لك ارتباكا فى حياتك الشخصيه ..أو ربما أغضب منك بعض المقربين اليك
أشار الى الموبايل وهو يقول بلا مبالاه : لا . لا . ان من أحبهم لا يغضبون منى ابدا
أدارت وجهها الى الجهة الأخرى وهى تنقر باصبعها على المائده بعصبيه . وألقى على نظره على المائده وقال وهو ينهض : نسيت أن أحضر الزبادى .فأنا أحب تناول الزبادى على العشاء
ذهب الى المطبخ وترك الهاتف متعمدا على المائده
انتظرت ساره حتى دخل الى المطبخ وأمسكت بسرعه وفضول الهاتف لتعرف ممن كانت آخر مكالمه
هل عرفت من هى ضرتك؟
انتفضت بشده عندما أتاها صوته الساخر فى أذنها مباشرة .. جلس الى المائده وهو يبتسم بمرح ويقول : هل بدأت تغارين؟
قالت وهى تحاول أن تخفى ضيقها : لا شك أنك مستاء تماما مما حدث. أقصد من زواجنا بهذه الطريقه . أعنى ..لأنك أجبرت على الزواج منى
ترك الطعام والتفت اليها وقال بهدوء وهو يبتسم: ساره .اعلمى أنه مامن انسان يستطيع اجبارى على فعل شئ لا أريد أن أِفعله .لسبب بسيط
وهو أننى مؤمن تماما أننى محاسب على كل كلمه وكل تصرف يصدر عنى . ولن يتحمل عاقبة تصرفاتى أمام الله سواى
ومن هذا المنطلق فأنا أحسب حساب كل كلمه أو تصرف ..وأفكر جيدا فى كل قرارقبل أن أتخذه
واذا حيرنى أمر ما فإننى أترك أمرى كله لله ليختر لى ..وأرضى وأسلم باختياره
نظرت اليه ساره بتعجب وصمت ..لكنه تنهد وقال : والآن ..هل نأكل أم أننى سأبيت الليلة بدون عشاء؟
بدأت تأكل وبدأ الهدوء يغمرها
سألها فجأه : هل أحضرت هاتفك المحمول
فوجئت بسؤاله الذى ذكرها بهاتفها الذى أغلقته ووضعته فى دولاب ملابسها منذ أسبوع حتى لا يتصل بها جيف أو أى من زملاءها فى المركز
سألته بعد صمت : لا لم أحضره ..لماذا تسأل؟
هز كتفيه بلا مبالاه وقال : لم أراه معك منذ جئنا الى البيت
قالت لم أشحنه منذ أسبوع
قال : ألن يقلق أصدقائك عليكى ؟
توقفت عن الطعام ونظرت اليه بدهشه فأكمل : لاشك أن لديكى أصدقاء كثيرين هنا .. وفى أمريكا
قالت بغضب : أفهم تماما ماتقصد ...اطمئن .مازلت أحمل بداخلى فتاه شرقيه من أصول صعيديه كما أننى ليس لدى أى أصدقاء . كل علاقاتى هنا أو فى أمريكا لم تكن سوى علاقات عمل وزماله فقط بل كان يغلب عليها النديه والمنافسه
وأنت تعرف أننى أكره الكذب مثلك تماما ..ليس لشئ سوى أننى أعتبر الكذب ضعف ..وأنا لا أحب أن أكون ضعيفه
تركته وهبت قائمه فقال بهدوء : أنا آسف ..ما كان يجب أن أتحدث هكذا
نظرت اليه بدهشه فلم تكن تتوقع اعتذاره ..هدأت قليلا وجلست ثانية وهى تكمل : أفهم تماما الصوره التى فى ذهنكم عن المجتمع الأمريكى وكيف أنه يمتلئ بالفساد لكن هذه الصوره مبتوره فكما أن هناك فساد هناك أيضا علاقات انسانيه واحترام بين الناس كما أنهم يقدسون العمل ..ان سر تقدم أمريكا أن البقاء فيها للأفضل دون فرق بين رجل أو امرأه لذلك فالكل يبذل أقصى ما فى وسعه ليكون الأفضل حتى لو تحول الأمر الى حرب..أما هنا ..فالرجل العربى يعطى لنفسه حقوقا ويحرمها على النساء فالمرأه لا يحق لها أن تعرف أحدا سوى زوجها .أما الرجل فيحق له أن يفعل أى شئ
ابتسم وقال بهدوء : ولكننا فى جماعتنا نؤمن بأن الله حرم على الرجل أن يعرف امرأة أخرى سوى زوجته أو حتى ينظر اليها وأظنك قد اختبرتى هذه النقطه بنفسك
لقد أمرنا الله بغض البصر سيدات ورجال وهذه هى المساواه الحقه فى .....جماعتنا
والآن..هل نكمل طعامنا ..أم أذهب لأمى لتطعمنى ؟
ابتسمت ساره لدعابته ولم تدرى فى هذه اللحظه من أين أتتها كل هذه السكينه
كانت تتعجب من نفسها وتتساءل ما سر هذه الثقه والتصديق الذى شعرت به نحو هذا الشخص الغريب..هل هو كلامه الذى يوافق أفعاله ؟ هل انعكست ثقة والدها فيه وكلامه عنه عليها؟
هل هى كلمات أختها عن هذا النوع من الرجال الذى يكره الكذب ويحتقر الكاذبين؟
فى كل الأحوال النتيجه واحده ..لقد بدأت تشعر بالثقه والأمان
لك عدت
15th July 2010, 01:09 PM
اسلوبك فى سرد القصه اكثر من رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااائع
ودائما الى الامام
لكى منى كل الحب والاحترام234
المفوض امره لله
16th July 2010, 05:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اين باقى القصة ؟ نحن فى شوق لفراءتها حتى النهاية
المفوض امره لله
16th July 2010, 06:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن متشوقين لقراءة باقى القصة جازاكم الله خيرا .
ريحآنة آلجنه
21st July 2010, 01:08 PM
أختي لك عدت (http://www.islam2you.com/forums/member.php?71-%D9%84%D9%83-%D8%B9%D8%AF%D8%AA)
http://forum.net.edu.sa/forum/uploaded/3885_01238080298.gif
الحلقه السابعه
ظن اللواء ابراهيم أنه سيشعر بالراحه بمجرد أن تتزوج ساره ويتخلص من مشكلاتها . لكن هيهات . فلقد قضى الليل بطوله يدور فى أرجاء البيت وهجره النوم ولم يفارقه القلق وهو فى كل لحظه يتخيل ابنته فى بيت رجل يكرهها تزوجها مضطرا
وبدأ يتسلل الى نفسه الشك والأوهام وكلمات ساره تدوى فى أذنيه كأبواق الخطر
الدراسات والأبحاث تقول ان الإرهابيين من الممكن ان يكونوا من عائلات غنيه وحاصلين على أعلى الشهادات العلميه
انه همجى متطرف ..مهووس متعصب لآراءه الدينيه
ان امثاله لا يظهر عليهم السلوك العدوانى الا اذا وقعوا تحت نوع معين من التأثير ..وفى الغالب يكونون شديدى الذكاء ويخدعون من حولهم
ارهابى بلحية سوداء
سيكوباتى
كانت كلماتها كسياط تلهب قلبه ..
وأخذ يتحدث الى نفسه ويلومها بشده :ترىأتكون ساره على حق؟
هل خدعت حقا فى هذا الإنسان؟
كانت أطول ليله قضاها فى حياته ..قضاها خلف النافذه يعد الدقائق والثوانى لتشرق الشمس
اخيرا طلع النهار ..فارتدى ملابسه بسرعه واتجه الى باب الفيلا . لكنه توقف عندما سمع صوت سماح : أبى . هل ستذهب الى ساره؟
التفت اليها وقال بدهشه : ما الذى أيقظك فى هذا الوقت المبكر؟
سماح بحزن : أنا لم أذق طعم النوم..سأذهب معك الى ساره
.................................................
أصيب على بدهشه كبيره عندما فتح باب بيته فى تلك الساعه المبكره من النهار ليجد صهره وابنته وعلى وجهيهما ارتسم القلق والتوجس
قال اللواء ابراهيم بطريقته العسكريه المباشره : آسف لأننى أيقظتك من نومك
عقد على حاجبيه باستغراب وقال : تفضلا ..لم أكن نائم ..كنت أصلى الضحى
أدخلهما الى حجرة الإستقبال فقالت سماح بلهفه : أين ساره ؟
نظر اليها على بدهشه وقال بهدوء : سأوقظها حالا
جلس اللواء ابراهيم وأخذ يهز ساقه بعصبيه وتوتر حتى جاءت ساره وعلى وجهها دهشه كبيره فاحتضنتها سماح بلهفه وقالت بقلق : ساره . كيف حالك ؟ هل أنت بخير؟
زفر على بضيق لم يستطع اخفاؤه وقال : سأحضر لكم شيئا تشربونه
وبمجرد أن دخل الى المطبخ حتى قالت ساره بدهشه : أبى . هل حدث شئ؟
الأب بقلق : أخبرينى أنت .. هل أنت بخير؟
سماح بتعاطف واشفاق : هل ضربك أو آذاك؟
ساره بعجب : لا . ولم يفعل ذلك؟
سماح وهى تخرج هاتف محمول من حقيبتها وتعطيه لساره : لقد أحضرت لك هاتفك الذى تركتيه فى البيت
زفرت ساره بضيق وتناولت منها الهاتف باستسلام ووضعته على المنضده بلا اهتمام
نظر اليها الأب بصمت وتنهد بحراره وكأن عبئا ثقيلا انزاح عن صدره وقال براحه : الحمد لله
التفت الى سماح وقال بصرامه : هيا بنا
سماح بتوسل : أبى أرجوك . أريد أن أجلس معها قليلا
فى تلك اللحظه جاء على من المطبخ يحمل صينيه عليها أكواب العصير وبعض الحلوى ووضعها على المنضده
قال اللواء بسرعه : عذرا . لن أستطيع البقاء . يجب أن أرحل الآن فموعد عملى قد اقترب
سلم على ساره التى مازالت مندهشه وقال : مبارك يا ابنتى
أوصله على الى الباب فقال له اللواء بصوت خفيض حتى لا تسمعه ساره وأختها اللتان ماتزالان فى الحجره: على.أعلم أن هذا ليس من حقى ولكن أرجوك أن تسمح لساره بالإحتفاظ بسيارتها
أخرج سلسلة مفاتيح من جيبه فتناولها على وقال بهدوء يحمل بين طياته لهجة عتاب : سيادة اللواء ..لست انسانا بهذا السوء ولست بشرير أو سادى يعذب زوجته أو يؤذيها ..ولا أنا برجل يقطع زوجته من رحمها . فمن يستطيع تحمل مثل هذا الوزر أمام الله ؟ ..ولو أردت الإنتقام منها فلن يمنعنى سوى خوفى من الله وليس أى انسان
ساره ابنتك .ولك أن تهديها ما شئت كما أن أشياءها الخاصه ملك لها ليس من حقى أن أمنعها عنها أو آخذها منها
أطرق اللواء ابراهيم بخجل ظاهر . ثم رفع رأسه وسلم على على بحراره وضرب على كتفه وهو يبتسم باعجاب وقال : تذكرنى دوما بوالدك ..أنا سعيد لأنك زوج ابنتى ..مبارك يابنى واعذرنى . فأنا أب
هز على رأسه وابتسم ورحل الأب وخلفه سماح التى رمت على بنظرة كراهيه شديده قبل أن يغلق الباب ثم التفت الى ساره وقال : أختك تكرهنى
قالت ساره والدهشه لم تزايلها بعد : لا أفهم لماذا حضرا فى ذلك الوقت المبكر ولماذا رحلا بتلك السرعه؟
ارتسمت على وجهه ابتسامه ساخره مغتاظه وهو يقول : لقد أراد أن يطمئن أنك بلا كدمات أو كسور أو حروق .. لا شك أنك نجحت الى حد بعيد فى اقناعه بوجهة نظرك في
مد يده اليها بمفاتيح السياره وقال : لقد ترك لك والدك هذا
تناولت منه المفاتيح ثم أمسكت رأسها بألم فقال بلهفه : هل أنت بخير؟ يبدو عليكى التعب
قالت : لا شئ مجرد صداع بسيط يأتينى كلما استيقظت من النوم ويذهب سريعا
قال باهتمام : هل نذهب للطبيب؟
قالت : لا داعى ..سيزول بعد قليل
سألها برفق : ساره..ألن تصلى الصبح؟
صمتت قليلا ثم قالت بحذر : هل هذا أمر يجب أن أنفذه؟
ظهرعلى وجهه خيبة الأمل و أطرق برأسه قليلا ثم قال : لو أمرتك فهل تفعلين؟ حتى لو لم تكونى مقتنعه؟
قالت بعد تردد : نعم ..لقد اتفقنا على ذلك
هز رأسه بأسف وقال بصوت ظهر فيه شئ من الحزن : ولكنى لا أريدك أن تصلى رغما عنك ....فقط تنفيذا لأمرى
بل أريدك أن تصلى وانت مقتنعه أنك يجب أن تصلى من أجل نفسك ..لأنك لو لم تكونى مقتنعه ومخلصه نيتك لله فلن تنفعك صلاتك بل ربما تنقلب ضدك وتصبح حجة عليكى
قالت بدهشه : ولماذا أمرتنى بالحجاب اذا؟
قال بهدوء : الحجاب أمر مختلف ..لو تركتك بدون حجاب فسأتحمل أوزار بعدد كل عين تنظر الى جمالك ابتسم وهو يكمل : كما أننى أغار ..ومن لا يغار فليس برجل
.................................................. ..
المفوض امره لله
23rd July 2010, 03:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو استكمال القصة ولك تحياتى وتقديرى
لك عدت
26th July 2010, 11:50 PM
والله الموضوع منور بذاته وبكاتبته المحترمه
والى الامام دائما
262
ريحآنة آلجنه
16th August 2010, 11:44 AM
أعزروني علي التأخير ظروف واللهي
عند الظهيره ....كان على ينتظر زياره هامه
فتح على باب البيت بعد أن سمع صوت الجرس ليفاجأ بمظاهره مرحه صاخبه مكونه من أخوه وأخته
ودخلت أمه بعدهما لتضع على المائده علبتين كبيرتين مطبوع عليهما اسم أحد المطاعم الشهيره وهى تقول : هذا غداء العروسان
جلس الجميع فى حجرة الإستقبال حتى أتت العروس بالحلوى والعصائر وهى ترتدى ثوب رقيق زادها جمالا لكنها فوجئت باستقبال لم تتوقعه ابدا ..تهانى وقبلات حاره وصخب وفرح أزال منها كل توتر و تردد
جلست ساره على الأريكه بجوار على الذى اتسعت ابتسامته بسعاده كبيره وسأل هبه : كيف تستذكرين درورسك بدونى يا كابتن؟ بالتأكيد افتقدتينى .أليس كذلك؟
قالت بمرح : لقد أصبح جو البيت أكثر هدوءا ..وساعدنى ذلك على المذاكره بتركيز أكثر
قال أحمد بمرح : طارق ولؤى واسلام يسألوننى عن موعد المباراه القادمه
رفع على حاجبيه وقال مشاكسا اياه : لماذا؟ هل اشتقتم لهزيمه جديده؟ لم تستردوا أنفاسكم بعد من هزيمة 7 ـ 1
التفت الى ساره وقال : حاولت كثيرا اقناعه أن يلعب فى فريقى ولكنه يرفض دائما..انظرى ..لقد انتفخ وجهه من كثرة الهزائم المتواليه
أحمد بانفعال : بل قل انك تخاف من ان نرد لك الهزيمه مضاعفه
قالت هبه بمرح : أتظن ان من فى طوله يمكن ان يهزم؟؟ يكفى ان يضعوه كحارس للمرمى ولن يحرزوا اى أهداف
انطلق احمد وهبه يتشاكسان وسألت ساره على : لماذا اخترت لعبة كرة القدم؟ ان السله تناسب بنيتك الجسمانيه اكثر
همس فى اذنها : لأن أحمد لا يحب كرة السله
ظهرت على وجهها الدهشه لكنها لم تعلق
أخرجت الأم من حقيبتها علبه مغلفه على شكل هديه وهى تقول لساره بود : هذه هدية عرسك ..لقد جاءت متأخره ولكنى انتظرت حتى موعد فتح المحلات ...افتحيها ....
امسكت ساره بالعلبه وظهر فى عينيها الإمتنان وبدأت تفتح العلبه
اتسعت عيناها بذهول لقد كانت العلبه تحوى مجموعه من الحلى الذهبيه الجميله ودبلتين احداهما من الفضه
نظرت اليها ساره وهى مرتبكه من الفرح وقالت بسعاده كبيره : انها جميله ..رائعه ..ولكن ..ولكنها غاليه جدا
قالت الأم بابتسامه ودوده : هذه شبكتك يا ابنتى ..فليس هناك عروس تتزوج بدون شبكه
نظرت الأم الى على نظره لائمه غاضبه وهى تقول : هذه هى الأصول يا باش مهندس ..شباب هذه الأيام لا يعرف الأصول
فغر على فاه واتسعت عيناه بدهشه وهو ينظر الى امه ويشير الى نفسه كأنه يقول ..هل انا من تقصدين؟
قالت له امه بلهجه آمره : هيا ..ألبس عروسك الشبكه
ارتدت ساره الشبكه فى جو رائع من الفرح والسعاده التى شغلتها تماما عن آلام رأسها التى كانت تسيطر عليها منذ الصباح
بدأ أحمد وهبه فى غناء مجموعه من اغانى الأفراح الفلكلوريه وساره تضحك بسعاده كبيره وعلى يصفق لهما ويشاكسهما كعادته وبعدها تقدمت هبه من ساره واعطتها باقه جميله من الزهور ومعها علبه صغيره وهى تقول : هذه هديتى للعروس أتمنى ان تعجبك ..لقد اشتريتها من مصروفى الخاص
قال على بمرح : ماذا ؟ منذ متى ذلك الكرم الحاتمى؟ وانا الذى كنت اجلس بالساعات اتوسل اليكى لتقرضيننى ..لو كنت اعلم ذلك لتزوجت منذ زمن بعيد
قالت ساره بود : بالتأكيد ستعجبنى ..يكفى انها منك
قفز أحمد من مكانه ووقف أمام على وقال بجديه وهو يقدم له علبه كبيره : أما هذه فهى هدية العريس ..افتحها وأخبرنى برأيك فيها
بدأ على يفتح العلبه وهو يضحك...وفجأه.....بووووووووم
فرقعت العلبه فرقعه مدويه جعلت ساره تضع يدها على اذنها اليسرى بألم شديد و قفزت هبه صارخه بفزع ووضعت الأم يدها على صدرها واخذت تلهث من الإنزعاج وأطلقت العلبه قطع صغيره من الأوراق الملونه اللامعه انتشرت فى انحاء الغرفه وهبطت على رؤوس الجميع بشكل ساحر
واخذ احمد يقفز ويصفق بصخب : هييه ..هيييه ..هذا انتقامى من دعاباتك السيئه التى أغرقتنا بها فى البيت
ابتسم على ابتسامه عريضه مغتصبه ونظر الى ساره وقال : لا تصدقيه انه يمزح
ثم التفت الى احمد وقال وهو يضغط اسنانه ويضحك بغيظ : تعالى يا حبيبى تعال ..أريد ان اعبر لك عن رأيى فى هديتك الرائعه
حاول احمد ان يهرب ..لكن على امسكه من ملابسه وجذبه بقوه وارقده على بطنه فوق ساقيه وأخذ يعضه من مؤخرة ظهره وأحمد يصرخ ويرفس بقدميه والجميع يضحك بشده ...
الا ساره التى لم تستطع ان تضحك بسبب الألم الشديد فى اذنها والصداع الرهيب الذى عاودها كأشد ما يكون فهربت الى المطبخ بحجة انها ستجهز الشاى..وبمجرد ان غادرت المكان حتى سألت الأم على : زوجتك تبدو متعبه..هل هى مريضه؟
قال على باهتمام : لا ..ولكن يبدو ان الم رأسها بدأ يعاودها ثانية
قالت الأم بعتاب : هل ضايقتها بدعاباتك السخيفه ؟
قال : وهل تظنى انها تستطيع ان تتحملها؟
أجفل عندما سمع صوت زجاج يتكسر يأتى من المطبخ وظهر على وجهه القلق ..فقالت أمه : اهتم انت بزوجتك فيبدو انها ليست على ما يرام ..وسنرحل نحن الآن
بعد رحيلهم دخل على الى المطبخ بسرعه فوجد ساره تجلس على كرسى وتسند رأسها الى المنضده بألم واضح وعلى الأرض فنجانين مكسورين فقال بقلق حقيقى : ساره ..ما بك ؟ هل انت بخير؟
تحاملت على نفسها حتى لا تظهر له ألمها وقالت : لا شئ ..انه صداع بسيط ..سأحضر الشاى حالا
عقد حاجبيه بقلق وقال : لقد رحلوا ..اذهبى انت لترتاحى وسآخذك فى المساء للطبيب
قالت بعناد : لا داعى ..أنا بخير
قال بلهجه آمره : اذهبى لترتاحى وسأهتم انا بالأشياء المكسوره
فى المساء ذهبا الى الطبيب وبعد ان فحصها جيدا وسمع شكواها جلس الى مكتبه وأخذ يسجل ملاحظاته وامامه جلس على وساره وسألها الطبيب : هل وقعت على اذنك أو اصطدمت رأسك بأى شئ أو أصيبت بأى اصابه؟
قالت مباشرة : لا لم يحدث
قال على باحراج : آ ....احم ..لقد ...لقد صفعتها
التفتت اليه ساره بدهشه كبيره ونظر اليه الطبيب بذهول وقال : نعم؟!!
فكرر على : لقد صفعتها على اذنها اليسرى
نظر الطبيب الى الملف الذى أمامه وسأله بتعجب : تقول انكما عروسان حديثان !!
على بهدوء : نعم..تزوجنا فقط بالأمس
تجهم وجه الطبيب وأخذ يتأمله وهو يهز رأسه ومط شفتيه باشمئزاز وسأله : أخبرنى بصدق ..هل تحب القطط؟
كتم على ضحكه كادت تفلت منه وتساءلت ساره بدهشه : قطط!!
عاد الطبيب الى أوراقه وهو يقول : ما علينا .. ومتى صفعتها؟
على : أول أمس ..
هز الطبيب رأسه بعجب وسأل ساره بتهكم : ضربك أول أمس وتزوجتيه بالأمس!!!
هزت ساره رأسها موافقه ببطء وهى لا تفهم ما علاقة كل هذه الأسئله بحالتها
قال الطبيب بضيق وهو يكتب العلاج فى دفتره بعصبيه : الحياه غريبه حقا ....هل تتناولين أى نوع من انواع الدواء أو العقاقير؟
ساره : نعم ..كبسولات زام
نظر اليها من فوق نظارته وقال بدهشه : زام!!
قالت : انه منشط للذاكره وخلايا المخ.
قال بضيق : واين هذا الدواء ؟
قالت : لقد انتهت الكبسولات منذ يومين
قال بنفاذ صبر : واين العلبه؟
قالت : رميتها
قال بعصبيه : واين النشره الروشته ..اسم الطبيب ..اى شئ
قالت : ليست معى فأنا اشتريه من أمريكا
ضحك ضحكه قصيره متهكمه ومط شفتيه باشمئزاز وقال : زام !! اهذا دواء أم اسم فيلم امريكى؟
خفض على رأسه وأغلق فمه محاولا باستماته الا ينفجر ضاحكا
جذب الطبيب الورقه التى كتب فيها العلاج من دفتره بعصبيه كبيره حتى ان جزء منها تمزق وقال بضيق كبير : أريد صورتين للأشعه على رأسك واذنك اليسرى من الأمام ومن الجانب ..وهذه المسكنات للصداع والألم حتى أرى صور الأشعه ولا أريد أن أرى وجه أى منكما حتى تحضرا صور الأشعه ...
استطرد بلهجه اشبه بالصراخ : هل فهمتما....هيا ...الى الخارج
هتفت ساره بذهول وهى تركب السياره بجوار على : أرأيت ما فعله؟؟ لقد طردنا !!..لم أرى فى حياتى شخصيه بهذا العجب
اطلق على العنان لضحكاته بعد ان كتمها طويلا وقال : لا تنخدعى بمظهره ..فهو أفضل طبيب فى تخصص الأعصاب فى مصر
قالت بدهشه : ما كل هذه الأسئله؟ وما علاقة القطط بالموضوع؟؟
قال لها وهو يضحك بشده : لديكى الحق ان تتعجبى ..فأنت قادمه من امريكا ....لدينا هنا اعتقاد خرافى قديم يقول أن الزوج اذا اراد أن تطيعه زوجته ويسيطر عليها يأتى بقطه ويذبحها أمام عينيها فى ليلة الزفاف ليخيفها
نظرت اليه بدهشه وسألته : وهل كنت لتفعل ذلك؟؟
قال باستنكار : بالطبع لا ..فقائد جماعتنا لم يأمرنى بذلك
كادت أن ترد عليه لكن الصداع لم يترك لها فرصه
بعد ثلاث ساعات ..........
كانت ساره واضعه رأسها على الوساده ومغمضه عينيها بقوه وتضغط على أسنانها باستماته حتى لا تصرخ من فرط الألم الذى فشلت كل المسكنات فى تهدأته ويدها اليمنى متشبثه بالوساده تحاول اخفاء ارتعاشتها المستمره التى زادت بشكل ملحوظ ولم تكن لديها القدره للسيطرة عليها
جلس على بجانب رأسها وقال بقلق : ساره..لماذا تخفين ألمك عنى؟
لم تستطع ان ترد عليه ..كانت تخشى ان فتحت فمها تخرج كلماتها صراخا أليما لا تستطيع ايقافه
أمسك على بيدها اليمنى واخذ يخلص الوساده من بين أصابعها برفق حتى نجح أخيرا وبمجرد أن أمسكها بين يديه حتى أخذت يدها ترتجف بشده فازداد قلقه وأمسك يدها بقوه محاولا تهدئة ارتجافتها المستمره وقال بحنان : يجب أن تعلمى أنه ما من انسان أقرب اليكى منى ..يجب أن تتحدثى الى حتى لا أقتل قلقا عليكى
بدأت كلماته تصل اليها وبدأت دموع الألم تهرب رغما عنها من عينيها وتسيل على الوساده
فقال لها بحنان بالغ : ساره ..مابك؟ ؟أرجوكى أخبرينى
فتحت فمها أخيرا وتحرك لسانها بصعوبه وهمست بألم : مؤلم..مؤلم..مؤلم....
بدأ صوتها يعلو وهى تكرر الكلمه حتى تحولت الى صراخ وأخذت تبكى بعنف وهى تتشبث بملابسه وتصرخ : على انقذنى ...انه مؤلم ..مؤلم...آآآآآآه ....رأسى تحترق
أصيب على بالهلع واتصل بالطبيب الذى حضر بسرعه فى ذلك الوقت المتأخر من الليل وأعطاها حقنه كبيره ذهبت بعدها فى نوم عميق
وجلس الطبيب الى على وسأله بعد تردد وتفكير : أخبرنى ..هل تتناول زوجتك أى نوع من أنواع المخدرات؟
أصيب على بصدمه وهتف قائلا : ماذا؟ ..لا ..ابدا..مستحيل ..انها لا تطيق رائحة السجائر
الطبيب : اهدأ قليلا ..وقل لى ما هذا الدواء الذى تتناوله ؟
قال بتوتر : لا أعرف
زفر بضيق وقال : وهى ايضا لا تعرف ...ربما تكون مصابه بادمان عقار معين وهى لا تدرى ..لقد مرت على بعض الحالات المشابهه
اسمع..اريد تحليل كامل للبول والدم فى أسرع وقت ..هل تفهم؟..
قال على بحيره : ولكن؟....
قاطعه الطبيب قائلا : ان زوجتك تعانى من أعراض الإدمان والتحاليل ستجعلنى أتأكد من التشخيص وعندها سيكون العلاج مختلفا .
ظهر على وجهه صدمه كبيره وشرد بعيدا فى صمت
فقال الطبيب بتعاطف : يؤسفنى أن يحدث لك هذا ومازلتما عروسان....لا تخبرها بما قلته لك ..فربما لا تعلم بالأمر ..لو انهارت معنوياتها فسيزداد الأمر سوءا
ولكن ..هل انت مستعد لخوض تلك التجربه الأليمه ؟
نظر اليه على بصمت ثم شردت عيناه بعيدا مجددا
فقال الطبيب : اذا لم تكن مستعدا لحمل تلك المسؤليه فأرسلها الى أهلها وأخبرنى حتى أتحدث الى من سيعتنى بها وأمليه تعليمات علاجها..
يجب أن تقرر بسرعه ..هل أنت مستعد لقبول هذا التحدى؟
عقد على حاجبيه وظهر على وجهه الهم وصمت ولم يرد ...
و صلى اللهم و سلم على النبى الامين
و الحمد لله رب العالمين
ريحآنة آلجنه
16th August 2010, 11:45 AM
الحلقه الثامنه
قبل على التحدى وتحمل المسؤليه برجوله
وقضى اياما طويله بجوارها محاولا التخفيف من آلامها القاتله وحرص الطبيب على ان يعطيها نظام علاجى وغذائى صارم وقضت ساره اغلب الوقت نائمه حتى يمر الوقت بسرعه ولا تشعر بالألم
حرص على الا يخبر احدا من اهلها او أهله بأى شئ بحسب ما اتفق مع الطبيب حتى لا تنخفض معنوياتها وكان يتحايل بكل الطرق حتى لا تشعر سماح اختها بأى شئ من خلال تليفوناتها المتكرره
وبعد عدة أيام بدأت الامها تهدأ ودخلت ساره فى مرحله أخرى من المعاناه فقد كانت تعانى من الهزال والضعف الشديد على الرغم من عناية على الشديده بها وبطعامها وتنفيذه لتعليمات الطبيب بدقه
استيقظت ساره من النوم ونهضت بصعوبه من فراشها وهى تشعر بضعف شديد ونظرت فى المرآه وهالها منظر هزال وجهها والهالات السوداء حول عينيها . لم تتحمل الوقوف لفتره طويله فعادت وجلست على الفراش
اتى على قادما من المطبخ يحمل صينيه عليها طعام ووضعها على المكتب وقال لها : لا تغادرى الفراش ..هذه اوامر الطبيب
ألقت برأسها على الوساده بضعف وقالت : لا أدرى ماذا حل بى ؟ وكيف أصبح وجهى بهذا الهزال؟
جلس على بجوار رأسها وقال مشجعا : ولكنك تتماثلين للشفاء لقد خفت آلامك كثيرا ..الطبيب يقول انها مرحله وستمر بسرعه
قالت بتساؤل : هناك شئ يحيرنى..لماذا قلت للطبيب أنك صفعتنى؟
قال : حتى يستطيع تشخيص حالتك بدقه ويعرف سبب ألمك
صمت قليلا ثم قال : ولقد كنت على حق.
هتفت بدهشه : أتعنى أن ما أعانى منه هو من آثار تلك الصفعه؟؟! ولكن الصداع كان يأتينى من قبل ذلك بكثير !!
تنهد بعمق وقال وهو يبتسم : انسى كل هذا. وأخبرينى . كيف تشعرين الآن؟
قالت : أشعر بضعف شديد ..انظر الى وجهى..هل هذا وجه عروس فى أيام زواجها الأولى؟
تبسم قائلا: ولكنى اراك جميله
قالت بعجب : شئ غريب ..أتحب زوجتك ضعيفه؟
اتسعت ابتسامته وهو يقول : بالتأكيد لن أكون سعيدا لو عشت مع مايك تايسون فى بيت واحد, ولكنى أحب زوجتى انسانه تمتلئ بالرحمه والعطف ..ولا تخجل من التعبير عن ألمها أمامى
تأملت وجهه بصمت ثم قالت : لديك ابتسامه عجيبه
أرخى أهدابه بطريقه تمثيليه وادار وجهه وهو يمثل الخجل وقال : لا تقولى هذا فوجهى يحمر خجلا وتكاد الدموع تنزل من عينى
ضحكت بشده وشاركها فى الضحك بمرح لكنه صمت عندما تأِوهت وأِمسكت برأسها وهى تقول بألم : آه الضحك يسبب لى الدوار
صمت قليلا ثم قال لها وهو يضع كفه على جبينها : أعطنى رأسك
بدأ يقرأ آيات التعوذ والرقيه من القرآن الكريم
أغمضت ساره عينيها وهى تستمع لصوته وهو ينساب فى أذنها وبدأت تشعر بهدوء وراحه كبيره..وخيل اليها أنها تسمع صوت امرأه قادم من بعيد يقرأ نفس الآيات وكأنه صدى لذكريات قديمه من مرحلة الطفوله كانت قد توارت فى طى النسيان
وبعد ان انتهى قالت له وهى تبتسم وعينيها مغمضتين : هل هذه الآيات هى التى ستشفينى؟
قال وقد فهم ما ترمى اليه : لقد سمعت من القائد الأعظم أن هذه الرقيه بالتأكيد ستشفيكى اذا ما تناولت الدواء بانتظام والطعام الجيد وخلدت الى الراحه كما قال الطبيب ..فستشفيك
تنهدت وقالت وهى تبتسم : لديك طريقه غريبه فى الإقناع..ولكن ..ألن تعرفنى على قائدك الأعظم هذا؟
قال : بالطبع ..لقد وعدتك . تماثلى للشفاء بسرعه لأعرفك عليه
قالت بسعاده ومازالت عيناها مغمضتان : أتعلم أنك تعيد الى ذكريات قديمه كنت قد نسيتها منذ زمن بعيد..انك تذكرنى بأمى فهى أيضا كانت تضع يدها على جبينى وتقرأ القرآن
قال مداعبا : اذا هل ستنادينى ..ماما؟
قالت ضاحكه : ولكن أمى لم يكن لديها لحية سوداء
أكملت بحنين : كانت تعتقد أن هذه الآيات يمكن ان تحمينى من الشرور والأخطار
رفع احدى حاجبيه وقال بتساؤل : هل كانت أمك منتميه لجماعتنا؟ لقد تعلمنا ذلك أيضا من القائد الأعظم
تماثلت ساره للشفاء بسرعه وكان الطبيب عبد الرحيم سعيدا للغايه بذلك التقدم السريع والكبير فى حالتها وعندما جلس الى على وحدهما قال له : ان زوجتك قويه للغايه لقد تجاوزت المرحلة الصعبه بسرعة ,التحليل الأخير كان جيد بصوره كبيره. والفضل لك
قال على بتواضع : بل الفضل لله وحده
سأله الطبيب : لقد فهمت من كلامك أن زواجكما كان تقليديا
على : والدى كان صديقا لوالدها ولكن زواجنا كان يشوبه بعض الغرابه,فلم نكن فى البداية على وفاق
قال الطبيب بدهشه : عجبا! أتذكر حالة باشرت علاجها العام الماضى كانت تشبه حالتها ,لقد اكتشف الزوج أن زوجته مدمنه فى أيام زواجه الأولى,ولكنه لم يفعل مثلك ويتحمل المسؤليه,بل تركها لأهلها ليعتنوا بها على الرغم من أنهما قد تزوجا بعد قصة حب عنيفه كما أخبرونى,لكن الزوج الشاب لم يكن مؤهلا لتحمل المسؤليه,بل لم يكن يعرف معنى كلمة مسؤليه وهذا ما جعلنى أصدق أن الحب وحده لا يكفى لإنجاح أى زواج.
وكانت النتيجه أن العروس بعد أن شفيت تماما رفضت العوده لزوجها لأنها شعرت أنه تخلى عنها بعد كل هذا الحب وهى فى أشد الأوقات احتياجا اليه
ولكنك مختلف..مختلف تماما. والأغرب أنه لم يكن هناك حب يربط بينكما قبل الزواج
قال على بهدوء : ان ما يربط بيننا أقوى بكثير من الحب,انه ميثاق غليظ..ساره أمانة فى عنقى سيحاسبنى الله عنها,فماذا أقول لربى ان تخليت عنها؟
ان ما بيننا حياة يجب أن نحياها بكل ما فيها من سعادة وألم
قال الطبيب بسخرية مريره : لكن . هناك من ينهل السعاده ويهرب من الألم
تأمله الطبيب عبد الرحيم طويلا بصمت وأطلت من عينيه نظرة اعجاب قويه وقال : أنا سعيد أننى تعرفت برجل مثلك,ليت كل الرجال يفهمون حقيقة الحياه هكذا.بالتأكيد لإنخفضت النسبه المخيفه للطلاق المبكر التى نراها تلك الأيام
تنهد بقوه وقال : لنتحدث فى المهم,زوجتك اِلآن تمر بمرحله حساسه وتحتاج الى يقظة وعناية حتى تستطيع التخلص تماما من آثار الإدمان,يجب أن تظل معنوياتها مرتفعه باستمرار. ما رأيك أن تأخذها وتسافر الى أى مكان جميل؟
كان على شاردا يفكر فى كلمات الطبيب عبد الرحيم وهو يمشط شعره بعناية أمام المرآه فى حجرته وعندما دخلت عليه ساره الحجرة قادمة من الحمام ابتسم لها ابتسامة كبيرة وقال : هل أشرقت الشمس أخيرا؟
ابتسمت سعيدة بكلماته .ثم رفعت حاجبيها بدهشة وهى تتأمله وقالت : واو...الى أين بكل تلك الأناقة؟
قال وهو يربط رابطة عنقه بعناية : أحد أصدقائى أصر أن يدعونى الى عرسه ولم يقبل باعتذارى ,سأذهب لأهنئه بالزواج وأعود سريعا
خفضت عينيها بحزن وقالت : منذ أن مرضت وانت لم تغادر البيت أبدا الا للصلاة فى المسجد,وكلما استيقظت من نومى أجدك دائما هنا
نظر اليها طويلا ثم ابتسم وجذبها من يدها وهو يقول : تعالى
أوقفها أمام الساعة المعلقة على الحائط وأشار بسبابته الى الساعة وقال : انظرى ,الساعة الآن الثامنه,عندما يدور العقرب الكبير دورة كاملة وتصبح الساعة التاسعة ,ستجديننى أفتح الباب بهذا المفتاح..اتفقنا؟والآن ,عندما أرتدى الحلة أريد أن أعرف رأيك بصدق فى أناقتى
قالت بلهفة : انتظر ,سأحضرها لك
قال بتردد : لا ,سأحضرها أنا
لم تنتظر واتجهت مباشرة الى خزانة الملابس وفتحتها ومدت يدها لتأخذ الحلة لكنها تسمرت مكانها واتسعت عيناها بذعر ثم التفتت اليه بحده وقالت بغضب : على..ما هذا؟
قال متسائلا : ماذا ؟
أشارت الى الرف العلوى فى الخزانه فاقترب ونظر فظهر على وجهه الإرتباك الشديد وتنحنح وقال : هذا..هذا مسدس
قالت بغضب : أعلم .أراه جيدا,لماذا تضعه فى خزانة ملابسك؟ ولماذا تمتلك مسدسا من الأساس؟
أخذ يحك ذقنه بارتباك وقال بتردد : و.وهل المسدسات ممنوعه؟ ألا يسمحون فى أمريكا لأى شخص بامتلاك مسدس؟
قالت بغضب : هذا فى أمريكا.ولكن هنا فى مصر فإن امتلاك مسدس يعتبر شئ غير عادى..وخاصة اذا لم يكن يحمل رخصة
ابتلع على ريقه بصعوبه,وامتقع وجهه بشده ولم يدرى ما يقول
و صلى اللهم و سلم على امام المحبين
و الحمد لله رب العالمين
المفوض امره لله
17th August 2010, 05:19 PM
بارك الله فيك وادعوالله ان يملأ بيوت المسلمين بالحب والسعادة والتضحية والتفانى فى خدمة الآخر دون انتظار او مقابل وان يجعل قلوبهم آمنة مطمئنة بذكر الله , ولا تشوقينا اكثر من ذلك واسردى باقى القصة الجميلة التى تمتلىء بالعبر والآيات والعظات شكرا
ريحآنة آلجنه
24th August 2010, 01:06 PM
الحلقه التاسعه
أمسك المسدس بين أصابعه ثم قال بارتباك :ِ لا تعقدى الأمور,فهو مجرد مسدس
صرخت ساره فجأه وِأغلقت عينيها بقوه عندما أغرق وجهها الماء ..فتحت عينيها عندما سمعت صوت على يضحك ويقول : نياهاهاهاها..مجرد مسدس مائى
هتفت بغضب : كيف تفعل بى هذا؟
قال وهو يبتسم بود : أردت أن أعرف . هل مازلت تخافيننى؟
زفرت بقوه وتناولت المنشفه وأخذت تجفف وجهها المبتل
ارتدى حلته وعدل من هندامه ووضع عطرِاٍ مميزا ثم نظر اليها وقال : ها,ما رأيك؟
ابتسمت وغمزت له بعينها وهى ترفع ابهامها لأعلى مؤيده
فقال بسرعه : حسنا لن أتأخر. السلام عليكم
استوقفته برجاء قبل أن يخرج وقالت : على, هل آتى معك؟
التفت اليها بدهشة وقال بتردد ولكن الطبيب...
قاطعته قائلة بحماس : أنا الآن بخير ,وأشعر برغبة فى الخروج معك,فأنا لم أخرج من مدة طويله
قال بتساؤل : ألن تشعرى بالملل عندما تشاهدين عرس اسلامى؟ أقصد عرس لجماعتنا؟
قالت بمكر : ألم تعدنى أن تعرفنى على كل شئ خاص بجماعتك؟
لم تستغرق ساره وقتا طويلا فى ارتداء ملابسها التى اختارها لها على
ارتدت عباءة أنيقة ذات ألوان هادئه رقيقه ومعها طرحة تتناسب ألوانها مع ألوان العباءه وقالت له : هل يمكن أن تساعدنى فى ارتداء الطرحه,فلم أعتد بعد عليها
أمسك الطرحه واقترب منها وبدأ يلفها بمهارة حول وجهها الجميل فسألته وهى تبتسم :كيف تعلمت لف الطرحه بتلك المهاره؟
قال ضاحكا : اول طرحة ارتدتها هبه أنا الذى أهديتها لها بمناسبة نجاحها فى الإعدادية وألبستها اياها بنفسى..بالطبع أشبعتنى سخرية وتهكما,ولكنى تعلمت منها بسرعه
قالت وهى تتأمله بدهشه : أنت تعشق أسرتك كثيرا
قال وهو يبتعد عدة خطوات للخلف : لقد انتهيت..دعينى أرى
أخذ يتأملها من أعلى الى أسفل بدقه ثم عقد حاجبيه وظهرت على وجهه علامات التفكير وأخذ يحك لحيته بأصابعه
تنهد بضيق وخلع حلته بعصبيه والقاها على الفراش وقال :لا .. لايمكن أن تخرجى معى هكذا
هتفت بدهشه عظيمه : لماذا؟ماذا حدث؟
هتف قائلا : لقد زادتك الطرحه جمالا فوق جمالك . لو سرت معى فى الشارع لظن الناس أننى اختطفتك
ضحكت ساره وارتدى على حلته وعدل من هندامه ثم فتح باب البيت ومد ذراعه أمامه يدعوها للخروج وهو ينحنى قليلا ويقول : سيدتى
مدت قدمها وهمت بالخروج لكنه جرى بسرعه وسبقها وخرج قبلها ثم التفت اليها وهو يضحك بمرح فضحكت بدورها كثيرا وتعلقت بذراعه واتجها الى العرس
انتهى العرس الذى كان مقاما فى أحد الأنديه الراقيه المطله على النيل الجميل, وخرجت ساره من القاعه المخصصه للنساء لتلتقى على فى المكان الذى اتفقا عليه,وعندما رآها قادمه قال بلهفه : هل أنت بخير؟ هل تشعرين بأى تعب؟
هزت رأسها بالنفى وهى تبتسم
فقال مباشرة : لنعد الى البيت
استوقفته برجاء وقالت : على . هل يمكن أن نبقى قليلا؟المكان جميل للغايه والهواء عليل
قال بتردد : ولكن الطبيب قال ...
قاطعته بحماس : ولكنى لا أشعر بأى تعب..على العكس,أشعر بأننى فى أفضل حالاتى
جلسا الى احدى الطاولات المطله مباشرة على النيل,وسألها : هل أعجبك العرس؟
قالت بسعاده : نعم..كان جميلا ..ولكنى مندهشه للغايه ,فلم أكن أتخيله هكذا
قال بتساؤل : وماسبب دهشتك؟
قالت : لقد وجدت كل الفتيات قد نزعن حجابهن وانطلقن يغنين ويرقصن حول العروس
قال باسما : وهل كان هناك أى من الرجال؟
قالت : لا كانت القاعه مخصصه كلها للنساء . ومغلقه أيضا
قال : وهذا هو المراد , ان الحكمه من الحجاب هو أن تحتجب المرأه عن أعين الرجال الأجانب عنها,وغير ذلك فلتفعل ما شاءت
أسندت يدها الى خدها ونظرت شارده الى النيل الجميل وهى تقول : والعروس..كانت جميله للغايه وكان ثوبها رائع حقا
تنهدت قائله : سماح كانت تتمنى أن ترتدى ثوب مثله
قال بمكر : سماح فقط؟
التفتت اليه وقالت : ماذا تعنى؟
قال بابتسامه ودوده : لا شئ ,هل أنت جائعه؟.ما رأيك أن نتناول العشاء هنا الليله
قالت ووجهها ينطق بالسعاده : أحب ذلك كثيرا
بعد يومين..............
كان فى انتظار ساره مفاجأه هزت مشاعرها بشده ,عندما ذهبا لزيارة والدها فى الفيلا وهناك فوجئت بالأنوار والزينات تملأ حديقة الفيلا.ولم تستطع ساره أن تنطق من قوة المفاجأه عندما علمت أن على أعد لها حفل زفاف بالإتفاق مع والدها
وكانت سعادتها طاغيه وهى تنظر لنفسها فى المرآه وهى فى ثوب الزفاف بعد أن تحقق حلمها بهذه السرعه
وفى اليوم التالى ............
كان على يقود سيارته بصمت متجها الى مرسى مطروح وساره تجلس بجواره تنظر اليه وتتأمل ملامحه وبداخلها مشاعر كثيره وتساؤلات أكثر,فقطعت الصمت وعبرت عن دهشتها بقولها : أنت أغرب انسان قابلته فى حياتى
تبسم قائلا : حقا؟!!
قالت ضاحكه : انت حقا مجنون,لم أسمع من قبل عن رجل تزوج أولا ثم أقام حفل زفافه
قال ضاحكا : أنا لا أحب أن أقلد غيرى
قالت باستنكار كن جادا وقل لى بصدق ,لم فعلت ذلك؟
قال بجديه : لأنك كنت تتمنى ذلك
ارتفع حاجبيها دهشة وقالت : من أجلى أنا؟
نظر اليها باسما وقال بتأكيد : نعم من أجلك..ولكن ,حتى أكون صادقا فليس هذا هو السبب الوحيد,لقد أردت أن أسعد أمى ,وأحقق أمنيتها برؤية عرس ولدها البكرى,وكذلك ارضاء لوالدك وحفظا لماء وجهه أمام أقاربه بدعوتهم لعرس ابنته الكبرى,أعلم أنه رجل يتمسك باتباع الأصول والتقاليد,وكذلك وددت أن أرى السعادة فى عينى أحمد وهبه,وحتى لا تنظر الى أختك وكأننى اختطفتك
نظرت اليه ساره طويلا ولم تتكلم فقد كانت مشاعرها تجيش فى صدرها بقوه,ثم قالت له بعد فتره : ولكن كيف استطعت أن تقنع أبى أن يكون حفل الزفاف بهذه الطريقه؟أقصد على طريقة جماعتك
قال ببساطه : ولكنى لم أقنعه بأى شئ
ضاقت عيناها وهى تسأله بعجب : أتريدنى أن أصدق أن أبى فعل هذا دون تدخل منك؟
قال وهو يبتسم : أنا لم أقترح عليه أى شئ..كل ما هنالك أننى قلت له لا أحب أن يرى أى رجل زوجتى سوى محارمها..وهذا ما حدث
اتسعت ابتسامتها وهزت رأسها بعجب,ثم عادت تنظر الى الطريق بصمت
كانت السياره على وشك الدخول الى محافظة مرسى مطروح عندما قال على :سنستأجر غرفه فى فندق تطل مباشرة على البحر.
أعتقد أننا سنجد غرفة شاغرة بسهوله ,ففى هذا الوقت من العام يكون الناس مشغولون بالدراسه والإمتحانات,والمصايف شبه خاليه
قالت بتساؤل : هل زرت مرسى مطروح من قبل؟
قال : كثيرا ..اعتاد أبى استئجار شقة هناكل عام لنقضى فيها إجازة المصيف ..وكدت أفعل ذلك ,ولكنى فكرت أن الفندق قد يلائمك أكثر
ضحكت ضحكه قصيره متهكمه وقالت بلهجة ساخره يشوبها بعض المراره : نعم , يلائمنى تماما ,فقد اعتدت الحياة فى الفنادق والمعسكرات من أيام الجامعه,لقد قضيت حياتى الجامعيه كلها مقيمه فى نزل مع مجموعه كبيره من الفتيات من جنسيات مختلفه
قال بدهشه : ولماذا لم تسكنى فى شقه؟
قالت : لأن دراستى كانت عباره عن منحه من احدى الجامعات الأمريكيه
عقد حاجبيه وسألها : ولماذا لم تطلبى من أبيك أن يرسل لك مالا لتستأجرى به شقه؟
قالت : لأن المنحه لم تكن دراسه فقط , بل كانت دراسه وعمل وتدريب
قال بدهشه : تدريب على ماذا؟
قالت : على كل شئ,الكمبيوتر,التكنولوجيا,الإعتماد على النفس,فن الحياه والتعامل مع الآخرين
وكانوا يعقدون لنا دورات تدريبيه فى فن الإداره ,والخدمه العامه ,والتعامل مع البشر,وجمع المعلومات وتنسيقها والإستفاده منها فى مجالات العمل المختلفه,وغيرها كثير...كان الأمر أشبه بمعسكر تدريبى متكامل لمجموعه من الفتيات المتفوقات,ولم يكن بامكان أى واحدة منا مخالفة هذا النظام,أو الإستقلال عن المجموعه والا حرمت من المنحه,على الرغم من أنهن جميعا من عائلات فاحشة الثراء,وذات نفوذ كبير فى بلادهن,كان من بينهن بنات أمراء من الخليجورؤساء دول عربيه وقادة جيوش ووزراء
قال بصوت غريب : أظنها كانت تجربه مفيده و ثريه للغايه
قالت والذكريات تتداعى الى رأسها : نعم ثريه ولكن لم تكن كلها أياما سعيده
وحتى بعد أن تخرجت من الجامعه والتحقت بالعمل فى المركز كنت قد اعتدت الحياه فى النزل ,ولم يعد بمقدورى الحياة فى بيت مستقل..لذلك أصبحت أتنقل بين الفنادق
قال وهو يهز رأسه بعجب : اعتدت الحياة فى الفنادق أم لم تكن لديك الجرأة لتعيشى فى بيت وحدك فى مجتمع غريب مثل المجتمع الأمريكى!!!
صمتت طويلا وهربت بوجهها الى النافذه التى بجوارها تتأمل الطريق وبعد مدة قالت : على...أريدك أن تستأجر لنا شقة هنا ,أريد كسر هذا النظام الذى اعتدت عليه ومللت منه كثيرا
نظر اليها وعلى وجهه ابتسامه تمتلئ حنانا وهز رأسه موافقا
و صلى اللهم و سلم على امام الصابرين
و الحمد لله رب العالمين
.................................................. ...........
ريحآنة آلجنه
24th August 2010, 01:14 PM
الحلقه العاشره
ساعد على ساره على النزول من المركب الصغير الذى أقلهم الى شاطئ الغرام وهو أحد الشواطئ الشهيره فى مرسى مطروح
كان على يرتدى قميص رياضى أنيق قصير الأكمام وبنطال رياضى قصير وقبعة رياضيه ويغطى عينيه بنظارة شمسيه أنيقه
أما ساره فقد ارتدت عباءه واسعه مريحه أسفلها بنطال طويل من نفس قماش العباءه وطرحه جميله أنيقه من نفس اللون وغطت عينيها بنظارة شمسيه أنيقه يتناسب لونها مع لون العباءه
كانا يسيران على الشاطئ وأقدامهما فى الماء وأيديهما متشابكة الأصابع حتى وصلا الى صخرة كبيرة فقالت ساره : هيا ,ساعدنى لأصعد الى الصخرة
هتف باستنكار : من ؟ أنا؟ لا يمكن
التفتت اليه وقالت بدهشه : لماذا ؟
ثم أردفت بمكر : أتخشى أن يظننى الناس ليلى مراد؟
قال بمرح : بل أخشى أن يظن الناس أننى أنا ليلى مراد
ضحكت وهى تضربه فى كتفه وتقول : أيها الماكر..هيا ,أعطنى يدك
أبعد يديه عنها مدعيا الخوف قائلا باستكانه : لا .لن أعطيك يدى فليس لدى سوى اثنتين فقط
قالت بلهجه منذره : على,هيا ساعدنى
ساعدها على تسلق الصخره ثم صعد خلفها وجلس بجانبها وقال بمرح : أنت الآن تجلسين مكان ليلى مراد تماما
ضحكت وسألته بخبث : هل تشاهد السينما؟
قال : لقد رأيت الفيلم قديما
خفض صوته وقال بلهجه توحى بالأهميه : لن أخفى عليك ..فبطل الفيلم كان أحد الأعضاء البارزين القدامى فى جماعتنا
نظرت اليه بدهشه وقالت باستنكار : من؟ حسين صدقى؟أتريدنى أن أصدق هذا؟
قال ببساطه : نعم .هذا ما حدث .لقد اعتزل الحياة الفنيه بعد ان انتج فيلما اسلاميا عن الصحابى خالد ابن الوليد.ولكن لم يذاع ابدا من خلال التليفزيون
وهذه أول معلومة عن جماعتنا..يمكنك الآن البدء فى أبحاثك ودراساتك.فأنا متلهف بشده لتدرسى شخصيتى
قالت بدهشه : شئ عجيب ,أتصدق؟لقد نسيت هذا الأمر تماما
قال بحب : ولكنى لم أنساه
ضحكت ضحكه متوتره وقالت : حقا ..يجب أن أبدأ
التفتت اليه متساءله : ولكن ..أتوافق على ذلك؟
قال بحماس : بالتأكيد,يجب أن أساعدك فى عملك
عقدت حاجبيها وكأنما تذكرت شيئا قد نسيته : عملى؟..أتقصد أنك موافق على استمرارى بالعمل فى المركز؟
قال باسما : ولم لا ,طالما أنه لا يخالف الشروط التى اتفقنا عليها
صمتت مفكره ثم قالت بعد قليل : أتعلم أن شخصيتك تثير حيرتى كثيرا,ففيها مجموعه من المتناقضات العجيبه التى يندر تجمعها فى شخص واحد..
أحيانا ,أراك طفل صغير وأحيانا أخرى تتكلم بلسان حكيم ,ثم أرى فى تصرفاتك زوج رائع يحمل بين جنباته مشاعر أبوة طاغيه تجعله يذوب عشقا لأسرته ويبذل أقصى مايستطيع لإسعاد من حوله
قال بمرح : بعد كل هذا الإطراء ,يحق لى أن أغتر
قالت بجديه : ولكن ..هناك وجه آخر مخيف لا يظهر الا.....
صمتت ولم تكمل فقال باسما : الا اذا رأى منكرا فادحا أو تعرضت كرامته للإهانه
تنهدت بقوة وابتلعت ريقها بصمت ...قالت بعد فتره : والآن..أخبرنى.من هو قائدك الأعظم ..وما اسم جماعتك؟
حك لحيته وأخذ يفكر بعمق ثم قال بعد صمت طويل :أظنك مكثت لفترة طويلة فى أمريكا
تنهد بقوه وكأنما يستجمع شجاعته وقال بتردد : ساره..أريد أن أعترف لك بشئ ولكن..أخشى أن تغضبى
عقدت حاجبيها وانتبهت باهتمام وقالت : لا , لن أغضب..قل
نظر اليها طويلا بصمت المتردد حتى كاد صبرها أن ينفذ وقال : ولكنك ستغضبين بالتأكيد
زفرت بضيق وقالت : لا لن أغضب.فقط قل ما تريد
أدار وجهه وقال : لا..لن أقول,فسوف تغضبين بالتأكيد
قالت بغيظ : اذا لم تقل الآن فسينفجر غضبى فى وجهك
قال برجاء : أتعديننى أنك لن تغضبى منى؟
قالت بلهفة من يريد المعرفه : نعم.أعدك,أعدك أننى لن أغضب .ها قل
أطرق بخجل وقال : أنا...أنا لا أنتمى الى أى جماعه كما تظنين
نظرت اليه بدهشه وبدا واضحا على وجهها أثر الصدمه وطال صمتها فقال : ألم أقل لك أنك ستغضبين,ها أنت غاضبه الآن,أليس كذلك؟
قالت بتجهم : لقد كذبت على
قال برجاء : لم أكذب .قلت لك أننى منتمى لجماعه ,وكلنا منتمون الى جماعة المسلمين ,وأخبرتك أننى سأعرفك على قائدى الأعظم ,وقائدى وقدوتى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم...وأنت وعدتنى أنك لن تغضبى وستبدأين بالغضب الآن
قالت بضيق : لقد كذبت على,كنت طوال الوقت تسخر منى فى نفسك
قال بصدق : لا والله,ولكن ,أعجبتنى اللعبه واستمتعت بها كثيرا, كنت سعيد للغايه وانا أرى محاولاتك لعلاجى واصرارك على شفائى,كنت سعيد لأنك حقا تهتمين بى.والآن يبدو أننى أفسدت كل شئ. لقد أثرت غضبك .ستغضبين الآن منى ,وربما ألقيتى بى من فوق الصخره وتركتنى وعدتى الى بيت أبيك..ستغضبين,أليس كذلك؟
قالت بنفاذ صبر : أهذا كل ما تفكر فيه؟..لن أغضب
صرخ ممثلا الدهشه الكبيره : ماذا؟..ألن تغضبى؟لا..مستحيل,لا أصدق,بالتأكيد ستغضبين
ضاقت عيناها وهى تضغط أسنانها وتقول : لن أغضب
فقال باستفزاز : ستغضبين
ردت بتحدى : لن أغضب
فكرر ليغيظها : ستغضبين
صرخت بحده : لن أغضب
صمت قليلا وتنهد بغيظ تمثيلى وهتف بحده : يجب أن تغضبى الآن
قالت بدهشه : أنت حقا غريب,أنا لا أفهم ماذا يدور فى رأسك؟.أتكون سعيدا اذا غضبت؟
قال مباشرة : نعم.تكونين جميله جدا حينما تغضبين ,كما أننى أحب أن أسترضيك وأصالحك..والآن اذا لم تغضبى ,فلن أستطيع أن أصالحك
عقدت حاجبيها وضغطت أسنانها بقوه تحاول أن تمثل الغضب لتقاوم عضلات وجهها التى تصر باستماته على رسم ضحكة كبيرة على وجهها وهى تقول ببطء : مت بغيظك ..فلن أغضب
استلقى على ظهره بطريقه تمثيليه وصرخ قائلا : يا الهى..ماذا أفعل,لقد هزمت,فشلت فى اغضابها
صرخت بغيظ وهى تلكمه فى صدره : أيها المهرج,أنت ممثل فاشل فاشل فاشل
قفز برشاقه من فوق الصخره وانطلق يجرى على الشاطئ الخالى وصوت ضحكاته يصل الى عنان السماء
قفزت ساره وأخذت تجرى خلفه وهى تصرخ بغيظ : انتظر حتى أضع يدى عليك..سأقتلك يا على
هتف بمرح وهو يضحك ويقفز كالأطفال : نياهاهاهاها أغضبتك..أغضبتك
ظلت تجرى خلفه وتقذفه بالرمال وهو يضحك . وعندما رآها تعبت توقف عن الجرى وانتظرها حتى انضمت اليه
وقفت تنظر اليه بغيظ وهى تلهث بشده,ثم تأبطت ذراعه وسارا معا بصمت على الشاطئ الجميل والأمواج تداعب أقدامهما برفق
فجأه بدأت ساره تضحك بشده وهى تقول : لا أدرى ماذا فعلت بى,لا أصدق أنك خدعتنى بمثل هذه الطريقه الساذجه,ماذا أفعل بك الآن؟لو كان حدث لى هذا منذ شهر واحد فقط ,لأثرت الدنيا ولم أهدأ الا اذا رددت الإهانه مضاعفه..ولكنى الآن أشعر بشعور غريب للغايه,لدرجة أننى لا أستطيع حتى أن أغضب أو أثور
جلسا معا فوق الرمال الناعمه وأخذت تدفن قدميها تحت الرمال الدافئه وهى تقول بخيبة أمل : والآن,بعد أن عرفت الحقيقه لا أدرى كيف سأكمل بحثى,وماذا سأقول لهم فى المركز ,ماذا فعلت بإجازتى؟
قال بجدية شديده : هل بدأت تشعرين بالندم على زواجك منى؟
تأملته بصمت ثم هزت رأسها بالنفى وهى تقول : أنا أيضا لدى اعتراف لك
قال بمرح : هل هذا هو اليوم الدولى للإعترافات؟
أكملت : ولكن عدنى أولا أنك لن تغضب
رفع احدى حاجبيه ومط شفتيه بمرح قائلا : يبدو أنك تتعلمين بسرعه . هل ستلعبين معى نفس اللعبه؟
تنهدت وقالت بجديه : منذ أن رأيتك وهناك شئ غريب يجذبنى اليك..استفزنى كثيرا تجاهلك وعدم التفاتك الى,وعندما رفضت الزواج منى ,تفجرت براكين الغضب بداخلى,لم أعد أفكر بالعمل ولا الأبحاث,وسيطرت على رغبة قوية للإنتقام منك
رفع على حاجبيه بدهشة كبيره لكنه لم يعلق
واسترسلت ساره فى اعترافها : وعندما علمت انك انهيت عملك فى الفيلا وسترحل ولن أراك ثانية,جن جنونى,كنت على استعداد لفعل اى شئ حتى لا ترحل,وأقسمت أن أنتصر عليك وأجبرك على الزواج بى
تنهدت بعمق وقالت : والآن ,أدركت أخيرا أنك أنت من انتصر
ابتسم بحنان وقال بجديه وهو يمسك بيدها بين يديه :ساره, عندما يكون هناك زواج ,فلا مكان لنصر أو هزيمه ,هناك فقط جبهة واحدة ,بيت واحد,قلب واحد
تشابكت أصابعهما بقوة وتجمعت الدموع لتملأ عينيها وهى تبتسم بصمت
بعد مدة هدأت مشاعرها فسألته : حقا ,لا أستطيع أن أصدق أنك لا تنتمى الى أى جماعه
قال ببساطه : لماذا؟
قالت : تصرفاتك,معلوماتك الدينيه الغزيره ,لحيتك,أسلوب معاملتك لعمالك,كنت أسمعك دائما تتحدث معهم فى أمور الدين,تأكل معهم ,تصلى معهم,من أين لك بكل هذا لو لم تكن تنتمى لأى جماعه؟
تبسم قائلا : لأننى تربيت على هذا.فمنذ صغرى ألحقنى أبى بالمعاهد الأزهريه ,وحفظت القرآن كاملا على يد شيخ كبير, وعندما تخرجت فى كلية الهندسة جامعة الأزهر ,أدركت أنه ينقصنى الكثير لأتعلمه,فالتحقت بكلية الدعوة بعد أن أنهيت تجنيدى ,رغم أن التجنيد أخرنى ثلاث سنوات كامله,وعندما قابلتك كنت أفكر جديا أن أبدأ طريقى نحو الماجيستير
قالت متسائله : وماذا عن لحيتك؟
قال بمكر : ماذا؟ ألا تتلائم مع تقاسيم وجهى؟
قالت بخبث : ماذا لو طلبت منك أن تحلقها؟هل تفعل؟
هتف باستنكار باسما : لا مستحيل..الا لحيتى
مال عليها وقال متصنعا الإهتمام الشديد: أتعرفين شمشون؟ذلك الرجل الشهير الذى كانت تكمن سر قوته فى شعر رأسه
هزت رأسها متعجبه فأكمل : ان سر قوتى يكمن فى لحيتى
ارتدت للخلف بحده وضاقت عيناها وقالت بغيظ :كنت أظنك ستقول شئ جاد
قال ضاحكا : حسنا ,سأكون جاد ..لا يمكننى حلق لحيتى لأننى أعتز بها كثيرا ,فأنا أحاول أن أقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم فى كل أفعالى وكذلك أعتبرها مظهر من مظاهر الرجولة والوقار.هل تسبب لك أى مشكله؟
قالت بعد تفكير : لا,فقط أحاول أن أتخيل شكلك بدون اللحيه
عقد حاجبيه ونظر الى البحر ونهض من مكانه وقال باهتمام : ما هذا؟
نهضت بدورها وقالت بفضول : ماذا هناك؟
أجفلت بشده عندما صرخ فجأه صرخة عالية قائلا : يا ريس
ثم التفت اليها وقال متعجلا : المركب سترحل بدوننا ولم يبق سوى القليل على الغروب,ولن نجد مركبا أخرى تقلنا الى الشاطئ الآخر,هيا بسرعه
اختطف يدها وانطلق يجرى على الشاطئ بسرعه كبيره وهى تجرى خلفه حامله حذاءها فى يدها وهى تشعر وكأنها تطير فوق الماء وقلبها ينبض بقوة وأعماقها تتساءل مغرقه فى الدهشة : الى أين يأخذنى ذلك الرجل الغريب ذو اللحية السوداء؟
و صلى اللهم و سلم على امام المرسلين
و الحمد لله رب العالمين
ريحآنة آلجنه
28th September 2010, 10:42 AM
الحلقه الحاديه عشر
وصلا الى المركب التى غادرت الشاطئ بمسافه قصيره فتوغلا قليلا فى الماء
وابتلت ملابسهما .,وساعد على ساره لتركب المركب ثم قفز خلفها.
وصلت المركب الى الشاطئ الآخر ونزلا منها وسارا لمدة طويله حتى توقفت ساره بتعب وقالت : لن أستطيع التحرك من مكانى ولا خطوة واحده ,أكاد أهلك جوعا
قال على وهو يجذب يدها : هيا ,تحملى قليلا ,كدنا نصل الى البيت
قالت : لا أذكر متى شعرت بالجوع بهذا الشكل, لقد نسينا تناول الغداء
قال على : الخدمات فى هذا الوقت من العام تكون قليله , فلم تبدأ شهور المصيف بعد,هيا لنعد الى البيت
قالت بعناد : لن أستطيع التحرك قبل أن آكل
فكر قليلا ثم قال : أتذكر أن فى هذا الشارع كان هناك مطعما للأسماك
اتجه الى أحد الماره وسأله عن المطعم ,ثم عاد الى ساره وهو يقول : كما توقعت, المطعم قريب من هنا
دخلا الى المطعم وجلسا الى احدى الطاولات وأخذت ساره تهز ساقها بتوتر متعجله وهى تقول : يا الهى,كيف لى بالصبر,رائحة السمك المشوى لا تقاوم
قال على متبسما : انتظرى حتى تتذوقيه
أخيرا جاء السمك المشوى,ومدت ساره يدها بسرعه الى الطبق,فأمسك على يدها فجأه قبل أن تصل اليه وقال : انتظرى
نظرت اليه بدهشه فضاقت عيناه وقال بلهجه محذره : ألن تتأكدى أولا أننى لم أضع لك سما فى الطعام؟
رفعت احدى حاجبيها بغيظ وضربت يده بقوه وهى تقول : حتى لو وضعت به حمض الكبريتيك ,فلن أدعك تنفرد بالسمك اللذيذ وحدك أيها النهم
وبدأ الطعام..............
والتفت كل من فى المطعم بدهشه كبيره على صوت صخب شديد ليشاهدوا ذلك الثنائى الغريب وهما يتناولان طعامهما بنهم كبير ويتخطفان قطع السمك من بعضهما البعض.واستكانت أدوات المائده فى مكانها بعد أن يأست من أن يستعملها أحدهما ,فلم يكن لديهما الوقت الكافى لذلك ,بعد أن تسابقت الأيدى لتنقذ ما تبقى فى الأطباق
وانتهى الطعام.................
وألقت ساره بخدها فوق يدها المسنده الى الطاوله وقالت وعينيها نصف مغمضتين : أشعر بالخدر يسرى فى جسدى ويزحف الى رأسى,والآن ..كيف سنتحرك من هنا ونعود الى البيت؟
رشف على جرعة ماء ووضع الكوب على المائده وظهره مستند الى الكرسى وساقاه ممدتان أمامه أسفل الطاوله وقال بكسل شديد : ما رأيك؟..هل أستدعى سيارة اسعاف؟
نهض ببطء ومد يده اليها وقال : هيا ,أعطنى يدك لنذهب الى البيت
خرجا من المطعم وهما يسيران ببطء وكسل ,وبدأت ساره تضحك بشده وتقول : أرأيت كيف كانوا ينظرون الينا؟ لا أدرى من أين أتتنى كل هذه الجرأه لأفعل ما فعلته ؟صاحب المطعم لن يسمح لنا بارتياد مطعمه مره أخرى بعد أن رآنا نأكل بهذه الطريقه
ضحك على قائلا : على العكس ,سيرحب بنا بالتأكيد ,فمن أين له بزبائن مثلنا يأكلون سته غداء فى وجبة واحده؟
.................................................. .....
قالت بدهشه : لم أكن أصدق ان بامكانى التهام كل هذه الكميه من الطعام
قال منذرا : لم أكن أعرف أننى متزوج من حوت...سيكون حسابى معك عسيرا على ما فعلتيه
قالت بدهشه : عن ماذا تتكلم؟؟
قال بغيظ : عن البطروخ الذى سرقتيه من بطن سمكتى...لن أسامحك أبدا
ضحكت قائله : لقد كان لذيذا..كما أننى كنت جائعه للغايه
قال : لدينا مثل يقول ..الجوع كافر
قالت وهى تبتسم : أصدق ذلك تماما بعد ما كابدته اليوم
...........................................
فى اليوم التالى ............
اصطحبها على الى شاطئ عجيبه ..أروع الشواطئ فى مرسى مطروح وأكثرها سحرا على الإطلاق ..وربما فى ساحل البحر المتوسط بأكمله
جلس الإثنان فى صمت يتأملان ذلك الجمال الربانى الساحر
البحر بكل درجات الزرقه يعانق سماء صافيه تتراقص فيها قطع السحب التى تلمع تحت أشعة شمس ساطعة الضياء
كان مشهدا يخلب الألباب ويأخذ القلوب بروعته
قالت ساره بتأثر : لم أكن أعلم أن فى مصر مثل هذا الجمال
تنهد على وقال بنشوة : سبحان الخالق المبدع ,كلما نظرت الى صنع الله واهب الجمال للكون ..أستشعر قدرة الله وعظمته , تلك القدرة التى تنحنى لها الجباه وتخر النفوس ساجده
أصابتها قشعريره غريبه من كلماته وقالت بحنين : الحياه جميله للغايه , كيف يستطيع أى انسان له قلب وعقل أن يفسد ويدمر مثل هذا الجمال؟
طالت لحظات الصمت والتأمل لفترة طويله حتى قطع على الصمت أخيرا والتفت اليها قائلا :هل فكرت ماذا ستفعلين فى أبحاثك؟
قالت بهدوء : لم أفكر بعد ,ولكن الحل الوحيد أمامى هو أن أبدأ من جديد وأبحث عن عينات للدراسه
قال بلهجه تسيل منها السخريه سيلا : عينات ملتحيه؟ وربما سيدات منتقبات أيضا؟
عقدت حاجبيها وقالت بضيق شديد : الا ترى أن أسلوبك لاذع أكثر من اللازم؟
ظهر على وجهه الأسف وقال بلهجة معتذرة : آسف , ولكنى ضد الحكم على الناس من خلال مظهرهم وملابسهم
عقدت حاجبيها وقالت بدهشة غاضبه : ومن قال لك أننى أفعل ذلك؟
قال بشئ من الحده : أنا لا ألومك , فالعالم بأجمعه الآن يربط بين المظهر الإسلامى والإرهاب, فكل منتقبه هى فى عيونهم ارهابى متنكر وكل ملتحى يحمل تحت ملابسه حزاما ناسفا
قالت بحده : قلت لك من قبل أننى لست بهذه السطحيه فالمظهر لا يعنى شيئا بالنسبة لى ,بل يعنينى الفكر والعقيده التى يحملها صاحبه
صمت قليلا وظهر على وجهه الغضب , ثم تمالك نفسه سريعا واستعاد هدوءه وقال : أتريدين رأيى الشخصى؟ان أردت معرفة كيف يصنع الإرهابى يمكنك الذهاب الى جوانتانامو أو أى معتقل آخر أمريكى سرى فى أى دولة فى العالم يمتلئ بأشخاص لم يحاكموا ولم تثبت ضدهم سوى تهمة واحدة ,أن مكتوب فى بطاقات هوياتهم ..مسلم
صمتت قليلا ثم قالت بعد تفكير : نعم .أعلم تماما أن هناك علاقة وثيقه بين الظلم والقهر وبين الإرهاب ..ولكنى أدرك أن هناك أمور أخرى أشد تأثيرا على عقل الإنسان
هز رأسه بعصبيه وقال بابتسامة ساخره : نعم..وهذه الأمور تتعلق بالإسلام
هتفت بحده : لا تتعلق بالإسلام بقدر ما تتعلق بالهوس العقائدى والمعتقدات الخاطئه...اذا أردت أن تصنع ارهابى فالظلم والقهر وحدهما لا يكفيان,بل يجب أن تسيطر على عقله وتجعله يؤمن أن الخلاص الوحيد من الظلم والشر فى العالم هوالعنف والإرهاب وقتل الآخرين
تنهدت بحزن وقالت بتأثر بالغ : الدليل على ما أقول ,جريمة رأيت آثارها بعينى وقمت بدراستها
لم يقاطعها على عندما صمتت قليلا وابتلعت ريقها وقالت : (فى أحد الأعوام فى اليابان قام سته من الشباب اليابانيين ينتمون لجماعة متطرفه تسمى جماعة (أوم)بنشر غاز السارين داخل ستة قطارات مختلفه لمترو الأنفاق فى طوكيو)*..أتعلم ما هو السارين؟
عقد حاجبيه وقال باهتمام كبير : غاز الأعصاب؟
هزت رأسها وقالت بألم : نعم ..قاموا ببساطة مميته بقتل العشرات واصابة المئات بتأثير الغاز المدمر..لقد ذهبت الى اليابان بنفسى والتقيت بمجموعه من الضحايا مازالوا على قيد الحياه والتقيت أيضا ببعض من المنتمين لهذه الجماعه التى تحمل أفكارا غريبه وشاذه ,كانوا يعتقدون انهم بقتلهم الأبرياء سيطهرون العالم من الشرور والآثام..الغريب أن السته الذين قاموا بارتكاب تلك الجريمة الرهيبه كانوا من أفضل العقول فى اليابان وحاصلين على أفضل المراكز ,وبعضهم كان فى جامعة المتفوقين..أتصدق هذا؟
قال بجديه وتأثر : نعم أصدق,أصدق أن أى عقل خالى من العقيدة الصحيحه يمكن ملئه بمعتقدات فاسده والسيطرة عليه وتوجيهه للشر بكل سهوله
أصدق أن قلبا لا يمتلئ بالإيمان الحقيقى لن يعرف قيمة الحياه ولن يردعه شئ عن ارتكاب المعاصى والآثام وأبشع الجرائم
من لديهم ايمان راسخ وعقيدة قوية تحميهم يؤمنون تماما أنه لا يجوز لهم الإنتقام من الأبرياء الذين لم يسيئوا اليهم وان العداله الحقه هى عدالة رب السماء الذى حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين العباد
ان من يعرف الله حقا ويتبع رسوله يؤمن بأن الأصل فى الإسلام هو التسامح بل والعفو حتى عمن ظلمنا لأن حياته صلى الله عليه وسلم كانت سلسله متصله من التسامح والعفو
أصدق أن من لا يخاف الله..فممن يخاف؟
قالت بتأثر كبير : هل تظن أن الإيمان يمكن أن يحمى قلب الإنسان وعقله من الشر والوقوع فى الخطأ وارتكاب الجرائم؟
قال بابتسامة حانيه : وهل تظنى أنتى العكس؟
دمعت عيناها خفضت رأسها وأغمضت عينيها وظهر الألم فى ملامحها,فسألها بلهفه : ساره ,ما بك؟ هل تعبت؟
قالت بصوت واهن وهى تمسك برأسها : لا,ولكن الشمس قوية للغايه ,والرمال البيضاء تعكس الضوء المبهر وتلقى به فى العين مباشرة
قال بحنان : هل نعد الى البيت لترتاحى؟
هزت رأسها بالنفى فقال : ما كان يجب أن تنسى نظارتك الشمسيه اليوم
أكمل وهو يخلع نظارته عن عينيه : خذى نظارتى
قالت مباشرة : لا انها تغير ألوان الأشياء,وأنا أريد أن أرى كل شئ بوضوح
صمتت قليلا ثم قالت : أظن أننى بدأت أعتاد ذلك النور الساطع..عجبا,لقد بدأت أرى أشياء جديده لم أكن أراها من قبل
لا أذكر متى رأيت الشمس ساطعة وقوية بهذه الطريقه؟
ابتسم بحب كبير وأمسك يدها وشبك أصابعها بين أصابعه وعادا يتأملان تلك اللوحة الربانيه الخلابه,وبعد طول صمت قالت ساره بصوت يملؤه الشجن : كلما نظرت فى المرآه أتساءل من هذه الطفله التى تبدو لى وتتكلم بلسانى وتسكن جلدى؟
الآن فقط عرفتها ..هى نفس الطفلة التى كانت تسير دوما بجوار سيده ريفيه تخفى جمالها بالحجاب وتذهب الى المسجد لتتعلم كيف تقرأ القرآن ,كانت أمنية حياتها أن تحفظ القرآن كاملا ..ولا ينطق لسانها الا بالدعاء أن يحفظ الله طفلتيها
رفع على حاجبيه وأخذ يتأملها بدهشة عظيمه
نظرت اليه وقالت بغرابه : أنت أول انسان أخبره بذلك
لا أدرى لم أنت بالذات الذى أستطيع التحدث أمامه بتلك الأشياء
ابتسم قائلا : هل بدأت تثقين بى أخيرا؟
نظرت الى البحر وقالت بجديه : لم يحظ بثقتى المطلقه فى هذا العالم سوى شخصين اثنين
قال بدهشه : اثنين فقط؟
قالت : نعم . فمعيار الثقه عندى يرتبط بالصدق وكلما كان الإنسان صادقا كلما ازدادت ثقتى به..وليس من السهل فى هذا الزمان أن تجد الكثير من الصادقين
قال بمرح : بالتأكيد أنا أحدهما
ابتسمت قائله : نعم,ولكن صدقك شديد الإستفزاز
والثانى ,هو جيف..أقصد د.جيفرى باركلى
اختفت ابتسامته وعقد حاجبيه بدهشه : عجبا.كنت أظن الثانى هو أباك
ظهر على وجهها الإرتباك وأدارت عينيها الى البحر لتهرب من نظراته الكاشفه ثم قالت بعد صمت : جيف هو استاذى ومعلمى وساعدنى كثيرا عندما كنت فى أمريكا
كان أستاذى فى الجامعه وكان معجبا بتفوقى وذكائى وساعدنى كثيرا فى دراستى,وبمجرد أن أنهيت دراستى أوجد لى عمل فى المركز وفعل كل هذا بلا مقابل
قال على باهتمام : يبدو أنك كنت متفوقه للغايه
ابتسمت قائله بفخر : لقد تفوقت على كل زميلاتى فى المنحه رغم أن أغلبهن من عائلات ذات مناصب رفيعه فى بلادهن كما أخبرتك ..كنت الأفضل دائما,وهذا ما جعل جيف يهتم بى لدرجة أننى عندما أصبت ببعض نوبات الإكتئاب التى أثرت بشكل ملحوظ على مستوى تحصيلى الدراسى,فأرسلنى الى طبيب نفسى قريب له وقام بعلاجى بأحدث الأجهزه والتقنيات الطبيه الحديثه
وحتى الآن يساندنى وسوف يرشحنى لرئاسة فرع المركز فى مصر
اختفت ابتسامته تماما وظهر على وجهه التفكير العميق وأدار وجهه الى البحر شاردا
فسألته بدهشه : على..هل هناك ما يسوء؟
تنهد بقوه ونظر اليها وابتسم ابتسامه مغتصبه وقال : يبدو أننى بدأت أغار
ابتسمت قائله : ان جيف هو استاذى ومعلمى ولا شئ أكثر من ذلك
هز رأسه بشرود وعاد ينظر الى البحر وهو يردد : لا شئ أكثر من ذلك ... نعم أصدقك تماما...
أدارت وجهها هى الأخرى وأخذت تتأمل البحر ولكنها سمعت صوتا جعلها تلتفت اليه وتسأله : كلما حركت ساقك أسمع صوت غريب يصدر من ملابسك..ما هذا الشئ؟
نظر اليها بتساؤل وقال : ماذا فى ملابسى؟
ضاقت عيناها وقالت بلهجه آمره : على..حرك ساقك
حرك ساقه فسمعت صوت خرفشه يصدر من جيبه فابتسمت بمكر وقالت : والآن ,أرنى مافى جيبك
قال بارتباك : ماذا؟..لا ..لاتفعلى
مدت يدها تبحث فى جيبه واتسعت عيناها بذهول وهى تخرج من جيبه حلوى ومصاصات ولبان للأطفال
ابتسم بخجل وقال : انها عاده قديمه لا أستطيع التخلص منها.. فعندما كنت أخرج مع اخوتى وهم صغار الى أى مكان كنت أملأ جيبى بتلك الأشياء حتى أستطيع اسكاتهم اذا ما بكى أحدهم
تأملت الحلوى بين يديها بشرود وقالت والدهشة مازالت تملأها : أدركت الآن ما هو الشئ الغريب الذى جذبنى اليك فى أول مرة أراك فيها,انها الرائحه التى كانت تفوح من جلبابك الأبيض...نفس الرائحه التى اعتدت أن أشتمها عندما يضمنى جدى بين أحضانه كلما أخذتنى أمى لزيارته فى قريتها وأنا طفله
قالت بكلمات تقطر الشوق والحنين وهى تنظر بعيدا : يا الهى... كيف أنسى ذلك؟..كنت أشعر بين أحضانه بدفء وأمان بلا حدود, وعندما كان يجلسنى على ساقه وأنا مازلت فى الثامنه ويتركنى أعبث بلحيته البيضاء كالحليب وهو يغنى لى بصوته العجوز الغليظ أغنيه لا أتذكر كلماتها ولكنها تتحدث عن الكعبه والشوق لرؤياها وكان يحلو لى دائما أن أضع يدى فى جيب جلبابه لأستولى على ما به من حلوى
عصرت الحلوى بين أصابعها بقوه وهى تغمض عينيها بألم لتسيل دموعها أنهارا على خديها ,فأمسك على يديها وقال بقلق بالغ : ساره,هل أنت بخير؟
أكملت وكأنما لم تسمعه : لقد مات بعد أمى بفترة قصيره..مات وأنا فى المدرسة الداخليه,لم أستطع أن أسامح نفسى أبدا لأننى لم أزوره فى مرض موته,لذلك حاولت أن أنساه بكل ما أستطيع من قوة حتى لا يقتلنى الألم
هزها على برفق وهو يقول بلهفه : ساره يكفى هذا
فتحت عينيها وأخذت تتأمل ملامح وجهه بدقه وهى تقول بتأثر : ان بعض منك يشبهه, منذ أن رأيتك وأنا أشعر أن هناك شئ بداخلى يؤلمنى ولا أستطيع أن أخرجه,ليـ...
قاطعها بحنان بالغ : هشششش يكفى هذا ,هيا لنعد الى البيت,فأنت بحاجه الى
الراحه
.
و صلى اللهم و سلم على خير قائد للعالمين
و الحمد لله رب العالمين
ريحآنة آلجنه
28th September 2010, 10:43 AM
ياريت نسمع رأى حضراتكم
و ده من أسباب اننا مش بننزل الحلقات كل يوم
عشان مش تكون مجرد قصه او سرد لأحداث
لكن عشان نعرف آرائكم و تعليقاتكم
منتظرين تعليق حضراتكم
لك عدت
30th September 2010, 10:44 AM
ماشى ............
ونهون عليكى.
صدقاً ,القصه رائعه والاروع من القصه طريقه سردها ,والاروع من طريقه سردها ,......
مش هقول
انت طبعا يا قمر,كاتبتها المحترمه .
ميزتها بصراحه انك بتقدمى الشخصيه (على) اللى معظم الناس فكرنها معقده ومتزمته بصوره اى راجل عادى بيهزر ومرح وفى نفس الوقت عارف اللى عليه .
واحسن حته عجبتى الفرح الاسلامى.
شبه الموقف ده حصل فى حنه اختى ايمان كانت الرجال تحت عند المدخل والجنينه واحنا ومعانا العروسه طبعا فوق فى الشقه,وصحباتى طبعا زى لبسين خمارات كلهم ,والبعض منتقبات.ومرات اخويا (محترمه والله يس لو تتخلى عن البنطلون ) اول مشفاتهم .فضلت تبصلى كده .وبعدين قالت,هو (هو احنا ينفع نرقص ولا صحابك هيطخونا )
قلتلها وانا بضحك اللى مش عجبينك دول هيعملولك احلى فرح دلوقتى .وفعلا.
استمرى ودائما الى الامام
ريحآنة آلجنه
30th September 2010, 08:39 PM
ربنا يكرمك أختي علي المرور والردود ألي تشجع الواحد
ريحآنة آلجنه
30th September 2010, 08:46 PM
الحلقه الثانيه عشر
قطعت ساره الدرجات القليله لسلم مدخل فيلا والدها قفزا وخلفها على يتبعها باسما مرتديا حله أنيقه ومسبحته فى يده بعد ان عادا من رحلتهما الى مرسى مطروح
وضعت ساره يدها على جرس الباب ولم ترفعها الا عندما فتحته الخادمه ,فاندفعت ساره الى الداخل وسلمت على الخادمه فى عجله وسألتها عن سماح وهى تتجه بسرعه الى السلم المؤدى للدور العلوى,لكنها توقفت عندما فتح باب المكتب ليبدو والدها من خلفه وعلى وجهه امتزجت الدهشة بالفرح وهو ينظر فى وجه ساره التى اندفعت تسلم عليه بحراره وتقول والسعادة تنطق من ملامحها : أبى ,كيف حالك؟ اشتقت اليك كثيرا..أين سماح؟
وقبل أن يجيب عن سؤالها سمعت صوت سماح وهى تصرخ بفرح : ساره
تلقفتها ساره بين ذراعيها وضمتها بحنان وشوق كما لم تفعل من قبل..وقال على بتهذيب : مرحبا سماح ..كيف حالك وحال وائل؟
نظرت اليه شذرا من خلف كتف اختها ولم تتكلم
جذبتها ساره من يدها لتصعدا السلم معا قفزا وساره تهتف بحماس : تعالى لأريك ما جلبته لك
تعلقت عينا الأب بالفتاتين والدهشة تغرق ملامحه حتى اختفتا ,فانتبه فجأه الى أنه لم يسلم على على فالتفت اليه وسلم عليه بحراره ودعاه للجلوس فى حجرة المكتب
أما الأختان فبمجرد أن دخلتا الى حجرة سماح حتى ارتمت سماح على الفراش وأخذت تراقب ساره بدهشه كبيره وهى تفتح الحقائب البلاستيكيه الكثيره التى جلبتها معها وهى تقول والسعادة تنسكب من عينيها : انظرى..ما رأيك فى هذا؟.وهذا؟. هل يعجبك هذا؟.
أخذت سماح تتأملها بدهشه ثم سألتها عندما لاحظت شئ غريب يلتف حول رسغها : ما هذا الذى حول رسغك؟
نظرت ساره الى السوار الذى يدور حول رسغها وقالت بفرحه : انه سوار من الأصداف .اشتراه لى على من مرسى مطروح..أليس جميلا؟
ظهر على وجهها العجب وقالت باستنكار : أصداف !!
لم تهتم سماح للهدايا التى جلبتها ساره لها وأخذت تمطرها بالأسئله القلقه : كيف حالك؟.وكيف قضيت اجازتك؟.لماذا هاتفك المحمول مغلق باستمرار؟.هل أخذه منك؟.هل هو لطيف معك؟.هل يضايقك؟.هل يهينك؟.هل يجبرك على شئ؟؟
قالت ساره بدهشه : ما كل هذه الأسئله؟؟لم يحدث شئ من هذا
قالت سماح بفضول : لماذا يجبرك على ارتداء الحجاب اذا؟
قالت ساره بدهشه عظيمه : من قال لك هذا؟.بالتأكيد لم يجبرنى على اى شئ
قالت سماح بمكر : تريدينى ان أصدق انك تلبسينه لأنك مقتنعة به؟
قالت ساره بارتباك : لم أقل هذا
قالت سماح بحده : أرأيت ..لقد كان ظنى فى محله,هو الذى أكرهك على ارتدائه
ساره بحده : قلت لك لم يفعل
هتفت سماح : لماذا ترتدينه اذا؟
صمتت ساره قليلا ,ثم ابتلعت ريقها وقالت : لأننى أريد ذلك
سماح بضيق : ساره ,لم تخفين عنى الحقيقه؟ نستطيع اصلاح الأمر..أعلم انك لن تتحملى سيطرته ومعاملته السيئه طويلا
هتفت ساره بحده : من وضع تلك الأفكار السخيفه فى رأسك؟
هتفت سماح : هل غيرت رأيك بسرعه ؟ أليس هوهو الإرهابى , السيكوباتى,ذو اللحية السوداء؟
أليس هو من يحرم عليك استخدام هاتفك المحمول؟..أليس هو من يرفض أن تقودى سيارتك ,وحرم عليك الخروج لعملك؟
حدقت ساره بها طويلا بصمت وعينيها تتسعان من الدهشه ثم خفضت عينيها وأخذت تفكر قليلا وقالت وقد بدأ يظهر على وجهها عاطفة جياشه: على !!
ضحكت ضحكه قصيره حنون وهى تكمل : انه طفل كبيرلايكف عن اثارة الضحك والمرح فى اى وقت..انه يهتم لأجلى ويخاف على
تأملت سماح بذهول نظرة الحنان التى ملأت عينيها والابتسامة الحالمة التى ارتسمت على شفتيها وهى تكمل : مهما قلت لك فلن تتخيلى كم الحنان والعطف الذى يحمله هذا الرجل فى قلبه
تنهدت بحنين واستدارت تنظر من النافذه بشرود وصمت .
اقتربت منها سماح وأطنان من الدهشة والعجب تملأ عقلها ووقفت بجوارها وأطلقت العنان للسؤال الذى ظل حبيسا بداخلها منذ أن قدمت اختها : هل انت حقا ساره !! أكاد لا أعرفك
ابتسمت بوجد وهى تقول : أنا ايضا اكاد لا أعرف نفسى
كادت سماح تقول شئ لكنها غيرت رأيها عندما وقعت عينها على سيارة على فى الحديقه ,فهتفت بدهشه : كيف تركبين مثل هذه السياره الصغيره القديمه؟
نظرت ساره الى حيث تنظر سماح وقالت ضاحكه : فركوكه؟؟
تساءلت سماح بدهشه : ماذا؟؟
أعادت ساره بمرح : فركوكه..أحمد يسميها فركوكه..ليتك كنت معنا أثناء عودتنا من مرسى مطروح ..تعطلت فى الطريق ,وكنا نتناوب دفعها حتى وصلنا الى محطة البنزين,وبعد أن..
قطعت قصتها عندما أتت الخادمه تطلب منها النزول لأن على ينتظرها ليرحلا
قفزت ساره من مكانها وبدا عليها العجله والإرتباك الشديد وتناولت حقيبتها وطبعت على خد أختها قبله سريعه وهى تقول : سماح ,أراك قريبا,وداعا
واختفت من الحجره وسماح تقف مذهوله,لكنها عادت فجأه ووقفت على باب الحجره وقالت بلهجه ذات مغذى : سماح,نسيت أن أخبرك ,فغدا تنتهى اجازتى وأعود للعمل ,على لن يستطيع توصيلى لأنه سيكون مشغول بعمله لذلك سأذهب بسيارتى الخاصه.. حدثينى على هاتفى المحمول ,فلن يكون مغلق بعد الآن ..أرك قريبا..وداعا
ألقت اليها بقبله فى الهواء ورحلت مسرعه
وقفت سماح فى مكانها تنظر الى المكان الخالى الذى كان ممتلئا بساره من لحظات وهى لا تكاد تصدق ان هذه الفتاة المرحه المتفجره بالسعاده هى حقا اختها
جرت الى النافذه تتطلع الى اختها وهى تنزل درجات سلم مدخل الفيلا وهى متعلقه بذراع زوجها وجانب وجهها يشرق بابتسامه رائعه وهى تتحدث اليه بحب
تناولت سماح هاتفها المحمول وطلبت رقما وانتظرت الرد وعينيها متعلقه بالمشهد الذى امامها,وعندما سمعت صوت الطرف الآخر قالت برجاء وبصوت اقرب للبكاء : وائل..متى سنتزوج؟
اسمع ,يجب ان تأتى الليلة وتحدد مع ابى موعد الزفاف .سأنتظرك
هتفت بسرعه قبل ان يغلق الهاتف : انتظر
تأملت اختها وهى تقفز الى السياره بجوار زوجها وقالت وعينيها تلمعان وكأن عقلها ومض بفكرة مفاجأه : مارأيك ان تربى لحيتك؟..أظنك ستصبح أكثر وسامه
وصل العروسان الى البيت الثانى..بيت عائلة على
وبمجرد ان فتح الباب وماكاد على يسلم على أمه حتى تعلقت هبه أخته بذراعه وجذبته الى حجرة المعيشه وهى تهتف باهتمام كبير : تعالى اريد ان احادثك فى أمر هام
وصلت الى الأريكه فارتمى على عليها بحركه تمثيليه وهو يتأوه
وكأن هبه دفعته ليسقط على الأريكه ثم جلست على المنضده الصغيره أمامه مباشرة
انضم الباقين اليهما واتخذ كل منهم مجلسه وهم ينظرون الى هبه بدهشة وتساؤل..ولكن الأم ذهبت الى المطبخ لتعد بعض الحلوى والمشروبات
رفع على احدى حاجبيه بعجب وقال مداعبا : ياللذوق الرفيع والإستقبال الحافل..هل كنا معا ليلة امس نتناول العشاء ونشرب البليله؟!!
قالت هبه باهتمام كبير وهى تبتلع ريقها وكل عضلة فى وجهها تنطق بالإثاره : دعك من المزاح الآن واسمعنى جيدا
اقترب على من هبه وعقد حاجبيه ورسم على وجهه الإهتمام الكبير وهو يقول بصوت خفيض : قل يا زعيم..كيف سنسرق البنك؟
ضحك أحمد وساره بينما انتفضت هبه غضبا وقالت صارخه : كف عن دعاباتك السخيفه واسمعنى
قالت بهدوء ومازال الإهتمام يعلو ملامحها بعد ان صمت على مستمعا اليها : بما انه لم يبق علىالإمتحانات سوى وقت قصير للغايه وبما اننى من المتفوقين وسأحصل على المجموع الذى سيلقى بى حتما فى كلية الهندسه مباشرة, وبما اننى معروفه من أصغر المخلوقات الى أكبرها فى مدرستى
لكل تلك الأسباب ..فلقد رشحونى فى المدرسه فى منحه للسفر الى أمريكا لمدة شهر فى اجازة الصيف
هتفت ساره : هذا جيد..مبروك يا عزيزتى
أما على فقد صمت تماما واختفت ابتسامته المميزه تدريجيا وحل محلها بعض الدهشه ممزوجه بالقلق الذى نجح هو ببراعه فى السيطرة على ملامح وجهه ليخفيه عن الجميع..الا ان ساره استطاعت ان تلاحظه
قالت هبه متعجله عندما طال صمت على : ها ..ما رأيك؟
حك على لحيته بتفكير وقال بتردد : احم ..هذا جيد,ولكن الأمر يحتاج الى بعض التفكير والمشاورات والمداولات
نظر الى امه التى اتت فى تلك اللحظه تحمل بعض الحلوى والمشروبات ثم عاد وسأل هبه : وما رأى امى؟
التفتت هبه الى امها التى هزت رأسها نفيا دون ان تتكلم ,فظهر على وجهها خيبة الأمل وهى تقول : لم توافق
قال ببساطه : اذا اصبحنا اثنين
تجمدت ملامحها وظهر على وجهها أثر الصدمه , ولكنها عادت تحاول من جديد,وترجوه ان يوافق ,ولكن رأيه كان شديد الصلابه,وبرغم ان هبه كانت قويه فى اصرارها,لحوحه فى طلبها,لكن على لم يتزحزح عن موقفه قيد أنمله,وبرغم انه كان يحاورها بهدوء ولطف ,لكنه قال فى النهايه : يا عزيزتى ,ان كنت تستطيعين الإبتعاد عنا شهر كامل ,فنحن لا نطيق فراقك يوم واحد. الرفض جاء من جهتين ,أنا وأمى..اذا فالأمر منته
نظرت اليه ساهمه,ولاحت أنهار الدموع قادمه من عمق عينيها,وعندما بدأت تقترب,اندفعت هبه متجهه الى غرفتها بسرعه,دون ان تقول اى كلمه
زفر على بضيق,ولاح التأثر فى ملامحه,وبادرته ساره لائمه : لم فعلت ذلك؟ لقد كانت سعيده بالسفر للغايه
تأملها على وقال فى هدوء : هبه لا تزال صغيره ,وأخاف ان يحدث لها مكروه وهى بعيدة عنى
هتفت بدهشه : لكن الأمر ليس كما تظن ,فسيكون معها مجموعة كبيره من زميلاتها فى المدرسه ,ومن مدارس اخرى أيضا ,خلاف المعلمين والمشرفين,وعندما تصل هناك ستجد من يتولى رعايتها ويكون مسؤلا عنها,وسيختاروا لها أسرة محترمه لتعيش وسطهم طوال فترة سفرها..أى أن الأمر آمن تماما
ضاقت عينا على وظهر على وجهه التفكير العميق
أما الأم فقد اندفعت تسألها بدهشه عظيمه : كيف تعرفين كل هذا ؟...هذه الأمور لا يعرفها سوى العاملين فى التربيه والتعليم وأولياء الأمور الذين خاض أبناءهم هذه التجربه من قبل
قالت ساره ببساطه : لأن مشروع (تواصل)هو أحد المشاريع التى أطلقها المركز بالتعاون مع وزارة التربيه والتعليم كنوع من التبادل الثقافى والتقارب بين شعوب العالم
نظرت اليها الأم بدهشة وصمت وأخذت تقلب عينيها بينها وبين على,فقال على منهيا الحوار وقاطعا ساعات من الجدال : ومع كل هذا فلن نوافق على سفرها وحدها
نظرت اليه ساره بدهشه ,لكنه نهض من مكانه ورفع احدى حاجبيه ورسم الشر فى ملامحه ووجه نظره تجاه باب غرفة هبه وهو يشمر عن ذراعيه وقال بصوت غليظ مخيف : امى..هل العصا الخيرزان السميكه لا تزال فى مكانها فوق خزانة الملابس؟؟
قالت الأم بدهشه : نعم,لماذا؟
هز رأسه ومط شفتيه وهو يكمل : حسنا ,دعيها مكانها,كنت فقط أطمئن
واتجه باشرة الى حجرة هبه مخلفا وراءه ابتسامه على وجه أمه ودهشة كبيره فى عقل ساره
..............................................
دخل على الحجره فوجد هبه تجلس الى مكتبها الذى يقع بجوار النافذه , عاقده ذراعيها على المكتب ومسنده ذقنها فوق رسغها, ودموعها تسيل بغزاره وصمت,فوقف بجوارها مستندا الى ظهر المكتب ,وقال بلطف مداعبا اياها : لم نتفق على هذا يا كابتن ,هل يبكى الرجال؟
قال عندما لم يتلق ردا ولم تنظر اليه : هبه ,لم يكن الأمر مفاجأة لك,كنت تعلمين اننا لن نقبل بسفرك وحدك,أليس كذلك؟
هزت رأسها موافقه دون ان تنظر اليه ودموعها تسيل بغزاره
هتف وهو يهز كتفيه : اذا ما الجديد فى الأمر؟ لم كل هذه الدموع؟ تعلمين اننى أكرهك عندما تبكين
مد أنامله الى خدها ومسح دموعها ,ثم نظر الى اصابعه المبتله من دموعها ومط شفتيه وهو يقول : دموعك زلقه,قلت لك مرارا اغسلى وجهك جيدا قبل الإنخراط فى البكاء
لم تضحك ولم تكف عن البكاء ,فتنهد بعمق وقال : ستضطرينى لإفساد المفاجأه التى كنت أعدها لك,لقد قررت ان تعملى معى فى الشركه,لتتدربى على أصول وخبايا المهنه,واذا أظهرت كفاءه ونجابه,فسأعينك سكرتيرتى الخاصه
سنكون ثنائى رائع ,وقد نخرب الشركه ونجعل عاليها سافلها
التفتت تنظر اليه ومسحت دموعها وسألته : حقا؟
قال وهو يبتسم بحنان : هل كذبت عليك قط؟
هزت رأسها بالنفى,فقال وهو يمد يده اليها مصافحا : اذا هل اتفقنا يا اسطى بليه؟
هزت رأسها بالموافقه وهى تبتسم ومدت يدها لتصافحه
فحرك يده بعيدا عن يدها ,فحركت يدها ثانية تجاه يده لكنه اخذ يحرك يده يمنة ويسرة بسرعه كبيره مداعبا ,حتى عجزت عن الإمساك بيده ,فصرخت بغيظ وأطبقت بكلتا يديها على يده وصافحته وهى تضحك ,فضحك ايضا ,ثم مسح على شعرها بحب بالغ وهو يطبع قبله حانيه على جبينها
و صلى اللهم و سلم على امام المخلصين
و الحمد لله رب العالمين
المفوض امره لله
2nd October 2010, 01:58 PM
هيا ابنتى أكملى القصة فنحن فى شوق بالغ لنعرف النهاية ونتمنى أن يحب أبناءؤنا بعضهم البعض مثل أبطال قصتك الجميلة وأن يحترم الصغير الكبير وأن يحنو الكبير على الصغير
ريحآنة آلجنه
11th October 2010, 09:46 AM
الحلقه الثالثه عشر
بمجرد ان دخل على وساره الى بيتهما,هتفت ساره مباشرة : لم أشأ أن أتحدث معك أمام هبه ,ولكنى أعجب حقا من موقفك ! لماذا لا تدعها تسافر؟
دخل مباشرة الى المطبخ دون أن يرد وفتح الثلاجه,وتناول زجاجة مياه مثلجه ثم تناول كوبا فارغا من على المنضده وسكب بعض الماء وشرب حتى ارتوى,وانتظرت ساره ان يرد ,لكنه وضع الزجاجه مكانها,وأخذ ينظر داخل الثلاجه وكأنه يبحث عن شئ وهو يسألها : هل نفذت الفاكهه؟أريد برتقاله
نظرت اليه بدهشه وقالت ببعض الحده : على..لماذا لاترد على سؤالى؟
قال ومازات عينيه داخل الثلاجه : أبحث عن بعض الفاكهه أو العصير
زفرت بضيق وأغلقت باب الثلاجه بعصبيه ووقفت أمامه مباشرة وسألته : على ,لا تتهرب من سؤالى..أريد أن أعرف لماذا لم تسمح لهبه بالسفر؟
قال ببساطه : لأن فى جماعتنا القائد الأعظم لا يوافق على سفر المرأه وحدها دون محرم
عقدت حاجبيها وقالت بغضب : على ,كفاك مزاحا
قال بهدوء : الا تصدقين؟ الشرع يمنع المرأه من السفر وحدها دون محرم لمسافة كبيره
قالت بشك : حقا؟
أجاب بجديه : نعم,هناك فقط بعض الإستثناءات الضيقه,كأن تسافر لقضاء فريضة الحج بشرط أن تكون مع مجموعه من النساء,وأن تكون الرحله آمنه,وأن تكون المرأه كبيرة السن
حتى هبه الصغيره تدرك هذا الأمر,ولكنها كأى فتاه فى عمرها تأمل وتحلم وتتمنى,وتضعف أمام الإغراءات
ضحكت ضحكه عصبيه مغتاظه وقالت بضيق : لا أصدق انك تفكر بهذه الطريقه,أتمنع أختك عن العلم من أجل هذا السبب؟
ابتسم ابتسامه دبلوماسيه وحافظ على هدوءه وهو يقول : عزيزتى, لم يعد العلم حكرا لبلد دون الأخرى,فثورة الإتصالات جعلت العالم كله مرتبطا ببعضه ,وتبادل المعلومات أصبح متاحا بطرق أخرى خلاف السفر كالدش والإنترنت, ويمكن ان تحقق هنا ما سيحققه لها السفر,بإمكانها أن تتعلم كل شئ وهى فى مصر,
لم يعد من الضرورى ان نذهب اليهم ..فلقد أتوا هم الينا
هناك الجامعه الأمريكيه وغيرها من الجامعات الأوربيه الموجوده فى مصر, ويمكنها اختيار نوع التعليم الذى تريد
زفرت ساره بضيق وقالت : حقا..لا أستطيع أن أستوعب طريقة تفكيرك,ونحن فى القرن 21 تمنع المرأه من السفر رغما عنها لمجرد ان الشرع لا يقر سفرها !!
أصدق ان هذا كان فى الماضى عندما كانت الطرق غير آمنه ووسائل الإتصالات شبه معدومه, لكن الآن..يستطيع الإنسان السفر الى ابعد مكان فى العالم وهو على اتصال يوميا24 ساعه بعائلته
تأملها طويلا بصمت..كان يحاول تجنب خلاف وصدام قد يحدث مبكرا جدا ..تنهد بعمق وقال بهدوء : ساره, تعلمين تماما ان كل افعالى وتصرفاتى خاضعه لمنهج واحد لا أستطيع مخالفته..ان هبه مسئولة منى,أتعلمين معنى كلمة مسئول؟
معناها أن الله سيحاسبنى على كل صغيرة وكبيرة بشأنها.ولن يحاسب أحدا غيرى
ولأنها جنة ابدا أو نار أبدا,فلا أحد يملك اتخاذ مثل هذا القرار سواى,لأننى اذا ما أخطأت ,فلن يدخل النار أحد بدلا منى
كانت تنظر اليه مشدوهه..لا تنطق..لكنه مسح على خدها بحنان مداعبا وهو يبتسم ,ثم تركها متجها الى الصاله,لكنه تسمر فى مكانه والتفت اليها عندما قالت : وماذا عنى؟
أكملت بتردد عندما نظر اليها متسائلا : ماذا لو..لو ..طلبوا منى فى المركز أن أسافر الى الفرع الرئيسى فى نيويورك
سألها فى هدوء : وهل طلبوا ذلك بالفعل؟
قالت : لا ليس بعد ,ولكن ما....
قاطعها قائلا : اذا لنؤجل مناقشة هذا الأمر حتى يصبح واقعا
اقترب منها عندما رأى القلق يلوح من عينيها ,وعندما وقف أمامها مباشرة نظر فى عمق عينيها وقال بلهجة حانيه : ساره , أعلم ان بيننا خلافات فكريه كبيره ولن نستطيع تجاوزها بسهوله, ولكن ,بيننا أيضا شئ أكبر وأعمق بكثير من تلك الخلافات,لذلك فعلى كل منا محاولة التنازل قليلا للآخر,لنتجاوز معا تلك الخلافات
قالت بعصبيه : تقصد أن أتنازل أنا فقط
هز رأسه نفيا وقال بعاطفه : بل يتنازل أكثرنا حبا للآخر
احمرت وجنتاها وظهر التأثر فى ملامحها وقالت : ولكنك لا تتنازل ابدا
قال بحب : لآننى أعلم انك أفضل منى بكثير,وبما أننى طفل كبير كما تقولين دائما فأنا بحاجه ماسه لأن أشعر بحبك الدائم لى
تعلقت بعينيه وازداد احمرار وجنتيها اشتعالا وهى تقول بلطف : أظنك طفل مدلل أيضا
قال : ومع ذلك سأثبت لك أننى أيضا أتنازل ..أغمضى عينيك
أغمضت عينيها ولم تفتحهما الا عندما طلب منها ذلك ,ابتسمت بسعادة كبيره عندما وجدت أمامها باقه جميله من الزهور,وفشلت تماما فى السيطره على الحريق الذى شب فى وجنتيها وتسارع دقات قلبها..تناولت منه الباقه وهى تقول بارتباك : على ,أنا..أنا..
ابتلعت ريقها وتنهدت وهى تبتسم بحب وتقول : تستطيع بسهوله ادارة دفة المناقشات الى الوجهه التى تريدها
وانا لسذاجتى ,أنصاع اليك متظاهره أنك استطعت خداعى
قال بحب : ألم أقل لك أنك أفضل منى ,وأننى طفل كبير,نعم ,أنا طفل كبير
أمسكت الزهور وقربتها من وجهها , لكنها صرخت فجأه عندما نفثت الزهور مسحوق أبيض غمر وجهها ,فصرخت بغضب : ما هذا ؟ ماذا فعلت بى أيها ال...
ضحك قائلا : نياهاهاهاها.....
لا تثقى ابدا بطفل كبير
نياهاهاهاها
.................................................. ...........
فى المساء.............
كان على منثنيا أمام خزانة ملابسه وهو منهمك فى البحث عن شئ ما ..فصاح مناديا وهو منهمك فى البحث : ساره ..ساره .أين منامتى ذات اللون اللبنى؟
جاءه صوتها قريبا : ماذا قلت؟
التفت نحو الباب ليعيد عليها السؤال ,لكنه توقف فجأه واعتدل
واقفا وهو يتأملها بدهشة كبيره ,ثم وضع يديه فى خاصرته بغيظ فقد كانت واقفه فى مدخل الباب ,مسنده كتفها الى الباب وعاقده ساعديها باستهتار وهى تسأله ببساطه : هل وجدتها الآن؟؟
اقترب منها وهو يتأمل منامته وهى غارقه بداخلها وقال بغيظ : الله..الله..تتركين خزانة ملابسك مكدسة بالملابس ,وتغيرين على خزانة ملابسى !! ماذا يمكن أن أسمى هذا التصرف؟
هزت كتفيها وهى تقول : يمكنك أن تقول أننى مغرمه بذوقك فى اختيار الملابس والألوان
هز رأسه وقال مداعبا: حسنا..قد أنتقم يوما وأغير على خزانة ملابسك وأرتدى احدى عباءاتك
قالت بضحكه بطيئه : هأهأهأ..هل سترتديها فى اصبع قدمك؟
داعب انفها بأنامله وهو يقول : قلت لك من قبل لا أحد هنا غيرى يطلق الدعابات واعلمى انك قد تحتاجين لدروس مكثفه لإتقان الدعابات
اقترب منها ونظر فى عينيها وهو يقول : أعلم جيدا انك لا تلقين الدعابات الا عندما تكونين قلقه ,اعترفى بسرعه ..ما الذى يقلقك؟ ولماذا ترتدين ملابسى كلما شعرت بالقلق؟
تنهدت بعمق وقالت مباشرة وكأنما كانت منتظره أن يسألها : لا أدرى ما سيفعلونه غدا عندما أعود الى المركز؟.لقد انتهت اجازتى ولابد أن أعود..أعتقد أنهم سيحشدون حشودهم ويعقدون اجتماعهم الإستثنائى,أقصد..صبرى ومارتن وسالم..لا أدرى ماذا سيكون قرارهم بشأنى؟
يفكر قليلا ثم يجذبها من يدها ويوقفها أمام المرآه الكبيره ويقف خلفها مباشرة ويهمس فى أذنها : انظرى أمامك,واسألى نفسك ..هل فعلت شيئا خطأ؟
هزت رأسها بالنفى
قال : حسنا ..غدا عندما تجلسين أمامهم تذكرى جيدا انك لم ترتكبى أى خطأ,وهم لا يملكون الحق فى محاسبتك أو معاقبتك
مد ذراعه اليمنى أمامه ,وأخذ يحرك يده أمامها بطريقه مسرحيه وهو يقول : اذا ما اجتمعوا ضدك ,فانظرى اليهم جيدا وابتسمى فأنت فى مسرح الحياه ,أتذكرين أليس فى بلاد العجائب؟كانت تتصرف بعقل وشجاعه رغم أن كل ما حولها كان يدعو الى الجنون
شردت تماما مع كلماته التى بدأت تغزو عقلها وتشعرها بالأمان وعيناها مركزتان على يده اليمنى وهى تروح وتجئ أمامها
وفجأه.....وقعت عيناها على يده اليسرى..واتسعتا بدهشه وانقلبت ملامحها الى الغضب..فقد شاهدت اصبعيه السبابه والوسطى يبرزان مفتوحين من خلف رأسها كقرنين..فانتزعت يده اليسرى من فوق رأسها ووضعتها بين أسنانها ,وعضته بغيظ .فأخذ يصرخ بصخب شديد : آآآآآه..آآآآآه
واستطاع بصعوبه تخليص يده من بين أسنانها ,وانطلق يجرى خارج الحجره وهى خلفه تقذفه بكل ما تقع يدها عليه وهى تصرخ : سأريك أيها الماكر الخبيث..سأريك يا على
أخذ يضحك بمرح ويقفز فوق الأثاث كالأطفال وهو يتفادى كل ما تقذفه به ويتقيه بيديه ,ثم رفع سماعة الهاتف وصرخ بطريقه تمثيليه : ألو ..مستشفى الأمراض العقليه ..انقذونى ..احضروا حالا,فهاهنا السيده التى أكلت ذراع زوجها
وقفت متحفزه تنظر اليه بشراسه ,فألقى بسماعة الهاتف ووقف فى وضع المدافع مادا يديه أمامه وهو يقول بتوسل واستكانه : أرجوكى ...لن أفعلها ثانية ...أرجوكى..
وفجأه..... انهمر الضحك سيولا وفقدت تماما السيطرة عليه ,فسقطت على اقرب أريكه وانهمرت دموع عينيها من كثرة الضحك,وجلس على بجوارها يضحك أيضا
بعد قليل ..بدءا يعودان الى الهدوء..فقالت وهى تمسح دموعها التى سالت : حقا .اصدق تماما اننى تزوجت من طفل كبير
هتف بمرح : عجبا,ألا تحبين الأطفال؟
قالت بجديه : بالتأكيد , ولكن ليس فى الوقت الذى أحتاج فيه الى نصيحة صادقه
أخذ نفس عميق وقال بجديه : أنت قلقه مما سيفعله بك الثلاثى المرعب ,أليس كذلك؟
هزت رأسها بقلق
تنحنح قليلا ثم قال بهدوء : احم..حسنا,ماذا لو..تركت العمل؟ ..ماذا سيحدث وقتها؟
قالت باستنكار : أتريدنى ان اترك العمل الذى قضيت فيه ثلاث سنوات كامله وحققت فيه تلك المكانه ؟..مستحيل
قال متبسما : ولكنى اثق تماما انه يمكنك النجاح فى اى مكان آخر كما نجحت فى هذا المكان,أتعلمين لماذا؟..لأنك شخصيه ناجحه صنعت نجاحك بنفسك
صمتت قليلا تتأمله وتسترجع كلماته فى رأسها ثم قالت : ولكنى أحب عملى فى المركز ولا أريدأن أتركه
قال ببساطه : وهم كذلك لا يريدون ,هل تعتقدى ان بامكانهم أن يحصلوا على فتاه أخرى فى مثل خبرتك ومهارتك وذكائك؟
قالت بضيق : نعم, سيأتون بليلى حسن لتأخذ مكانى
التفتت اليه وقالت : ألن تحزن ان فقدت عملك الذى تحبه؟
تأملها بصمت ثم قال : بالتأكيد سأحزن وسأغضب ايضا ..فأنا بشر..ولكن بعد ان أهدأ سأقول لنفسى أنها ليست نهاية العالم وان الله اذا اغلق بابا للرزق يفتح بدلا منه ابوابا وان النجاح لا يقتصر على مكان واحد..أتعلمين ان تخصصك وثقافتك ولغتك وخبراتك يؤهلونك للعمل فى ارقى الوظائف وافضلها هنا فى مصر؟؟
قالت : أرجوك لا تفهم كلامى خطأ فالأمر لا يتعلق بالمكانه والمنصب بقدر ما يتعلق بحبى لطبيعة العمل نفسه وتمسكى به..ففى منصبى هذا أخدم قطاع عريض من المجتمع , لقد قام المركز بعمل مبادرات ومشروعات كثيره لخدمة الكثير من فئات المجتمع مثل مشروع رعاية الأم العائل الوحيد..مشروع مناهضة العنف ضد المرأه..مشروع تحسين الاحوال الماديه والثقافيه للمتطوعين فى الجيش وأسرهم وغيرها كثير..
التفت اليها على باهتمام كبير وعقد حاجبيه وقال بدهشه : وما علاقة المركز بالمتطوعين فى الجيش؟
قالت وقد ظهر الحماس على وجهها : ان مشروعات المركز قامت لخدمة الناس ومحاولة رفع المعاناه عنهم ..لقد قمت بدراسه شامله لأحوال الشباب الصغير الذى يتطوع فى الجيش .فوجدت ان اغلبهم يتطوع لأنه عاطل أو لإحتياجه الشديد للمال أو لأنه رب اسره ويريد مرتب يضمن له عيشة مستقره.وبعد ان قمنا بالدراسه .وضعناها امام المسؤلين ,كانت النتيجه انهم امروا بزيادة المرتبات للمجندين المتطوعين ومراعاة احوالهم الماديه وظروفهم الإجتماعيه ..لن تتخيل مدى سعادتى وقتها بذلك الإنجاز الكبير,لقد كانت فيهم حالات تمزق القلوب,لو رأيت السعاده والفرح فى وجوههم عندما علموا بقرار زيادة المرتبات ما كنت قلت ذلك
هز رأسه بصمت ثم قال بعد فتره : انت تحبين عملك ما المشكله اذا ؟
قالت بعد تردد : ماذا ..ماذا لو..لو..خيرونى بين استمرارى فى العمل ولبس الحجاب؟
اختفت ابتسامته تماما ومال وجهه الى التجهم وظل يتأملها بصمت ثقيل حتى قال أخيرا وبهدوء : الحقيقه اننى لا أدرى ما وجه التعارض بين طبيعة عملك والحجاب؟
ولكن دعينى اسألك,هل تتخلين عن حجابك وطاعتك لربك من أجل استمرارك فى العمل؟مهما بلغت اهمية ذلك العمل او مدى حبك له؟
هتفت بحماس : العمل ايضا عباده ,أليس كذلك؟كما اننى اخدم الكثير من الناس واساعدهم,أليس هذا هدف نبيل؟
ظل صامتا يتأملها واكتست ملامحه بمزيج غريب من الحزن والإحباط والضيق ,ثم قال بهدوء يحمل بين ثناياه لوم وعتاب كبير: ولكنك بهذا تكونى قد خالفت أحد الشروط الأساسيه للعقد الذى بيننا
قالت بدهشه : على, ان ما بيننا هو زواج وحياه وحب وليس مجرد عقد أو ورقه يوقعها كل منا أمام المأذون
سألها : أتعلمين ماذا نطلق على الزواج فى جماعتنا؟
نظرت اليه نظره لائمه
فقال مصححا : أقصد ماذا يسمى القرآن الزواج؟..يسميه ميثاق غليظ .أى عقد شديد الإرتباط.لا يجوز فسخه أو العبث بشروطه
وانت وافقت من البدايه على شروط العقد,أليس كذلك
قالت برجاء : على ,أرجوك ,لا تضع العقده فى المنشار,هل ستجبرنى أن أفعل شئ رغما عنى؟
ادار وجهه وعقد حاجبيه وظهر على وجهه خيبة الامل وهو يقول : لا يا عزيزتى,لا يمكننى اكراهك على فعل اى شئ,ولكنى فقط أذكرك,عندما وقعت عقد عملك كنت تعلمين ان هناك لائحه وشروط لهذا العمل لابد من احترامها وتنفيذها ,كما تعلمين انك لو خالفت اى من هذه اللائحه يحق لصاحب العمل فسخ العقد
الزواج ايضا عقد بين شريكين اذا خالف احدهما شروط العقد يحق للشريك الآخرالمطالبه بفسخ العقد
عقدت حاجبيها وظهر على وجهها أثر الصدمه وألقت اليه بنظره متألمه من قسوة كلماته
لكنه نهض من مكانه وهو يقول : الكره الآِن فى ملعبك ولك مطلق الحريه فى الإختيار ولك ان تستمرى فى عملك طالما ان هذا العمل لا يتعارض مع شروط زواجنا .أنا لا أجبرك على شئ, وكما وعدتك ان شعرت فى وقت من الأوقات بأنك لن تستطيعى تحملى أو تحمل طريقتى فى الحياه فسأعطيك حريتك بمجرد أن تطلبيها بلسانك
استدار مغادرا الى غرفته وأغلق بابها خلفه وزفر بضيق شديد ثم وقف أمام النافذه شاردا حتى شعر بأناملها تطرق كتفه وبصوتها الرقيق يصافح أذنه وهى تقول : اطمئن, أنا أيضا أحب أن أفى بوعدى ولن أخالف شروط الميثاق الذى بيننا .سأظل محتفظه بحجابى على الرغم من أنوفهم جميعا
التفت اليها بكل جوارحه فوجدها تبتسم له فبادلها الإبتسام وقد بدا يظهر فى عينيه شئ من الراحه والهدوء
فقال بحنان كبير : وماذا ..وماذا ...عن الصلاه ؟هل نعتبرها من شروط العقد؟
أطرقت برأسها قليلا ثم نظرت اليه وقالت بتوسل : الا ترى انك تتعجل الأمور كثيرا؟
اختفت ابتسامته وحل الحزن مكانها ولاح فى عينيه التأثر وأدار وجهه الى النافذه وهو يقول : ربما , ولكنى أخشى أن يسبقنى من هو أكثر عجلة منى
قالت بتساؤل : من؟
نظر اليها ثم قال بعد صمت : الموت
ارتجف قلبها بشده ولم تستطع أن تتكلم
و صلى اللهم و سلم على معلم البشريه
و الحمد لله رب العالمين
المفوض امره لله
13th October 2010, 03:04 PM
بارك الله فيك ابنتى ,,,, اللهم عف بناتنا وبنات المسلمين واولادنا واولاد المسلمين وامتنا على سنة نبيك وكتابك آمين آمين آمين
ابو صفية
19th November 2010, 05:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بصراحة الموضوع اكثر من رائع
وسرده بطريقة جميلة سهلة سلسة
وفيه من العظات الكثير ولكن لى رجاء
من قسم الدعوة باللغات الاجنبية ان يحاول
ترجمة هذه القصة ونشرها على اكثر من موقع
لانها بحق توضح معالم شخصية الاسلام فى حياة
كل فرد كما يجب ان تكون مهم جدا نشرها ورجاء اخر بقية القصة ولا هى انتهت كده لانى ملاحظ انكو توقفتوا عن السرد
وجزا الله الاختين خير الجزاء وجعله فى ميزان حسناتهم
ريحآنة آلجنه
22nd November 2010, 04:14 PM
[]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير علي النصيحة أنا هـحاول اترجمها ان شاء الله
القصة ماخلصتش هناك بقية هكملها ان شاء الله
الحلقه الرابعه عشر
لأول مره تشعر ساره بالتردد وهى تصعد الدرجات القليله لمدخل المركز وبمجرد ان
عبرت الباب الرئيسى حتى أخذت نفس عميق ورفعت رأسها وارتدت ثوب الشجاعه لتخفى خلف خطواتها الواثقه قلبا يمتلئ بالقلق والتوتر عندما شعرت ان كل العيون تلاحقها دهشة وعجبا وكأنها كائن غريب هبط من الفضاء
حاولت قدر ما تستطيع السيطرة على قلقها وهى تلقى التحيه وتبتسم لكل من تقابله وهى فى طريقها الى مكتبها
وأخيرا وصلت الى مكتبها فدخلت واغلقت بابه وكأنها تحتمى خلفه من نظرات العجب والإستهجان
جلست الى مكتبها وبدأت تمارس عملها حتى حانت اللحظه التى كانت ترتقبها, وقام الدكتور صبرى باستدعائها الى مكتبه,
اتجهت مباشرة وبخطوات سريعه الى مكتب الدكتور صبرى حتى وصلت الى مكتب السكرتيره فحيتها قائله : هاى ماجى..افتقدتك كثيرا ..
عدلت ماجى من نظارتها وهى تتأمل ساره بدهشة كبيره فتجاهلت ساره نظراتها وتجاوزتها مباشرة الى مكتب الدكتور صبرى. وبمجرد ان أغلقت الباب خلفها رفعت ماجى سماعة الهاتف وطلبت رقما ثم قالت باهتمام : لقد وصلت للتو..المفاجأه أكبر مما كنت أتوقع..لم أصدق الا عندما رأيتها بعينى
..............................................
هتف الدكتور صبرى بغضب شديد : لا ..لايمكن ان اتقبل هذا الأمر
أدارت ساره عينيها تتأمل لجنة التحقيق المكونه من أكبر ثلاثة رؤوس فى المركز ..صبرى ومارتن وسالم
كان الثلاثه يجلسون الى منضدة الإجتماعات متجاورين ..وساره تجلس وحدها فى الجهه المقابله لهم
قالت بهدوء وهى تحاول رسم الثقه والثبات فوق ملامحها : لا أدرى ما الذى يغضبكم هكذا؟ أهو زواجى ام مظهرى الجديد
دكتور صبرى بانفعال : الإثنين ..لماذا لم تخبرينى قبل ان تقدمى على تلك التصرفات؟
قالت ببرود : أظن أن الأمر شخصى تماما ولا دخل للمركز فيه
هتف دكتور صبرى بغضب : شخصى !! أتتغيبين كل هذه المده عن عملك وتعودين بذلك المنظر الغريب وتقولين شخصى؟
قالت بهدوء وهى تحاول بقوه السيطره على انفعالها : لقد كنت فى اجازه وانت بنفسك سمحت لى بها
أما ما ألبسه فهو شئ يخصنى وحدى طالما انه لا يعوقنى عن القيام بعملى..وطالما اننى اقوم بعملى على اكمل وجه فلا يحق لكم التدخل فى حياتى الشخصيه
كانت الثقه تقطر من كلماتها الا انها من داخلها كانت فى قمة التوتر
قال الدكتور سالم : فى نظرى انك ارتكبت خطأين .....
بدأت ساره تهز ساقها اسفل المنضده بتوتر وهى تستمع اليه محاوله التماسك والسيطرة على اعصابها حتى شعرت باهتزاز المحمول الذى تضعه فى جيبها ينذرها بتلقى رساله ,فمدت يدها فى جيب العباءه ونظراتها مركزه على الثلاثه الذين أمامها وسالم وهو يلقى محاضرته التى شردعقلها عنها وهى تمسك بالمحمول أسفل المنضده وتفتح الرساله
خفضت عينيها لتنظر الى المحمول وتتأمل الرساله فوجدت امامها صوره متحركه كرتونيه لثلاث شخصيات مضحكه تتقافز بطريقه غريبه وتقوم بحركات بهلوانيه ذكرتها على الفور بكلمات على أمس وهو يقول لها ..كونى شجاعه مثل أليس فى بلاد العجائب
رفعت عينيها وتأملت سالم ومارتن وصبرى ثم عادت تتأمل الرساله فهربت من بين شفتيها ابتسامه كادت ان تفلت ضاحكه لولا أنها أمسكت أسنانها جيدا..مطت شفتاها ولمعت عيناها بقوه وأغلقت الرساله وأعادت هاتفها الى مكانه وعادت تستمع الى آخر كلمات من محاضرة اللوم والعتاب التى يلقيها سالم : أظن أننا قد أوضحنا رأينا ..وأننا لن نقبل ابدا بتلك التصرفات هنا..والآن ,ما رأيك فيما سمعتيه؟
تأملت الثلاثه بصمت فقفزت الى رأسها الصوره الكرتونيه من جديد فحاولت جاهده السيطرة على رغبتها العارمه فى الضحك.. فسعلت قليلا ثم تنحنحت وقالت : أعتقد أن..احم..أعتقد أن هذا الأمر..احم..
كانت تحاول باستماته كتمان ضحكها الذى يوشك على الإنفجار, فتنحنحت مجددا وقالت : أعتقد أن الأمر كله مجرد..مجرد..
اندفعت الصوره الكرتونيه مرة أخرى الى رأسها ففقدت تماما السيطرة على الضحك وهى تكمل : مجرد...مجرد..مسرحيه هزليه هاهاهاهاها
أخذت تضحك بشده وهى تقول : هاهاهاها انها نكته..محض نكته..هاهاهاهاها
لم يستطع الثلاثه النطق من شدة الذهول الذى اعتراهم وهم ينظرون اليها متعجبين من تصرفاتها الغريبه
قالت من بين ضحكاتها : انظروا الى أنفسكم ..هاهاها..أنتم تجتمعون هنا من أجل ماذا؟ هاهاها.
غطت وجهها بيديها وهى تضحك بشده وتقول : يا لها من مسرحيه هزلية
بدأت تهدأ قليلا ,فأخذت نفس عميق ونظرت الى الثلاثه المشدوهين ونهضت واقفه وقالت بثقه وبابتسامة كبيره : والآن أيها الساده..أنا مقتنعه تماما أننى لم أرتكب اى خطأ يمكن ان تحاسبونى عليه ..وكل ما تتحدثون عنه هو من صميم حريتى الشخصيه ولا دخل لكم بها...فافعلوا ما تريدون..ولحين صدور قراركم بشأنى فأنا فى مكتبى أمارس عملى
تأملتهم مليا وشعرت ان الضحك سيعاودها من جديد فقالت بتهكم قاتل وهى تبدل نظراتها بينهم : وداعا ...سيد توديل دى , وسيد توديل دم , وسيد..هامتى دومتى
تفجرت ضحكاتها أشد هذه المره فتركتهم ذاهلين وانطلقت تجرى الى مكتبها عابره من أمام ماجى التى وقفت تنظر اليها بذهول
وبمجرد أن دخلت مكتبها وأغلقته بالمفتاح , ارتمت على الأريكه وأخرجت المحمول من جيب عباءتها وهى مسترسله فى الضحك , وأعادت فتح الرساله التى أرسلها اليها على من جديد وأخذت تتأمل الأشكال الكرتونيه الثلاث المضحكه وأخذت تضحك وتضحك حتى دمعت عيناها وهى تهز رأسها و تقول بحنين : أنت مجنون ..مجنون أيها الطفل الكبير ذو اللحية السوداء .....لكم أحبك
واندفعت تغرق الصوره بالقبلات فى سعادة بالغه وهى تشعر بثقة وقوة وهدوء كبير
فتنهدت براحه وشردت عيناها بعيدا وهى تقول : ترى, أين أنت الآن , وماذا تفعل؟
.................................................. .
كان على يجلس فى مكتب صديقه القديم مصطفى البندارى وأمامه كوب كبير من عصير البرتقال الطازج لم يمس وبداخله بركان هائل من القلق
أخذ على يتأمل مصطفى بصمت متعجبا وهو يتناول افطاره ويأكل الشطائر بهدوء مستفز ولم يبدو عليه اى أثر او انفعال بكل ما قاله على وهويتحدث اليه بمنتهى الجدية والقلق
فقال مصطفى بهدوء وهو يلوك قطعة من الشطيرة فى فمه : كما انت تماما ..لم ولن تتغير ....حتى السنوات الطوال لم تنجح فى تغييرك..مازالت الثعابين تلعب فى رأسك..ومازلت اسيرا لنظرية المؤامره
قال على بانفعال وهو يرفع سبابته فى وجه مصطفى : مصطفى..أنا لا أتوهم ولست مريضا..أنا أقص عليك وقائع وأحداث حقيقيه حكتها لى بلسانها
قال مصطفى بابتسامة هادئه : ياصديقى هذه المراكز تمتلئ بها البلاد العربيه ولها فروع فى كل أنحاء العالم وأنشطتها معروفه وواضحه للجميع..ربما تكون لها انشطه لا تتفق مع تفكيرك ومعتقداتك ,لكنها لا تشكل مثل هذا الخطر الذى تتوهمه
قد يكون الإنفتاح على العالم والتبادل الثقافى له عيوبه, ولكن ايضا له مميزات كبيره..كما ان له علاقه وثيقه بالمنح والإتفاقيات الإقتصاديه .. لن اشرح لك فأنت تفهم ذلك جيدا
الأمر شديد التعقيد, وأعلم ان هذا لن يعجبك , ولكن هذه هى طبيعة الحياة والعالم هذه الأيام
أمسك زجاجة المياه الغازيه ذات الماركة المشهوره ورفعها امام وجه على المتجهم بشده وقال ببساطه : أعلم انك لا تشرب مياه غازيه من هذا النوع لأن لك موقف معين منها وليس معنى اننى اشربها أو أختلف معك فى موقفك أننى وقعت ضحيه لخدعه كبرى أو على وشك السقوط فى البئر..انه فقط اختلاف فى وجهة نظر كل منا للأمور
تأمله على مليا وهو يشرب المياه الغازيه وقال : ولكن قد يكون بشربك لها مخاطره غير محسوبة العواقب
وكل قطره تنزل فى جوفك قد تدفع اكثر بكثير من ثمنها وانت لا تدرى
ابتسم مصطفى بمكر ومال على مكتبه مقتربا منه وضاقت عيناه وهو يقول : اذا كنت مهتما بالأمر لهذه الدرجه وتحاول الإصلاح ما استطعت فلماذا رفضت العمل معى عندما عرضته عليك منذ سنوات؟..هل غيرت رأيك أخيرا؟؟ هل اخترعت تلك القصة العريضه لتقنعنى ان اتوسط لك لدى رؤسائى لتعمل هنا؟
هتف على بغضب : لم ولن أغير رأيى..ولم آت الى هنا لأحصل على وظيفه..أنا فقط اقوم بواجبى وأبلغك بشكوكى
عاد مصطفى الى الوراء وهز رأسه بأسف وهو يقول : ياللخساره .. مازلت تحمل داخل رأسك حجر صوان, وأنا مازلت عند رأيى ذكائك واخلاصك الشديد وسرعة بديهتك وحسك الأمنى الغير عادى مكسب كبير لهذا المكان
قال ضاحكا وهو يستعيد ذكريات قديمه : مازلت اذكر عندما كنا معا فى الجيش ولم يستطع احد اكتشاف اللص سارق التموين ولكنك فى ليلة واحده وبخطه شديدة الدهاء استطعت الإيقاع به بمنتهى البساطه..وكانت مفاجأه مذهله عندما اكتشفنا ان الصول حنفى الذى لم يستطع احد ان يشك فيه مجرد الشك هو نفسه لص التموين
استغرق فى الضحك وهو يقول : لقد كانت اياما رائعه..كنت اراك دائما شخصيه مميزه فى كل شئ.حتى فى مشيتك العسكريه..وهذا ما جعل اللواء شوقى عامر يختارك دونا عن سائر الكتيبه لتحمل العلم رغم انك كنت تقضى جيشك كضابط احتياط
انتفض على وقال بانفعال : لم آت الى هنا لنتذكر معا الأيام الخوالى ..لقد أتيت فقط لأخبرك بالمعلومات التى عرفتها من زوجتى ..انها هناك تعمل فى منصب كبير
مصطفى بهدوء : يا صديقى ان كل ما قلته لى لا يمثل اى خطر..بل هو من أنشطة تلك النوعيه من المراكز
واعلم ان هذه المراكز خضعت للرقابه وهى لا تقوم بأى أنشطه مريبه
هتف على بغضب :ِ وماذا عن ابحاثها عن الجنود المتطوعين؟ وزياراتها للمواقع العسكريه.؟
مصطفى : قلت لك ان هذه المراكز لا تقوم بأى انشطه مريبه فى الخفاء
ضحك على ضحكه قصيره متهكمه وقال بمراره : الا يكفى ما يقومون به فى العلن؟؟
قال بأسف وهو ينهض راحلا : يبدو اننى أخطأت..كنت أظن اننى سأجد هنا من يساعدنى ويحمى زوجتى
أخذ مصطفى يكمل طعامه وهو يقول بهدوء : اطمئن يا صديقى.. فلو كان هناك ما يريب بالتأكيد سأساعدك. ولتأت الىّ فى أى وقت شئت,على الرحب والسعه
قال على بسخريه : دع عنكم هذا الأمر..زوجتى أنا كفيل بحمايتها, وتذكر جيدا اننى أتيت اليك و حذرتك
خرج على وأغلق الباب خلفه وهز مصطفى رأسه بعجب ورفع زجاجة المياه الغازيه الى فمه وأخذ يشرب منها عندما فتح على الباب من جديد وقال : نسيت ان اخبرك ان والد زوجتى لواء فى الدفاع الجوى
أغلق الباب بسرعه وانتفض جسد مصطفى وسعل بشده عندما توقفت المياه الغازيه فى حلقه ..ألقى بالزجاجة من يده وقفز من خلف مكتبه وهو يسعل , وجرى بسرعه ليفتح الباب وينادى بأعلى صوته : على
كان على قد وصل الى آخر الممر ومد رجله لينزل السلم عندما لحق به مصطفى وأمسك بذراعه وهو يهتف مناديا : على انتظر
صرخ على بغضب : ماذا تريد الآن؟
مصطفى : تعالى لنكمل حديثنا فى المكتب
عاد معه على الى مكتبه وهو يزفر بضيق والغضب يكسو ملامحه وبمجرد أن جلس الى الكرسى المقابل له هتف بضيق متهكم : ماذا تريد؟..أليس الأمر بسيط؟ انه مجرد اوهام وخيالات مريضه لرجل أسير لنظرية المؤامره؟
قال مصطفى بجديه : لماذا لم تخبرنى من البدايه أن زوجتك ابنة لواء فى الجيش؟
على بضيق : وهل كان هذا ليغير من الأمر شئ؟ ماذا لو كانت فتاة عاديه؟؟ماذا لو كانت أختى مثلا هل كانت ستحظى باهتمامك؟
قال مصطفى بهدوء : لو كانت اختك ..لما كانت فى دائرة الخطر .ولما صار حولها اى شك
أما هؤلاء الفتيات فقدرهن ان يكن مركز استهداف بسبب وظائف آباءهن الحساسه
تنهد مصطفى بقوة وقال : دعك من كل هذا, وأخبرنى بقصة زوجتك من البدايه وبكل تفاصيلها ..وما الذى يثير شكوكك بالتحديد
نظر على اليه بضيق شديد وزفر بقوه وبدأ يحكى قصته مع ساره من البدايه
[/size]
ابو صفية
23rd November 2010, 11:45 AM
جزاكى الله خيرا على الاستجابة ومحاولتك لترجمة القصة جعله الله فى ميزان حسناتك
ولكن لى رجاء لا تتاخرى بسرد باقى القصة لانه كاد الشوق يقتلنى هكذا لمعرفة النهاية
ابو صفية
26th November 2010, 09:28 PM
اختى بالله عليكى باقى القصة لانى حقيقة اريد معرفة النهاية
ريحآنة آلجنه
28th November 2010, 09:44 AM
ماشي بالردود السريعة هكملها بسرعة ان شاء الله
استمع مصطفى باهتمام شديد الى على وهو يحكى وبعد أن انتهى ظل صامتا يفكر بعمق حتى قال أخيرا : لا أستطيع أن أجزم الآن ان كان ما تفكر فيه صحيحا أم لا..الموضوع يحتاج الى بحث ومعلومات أكثر
قال على : ولكن , ما هى انطباعاتك عما حكيته لك؟
زفر مصطفى وقال بهدوء : بالتأكيد هناك شئ مريب فى الأمر ..الإدمان ,زياراتها المتكرره للمواقع العسكريه , أبحاثها عن الجنود وأسرهم , سفرها الى أمريكا فى مواعيد محدده , عدم استقرارها فى مصر...ربما...
ضاقت عينا على وقال يستحثه ليكمل : ربما ماذا ؟
مصطفى : لا شئ ..مجرد خاطر
على باصرار : أفصح عما فى رأسك
قال مصطفى بعد تردد كبير : انه أحد الإحتمالات التى يجب أن نضعها فى اعتبارنا ..ربما...ربما..كانت تعمل معهم
نظر اليه على بصمت وتغير لون وجهه ثم هب واقفا فجأه وفتح باب المكتب بعصبيه وهم بالرحيل..لولا أن لحقه مصطفى بسرعه وأمسك بذراعه ليمنعه وهتف قائلا : لا تكن عصبيا هكذا, انه مجرد احتمال , ولا يجب ان نغفل اى احتمال حتى لو كان صغيرا
دفع على يده بعصبيه شديده وهتف بغضب : لم آت اليك لتضع حبل المشنقة حول رقبتها, بل لتنقذها وتنقذ عشرات الفتيات أمثالها من تلك المصيدة الرهيبه
سأله مصطفى مباشرة : لهذا رفضت ان تحكى لى اى شئ عن زوجتك وما حدث لها من البدايه؟؟ واكتفيت بما سمعته منها عن نشاط المركز ..أليس كذلك؟
هتف على بغضب : لأننى كنت اتوقع تماما ردك,
تأكد انها لا علاقة لها بتلك الممارسات المشبوهه..انها احدى الضحايا, لقد قاموا بعمل غسيل مخ لها وأوهموها بمعلومات وقصص وروايات كلها خطأ , كانوا يعاملونها كفأر تجارب.. ووضعوها تحت اعينهم فى مكان كما لو كان معمل تجارب أو حضّانه .لاترى فيه ولا تسمع الا ما يقومون هم ببثه فى رأسها, حتى زياراتها الى المعتقلات والسجون ,كانت كلها زيارات مقننه ومدروسه ومعده سابقا, كما اخبرتنى انهم عالجوها نفسيا عن طريق اجهزه حديثه وعقارات وادويه هى نفسها لا تدرى ما كنهها
والآن ليس لدى ادنى شك فى انهم تسببوا فى سقوطها فى الإدمان وبعد كل هذا تتهمها بأنها تعمل معهم؟؟
مصطفى بهدوء : حتى لو كان احتمال تورطها واحد فى المليون لا يجب ان نغفله , الأمر ليس بهين,بل يتعلق بمصير ومستقبل بلد ولا يمكن ان اسمح بأدنى قدر من الخطأ, لا أريد استباق الأحداث ولكننا لا نعلم مدى علمها بالأمر , هل من المعقول انها لا تعلم اى شئ وهى فى هذا المنصب الكبير؟ هنا وفى المركز الرئيسى فى نيويورك
ارتمى على على الكرسى وهز رأسه بصدمه : لا .مستحيل, أنا متأكد انها لا تعلم أى شئ . انها ضحيه
جلس مصطفى امامه وقال بهدوء : وأنا أصدقك ..وحتى نتأكد من ذلك فستضطر مكرها أن تقبل بما كنت ترفضه
نظر على فى وجهه ولم تعجبه تلك النظره التى رآها فى عينيه ,فهز رأسه رافضا بقوه وقال باصرار : لا , مستحيل, انس هذا الأمر تماما ,
مصطفى بدهشه : ألا تريد ان تحمى زوجتك وتؤدى خدمه لبلدك؟
هتف على بغضب : أنا اعلم تماما واجبى تجاه بلدى, كما اعلم اننى لا أصلح ابدا لذلك العمل , ولم ولن افكر يوما فى العمل معك
مصطفى بهدوء : لماذا؟
صمت على قليلا وهو ينظر فى عينيه ثم قال : لنقل اننى شخص مريض لديه ازمة ثقه
يعقد مصطفى حاجبيه وهو يقول بدهشه : ألا تثق بى؟
على يزفر بضيق : ليس انت ..ولكن قل ان لدى مشاكل نفسيه وعقد تجاه المنظومه الأمنيه عموما , كما اننى لا أتقبل الأوامر ابدا , قل أننى متطرف . متشدد . متعصب دينيا .
شردت عيناه بعيدا ولاح فيهما بعض الحزن وهو يكمل : أو سيكوباتى كما يقول البعض
ضحك مصطفى ضحكه قصيره متعجبه وهو يقول : لم؟ ..هل كانت والدتك تخيفك من العسكرى وانت صغير؟
على يمط شفتيه ويقول بجديه مغلفه بالضيق : الأمر أكبر بكثير فلا زالت رأسى تحمل ذكريات لقصص قديمه وصور خياليه عن فترة فساد ومحاكمات وهزيمه ونكسه واستغلال للسلطات ومراكز القوى
انتفض مصطفى هاتفا بغضب : على , لقد انتهت تلك الفتره تماما ولن تعود ابدا هل تفهم؟
هز على رأسه وقال بهدوء : حسنا ..أنا أصدقك , ومع ذلك لا يمكننى ان اعمل معك, كما لن اقبل ابدا بانزلاق زوجتى فى ذلك العمل..يكفى ما لاقته منهم حتى الآن, ولن تستطيع اقناعى بعكس ذلك
تحول صوته الى لهجه انذاريه تحمل غضبا خفيا وهو يقول : وابتعد تماما عن زوجتى, وان اردت منها اى معلومات فعن طريقى وفى وجودى..هل تفهم هذا؟
زفر مصطفى بقوه وهز رأسه وقال : أعلم تماما أنك شديد الغيره ..ولكن مصلحة الوطن..
قاطعه على بحده : لا تزايد على حبى لبلدى..أنا أحب هذا البلد وأخاف عليه . وأخاف أكثر على حرماته فأغلق المناقشه فى هذا الأمر ولا تدعنى اشعر بالندم لأننى لجأت اليك, هل تفهم؟
زفر مصطفى بضيق ..ثم استعاد هدوءه وقال بعد صمت : الحديث فى تلك الأمور لا جدوى منه الآن..مازلنا لا نعرف ماهى حقيقة نشاط ذلك المركز, فربما كنا مخطئين فى تصوراتنا
دع لى هذا الموضوع يومين فقط , وسأخبرك بما سنفعله فيما بعد
ولكن , أيا كانت النتيجه فلا تأتى الى مكتبى مرة أخرى, وعندما أصل الى أى معلومات ,سأتصل انا بك ..اتفقنا؟ ولا تخبر زوجتك ابدا بأى شئ
هتف على بضيق : لماذا يقول لى الجميع ذلك؟
.................................................. .......... .....
دخل على الى المنزل ولكن هذه المره كان مختلفا, كان هادئا على غير عادته ,سلم على زوجته بفتور ودخل حجرته ليغير ملابسه وهو شارد تماما وبمجرد ان فتح خزانة ملابسه
سقط فوق رأسه كيس مملوء بمسحوق ابيض أغرق شعره ووجهه ولحيته
فتحت ساره الباب فجأه وهى تلوح بقبضتها فى الهواء بحماس وتهتف بمرح صاخب : ياااااااا.........
أخذت تضحك وهى تقول بسعاده : هذه المره فاجأتك حقا..
اقترب منها ببطء وهو يعض على شفتيه بغيظ وأمسك بذراعها ولواها خلف ظهرها برفق مما جعلها تتأوه بدلال وساقها أمامه الى المرآه وهو يقول مشيرا الى وجهه المغرق بالمسحوق الأبيض : كيف تجرؤين على ذلك؟ أصبحت أشبه بابا نويل
قالت وهى تضحك بمرح : لقد أصبحت أكثر وسامه ..أنت تستحقها ..حقا تستحقها
ترك ذراعها فالتفتت اليه وقالت بدهشه : ما بك يا على؟ أنت مختلف اليوم
قال بهدوء : لا شئ..فقط بعض المشاكل الخاصه بالعمل
قالت بسعاده : لم تسألنى عما حدث اليوم فى المركز
أدار وجهه باتجاه الحمام وتناول المنشفه وهو يقول : ماذا فعلت أليس فى بلاد العجائب؟
ضحكت بسعاده وهى تقول : لقد أرسلت الرساله فى الوقت الحاسم..ليتك رأيت وجوههم كان يجب ان أصورهم بكاميرا المحمول...لأول مره يتخلى صبرى عن بروده ..وسالم,كاد يفقد عقله..أما مارتن فلم يفتح فمه أبدا
تنهدت براحه وهى تقول : لولا مساندتك لى ما استطعت مواجهتهم وحدى
أخذ يتأملها بشرود وصمت وهى تكاد أن تقفز من السعاده كالأطفال
قال مباشرة وهو يتجه صوب الحمام : استعدى ,فسنذهب الليلة الى مركز الأشعه لعمل الأشعه التى طلبها الدكتور عبد الرحيم
سألته بدهشه : وهل هناك داعى لذلك؟ لقد أصبحت فى خير حال
قال باقتضاب منهيا الحوار : انها اوامر الطبيب
استلم على صورة الأشعه وذهب بها الى الدكتور عبد الرحيم الذى تفحصها جيدا وابتسم قائلا : رائع ..كل شئ على ما يرام لم يعد هناك داع لأى علاج أو عقاقير
التفت الى ساره وقال منذرا : وأنت..لا تستعملى أى دواء قبل أن تستشيرينى
هيا..الى الخارج.لا أريد رؤية وجه أى منكما مرة ثانيه
بقى على شاردا لعدة أيام ولم تكف ساره عن سؤاله عما به وهو لا يرد سوى باجابه واحده : مشاكل فى العمل
وبعد اسبوع كامل...فوجئ بورقه على مكتبه ,كانت رساله من مصطفى البندارى يطلب فيها لقاءه وبها عنوان شقه,فذهب اليه مسرعا,وعندما وصل الى هناك ,وجده ينتظره فى الشقه ,فسأله بلهفه شديده : هل توصلت لشئ؟
صمت مصطفى,لكن نظراته كانت تقول أكثر من الكلام
ضاقت عينا على بريبه وهو يسأله مجددا : ما الذى توصلت اليه؟
تنهد مصطفى وقال بعد تردد : على , يجب ان تساعدنا فالأمر جد خطير
على بنفاذ صبر : لماذا لا تتكلم مباشرة؟ ماذا وجدت؟
مصطفى : لقد حدث تسريب للمعلومات فى كل الأماكن التى أخبرتنى أنها زارتها
أصيب على بصدمه شديده,وظل صامتا للحظات,ثم قال باستنكار : وماذا يعنى هذا؟
قال مصطفى بهدوء : هناك احتمال كبير فى تورطها
و صلى اللهم و سلم على سيد الخلق اجمعين
و الحمد لله رب العالمين
الحلقه الخامسه عشر
قال مصطفى بهدوء : هناك احتمال كبير فى تورطها
صرخ على بغضب : لماذا لا تتحدث بصراحه بدلا من تلك المناورات؟
مصطفى : لا أستطيع أن أجزم الآن ,’ لكن الأمر جد خطير
فى البدايه, كان تركيزى على المركز ونشاطه وبعد بحث مكثف .أدركت انه نظيف تماما ولا شئ فيه يريب
ونفس النتيجه جاءتنى من المعلومات التى تلقيتها عن المركز الرئيسى فى نيويورك , حتى الدكتور جيفرى باركلى , شخصيه عاديه تماما ولا غبار عليها , ولا يدور حوله اى شك ,وكاد الأمر يمر عاديا ,لولا.....
اكمل عندما رأى اللهفه والتساؤل يطلان من عينى على بقوه : لولا معلومه صغيره اخبرتنى بها ,وكانت بمثابة مفتاح اللغز ,عندما أخبرتنى انها كانت تتلقى علاجا نفسيا اثر تعرضها لنوبات اكتئاب وان الطبيب المشرف على علاجها هو أحد أقرباء الدكتور باركلى..هذا الطبيب هو....
اتسعت عينا على وبدا على وجهه انه مستعد تماما لتلقى الصدمه , فلم يطيل عليه والقاها اليه مباشرة : هو أحد عملاء الموساد
ارتمى على على الكرسى المجاور له بعد ان ادرك ان قدميه لن تستطيعان حمله من هول الصدمه وظل صامتا لمدة طويله
وبعد ان بدأ يستعيد نفسه وبدأ عقله يعمل ثانية بعد ان توقف تماما ,خرج صوته من حنجرته متكسرا متقطعا وهو يقول ببطء : أتريد أن تقنعنى أن المرأه الوحيده التى سمحت لها ان تدخل حياتى وتمتلك قلبى جا....
لم يستطع ان يكمل,فقد جرفته سيول الألم فدفن وجهه بين كفيه واسند مرفقيه الى ركبتيه وضغط أسنانه بقوه حتى ان مصطفى سمع صريرهما
فاقترب منه ووضع كفه على كتفه وقال بتعاطف : أقدر تماما مشاعرك,لقد سقطت فى حبها ولكنها طعنتك فى قلبك طعنه نجلاء
أتاه صوته ينذر بعاصفه توشك على الإنفجار : ليت الأمر فقط حبا..ولكنها زوجتى........زوجتى
قال مصطفى بهدوء : لو كنت فى مكانك ...
انتفض على بعنف وصرغ بغضب عارم : انت لست فى مكانى ولن تفهم ابدا مشاعرى ..انها...انها...انها زوجتى...زوجتى..
ضرب قبضته فى الحائط بعنف وهو يصرخ بغضب : لماذا..لماذا أنا ..لماذا تزوجتنى؟
قال مصطفى بهدوء : هناك أكثر من احتمال
التفت اليه على بحده لكنه لم يتكلم فأكمل مصطفى : ربما تكون قد وقعت بالفعل فى حبك فأرادت ترك ذلك العمل وتلك الحياه لتبدأ معك حياة جديده ,وفى الغالب انها فعلت هذا رغما عنهم لذلك فهم سوف يطلبون سفرها بأى وسيله
الإحتمال الثانى أن يكون كل هذا مدبر ومرتب بحيث تتخذ منك ساتر مناسب تتخفى خلفه ,وتقوم بعملها دون ان تتعرض لأى شك ولا...
حــــــــــــــــقــــــــــــــيــــــــــــــره
قاطعته صرخة غضب هائله من على وهو يلقى باحدى الزهريات التى كانت على المنضده الى الحائط بعنف لتتكسر الى قطع صغيره قبل ان تهوى ارضا
نظر اليه مصطفى بدهشه فوجده يلهث وينتفض غضبا ,ثم جرى بخطوات سريعه الى باب الشقه فاستوقفه مصطفى : انتظر , يجب أن نتفق على ما ستفعله
أمسكه من ذراعه وقال بلهجه آمره : لا تذهب اليها وانت فى هذه الحاله ,ولا ترتكب اى حماقات, لا أريدها ان تكتشف اى شئ
دفع على يده بغضب وخرج صافعا الباب خلفه بقسوه
................................................
لم يفعل على فى حياته مافعله فى ذلك اليوم الكئيب
قاد سيارته بسرعه متهوره وكأنما يفرغ غضبه فى عجلة القياده وبات وجهه شديد الإحمرار وعينيه زائغه وتفكيره مشلول تماما حتى انه لم يكن يدرى الى اين تقوده السياره
وبينما هو غارق فى نوبة الغضب العاتى تلك ,سمع صوت هاتفه المحمول وعندما رأى رقم المتصل ,استشاط غضبا وأغلق هاتفه تماما وقذف به بعنف على الكرسى المجاور له ليرتطم بالباب الملاصق به ويسقط عليه وينزلق الى الدواسه ,
زاد على من سرعة السياره وهو يضغط اسنانه بغضب هائل
حتى خرج من القاهره الى مكان بعيد خالى ليس به سوى رمال وتلال
توقف اخيرا ..وخرج من السياره وأغلق بابها بعنف وسار بخطوات سريعه يضرب الأرض بقدميه وكأنه يفرغ فيها غضبه
وقف وحيدا ينظر الى الأرض الصفراء الخاليه الشاسعه الممتده أمامه وأصوات كثيره تغزو رأسه وتملأ أذنيه :
لا أدرى لم أشعر اننى على وشك الوقوع فى فخ
لم يحظ بثقتى المطلقه فى هذا العالم سوى شخصين اثنين
الثانى ,هو جيف..أقصد د.جيفرى باركلى
جيفرى باركلى... جيفرى باركلى... جيفرى باركلى..
أعلم كل هذا بل واكثر منه ,عجبا..كيف فكرت ذلك التفكيرالأحمق؟
أمسك رأسه بكفيه بقوه ليوقف تلك الأصوات التى تكاد ان تفجر رأسه
وفجأه تذكر شئ ما...
فأغلق عينيه واعتصرهما بقوه ثم زفر زفرة حاره ومسح وجهه بكفيه وأخذ يستغفر الله بكل أحاديث الإستغفار التى يحفظها فى عقله
وبعد نصف ساعه كامله لم يكف فيها لسانه عن الإستغفار ..بدأ يهدأ , وبدأ عقله يعود للعمل بالتدريج وحاول تنظيم أفكاره والتوصل الى حل للكارثه التى حلت به
وأخذ يقلب الأمر على كل جنب حتى أعيته الحيل واستنفذ طرق التفكير تماما
أخذ يقلب وجهه فى السماء ودموعه تترقرق فى عينيه ,وهو يتوسل الى الله بكل كيانه ويتذلل ويتضرع له ان يرحمه ويلهمه الصبر والثبات
لم يدر كم بقى على هذه الحال الأليمه حتى شعر بالإنهاك الشديد ,فعاد يترنح الى حيث ترك سيارته واستند بكفيه اليها وهو يلهث
وفى أذنيه تدوى عبارة لا تفارقه
انت خائفه .تنتظرين انتقامى؟
متحفزه لما سيفعله ذلك المهووس المتعصب ذو اللحيه السوداء !
رفع رأسه وانتصب واقفا ,وفى عينيه ارتسم الشر قادحا ,وقال بصوت مخيف ينذر بعاصفة هوجاء : لقد أردت الإنتقام...
لك ما أردت...........
..................................................
كانت ساره تدور فى البيت كالمجنونه وهى تقطع غرفه واحده بعد الأخرى وهى فى قمة الغيظ والهاتف المحمول فى يدها وهى تتصل بهاتف على للمره الـ...... لم تعد تعد المرات فهى ولا شك تجاوزت المائه بكثير,.وعندما اتاها صوت يقول الهاتف مغلق ,صرخت بغضب شديد : لماذا لا ترد ؟ سترى ما سأفعله بك عندما تعود
جلست الى الأريكه واخذت تهز ساقها بتوتر وضيق ثم نهضت وتناولت الهاتف المنزلى واتصلت بأم على وقالت مباشرة : نعم يا أمى..أنا ساره,هل مر على عليكم اليوم؟
أتاها صوت الأم يشوبه بعض القلق : لا يا عزيزتى ,لم؟..هل قال انه سيمر علينا؟
ساره مطمئنه : لا ,فقط أسأل ,لقد أخبرنى فى الصباح أنه ربما سيسافر الى الأسكندريه اليوم فى عمل, ولكنه يبقى هاتفهه مغلق ,ولا أستطيع الوصول اليه
أم على : ربما نسى شحن الهاتف, أو ربما كان عيبا فى الشبكه
ساره : لم لم يتصل بى اذا ليطمئننى؟
أم على : ربما لا يزال فى الطريق,أنا متأكده انه سيتصل بك بمجرد ان يصل الى هناك
ساره : حسنا يا أمى,شكرا لك, وأعتذر عن الإزعاج
بمجرد أن وضعت الأم سماعة الهاتف سمعت صوت جرس الباب وبعده هبه تهتف : على, مرحبا, اتجهت الأم مسرعه الى الصاله لتجد على أمامها وهبه تقول له : هل أحضرت لى شئ معك؟
قال بهدوء غير عادى : نسيت , المره القادمه ان شاء الله
نظرت الأم فى وجهه وعقدت حاجبيها والتفتت الى هبه وقالت : هبه ,اذهبى واستذكرى دروسك..على , تعال معى
دخلت هبه حجرتها واصطحبت الأم على الى حجرتها وسألته مباشرة : ما بك يا بنى؟ هذا ليس وجهك الذى أعرفه
جلس على على طرف الفراش وقال بشرود :لا شئ , فقط اشتقت اليكم
قالت بريبه : اذا اتصل بزوجتك , فهى تكاد تجن من القلق عليك
قال بضيق : فيما بعد يا امى
قالت الأم بالحاح قلق : ما بك يا بنى؟ هل حدث شئ بينك وبين زوجتك؟
هرب بعينيه بعيدا ليتجنب نظرات أمه القلقه,وطال صمته حتى قال أخيرا ووجهه ينطق بالألم : ماذا ....ماذا لو...لو...اكتشفت ان المرأه التى أحببتها وامتلكت حياتى ..ماذا لو ..لو.كانت...خائنه؟؟
انتفضت الأم بذعر , ووضعت كفها على صدرها من أثر المفاجأه ,ثم تمالكت نفسها بسرعه وقالت وحروفها تنطق بالتأثر: على, لا يابنى, اياك والظلم,فإن الظلم ظلمات الى يوم القيامه, اياك ان ترميها بتلك التهمة البشعه دون دليل قوى
التفت اليها وقال بتوتر وضيق : لم أقصد المعنى الذى فهمت ..أقصد..أعنى..
صمت ولم يكمل...فقالت الأم بقلق : أخبرنى يا بنى , ماذا تقصد بكلامك
نظر فى وجهها ولم يدر ماذا يقول ولا كيف يرد على تساؤلاتها فنهض بعصبيه وخرج مسرعا من البيت ولم يعقب
وترك امه تحترق بنيران القلق على فلذة كبدها
نزل درجات السلم بسرعه ولكنه توقف فجأه عند آخر درجه,فلقد وجد مصطفى ينتظره هناك, فقال له: توقعت ان تأتى الى هنا , وعندما وصلت ووجدت سيارتك انتظرتك هنا
على بغضب : ماذا تريد؟
مصطفى بهدوء : أريدك ان تسافر الى الأسكندريه,لا يجب ان تبقى هنا وانت على تلك الحاله
قال على بضيق شديد : كف عن التدخل فى حياتى وتسييرى كيفما شئت
مصطفى باصرار: لو بقيت هنا وانت هكذا سينهار كل شئ, يجب أن تسافر الآن ,وبعدها نتحدث,لا تدع الغضب يفقدك صوابك
فى تلك الليلة ...لم يعد على الى بيته..بل سافر الى الأسكندريه وهناك.التقى بأحد رجال الأعمال كان قد زاره فى شركته فى القاهره من عدة ايام وطلب منه ان يقوم بعمل تجديدات فى ديكورات فيلا يملكها فى أحد الأحياء الراقيه بالأسكندريه
واتفق مع صاحب الفيلا على كل التفاصيل,ولم يمر يومان حتى لحق به عماله بمعداتهم وعلى رأسهم الحاج صابر,وبدأوا العمل فى الفيلا
واضطر على أن يدوس على كل الغضب الذى يغلى بداخله ويتصل بزوجته حتى يهدئ من ثورتها ,كما اتصل بأمه وعلم منها انها لم تخبر زوجته بأى شئ مما دار بينهما,ولكنه لم يروى ظمأ حيرتها وقلقها مما يحدث ,وظل الصمت حليفه ,
كم قضى أياما لا يعرف للراحة طعما
كم قضى اياما كئيبه يحترق بنيران الألم والغضب
كم قضى أياما يسأل نفسه آلاف الأسئله دون اجابة تعيد اليه روحه الضائعه
كم قضى ليال قائما يصلى بين يدى ربه ,ساجد تغرق دموعه الأِرض وهو يشكو بثه وحزنه وهمه الى الله
وكم دعا الله كثيرا ان يستفيق من ذلك الكابوس الفظيع
وفى يوم سمعه جميع العمال يصرخ بصوت كالرعد من داخل مكتبه المؤقت الذى اتخذه فى الفيلا(موقع العمل), وبعد قليل ,خرج المهندس المساعد الذى يعمل معه يلملم نفسه وأوراقه وهو مذهول تماما من تصرف المهندس على الغريب المناقض تماما لشخصيته الودوده الهادئه المتزنه
دخل الحاج صابر على على واغلق الباب خلفه ,ووقف يتأمله وهو جالس الى مكتبه مسندا مرفقيه الى سطح المكتب ورأسه مطأطأه بين كفيه بشكل يدل على مدى حزنه وألمه
اقترب منه الحاج صابر ووضع يده فوق كتفه بتعاطف وهو يقول بصوته الهادئ : ما بك يا بنى؟ ليس هذا على الذى أعرفه
لم يرد ,بل لم يبد عليه انه سمعه ,فقال الحاج صابر : لا يمكن ان يكون كل هذا بسبب الضائقه الماليه التى تمر بها الشركه ,فلقد كابدت ما هو أشد منها بمراحل عندما استلمت العمل فيها بعد وفاة والدك رحمه الله
أخبرنى يا بنى,ألسنا عشرة عمر؟ وكم استشرتنى فى أمورك وأمور العمل. ألم تكن تثق برأيى؟
بعد صمت طويل,حل على عقدة كفيه من رأسه ببطء والتفت الى الحاج صابر بعيون زائغه حزينه وقال بصوت كسير : ماذا لو ..منحت ثقتك وحبك ومشاعرك لشخص ما ؟ وبعد فتره , اكتشفت ان هذا الشخص لا يستحق أى شئ , ماذا كنت ستفعل وقتها؟
فكر الحاج صابر قليلا , ثم قال بصوته الهادئ : ان من يمنح الآخرين لنفسه , سيحزن وسيندم كثيرا ان قابلوا احسانه باساءاتهم ,فكل انسان لايمنح الا ما لديه
أما من يمنح الآخرين لله فلا يندم ابدا بل ينتظر الجزاء من عند الله, فهو عطاء غير مجذوذ
فليكن عملك كله خالصا لوجه الله ,وارضاء لله ,فهو لن يضيعك
هون على نفسك يا بنى ,فالحياة أقصر من أن نحياها ندما على ماخسرناه , بل يجب ان نحياها أملا فيما هو خير وأبقى
فقط قم بواجبك وارض الله وأصلح نيتك ولا تظلم
التفت اليه على ببطء وفى عينيه نظرة امتنان عميقه وكأن كلمات الحاج صابر نزلت بردا وسلاما على قلبه , فمنحته سكينة افتقدها كثيرا
طرق الحاج صابر كتفه بحب وقال وهو يبتسم : هيا لترتاح قليلا, هيا الى الصلاة
نهض معه على وخرج من المكتب , ثم استوقفه قليلا, وأخذ يبحث عن المهندس المساعد , وعندما وجده ,قدم له الإعتذار أمام كل العمال مما جعل المهندس المساعد يمتن له كثيرا وينظر اليه نظرة تقدير واعزاز كبيره
بمجرد أن عاد على من الصلاة وجد على مكتبه ورقه من مصطفى يطلب فيها لقاءه ويحدد له مكان وموعد اللقاء
وصل على الى مكان اللقاء ليجدها عماره مكتملة البناء ولكنها بدون تشطيب, وفى الدور الخامس كان مصطفى ينتظره
وقف على أمامه وعيناه تنضحان بنيران مكتومه
أخذ مصطفى يدور ببطء فى أرجاء المكان وهو يقول : ما رأيك فى هذا البناء؟ لقد دعوتك الى هنا لتعاينه ,فهو كما ترى عمارة كبيره وفى أرقى أحياء الأسكندريه , وهى عمليه جيده ستخرج منها بمبلغ كبير
ضاقت عينا على وهو عاقد ساعديه وانتفضت عروق وجهه من الغضب الحبيس وهو يقول متجهما باقتضاب شديد : وبعد؟
مصطفى : هذه العمليه ستساعدك على استعادة مركزك المالى والخروج من الأزمه التى تمر بها شركتك
رد على : التى قمت انت بافتعالها بالتأكيد..مثلما أرسلت لى صاحب فيلا الأسكندريه لتبعدنى عن القاهرة
ابتسم مصطفى لذكائه وقال : كان لا بد من ذلك حتى تهدأ ثورتك وتستطيع التفكير , كما انها تغطيه مناسبه جدا
صمت قليلا ثم قال بصوت مغاير : وحتى تستعد زوجتك للسفر الى أمريكا
التفت اليه على والنيران تشتعل فى ملامحه : اذا فهذا هو هدفك , تربطنى هنا لتسافر هى وحدها الى أمريكا
مصطفى بهدوء : فى كل الأحوال كانت ستسافر , فهم بالتأكيد يتحرقون لسفرها أكثر منا , ولا شك أنهم أمروها بالسفر بالفعل
قال على والغضب يعتصر كلماته : اسمعنى جيدا فسأِقول هذا لأِول ولآِخر مره , اياك ان تعتقد لحظه أننى سأِتركها تسافر وحدها اليهم وهى زوجتى , فأنا لا يمكن بأى حال من الأحوال , وتحت اى ضغوط أن أتحول الى ديوث , هل تفهم؟
مصطفى بحده شديده : من أدخل فى رأسك هذا الكلام الغريب , انه عملها , وهى ستسافر لأن عملها يتطلب منها ذلك , فهى تعمل هناك أيضا
على بتهكم : ياللذكاء , لقد أخبرتها أن الشرع لا يوافق على سفر المرأه وحدها , فكيف أغير كلامى بتلك السرعه؟
مصطفى : أنا أثق تماما فى ذكائك وحسن تصرفك , تستطيع اقناعها انك تقدر انها لا تفهم هذا وانك ستسمح لها تلك المرة فقط لتحل مشكلاتها فى العمل معهم , أو تقنعها بأى وسيلة أخرى, أو تقوم بعمل ما يحل تلك المشكله
ازداد غضب على وهو يقول : هذا لن يحدث أبدا طالما كانت زوجتى , لن أرسلها وحدها اليهم ابدا
مصطفى بحده : يجب ان تدعها تسافر , سفرها فى منتهى الأِهمية بالنسبة لنا , هناك شئ يريدونه منها ولابد أن نعلم ما هو, هى الوحيده التى يمكن ان تساعدنا , يجب ان تكون اكثر تفهما لخطورة الموقف
على بحده : هذا الكلام لن يؤثر فى اطلاقا ولن تستطيع اجبارى على فعل شئ يخالف ما أنا مؤمن به
ان أردتها ان تسافر وحدها فهناك حل من اثنين , أن تنتظر قليلا , فربما أصرت هى على السفر رغم ارادتى وربما طلقتها وعندها ستكون حرة وتسافر كما تريد , أو...................
تقذف بى وراء الشمس..
و صلى اللهم و سلم على امام الموحدين
و الحمد لله رب العالمين
ابو صفية
28th November 2010, 09:31 PM
انا لله وانا اليه اجعون هؤلاء الملاعين لا يتركون وسيلة للحرب الا واتخذوها
اللهم اجعل كيدهم فى نحره يارب العالمين واجعل الدائرة عليهم وانصر دينك
يا ارحم الراحمين جزاكى الله خيرا اخيتى ورجاءا لاتتاخرى هكذا فى سرد الباقى
ريحآنة آلجنه
2nd December 2010, 12:27 PM
الحلقه السادسه عشر
ان أردتها ان تسافر وحدها فهناك حل من اثنين , أن تنتظر قليلا , فربما أصرت هى على السفر رغم ارادتى وربما طلقتها وعندها ستكون حرة وتسافر كما تريد , أو...................
تقذف بى وراء الشمس..
امتقع وجه مصطفى بشده وهو يحملق فيه بدهشة غاضبه
أكمل على بنفس اللهجة الغاضبه : لم يبق سوى أيام قليله وانتهى من العملية التى فى يدى , وسأعود الى بيتى قريبا جدا , وسأنتظرك هناك...
ولا تنسى أن تحضر معك زوار الفجر
رحل على وترك مصطفى متجمدا فى مكانه يغلى من الغضب وهو يحملق فى المكان الذى غادره منذ قليل الرجل ذو اللحية السوداء
.................................................. .
كانت ساره فى زيارة الى أم على ووقفت معها فى المطبخ تساعدها وهى تعد الطعام
وأخذت تتحدث اليها وتبث اليها حيرتها ودهشتها وألمها : لا أدرى ما الذى ارتكبته ؟ لقد قضيت الأيام الفائته وأنا أحاول استرجاع كل ما حدث بينى وبينه , كل كلمه, كل تصرف صدر منى
تنهدت بضيق وهى تكمل : لا أدرى لم تغير بهذه الطريقه؟ انه لا يتحدث الى , ويبقى هاتفه مغلق أغلب الأحيان
قالت الأم بتعاطف : ربما يمر بأزمة كبيره ,يجب ان تتحمليه يا عزيزتى ,قد يكون هناك متاعب فى عمله , أكثر ما يؤلم الرجل ويهزه أن يكون مسؤلا عن اسره ثم يجد نفسه فجأه لا يستطيع القيام بواجباته تجاههم
قالت ساره بحيرة : نعم, لقد لمح لى فى خلال كلامه الى شئ مثل هذا , ولكن ..لم لا يشرح لى طبيعة الأزمة التى يمر بها؟ لم يخفى عنى مشاكله
تنهدت الأم بأسى وقالت بحسرة والدموع تلمع فى عينيها : مثل والده تماما ,هو أيضا لم يكن يحملنى همومه , وكان يخفى عنى مشاكله , حتى تراكمت المشاكل والأزمات الماليه فوق رأسه , ولم أدرى الا وهو فى العناية المركزه , ثم يموت بعدها بوقت قصير
صمتت قليلا لتستعيد رباطة جأشها , ثم أكملت : ثم يأتى على ليحمل الجمل بما حمل كما يقولون , لقد بذل جهودا مضنية لتقف الشركه على قدميها من جديد
قالت ساره بتأثر شديد والخوف يبدو فى عينيها : أعلم أنه يمر بوقت عصيب , لهذا فلن أقف مكتوفة اليدين وأنا أراه فى هذه الحاله , يجب أن أفعل شئ..أى شئ
اننى جزء من هذه المشكله , فمنذ أن تزوجنا وهو يصرف ماله ببذخ شديد , لقد أنفق كل المال الذى اكتسبه من تجديد فيلا والدى , بل وأكثر منه بكثير. هل كان يريد لى ان احيا كما كنت فى بيت ابى؟ هل يظننى طفلة غنية مدللة؟ مخطئ ..مخطئ لو كان يفكر بهذه الطريقه
ابتسمت الأم مشجعه : لا تقلقى فأنا أثق به كثيرا , وأعلم أنه سوف يتجاوز تلك الأزمه كما تجاوز ما هو أشد منها
قالت ساره برجاء : ومع ذلك فواجبى ان اساعده , لذلك فلقد سحبت مبلغا من البنك . انه مالى جمعته من عملى وليس مال أبى
صمتت قليلا ثم قالت : أعلم تماما كم تبلغ عزة نفسه وحساسيته الشديده لتلك الأمور , لذلك , أرجوك ساعدينى يا أمى , خذى هذا المال وقدميه اليه على انه منك , بالتأكيد سيقبله
التفتت اليها الأم ورمتها بنظرة امتنان وحب كبيره , ثم امسكت يدها بحنان وهى تقول بابتسامه : سامحينى , لن استطيع ان ألبى رغبتك يا ابنتى , لدى اسباب كثيرة تمنعنى , أولا , لا يمكننى الكذب ابدا , ثانيا , لو علم على , فسيغضب كثيرا , فهو لا يتقبل سوى الصدق والوضوح
كما ان هذه الأمور الخاصه يجب ان تظل بينكما انتما الإثنين فقط , لا يدرى بها اى انسان آخر
خفضت ساره عينيها وقالت : ولكنى , أخشى أن يفهم موقفى خطأ , ويرفض المال
قالت الأم مطمئنه : على العكس , سيتفهم الموقف تماما , فقط تحدثى اليه من قلبك بمنتهى الصدق , فمنك انت سيتقبل أى شئ , وحتى لو لم يوافق على أخذ المال , يكفى ان يعلم بمشاعرك ومدى حبك ومساندتك له
تنهدت ساره وأمسكت برأسها بألم واضح وهى تقول : فقط أتمنى أن يعود سريعا
عقدت الأم حاجبيها وقالت باهتمام : ساره , هل تتألمين؟
قالت : يبدو أن آلام رأسى بدأت تعاودنى من جديد
ثم همست لنفسها : أظن اننى سأضطر لزيارة الدكتور عبد الرحيم ثانية
....................................
طوال فترة عمله فى الأسكندريه كان على يتجنب اللقاء بمصطفى, وكلما أرسل له يرفض الذهاب اليه , فمن وجهة نظره ,لم يعد هناك ما يمكن ان يقال
انهى على عمله فى الأسكندريه وعاد الى القاهره , ولكنه لم يذهب الى بيته,بل ذهب الى مكتبه فى الشركه وبقى هناك وحيدا حتى ساعة متأخره ليلا, فلم يكن مستعدا لمواجهتها بعد , ولم تكن لديه رؤية واضحه عما يمكن ان يفعله ,أو القرار الذى يمكن ان يتخذه.
وعندما عاد الى البيت, كانت الساعه قد تجاوزت منتصف الليل بكثير.
دخل بهدوء, وحمد الله كثيرا,فقد كانت غرفتها مغلقه,والبيت غارق فى الظلام,فأدرك أنها نائمه.
دخل الى حجرة الإستقبال وأغلق بابها عليه بمنتهى الهدوء وانخرط فى صلاة قيام الليل وذاب فيها تماما حتى وكانه يصلى بكل ذرة فى جسده ,وبدأت دموعه تسيل وتسيل حتى غسلت وجهه ولحيته ثم تحولت الى نحيب أليم
وبعد ان انتهى ,غرق فى دعاء طويل يبث فيه الى الله شكواه ونجواه وألمه وهو يبكى ويتضرع ويتوسل الى الله أن يلهمه الصواب وينزل عليه الصبر والثبات, وعندما انتهى كانت نفسه قد هدأت وعادت اليها السكينه, جلس الى سجادة الصلاة ينتظر أذان الفجر ولسانه يتمتم بالإستغفاريحوطه الظلام والصمت الذى لا يحد منه سوى صوت قفزات عقرب الثوانى بإيقاعه الرتيب فى ساعة معلقة على الحائط.
فجأة ..شعر بشئ يتحرك خلفه ,فالتفت ليجد شبح ساره ينهض من على الكرسى الذى خلفه ,تأمل خيالها فى الظلام وهى تقترب منه ببطء وتنزل على ركبتيها الى الأرض بجواره ,أدرك على الفور انها دخلت الحجره ولم يدر بها عندما كان غارقا فى الصلاة
قالت بهدوء شديد وكأن صوتها يأتى من أعماق نفسها : انتظرتك طويلا..ومازلت أنتظرك..طالت غيبتك هذه المره
قال وعيناه تدوران فى الظلام : عندما يمر الإنسان بوقت عصيب فهو يتوقع أن يتحمله من حوله
طال صمتها وهى تحدق بوجهه الذى أخفى الظلام معالمه,ثم نهضت الى ركن الحجره الذى كانت تجلس فيه ,ثم عادت بحقيبه وضعتها على الأرض أمامه وفتحتها ولكن على لم يستطع أن يتبين ما فيها بسبب الظلام , أتاه صوتها مغلفا بالدموع وهى تقول : هذا المال مالى,وليس مال أبى ,وهذا الأمر بينى وبينك فقط , سأكون شريكتك انت وأسرتك فى الشركه بهذا المال , وان لم تريد شراكتى.....فقط خذه, ولترده لى بالطريقة التى تريد فى الوقت الذى تريد , وأقسم لك ألا يعلم بهذا الأمر أى مخلوق
طال صمته وكأنه دهرا , حتى ملأ الغرفة صوت الساعه بخطواتها الثقيله وهو ينظر اليها من خلال ستائر الظلام ثم سألها ببطء وتفكير : تحاولين انقاذى من الأزمة التى أمر بها , وتريدينى أن أسمع لرأيك وأطيعك ؟
أتاه صوتها يقطر بالتوسل والرجاء وهى تقول : أرجوك..
أكمل بهدوء : تريدينى أن أتقبل ما تأباه نفسى وآخذ مالك وفى نفس الوقت , ترفضين أن أساعدك لتنقذى نفسك من النار !!
صمتت تحاول أن تستوعب كلامه فأكمل بجديه شديده : سأعقد معك اتفاق ,اذا استطعت التغلب على نفسك واجبارها على قبول ما تأباه وبدأت تصلين ..عندها فقط ربما يمكننى أن أتغلب على نفسى وأكرهها على قبول ما تأباه وآخذ المال من زوجتى.
فهل تستطيعين فعل ذلك؟
أتاه صوتها يقطر بالدموع وهى تقول بحب طاغى : سأفعل من أجلك أنت , سأفعل أى شئ
وجد يدها تمتد الى وجهها وكأنما تمسح دموعا سالت
وبرغم كل هذا أبى الا أن يقض جدار الهدنه ويشعل النار من جديد
سألها مترددا : ماذا قرروا بشأنك فى المركز؟
انهمر الصمت فجأه حتى بات صوت عقرب الثوانى فى أذنيه وكأنه قذائف حربيه حتى قالت ساره أخيرا : يريدون سفرى لأمريكا فى أسرع وقت
اشدت ضربات الساعه فى أذنيه عنفا وضراوه وكل منهما يريد ان يخترق بعينيه ظلام الآخر ليعرف فيما يفكر
فجأه ...قطع صوت اذان الفجر الحرب الخفيه الدائره واوقف النيران الرهيبه وهو ينطلق من المسجد القريب من البيت
قال على معلنا انتهاء اطلاق النار : الصلاة
نهض قائما وخرج من الغرفه ثم فتح باب البيت لكنه توقف عندما سمعها تناديه : على
التفت خلفه ليراها على ضوء السلم الذى تسلل الى البيت من خلال الباب واقفه فى الظلام عند باب الغرفه وهى تقول برجاء : هل ستعود؟
ظل واقفا يبحث عن اجابه وعندما عجز ترك النار مشتعله وخرج واغلق الباب خلفه
بعد عدة أيام..........
كانت ساره فى المطبخ تجهز طعام الغداء قبل موعد عودة زوجها , كانت تتحرك فى المكان ويديها تعملان ولكن عقلها شارد تماما وعينيها تحدق فى لا شئ , وحركاتها بطيئة تخلو من أى حماس
فجأة شعرت بشئ يتحرك خلفها ,استدارت فوجدت باب المطبخ المفتوح يتحرك من مكانه ببطء لينهار من خلفه جسد طويل ارتدت للخلف برعب هائل حتى التصقت بالجداروعيناها جاحظتان وهى تحدق فى الجثه التى سقطت من خلف الباب امامها على الأرض ,واستقرت على بطنها لاتتحرك,والدماء الغزيره تغرق ملابسها ,ومن وسط ظهرها يبرز مقبض سكين أسود كبير
شهقت برعب ووضعت يديها على فمها وشلت أطرافها تماما , فقد كانت الجثه لرجل تعرفه , رجل بلحية سوداء
و صلى اللهم و سلم على حبيب المسلمين
و الحمد لله رب العالمين
__________________
أبو يوسف
2nd December 2010, 12:32 PM
من فضلك الحلقة التالية
ريحآنة آلجنه
2nd December 2010, 12:42 PM
الحلقه السابعه عشر
استغرقت ساره بعض الوقت حتى استفاقت من الصدمه الهائله واستطاعت ان تحرك جسدها بصعوبه وترتمى على جسد على وهى تصرخ بلوعه : على,على
حاولت ان تدير جسده الثقيل لترقده على ظهره لتحاول اسعافه بأى طريقه ,لكن عضلاتها لم تقدر , وبينما هى تحاول باستماته أتاها صوت من تحتها يقول : هل أفزعتك؟
تسمرت فى مكانها وهى ترى جسده يتحرك ببطء ويعتدل جالسا على الأرض ويخلع عنه القميص المغرق بالدماء ومشبوك به مقبض السكين الخادع ويلقيه بعيدا
برغم أن الأمر كله كان مجرد مقلب جديد من مقالبه السيئه , لكنه لم يضحك كعادته بل أخذ ينظر فى عينيها ووجهه متجمد تماما خالى من أى تعبير
حدقت به دقائق كثيره وهى عاقده حاجبيها بشده والدموع تتجمع فى عينيها ببطء حتى امتلأتا عن آخرهما وانسكبتا على خديها الملتهبتين بنيران الغضب
فجأه تفجر غضبها عنيفا فى وجهه وارتكزت على ركبتيها وأخذت تسبه صارخه وهى تضربه بقبضتيها فى وجهه وصدره بكل قوتها وهو ساكن لا يتحرك ولا يتقى ضرباتها,حتى أصابها الإعياء من فرط ما ضربته , وتحول سبابها وصراخها الغاضب الى بكاء ونحيب عنيف وخرت جالسه على الأرض خائرة القوى وهى تتمسك بتلابيبه وهو يمسح على شعرها ويحاول أن يهدئ من روعها , وبعد نصف ساعة كامله بدأت تتماسك أخيرا وسألته من بين دموعها : لم فعلت بى ذلك؟
قال بلهجة ينضح الأسف والندم منها : أخطأت ..أخطأت سامحينى,
هز رأسه بأسف وهو يكمل : أظن أن بداخلى طفل طائش مجنون,
لا أعرف كيف صور لى الشيطان رغبه مجنونه لأكتشف هل تحبيننى حقا ؟ وهل ستحزنى لموتى؟
جذبته من ملابسه بغل وضغطت أسنانها بقوه والدموع تغرق وجهها وهى تقول بغضب شديد : اياك أن تفكر لحظة واحده أنك يمكن أن تتركنى وحيده فى هذا العالم وترحل , حتى الموت لن يجعلك تهرب منى ,سأذهب وراءك الى الجحيم , لن تفلت منى أبدا
تركها تفرغ غضبها وألمها حتى هدأت قليلا ثم قال بجديه مغلفه بالحنان : ساره , لا تتمنى أبدا الذهاب الى الجحيم , فالأحبة لا يلتقون أبدا فى الجحيم , هناك , لا يوجد سوى العذاب , فقط العذاب
تنهد بعمق وقال : اذا ما شعرت يوما بالوحدة والخوف , فتذكرى أن هناك رب موجود لا يضل ولا ينسى, ليس لنا سواه لنلجأ اليه فى الخوف والكربات, من يعرفه حقا لا يحزن ولا ييأس أبدا
هدأت وهى تنظر فى عينيه وتستمع لكلماته ,وعندما انتهى قالت برجاء : على , عدنى أنك لن تتركنى وحيده
ابتسم ابتسامة صغيرة حنون وقال : لا يمكن أن أتركك وحيدة أبدا , وهذا هو الدليل على ما أقول
أخرج من جيبه ظرف سميك وأعطاها اياه , فأمسكت به بدهشه وفتحته وأخرجت منه تذكرتى سفر الى أمريكا
قال : سنسافر معا , فلم يعد بامكانى الإبتعاد عنكى
رفعت وجهها اليه ببطء وظلت تحدق فيه بذهول لدقائق وفى عينيها نظره غريبه , بدأت رأسها تدور وتدور وسقطت التذاكر من يدها, فجأه نهضت بسرعه وجرت الى الحمام وفى طريقها داست التذاكر وبمجرد أن دخلت الحمام أفرغت مافى جوفها
لحق بها على بسرعه وأمسك بكتفيها حتى لا تسقط أرضا وهو يقول بقلق بالغ : ساره ,هل انت بخير؟..هل , هل أستدعى الطبيب؟
هزت رأسها نفيا وهى تلهث بشده, غسلت وجهها وذهبت الى غرفتها وهى تستند الى ذراعه, ورقدت على سريرها باعياء, وبمجرد أن جلس بجوارها ,أدارت له ظهرها بغضب وبدأت تنتابها رعشة واضحه فقال بحنان : انت ترتجفين
أحضر بطانيه ثقيله من خزانة الملابس ولفها حولها جيدا ,ثم وضع يده على جبينها ليعرف ان كانت مريضه
دفعت يده بعنف وهى تقول بغضب : دعنى ,أريد أن أنام
تركها وانسحب من الحجره باستسلام بعد أن عجز تماما عن اصلاح الموقف
.................................................. ......
فى بعض الأحيان أراك مخيفا بحق ,لم فعلت ذلك؟
سأله مصطفى وهو يجلس شاردا على الأريكه فى الشقه التى التقاه فيها أخيرا
قال على بحزن : لو عشت عمرا آخر أحاول أن أجيب على هذا السؤال , ما استطعت
هل كنت أريد التأكد من مشاعرها؟ هل كنت اريد الإنتقام منها ؟
هل كنت أريد أن أرى ذلك التعبير على وجهها وأسمع منها ما قالته؟ لا أدرى ..كل ما أعرفه هو أننى لو لم أترك تنين الغضب ينفث بعضا من نيرانه , فسوف يحرقنى ويحرقها معى , للأسف لم أجد وسيله أخرى أعبر بها عن غضبى , كما أن أخلاقى لا تسمح لى بايذائها
قال مصطفى بتهكم مرير : هل انت متأكد أنك لم تؤذيها حقا؟
زفر على بضيق شديد ونهض من مكانه ووقف أمام النافذه وعيناه شاردتان وهو يقول بأسى : عندما كنت صغيرا , كان غضبى لا يحتمل , وكلما أغضبنى أبى أو عاقبنى كنت أتفنن فى مضايقته واخراجه عن شعوره بكافة الوسائل الخبيثه , لدرجة أنه كان يضربنى حتى يتعب وتؤلمه يداه , وكانت أقصى حالات سعادتى وأنا أراه يتقطع من الغيظ , وبعد أن كبرت , أدركت اننى أودى بنفسى للهلاك , وأن كل ندم وأسف العالم لايساوى نظرة غضب واحده من عينيه ,وحتى الآِن أتساءل ,هل سيغفر لى الله عقوقى له؟
زفر بحزن كبير والتفت الى مصطفى وقال بسخريه مريره : يبدو أننى اشتقت مجددا لذلك الشعور بالنشوة الزائفه
ولكن بعد كل تلك السنوات اختفت النشوة وحل محلها الألم,فكلما آلمتها , أحرقتنى دموعها ,لم أشعر فى حياتى كلها بمثل هذا الضعف أمام أى انسان ,
فى أحيان كثيره ينتابنى شعور أنها بريئه ولا تعلم شئ , وفى أحيان أخرى أشفق عليها وألتمس لها ألف عذر وعذر ,فقد كانت هناك بينهم وحيده وصغيره للغايه بلا أحد يحميها أو يرشدها
اعتصر عينيه بألم بالغ وقال بأسى : لو رأيت منظرها وهى تتألم وتعانى من الإدمان ,لأدركت ما أعانيه
مصطفى بتفهم : لهذا وافقت أخيرا أن تتعاون معى وتخوض التجربه بكل ما فيها, كنت متأكد تماما انك ستوافق ان عاجلا او آجلا ,فأنت من النوع الذى يستحيل عليه ان يفرط فى واجباته ومسؤلياته
زفر على بضيق وأسند جبينه الى النافذه وقال : أريدها أن تخرج من ذلك المستنقع بلا خسائر أخرى , والأهم , أريد أن أتأكد ان كانت بريئه حقا أم لا
أريد أن أنهى هذا الأمر بأى ثمن,فلم يعد الهروب يجدى نفعا
أغلق عينيه بألم وهو يكمل : وكأن قدرى يلاحقنى كل تلك السنوات لأضطر فى النهايه أن أقبل مرغما بالعمل معك
ترك النافذه وأخذ يدور فى المكان وهو يقول : أحيانا كثيره تنتابنى رغبة مجنونه فى فض الأمر برمته والتخلى عن كل ذلك الألم , فلم يكن هذا هو البيت الذى حلمت دوما أن أبنيه , ولا تلك الحياة التى تمنيت أن أحياها
ضحك ضحكه قصيره تمتلئ بالمراره وقال بألم : لن تتخيل ابدا كيف أصبحت الحياة بيننا , وكأننا نقف متقابلين على حافة بركان ثائر ,ِننظر لبعضنا البعض , وكأن كل منا يعرف ما يخبئه اِِِِِِِِِِِلآخر
ويقف متجمدا لايستطيع الحراك ولا الكلام أو حتى الهمس والا انهار البيت بأكمله الى قاع البركان
مازال كل منا يتمسك بالشعرة الوحيده الباقيه بيننا يراقبها بكل أعصابه حتى لا تنقطع ويفقد كل شئ
زفر مصطفى بضيق وقال : كف عن الضغط عليها فيبدو أنها تعانى بالفعل , حاول ان تعود الى سابق عهدك معها..فمن المفترض انك تجاوزت الأزمة الإقتصاديه التى كادت تقضى على شركتك بفضلها
قال على بسخرية : أتظن ان بمقدورى العودة الى ماكنت عليه قبل ان أقابلك؟
مصطفى بهدوء : حاول, وان لم تستطع , فحاول أن تتظاهر قدر ماتستطيع... لا أريدها أن تشعر بشئ , انفعالك وغضبك يمكن ان يودى بالعملية كلها,فحاول ان تحتفظ بهدوءك
تذكر اننى اعتمد عليك تماما
امنحها الثقه والأمان , فيجب أن تظل قويه ومتماسكه حتى تستطيع مواجهتهم وحدها
نظر اليه على وقال بهدوء : ومن قال أنها ستكون وحدها؟
ضاقت عينا مصطفى وقال بتحفز : ماذا تعنى؟
قال على بلهجة تأكيد : ِِِِِأعنى أننى حجزت تذكرتين,وسأسافر معها
نهض مصطفى من مكانه واقترب منه وقال بغضب : ألن تكف عن عنادك والتصرف برأسك؟ لماذا لم تخبرنى قبل ان تفعل ذلك؟
قال على بهدوء مستفز : أولا أنا أتصرف كزوج يعرف حقوقه وواجباته جيدا
ثانيا أِنا لا أِتقبل الأِوامر منك ِِأو من غيرك , خاصة لو تعارضت مع مبادئى , يجب أِن تكون ممتنا ِِِِلأنها أِخيرا ستسافر كما كنت تريد
صرخ مصطفى بحده : خطأ, وجودك هناك خطأ كبير, سيفسد العمليه بأكملها
على بسخريه : وكيف كنت تريدنى ان اتصرف اذا؟
مصطفى بحده : فى لقاءنا الأخير كنت متأكد أنك فى النهايه ستدعها تسافر,ولكنى لم أتوقع ان تسافر معها,كنت أظنك ستتصرف بطريقة مختلفه
قال على بتهكم لاذع : أن أطلقها مثلا !!!
لست أنا من يهرب من مسؤليته ويختار الطريق الأسهل وراحة البال
قال مصطفى بغضب : لا يمكننى ان أوافق على سفرك معها
فالموقف لا يحتمل غيرتك وجنونك
قال على بتحدى : ومن ينتظر موافقتك؟ لقد حجزت تذكرتين من مالها الذى منحتنى اياه وهى تعلم بذلك , فإما أن نسافر معا , أو لن تسافر هى أبدا
........................................
جلست ساره الى المائده التى ملأتها بطعام الغداء تنتظر على الذى عاد من عمله ودخل الحمام
جلست شارده حزينه نظراتها خاويه وخدها يستند الى كفها وعندما طالت غيبته عن المعتاد نادته بلا حماس : على , الطعام سيبرد
سمعت باب الحمام يفتح فجأه ,فالتفتت خلفها وعندما رأته عقدت حاجبيها بشده وظهر على وجهها الذهول ونهضت من مكانها ببطء وهى تتأمله من فوقه الى تحته , كان واقف عند باب الحمام مستندا بكفيه الى قوائم الباب وذراعيه مفرودتان وساقيه مفتوحتان , وهو يرتدى زى رعاة البقر الأمريكيه القديمه بالقبعه المميزه والصديرى وغطاء البنطال وحزام المسدسات والحبل المعلق فى خصره مما منحته مظهرا يشبه بطل من ابطال أفلام رعاة البقر القديمه
تقدم منها بخطوات بطيئه ويديه فى خاصرته , ثم سحب المسدسين المعلقين فى حزامه ولفهما على سبابتيه كما يفعل ممثلى السينما ,ثم أعادهما الى مكانهما ورفع القبعه قليلا وقال وهو يبتسم بسخريه : أصبحت مستعدا الآن للسفر الى أمريكا...ما رأيك؟
مطت شفتيها وهزت رأسها ببطء وقالت : سخيف...سخيف للغايه
تأملته مجددا وبدأت ترتسم على شفتيها ابتسامه سرعان ما تحولت الى ضحكات فاقتربت منه وأمسكت الحبل المعلق فى حزامه وهى تقول : أتريد أن تسافر معى بتلك الملابس !!
قال ممثلا البراءه : ماذا ؟ الا تعجبك؟
قالت ضاحكه : سيظن الجميع هناك اننا نمثل فيلما عن الغرب الامريكى القديم
قال متبسما : التمثيل اربح كثيرا من الهندسه ..وربما رآنى أحد منتجى هوليوود واعطانى دور البطوله فى فيلم..وعندها سآخذ اجرى بالملايين
قالت وهى تنظر فى عينيه وابتسامتها تخفت : عندها ستفقد على للأبد..وستصبح شخصا آخر
تقوس فمه الى الأسفل وقال بأسى تمثيلى : حسنا , سأذهب لأستعيد على وأعود سريعا ...فقط أرجو أن يكون موجود
ضحكت كثيرا ثم جلست تنتظره حتى اتى اخيرا وجلس الى المائده وقد استعاد مظهره الطبيعى
قالت متساءله وهى تتناول طعامها :هذه الملابس غاليه ..أليس كذلك؟
قال بلا مبالاه: ليس كثيرا
نظرت اليه باستغراب وقالت: أتصرف المال الذى جنيته بالعمل والشقاء من اجل ان تضحك الناس؟
نظر فى عينيها وقال بعمق : ليس كل الناس ..فقط من احبهم
مست العباره شغاف قلبها فتوقفت عن تناول الطعام وتأملته قائله بهدوء: ولكن الضحكات لاتدوم سوى دقائق معدوده
ريحآنة آلجنه
2nd December 2010, 12:42 PM
أنا بعتذر جدا عن التأخير
قال بصوت عميق وهو ينظر فى عينيها : قد تدوم الضحكه على الشفاه بضع دقائق..ولكن يبقى اثرها فى القلوب مادامت الحياه
احمر خداها بشده وظهر فى عينيها انفعال شديد وقالت بصوت مختلف : فى امريكا ..لا يفعلون هذا الا من اجل جنى المال ..أما انت فلديك فلسفه غريبه جدا فى الحياه
قال : نعم ..فلسفة الإرهابيين المتمردين العدوانيين السيكوباتيين ..أصحاب اللحى السوداء
انطلقت تضحك من كل قلبها وشاركها الضحك
هز كتفيه وقال : لاتنخدعى بالمظاهر فلا يمكننى شراء مثل هذا الزى
قالت بدهشه : أعلم ذلك فهو غالى الثمن ..ولكن من أين أتيت به؟
قال بهدوء : أحد أصدقائى يمتلك محلا لبيع الهدايا ولعب الأطفال والزينات والمقالب...استأجرته منه
هزت رأسها وقالت ببساطه : نعم ..هذا هو على
ترك الطعام ونظر اليها وقال بهدوء : من يدرى, قد تتذكرينى يوما فتبتسمين وتقولين لنفسك هذا الرجل ذو اللحية السوداء كان دائما يضحكنى
تقول باستسلام : سأكون فى أمريكا بعد غد
أغلقت الهاتف وعينيها تعصراتلاشت ابتسامتها ببطء وحل محلها التجهم ثم دفعت طبقها بغضب فأراقت بعضا منه على المائده وتركته ودخلت غرفتها بغضب واضح
تبعها بدهشه وهو يناديها فلا تجيبه
ارتمت على الفراش ووضعت خدها على الوساده وبدأت تبكى
غمرته الدهشه للحظات من تصرفها الغريب ,ثم جلس بجوارها وأسند رأسه الى ظهر السرير وزفر بضيق وهو ينظر الى السقف ويقول بهدوء : أصبحت دموعك قريبه للغايه ..أقرب حتى من غضبك..يبدو اننى فقدت مهارتى فى اضحاكك,وأصبحت مملا وسخيف للغايه
نظر اليها وهى تبكى وقال برجاء : كفى يا ساره فدموعك تقتلنى
قالت من بين دموعها : أنت تتعمد ايذائى
قال بصدق خالص : لا والله , بل أردت أن...
صمت قليلا ثم زفر بضيق وقال : اخبرينى ما الذى يرضيك وانا افعله على الفور...فقط لا أريد أن أراك حزينه
التفتت تنظراليه ثم نهضت جالسه وقالت بتردد : ما رأيك ان نلغى فكرة السفر ونبقى هنا؟
عقد حاجبيه بدهشه وقال : ولكنى أفعل كل هذا من أجلك , و ماذا عن عملك ؟هل تريدين ان ..
قاطعته برجاء : يمكننى أن آخذ بنصيحتك وابحث عن عمل فى أى مكان آخر..حتى لو كان معلمه لغات فى مدرسة أطفال
تأملها بدهشه عظيمه وصمت تماما لا يدرى ماذا يقول
انتفضت بفزع على صوت رنين هاتفها المحمول وتجمدت تماما فى مكانها , فقط أخذت تنقل بصرها بحيره شديده بين على وبين الهاتف الموضوع على المكتب
أخذ الهاتف يرن لمده طويله وهى لا تتحرك حتى قال على : ألن تردى؟
استسلمت أخيرا ونهضت من مكانها ببطء واتجهت الى المكتب وتناولت الهاتف بتردد كبير وعندما رأت رقم المتصل لم تجيب ..بل انتابتها رغبه عارمه فى القاء الهاتف من النافذه
انتفضت على صوت على من خلفها يقول : ردى
فتحت الهاتف اخيرا وقالت بكلمات مغتصبه : نعم جيف ..
أنا بخير........
نزلت عيناها الى التذاكر الموضوعه أمامها على المكتب وظهر على وجهها الألم وقالت بتردد : لقد تأكد الحجز
رفعت عيناها وتنهدت وهىن الألم عصرا
و صلى اللهم و سلم على النبى الامين
و الحمد لله رب العالمين
المفوض امره لله
3rd December 2010, 07:41 PM
بارك الله فيك , فعلا ما أحوجنا الى الرجوع الى الله فى أزماتنا ما أروع تلك الأحداث الجميلة التى توضح شدة حاجة الانسان المؤمن للعودة الى الله حينما يمر بضائقة او ازمة او مشكلة ليزيح عنه مابه من شدة , اكملى من فضلك
ابو صفية
3rd December 2010, 11:46 PM
جزاكى الله خرا على الحلقات ومنتظرين البقية
ريحآنة آلجنه
14th December 2010, 03:45 PM
الحلقه الثامنه عشر
كانت هذه هى آخر مكالمه تلقتها ساره من جيف وبعدها أغلقت هاتفها المحمول تماما حتى لا يتصل بها من جديد بعد أن قررت بينها وبين نفسها الا تخبره بسفر على معها , فلم تكن على استعداد لتحمل ضغوط جديده
وصل على وساره الى الأرض الأمريكيه , وترك لها على مهمة اختيار الفندق الذى سيقيمان فيه طوال فترة مكوثهما فى أمريكا , فهو ليس على درايه مثلها بهذه البلاد
اختارت ساره فندق يقع فى أحد الأحياء الهادئه , وبمجرد أن استقرا فى الفندق , اتصلت ساره بجيف وأخبرته بوصولها ومكان اقامتها , وانها سوف تذهب غدا الى المركز لمقابلته بعد أن ترتاح من عناء السفر ,لكنه أصر ان يلقاها فى نفس اليوم وأخبرها أنه سوف يرسل لها سياره تقلها الى المركز بعد الغداء , وبرغم انها كانت قلقه للغايه من ذلك اللقاء وحاولت تأجيله قدر ما تستطيع , لكنها استسلمت فى النهايه أمام اصراره الشديد
أغلقت ساره الهاتف, وشردت بعيدا وهى جالسه على طرف الفراش والقلق يستولى على عقلها , فهى حتى الآن لم تجرؤ على اخبار جيف أن على معها فى أمريكا
عقدت حاجبيها عندما تذكرت على وأنه لا يزال حتى الآن فى الحمام , فنهضت وهى تناديه : على, ألم تنتهى بعد؟ لقد تأخرنا , ألن نتناول الغداء؟
أتاها صوته من الحمام : أنا قادم
زفرت بضجر شديد واتجهت الى الحمام بضيق وفتحت الباب بعصبيه وهى تقول : على , ماذا تفـــ ...
تجمدت الكلمه على لسانها واتسعت عيناها عندما رأته واقف فى الحمام يثبت شئ ما حول خصره , وعندما فوجئ بها أمامه ارتبك بشده , وارتد للخلف من المفاجأه مسقطا الجهاز الذى كان يمسك به فى يده
أخذت تتأمله بارتياب وهى تنظر الى الجهاز الذى سقط من يده , ثم عقدت حاجبيها بغضب عندما تبينت أن ذلك الشئ الملتف حول خصره , ما هو الا حزام ناسف
.................................................. ........
وقف متجمدا فى مكانه ووجهه ممتقع بشده وهو ينظر اليها وهى واقفه عند الباب .
تقدمت منه وعيناها تضيقان حتى توقفت أمامه مباشرة ووضعت يديها فى خاصرتها وعلى زاوية فمها نبتت ابتسامه ساخره متهكمه وهى تنظر فى عينيه بمكر.
رفع حاجبيه وابتسم ابتسامه بلهاء متردده وقال : تأخرنا, أليس كذلك؟
مدت يدها والتقطت واحد من أصابع الديناميت المعلقه حول خصره وضغطت عليها بأصابعها فأصدرت صوت صفير مضحك كالذى تصدره لعب الأطفال الصغيره المطاطه
ابتسمت بغيظ ومطت شفتيها وقالت : لا أظن أن هذه اللعبه تناسب من هم فى مثل عمرك
قال بخجل : ولكن أظن أنها تناسب من هم فى مثل عقلى
ضحكت رغما عنها وضربته فى كتفه باصبع الديناميت المطاطى عدة ضربات وهى تضغط أسنانها بغيظ وتقول : هيا..هيا , سر أمامى..مجنونه هى من تتزوج رجل مثلك
خرج من الحمام وخلع الحزام اللعبه من حول خصره , وارتدى ستره جلديه أنيقه , واصطحب ساره لمطعم الفندق
اتخذ الإثنان طاوله بجوار نافذه زجاجيه كبيره تحتل أغلب الحائط وتطل على الشارع , وجلسا متقابلين وبجوارهما النافذه .
أثناء انتظارهما للطعام , أخذت ساره تجول بعينيها فى المكان وأخرج على من جيبه نوته صغيره وقلم وبدأ يكتب وهو يقول لها : عندما تعودين من المركز سنرتاح اليوم , ومن الغد نبدأ جوله سياحيه تعرفينى فيها على البلد..هيا اقترحى, بماذا نبدأ؟
نظر اليها عندما لم ترد , فوجدها تنظر خلفها فقال : ساره , هل أنت معى؟
نظرت اليه وقالت وعلى وجهها تعبير غريب: نعم؟
قال بدهشه : ما بك ؟ هل أنت هنا؟
قالت بشرود : لا شئ
أخذت تنقر المنضده بأصابعها بتوتر وفجأه قالت : على , ما رأيك أن تجلس مكانى؟
نظر اليها بدهشه وقال : لماذا؟
قالت مشيره الى مقعده : أريد أن أجلس على هذا الكرسى
هز رأسه بعجب وبدل مكانه معها
جاء الطعام وبدءا يأكلان . فجأه قالت ساره : على , هل أطلب منك شئ ؟
قال مباشرة : بالطبع , ماذا هناك؟
قالت برجاء وهى تشير الى الكرسى المجاور لها والمواجه للنافذه الزجاجيه : هلا جلست على هذا الكرسى؟
رفع احدى حاجبيه بدهشه وقال : هل سنلعب لعبة الكراسى الموسيقيه؟
قالت بلهجه صارمه : على , اجلس على هذا الكرسى
قال بدهشه : انت جاده اذا؟ ولكن لماذا؟
هتفت ببعض الحده : الا ترى ؟ جميع الفتيات فى المطعم ينظرون اليك
رفع حاجبيه بدهشه كبيره , ثم ارتسمت على وجهه ابتسامه كبيره وهو يقول : ولكنى لا أرى غيرك
ابتسمت بسعاده ثم همست بدلال : على , اجلس بجوارى
جلس حيث أرادت وهو يقول بمرح : لم أكن أتوقع أبدا أن تغارى على..لم تفعليها ونحن فى مصر
قالت : أولا نحن فى أمريكا ولسنا فى مصر..ثانيا اذا لم تكف عن التهكم فسأجبرك على تناول الطعام فى غرفتنا
انتهى الطعام و وأخرج على النوته والقلم من جديد وبدأ فى كتابة برنامج لرحلة الغد حسب ما تقول ساره التى كانت تحاول جاهده اخفاء قلقها ولكنها فشلت ..فاستمرت ساقها تهتز بتوتر وعينيها تتحركان باستمرار
فجأه سمعت صوت انثوى يناديها , التفتت الى السيده التى تناديها فعرفتها على الفورانها سيندى سكرتيرة جيف
قالت سيندى مباشرة وهى تتأملهما : سيده ساره , د . باركلى ينتظرك
نهضت واقفه , ووقف على بدوره ووضع النوته والقلم فى جيب الستره , ونظر فى عينيها بعمق وهو يقول : حسنا , سأنتظرك فى الفندق حتى تعودى
وقفت متردده تنقل بصرها بين سيندى وعلى حتى قالت سيندى منسحبه : سأنتظرك فى السياره
رحلت سيندى وأمسكت ساره يد على بقوه وهى تنظر فى عينيه , كانت عينيها تمتلئ بالكثير , حيره , تردد , رغبة فى البقاء
ضغط يدها مشجعا وهز رأسه وهو يغمرها بنظرة ثقه تطمئنها
تنهدت وقالت : حسنا , عندما أعود ستكون موجودا ؟
ضغط يدها بقوه وقال : أين أذهب بدونك؟ عودى بسرعه , لا أريد أن أضيع هنا
هزت رأسها وتركت يده بصعوبه وحملت حقيبتها ورحلت مودعه بنظرة طويلة منه .
فجأه وجدها تتوقف وترتد عائده بخطوات سريعه اليه وتوقفت أمامه تماما ونظرت اليه منذره وقالت محذره : على , اصعد الى غرفتنا الآن , واياك أن تنظر الى امرأة غيرى
اتسعت عيناه دهشه وهو يقول بعجب : اذا فأنت تغارين حقا ؟
قالت بتهديد واضح : نعم , والغيرة تثير جنونى , وعندما أجن ,أكون شديدة الخطوره. هل تفهم؟
كتم ضحكه هائله واختزلها الى ابتسامه على شفتيه وقال : لا أدرى أين سمعت تلك العباره؟ ..حسنا , أظننى سأثر السلامه وأنتظرك فى الغرفه
هزت رأسها مؤيده ورحلت
وعندها اختفت ابتسامته تماما وحل محلها التجهم الشديد وضغط أسنانه بغيظ .
.........................................وصلت ساره الى المركز, وسارت فى طرقاته متجهه الى مكتب جيف بخطوات متمهله , وحاولت بكل طاقتها اضفاء الثقه والثبات على ملامح وجهها بعد أن عجزت شفتيها عن الإبتسام.
توقفت أمام باب المكتب ورفعت يدها المتردده لتفتح الباب , لكنها توقفت قبل أن تلمس المقبض , زفرت بقوه وأعادت يدها الى مكانها, رفعت وجهها الى السقف وتسارعت دقات قلبها فى سباق محموم , وبحركة تلقائية التفت يديها حول وجهها ورأسها تتحسس حجابها , ثم أصلحته حول وجهها.
أغلقت عينيها بقوة ومدت يدها الى المقبض ثانية وحركته ببطء وخطت الى داخل المكتب .
ارتجف قلبها بشده عندما التقت عيناها بعينيه الزرقاوتين , تجمدت فى مكانها ولم تستطع أن تحرك أى عضلة من عضلات جسمها , كانت عيناه الثابتتان لهما تأثيرغريب عليها
لاتدرى كم بقيت أسيرة لتلك العيون القويه , لكنها استفاقت على صوته الهادئ العميق وهو يقول : ألن تغلقى الباب؟
نظرت الى الباب الذى نسيت مقبضه بين أصابعها, فأغلقته على الفور وظلت واقفه فى مكانها تتأمل تلك الملامح التى تحفظها جيدا, ولكن فى هذه اللحظه شعرت وكأنها تراها لأول مرة
ملامح وسيمه يجمعها وجه أبيض مشرب بحمرة, يعلوه شعر خفيف اختلطت فيه الشعيرات البيضاء بالشقراء بشكل متناسق.
وتحيط بعينيه الواسعتين بعض التجاعيد التى تناسب رجل فى العقد الخامس وتضفى على وجهه بعض الهيبه
قال بود شديد وهو يتأملها من فوقها لتحتها : ألن تجلسى؟
تحركت بطريقة آلية وكأنما كانت تنتظر أمره و وجلست فى الكرسى المواجه له, وأخذت تتأمل كل دقائق الحجرة لتتجنب النظر اليه , لكنها اضطرت أخيرا الى النظر اليه عندما بدأ يتحدث اليها.
قال بهدوء : اشتقت اليك
ظلت صامته لا ترد, فمط شفتيه وقال : تغيرت كثيرا...أعنى....
أكمل الجمله برفع سبابته ليرسم بها دائره وهميه أمام وجهه, فى اشاره صامته للحجاب الذى تلفه حول وجهها
ابتلعت ريقها وخفضت عينيها وظلت على صمتها
قال بهدوء : عذرا, نسيت أن أهنئك بزواجك
شعرت ساره بأن نظراته تزداد قوة وتركيزا عليها وهو يقول : تأثير زوجك واضح عليك بطريقه لم أكن أنا نفسى أتخيلها
ألهذه الدرجة احتل كل شئ فيك؟..ألهذه الدرجة سلبك ارادتك وسيطر على عقلك؟
ضحك بسخريه مريره وقال : كم كنت أتمنى أن أقابل رجل بهذه القوة , رجل استطاع أن يستولى على ساره
هز رأسه بأسف وقال : لم أكن أتخيل أبدا أن فى يوم من الأيام تتزوج ساره من رجل بلحية سوداء, وتخضع عقلها لأفكار كانت يوما تعتبرها نوع من أنواع التخلف.
تنهد بأسى وأسند رأسه الى ظهر الكرسى ووجه نظرات خاوية الى السقف وقال : أتظنى أن السقوط فى الحب ثمن كافى لكل ما حققتيه طوال تلك السنوات؟
أتضحين بعملك ومركزك وكل ما بنيتيه من أجل رجل مهما كان؟
تكلمت أخيرا بصوت حاولت أن تجعله قويا لكن الوهن تغلب عليه : أليس من حقى أن أسير حياتى كيفما أشاء؟
أليس من حقى أن أختار ممن أتزوج؟
اعتدل ونظر اليها بقوة وملء صوته الهادئ بالضيق الشديد وهو يقول : لماذا يا ساره؟ لماذا لم تسألينى أولا؟
خفضت عينيها وقالت مباشرة : لأنك لم تكن لتوافق
قال ببعض الحده : ألهذا هربت؟وضربت بكل شئ عرض الحائط؟
من أجل من ؟ هذا الذى... بلحية سوداء؟
قالت بضعف محاولة الدفاع عن نفسها ووجهها ينطق بالضراعه: انها حياتى , كان يجب أن أتزوجه , كان يجب
نهض من الكرسى بغضب ودار حول المكتب واقترب منها وهو يقول بصوته الهادئ الذى امتلئ بالغضب : كنت تتعمدين اخفاء الأمر
ضغطت عينيها بألم وأكدت بصوت يملؤه الدموع : كان يجب أن أتزوجه
وقف أمامها مباشرة وقال بلهجة صارمة : كان يجب أن تسألينى أولا
لان صوته وهو يكمل : ألا تعلمين ماذا تعنى ساره بالنسبة لى؟
وضحت معالم القسوة فى كلماته وهو يقول : أنا الذى صنعتك.
هل نسيت من هو جيف ؟ لقد خالفت أوامرى وهربت , وتزوجت وأنت تعلمين مسبقا برفضى لتلك الزيجه ,
اكتسى صوته بالتهديد وهو يكمل : وهذا لن يمر بسهوله.
ولكن, لم يفت الوقت بعد , سأعمل على اصلاح الأمر
رفعت اليه عينيها الدامعتين وقالت بضعف : لا , لاأستطيع أن....
مال بجذعه للأمام فجأه, وأمسك بذراعى الكرسى الذى تجلس عليه واقترب من وجهها وهو يقول بصرامه مخيفه : انظرى ما فعله بك , حولك الى مخلوقة ضعيفة , غير قادره على اتخاذ قرار.
تعلمين تماما أن فى عملنا , لا مكان للضعفاء
نظر فى عينيها مباشرة وشعرت ساره بضعفها الشديد أمام نظراته وكأنها سهام ناريه تخترق خلايا مخها ولا تستطيع صدها وهو يهمس : يجب أن تظلى قوية كما علمتك , يجب أن تعودى ساره التى أعرفها , ساره التى علمتها كل شئ فى الحياه
أعلم تماما سر ضعفك, لقد تركت الدواء الذى كتبه لك توم, وتلك هى النتيجه , لا أرى أمامى سوى مخلوقه ضعيفه عاجزه عن التحكم فى حياتها, أو حتى اتخاذ أى قرار
حررها من نظراته الجباره وترك الكرسى واتجه الى مكتبه وأخرج شيئا من درج المكتب , وعاد ليقف أمامها ثانية
نظرت ساره الى ما فى يده وعرفته على الفور, انه زام
فتح العلبه ومد يده اليها باحدى الكبسولات, لكن ساره لم ترفع يدها لتأخذها منه
جذب ذراعها بقوة ووضع الكبسوله فى راحة يدها وهو يقول بلهجة آمرة : ستتناولين الكبسولات كما أمرالطبيب, وبعدها تعودين اليه هناك فى الفندق وتواجهينه بشجاعه
ستتحررين من سجن ذلك الرجل لتعودى ساره التى أعرفها
اتجه الى باب الغرفه وأمسك بالمقبض وقال قبل أن يحركه ودون أن ينظر اليها : سأعود بعد قليل لأجدك قد تخلصت من كل تلك القيود الغبيه
وبعدها نبدأ معا الإستعداد للعمل الحقيقى, هل تفهمين؟
خرج وأغلق خلفه الباب
أغمضت ساره عينيها المملوءتين بالدموع وهى تشعر بآلام رأسها تعود من جديد وتهاجمها بشده , رفعت يدها اليمنى لتسند رأسها لتفاجئ بها ترتعش من جديد
فتحت عينيها وتاملت الكبسوله المستقره فى راحة يدها اليسرى والأفكار تتسارع فى رأسها ويموج بعضها فى بعض, وأصوات كثيرة تتردد فى أذنيها وتتشابك الى درجة تذوب معها الحروف وتختفى معالم الكلمات.
أصوات لأشخاص كثيرين تعرفهم .
سماح, أبيها, الحاج صابر, حماتها, صبرى, سالم, جيف
و......علي
ولكن , وسط كل هذه الأصوات المختلطة المعالم, تسمع صوت بكاء يأتى من بعيد. بدأ الصوت يعلو ويقترب وتتضح معالمه, انه صوت بكاء امرأة, أخذ الصوت يعلو حتى طغى على كل صوت آخر, ثم تداخل معه صوت آخر , صوت طفلة تبكى
اتحد الصوت مع صورة اقتحمت عقلها وبدأت تكبر وتتضح , صورة امرأة جميلة تجلس على سلم رخامى كبير,وتسند رأسها باعياء الى الدرابزين.
كان وجهها الجميل الحزين تبدو عليه آثار واضحة لضرب عنيف
جلست الطفلة على السلم الكبير بجوار المرأة, وأمسكت بذراعها وهى تبكى بشدة, وتقول بتوسل : أمى, لاتبكى يا أمى, سنتركه ونرحل بعيدا , ولن يصل الينا ابدا, ولن يضربك ثانية .
ضغطت أسنانها بغيظ وقالت بغضب شديد : أنا أكرهه , أكرهه, سنتركه وحده ونعيش مع جدى, لن أدع أحد يضربك أبدا
ضمتها الأم بحب كبير وهى تقول : لا يا صغيرتى , لاأحب أن أسمعك تقولى هذا , انه أباك
لايمكن أن نتركه ونرحل أبدا, فهو والدكما , يجب أن أبقى هنا من أجلكما , أنتما أغلى ما لدى فى هذه الدنيا
قالت الطفله وبكائها لاينقطع : فلنخاصمه اذا ولا نكلمه واذا طلب أى شئ لا نفعله حتى يكف عن ضربك
قالت الأم ودموعها تتساقط على شعر طفلتها التى أراحت رأسها فى حضن أمها : لا ياحبيبتى , لن أفعل حتى لا يغضب الله علي
فأنا أصبر وأحتسب وأتحمل كل هذا من أجل شئ واحد فقط..أن أدخل الجنه
يوما ما , قالت لى أمى أن الزوجه التى تغضب زوجها , يغضب الله عليها , ولاتشم رائحة الجنه
تساقطت الدموع بغزاره من عينى ساره المغمضتين ورفعت يديها وأمسكت رأسها بقوة, ولم تدرى بالكبسوله وهى تنزلق من يدها وتسقط أرضا
كان صوت علي يدوى فى عقلها وهى تشعر بأصابعه تحتضن يدها, وعيناه تنظران اليها بحب كبير : أين أذهب بدونك؟ عودى بسرعه , لا أريد أن أضيع هنا
..................................................
و صلى اللهم على الحبيب الامين
و الحمد لله رب العالمين
لك عدت
15th December 2010, 12:01 PM
أنت حقا رائعه ياريحانه,اشتقت اليك.
كنت منذ فتره اتمنى لو ان تكون الحلقات يوميه على الاقل
اما الان نظرا للظروف التى لا تخفى عليك فانا افضل هذا الوضع.
ارجوا الا تسميها انانيه؟!
لكى منى كل الحب والاحترام
المفوض امره لله
24th December 2010, 01:41 PM
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته , أرجو ان تكتمل القصة الرائعة ولا تشوقينا أكثر من ذلك نحن فى انتظار باقى القصة جزاك الله خيرا
ابو صفية
25th December 2010, 09:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختاه ارجو ان تسرعى فى سرد باقى القصة
ولا تتركيناللشوق بيفعل بنا الافاعيل استحلفى بالله.بالله عليكى باقى القصة
وجزاكى الله خيرا
ابو صفية
31st December 2010, 02:31 PM
الاخت ريحانة اليس لنا حقوق عليكى نحن حقا ننتظر باقى القصة بفارغ الصبر
ولكن ان كان هناك ما يشغلك فلعله خير ان شاء الله واعانكى الله عليه
ريحآنة آلجنه
31st December 2010, 08:26 PM
أنا بعتذر جدا عن التأخير http://www.da3oa.net/forum/images/smilies/smile.png
الحلقه التاسعه عشر
لم يكف على عن الدوران فى الغرفه منذ أن ترك ساره تذهب
كان يروح ويجئ بعصبية كبيرة, يطل قليلا من النافذه , ثم يعود ليتحسس باب الغرفه, يجلس قليلا بجوار التليفون, ثم مايلبث أن يهب واقفا وهو يزفر زفرات ملتهبه من حريق قلبه.
لم يكن يدرى ماذا يفعل وكيف يتصرف وهو الذى أسلمها اليهم بيديه؟
وكلما تذكر هذا تأججت النيران من جديد , مما جعله يقسم فى داخله لئن عادت فلن يكرر ذلك الخطأ ثانية , بل سيأخذها ويعود الى مصر , بصرف النظر عن أى شئ وكل شئ, حتى لو اضطر الى ارتكاب جريمه ,أوالوقوف فى وجه مصطفى بكل ما يمثله.
انتهت أفكاره على صوت دقات على الباب , هجم على المقبض وفتح الباب ووقف مشدوها للحظات لا ينطق لسانه سوى بكلمة واحدة : ساره
كانت واقفه أمام الباب تنظر اليه بملامح عجنت بالضعف والألم والتعب والتوسل, وخديها يجريان بنهرين من الدموع, قالت بصوت أذاب قلبه : على..أعدنى الى البيت
نفض عنه الدهشة وأمسك بكفيها بين يديه وجذبها الى الداخل وأغلق الباب.
أجلسها على الفراش ونزل بركبتيه على الأرض أمامها ولازالت يديها بين كفيه وهو يسالها بقلق : ساره. ماذا حدث؟ مابك؟
تحسس يديها وقال بدهشه : يا الهى, ان يديك باردتان كالثلج , أخبرينى ماذا حدث؟
هزت رأسها نفيا وقالت ترجوه : لم يحدث شئ, فقط لا أريد البقاء هنا , أرجوك أعدنى الى البيت
أخذ يتأملها بدهشة وصمت , ثم عقد حاجبيه وهز رأسه موافقا وهو يقول باصرار : سنعود الى مصر
نزع السترة الجلدية التى يرتديها وألبسها اياها وهو يقول : انتظرينى هنا, سأرتب الأمر مع شركة الطيران, اتفقنا؟
هزت رأسها بصمت واستسلام , ومن عينيها أطلت بعض الراحة, بعد أن كفت أنهار خديها عن الجريان
ابتسم لها مشجعا ومد أصابعه ومسح بقايا الدموع من على خديها وهو يقول : ارتاحى قليلا حتى أعود
نهض من مكانه وجلس بجوارها على الفراش, وأعطاها ظهره وأمسك بالهاتف المجاور للفراش وطلب رقما ثم قال مباشرة : أعلم أن هذا ليس موعد العشاء, ولكنى أريد عشاء مبكرا
صمت فتره والتفت ينظر الى ساره التى تجلس مطأطأة الرأس ثم أكمل الجمله : سنغادر الليلة
أغلق الهاتف وارتدى سترة أخرى وخرج مسرعا ليلتقى مصطفى بعد أن ترك له تلك الرسالة المرمزة فى الهاتف.
بمجرد أن خرج من الفندق, استقل سيارة أجرة حتى محطة مترو الأنفاق, ركب المترو , وبعد عدة محطات نزل فى وسط المدينه.
ظل يسير وعيناه على كل المبانى من حوله حتى وجد ما يبحث عنه, مركز كبير للتسوق, دخل مسرعا وبدأ فى شراء بعض الملابس والهدايا لكن عيناه وعقله فى كل مكان لا تتوقفان عن البحث.
اتجه الى المصعد واستقله هبوطا الى الدور الأرضى, واتجه الى البهو الرئيسى للمركز وجلس على أحد المقاعد الكبيرة وعيناه تدوران فى المكان تبحثان فى كل الوجوه, لكنه لم يعثر على الوجه الذى يريد, وجه مصطفى.
أعياه السأم والقلق, فغادر المكان بعد فشله فى الوصول الى مصطفى, اتجه مباشرة الى مكتب شركة الطيران.بعدها استقل سيارة أجرة مباشرة الى الفندق
كان وجهه متجهما بشده وهو يسير بخطا حثيثة متجها الى غرفته وفى عقله ألف سؤال وسؤال عن السبب الذى جعل مصطفى يختفى بهذه الطريقة. اشتعل الغضب فى قلبه وزاده اصرارا على فض الأمر برمته والضرب بأوامر مصطفى المشدده عرض الحائط,
فهو من البداية كان رافضا لتلك اللعبة الملعونه, وحتى الآن تأبى عليه نفسه ترك زوجته تغرق وسط تلك اللجة .
فبرغم ما فعلته, وبرغم كل الشكوك التى تزداد حولها يوما بعد يوم, الا أنها فى النهاية زوجته, وسيسأله الله عنها, وما كانت موافقته المغتصبه بالتعاون مع مصطفى الا رغبة منه فى مساعدة زوجته وتبرئتها أمام نفسه أولا, ثم أمام العالم
لكن دموعها نبهته الى الخطا الذى وقع فيه بترك زوجته هناك وحدها بين أيديهم.
وصل الى باب الغرفة والى القرار الحاسم الذى لا رجعة فيه, سيأخذها ويرحل بعيدا عن هذا العالم الغريب, سينهى تلك اللعبة الملعونة ويعود الى مصر, وليفعل مصطفى ما يشاء, لم يعد يهتم.
فتح باب الغرفه, لكنه تجمد تماما فى مكانه من الصدمة من هول ما رأى, رجل طويل غريب عريض الجسم يمسك بساره ويلوى ذراعها خلف ظهرها وبيده الأخرى يكمم فمها حتى لاتصرخ.
ارتجفت عروقه بدماء الغضب, واندفع يهجم بعنف على الذى يمسك بساره....لكنه توقف
ضربة عنيفة على رأسه أوقفته رغما عنه, فسقط أرضا على ركبتيه من قسوة الألم والدوار الذى لف عقله.
لكنه قاوم وأدار وجهه بعينيه الزائغتين ليواجه الشخص الذى ضربه على رأسه. لكن لم تتح له الفرصه, لأن ركلة عنيفة أصابته فى فكه لتطرحه أرضا, ومن خلال عينيه النصف مغمضتين رأى الإثنان يجران ساره الى الخارج وأحدهما يهددها : اذا لم تأتى معنا بهدوء فسنضطر الى قتلكما معا
حرر فمها وسحبها من يدها الى الخارج.
رفع علي يد واهنة الى ساره وهو ينظر بصعوبة الى عيونها الممتلئة بدموع الإستغاثة وهى تختفى معهما رغما عنها وعنه, وأكل قلبه الغضب والألم وهو يشعر بعجزه عن الدفاع عنها وهم يخطفونها أمام عينيه
سارت ساره معهما مرغمة, وكتمت دموعها خلف قناع من الجمود بعد أن أدركت أن مقاومتها تعنى خطرا على حياة أحب الناس اليها.
لم تكن ساره تتخيل أن شعورها بالأمان والراحه عندما عادت الى على, لن يدوم طويلا, فبعد أن تركها وخرج, بدأت تشعر بالدفء وسترته الجلدية الثقيله تحتضنها, ولم تستطع أن تقاوم رغبة عارمة فى اغماض جفنيها, اعتدلت على الفراش, ووضعت رأسها على الوساده ونامت.
لم تدرى كم بقيت نائمه, ولم تعرف بالتحديد ما الذى دفعها لفتح عينيها, لكنها بمجرد أن استيقظت , انتفضت فزعا عندما رأت اثنين من الرجال يقفان بجوار الفراش, وقبل أن تصرخ كان أحدهما قد أحاط فمها بكفه ليمنعها من الصراخ, وتحدث اليها عندما وجد جسدها يرتجف رعبا : لا تخافى, لم نأتى لإيذائك, جيف يريد أن يراك, فهل ستأتى معنا فى هدوء, أم نضطر لأخذك اليه بالقوه؟
حرر فمها, فأدارت عينيها تتأمل الرجلين بخوف, ثم ابتلعت ريقها ولم تتكلم, لكنها نهضت بهدوء واستسلام عندما أدركت عدم جدوى أى مقاومه أو رفض.
تناولت حقيبتها وتأهبت لتذهب معهما, لكنها انتبهت فجأه وأصغت سمعها عندما شعرت بأقدام على أمام باب الغرفه, وبمقبض الباب يتحرك, فهتفت بلا وعى : علي....
وفى لحظة سريعة, تحرك الرجلان , فأمسك أحدهما بذراع ساره ولواه خلف ظهرها وكمم فمها بكفه, أما الثانى فقد اختبأ خلف الباب مسندا ظهره للحائط, وأمسك فى يده عصا غليظه.
ودخل على , وقبل أن يأتى بأية حركه, كان الرجل الذى خلف الباب قد ضربه على رأسه ضربة قاسية, أعقبها بركلة فى فكه عندما حاول على الإلتفات اليه.
واقتادا ساره أمامهما ودموعها لا تتوقف وهى تنظر الى على وهو ملقى ارضا يمد لها يده ولا يستطيع الحراك.
خرج الثلاثة من الفندق متجهين الى سيارة سوداء كبيرة مرتفعة لها ثلاثة ابواب فقط, اثنين فى الأمام, والثالث فى ظهر السيارة, و ونوافذها كلها سوداء تماما .
اتجه أحدهما الى مقعد القيادة و ووقف الثانى أمام الباب الذى فى الظهر وفتحه, ثم خاطب ساره التى وقفت امامه بجوار السيارة وقال بلهجة معتذرة : عفوا سيدة ساره, كنت أود أن تجلسى فى الكرسى الأمامى ولكنى مضطر , ستجلسين هنا فى الخلف, وأغلق الباب باحكام, فجيف لن يسمح لى بأى خطأ.
نظرت اليه ساره بضيق صامت, ووقف هو منتظرا
أمسكت ساره بحقيبتها المعلقه فى كتفها الأيمن, واستدارت لتواجه باب السياره ورفعت قدمها لتركب, ولكنها فى نفس اللحظه فتحت حقيبتها بهدوء, وفى حركة سريعة أسقطت شئ ما من الحقيبه, شئ صغير تدحرج الى أسفل السيارة.
وركبت ساره بسرعه والتفتت تنظر الى الرجل الذى كان يقف الى يسارها لتتأكد أنه لم يلاحظ ما فعلته, وعندما اطمأنت اعتدلت فى مقعدها الخلفى وتركته يغلق باب السيارة باحكام, ثم جلس فى الكرسى المجاور للسائق وانطلقت السيارة
.................................................. ......
كان على يرقد مفترش الأرض لايستطيع تحريك رأسه المصابه من الألم, لكن رؤية زوجته وهى تختطف أمام عينيه دون أن يستطيع حمايتها, أصابته بغضب عارم.
تحامل على نفسه, وتجاهل آلامه الرهيبه والدوار الذى لف رأسه, ونهض بصعوبه واتجه الى النافذه وهو يمسك برأسه.
ومن الدور الثالث فى الفندق أدار عينيه فى الشارع يبحث عن ساره أو الرجلين.
لكن عيناه توقفتا أسفل النافذه مباشرة عند شئ صغير يعرفه جيدا, ثم اتجهت عيناه الى سيارة سوداء كبيرة مرتفعه تبتعد بسرعه.
اتسعت عيناه بشده عندما تذكر أن هذه السياره رآها واقفة فى هذا المكان عند عودته من شركة الطيران, ولم يكن صعب عليه استنتاج أنها السيارة المطلوبه.
انطلق يجرى مسرعا من الغرفة, وعندما خرج من الفندق, انحنى بسرعه وتناول الشئ الصغير من الأرض, ثم جرى بسرعه الى وسط الشارع وأشار لأول تاكسى رآه قادما, ووقف أمام مباشرة ليجبره على الوقوف, ليقفز فيه, وينطلق التاكسى بسرعه فى نفس الإتجاه الذى رحلت فيه السيارة السوداء
تجاهل على آلامه والدماء التى سالت من رأسه على ملابسه, وظلت عيناه تبحثان عن السيارة السوداء, وهو يستحث السائق بالإسراع, حتى لاحت السياره السوداء من بعيد, وبدأ التاكسى يقترب منها تدريجيا, حتى تأكد على تماما من أنها السيارة التى يبحث عنها, فأخذ لسانه يلهج بالحمد والشكر لله على توفيقه
حافظ السائق على المسافه التى بينه وبين السيارة حسب أوامر على, على ألا تغيب السيارة عن ناظريه.
فجأة..وقعت عينه على اللعبة الصغيرة المستقرة فى يده, تلك اللعبة التى أسقطتها ساره من حقيبتها لتتدحرج أسفل السيارة.
ابتسم على لذكائها, كانت تعلم أنه سيتبعها عندما يرى اللعبة, فهو الذى اشتراها لها بعد الحاح كبير منها, فى نفس اليوم الذى غادرا فيه عيادة د. عبد الرحيم, لتتوقف ساره أمام أحد محلات الهدايا يقع فى نفس العمارة, وتعجبها لعبة من الفراء القطيفه على شكل كلب أبيض صغير مبرقش بالأسود لايتجاوز حجمه كف اليد.
وبرغم اعتراض على وتعليقاته الساخرة التى أغرقها بها, الا أنها أجبرته على شرائها.
ابتسم على عندما تذكر كم كانت سعيدة باللعبة وهى تغيظه وتداعبة بها من آن لآخر .
انتبه من ذكرياته عندما غابت السيارة عن عينيه. أخذ ينظر فى كل اتجاه ويسأل السائق دون فائدة.
جن جنونه, لقد فقد أثر السياره, ولم يعد يدرى كيف سيصل الى زوجته, وانتابته هواجس كثيرة والشيطان يتلاعب بعقله, فهى الآن بين أيديهم مختطفه دون ارادتها, لايدرى مايفعلونه بها, وهو الذى لم يكن يحتمل فكرة ذهابها اليهم بارادتها.
أخذ لسانه يتمتم بالدعاء والإستغفار, كان يدعو الله من كل قلبه ويتوسل ويتضرع اليه أن يلهمه بأى خيط أو معلومه ترشده اليها وهو ينظر فى كل اتجاه ربما يلمح السيارة السوداء.
عبرت السيارة الأجرة على أحد التقاطعات فتضاعفت حيرته, استوقف السائق ودس اللعبة فى جيبه, وخرج يجرى من السيارة وتوقف عند التقاطع وأخذ ينظر فى اتجاهات الطريق المختلفه وحيرته تشتد وهو لا يدرى فى أى اتجاه ذهبت السيارة , ولا ينطق لسانه سوى بكلمة : يارب
فجأة.... رأى شئ ملقى على الأرض, فاتجه اليه بخطوات سريعة وتناوله من على الأرض, كانت ورقة صغيرة لها لون سماوى مميز لا تخطئه عينه, فهى ورقة من النوتة الصغيرة التى كان يكتب فيها من ساعات قليلة وهو يتناول غداءه مع ساره فى مطعم الفندق, وما قطع كل شك لديه وجعله يبتسم ابتسامة كبيرة, الكلمة التى كتبت على الورقه بالعربيه : عـــلــي
انطلق يجرى عائدا الى التاكسى ولسانه لايتوقف عن الحمد وهو يقفز اليه, وينطلق التاكسى فى نفس الطريق الذى وجد فيه الورقه, وعيناه تدوران فى كل مكان , تبحثان عن علامة أخرى, حتى رأى علي ورقة أخرى بنفس اللون, أوقف التاكسى وجرى مسرعا وتناول الورقة وعندما نظر فيها, وجد اسمه مكتوب أيضا, وفهم ما تفعله ساره, كانت تلقى اليه برسائل على أمل أن ينجح فى تتبعها .
يا الهى, لكم أنت رحيم كريم حليم, كيف كنت سأصل اليها لولا توفيقك؟
هكذا قال على لنفسه, فمن كان يصدق أن ينزع عنه السترة الجلدية ويلبسها اياها وفى جيبها النوته والقلم؟
سار التاكسى فى الطريق الفرعى الريفى الهادئ, ومن آن لآخر كان على يلمح ورقة صغيرة على الأرض, فيعرف أنه على الطريق الصحيح.
وزاد التاكسى من سرعته حسب أوامر علي الذى أخذت عيناه ترقبان الطريق بدقة.
توقفت السيارة بساره عندما كانت تجهز ورقة جديده وهى تجلس فى مؤخرة السياره, ومن وقت لآخر تلقى نظرة على الرجلين لتتأكد من أنهما لم يشعرا بما تفعله
أخفت ساره النوته والقلم فى جيبها بمجرد أن توقفت السياره.
بعد قليل...فتح باب السياره لتجد أمامها أحد الرجلين يدعوها للنزول من السيارة
نزلت ساره ببطء وأخذت تتأمل المكان من حولها
عرفته على الفور..انها حديقة مصحة د. توم برجمان, كانت تسير فى الحديقة وأحد الرجلين يتقدمها والثانى يسير خلفها, والذكريات تتداعى الى رأسها..مرات عديدة زارت فيها المصحه, تذكرت جلسات العلاج النفسى, والعلاج بالموجات الكهرو مغناطيسية.
دخلت المبنى وظلت تسير بين الرجلين حتى توقفت القافلة الصغيرة أمام احدى الحجرات, فتح الأول باب الحجرة وتراجع قليلا ليفسح لساره المكان لتدخل, دخلت ساره بخطوات متردده, لكنها ارتدت الى الخلف عندما وجدت جيف أمامها بنظراته الصارمه, وعندما أدركت عدم جدوى اظهار الخوف, قررت طلاء وجهها بالجمود
اقترب منها بخطوات بطيئه, وهى تحاول قدر ماتستطيع تجنب النظر اليه, حتى لا يغافلها الخوف ويهرب من ملامحها
قال بأسلوبه البطئ الهادئ, والذى بدا لها فى هذه اللحظة مخيفا بحق : للمرة الثانية تهربين منى, لقد حذرتك من قبل
قالت بصوت لم تستطع اخفاء نبرة الضعف فيه : لم أعد أريد العمل معكم
قال وصوته يحتد : ساره, أنت التى تقولين ذلك؟ وبعد كل ما فعلناه لأجلك؟ أتظنين أن ترك العمل معنا .....
تغيرت لهجته الى مزيج من السخرية والشراسة وهو يكمل : بمثل سهولة تمزيق ورقة من نوتة زرقاء صغيرة والقائها فى الطريق؟
رفعت وجهها اليه وفقدت كل سيطرة على الرعب الذى قفز من ملامحها
اقترب منها أكثر وهو ينظر اليها بشراسة : أتظنى أن حيلتك الساذجة يمكن أن تخدعنى؟
هز رأسه نفيا وهو يكمل بسخرية : أنت ساذجة للغاية يا صغيرتى.
منذ اللحظة التى وطئت قدميك فيها أرضى , وكل أنفاسك وهمساتك وحركاتك تحت عينى
بدأت ساره ترتجف رغما عنها وابعدت عينيها عنه حتى لا يزداد خوفها, لكنه استدار ووقف أمام عينيها مباشرة وقال : وكل مافعلتيه لتجعليه يتبعك الى هنا
اشتدت ضربات قلبها وبدأت تتراجع للخلف ببطء تحت وطئة نظراته الشرسه, حتى اصطدمت بأحد الكراسى , فارتمت عليه دون ارادتها, ووجهها يحملق فيه بخوف
اقترب منها وهو يكمل : بل الأكثر من ذلك , لقد أرسلت من يساعده على تتبعك, وكان يلقى اليه بأوراق مشابهه فى الطريق, ليسهل عليه أمر الوصول اليكى
و صلى اللهم و سلم على خير الخلق أجمعين
و الحمد لله رب العالمين
ابو صفية
31st December 2010, 11:32 PM
جزاكى الله خيرا اخت ريحانة ومنتظرين البقية ان شاء الله
المفوض امره لله
1st January 2011, 06:31 PM
أكملى القصة ولك منا جميعا التحية والاحترام والتقدير ل, لا تشوقينا أكثر من ذلك
أبو يوسف
2nd January 2011, 10:27 AM
نحن في الانتظار
ريحآنة آلجنه
2nd January 2011, 04:20 PM
لكي مني كل الاحترام والتقدير أختي لك عدت
علشان اخواني مايزعلوش من التأخير
الحلقه العشرين
بدأت ساره ترتجف رغما عنها وابعدت عينيها عنه حتى لا يزداد خوفها, لكنه استدار ووقف أمام عينيها مباشرة وقال : وكل مافعلتيه لتجعليه يتبعك الى هنا
اشتدت ضربات قلبها وبدأت تتراجع للخلف ببطء تحت وطئة نظراته الشرسه, حتى اصطدمت بأحد الكراسى , فارتمت عليه دون ارادتها, ووجهها يحملق فيه بخوف
اقترب منها وهو يكمل : بل الأكثر من ذلك , لقد أرسلت من يساعده على تتبعك, وكان يلقى اليه بأوراق مشابهه فى الطريق, ليسهل عليه أمر الوصول اليكى
أكمل بسخرية : يجب أن تكونى ممتنه لكل ما أفعله لأجلك
بدأت الدموع تملأ عينيها رغما عنها وهى تحملق فيه بخوف, وتهمس بصوت مرتجف : لماذا؟...لماذا تفعل كل هذا؟
قال : أخبرتك من قبل ..أنت ملكى, أنا الذى استلمتك قطة صغيرة وحيدة , لاتدرى شيئا عن الحياة, وعلمتك كل شئ
والآن بعد كل تلك السنوات , تكبرين, وأول من تنشبين فيه مخالبك, هو أنا !
قالت بصوت مرتجف : أنا..أنا .. لا أريد العمل معكم..من حقى أن أختار أين أعمل
قال بسخرية : للأسف, فات الأوان يا صغيرتى
سمعت ساره صوت الباب الجانبى للحجرة يفتح, أدارت وجهها بتلقائية, لتجد أمامها شابا فى أواخر الثلاثينات ,ذو وجه مربع حليق, ونظارة طبية أنيقة, وشعر اسود ناعم قصير
كان يقف عند الباب وابتسامته الشاسعه تتألق بشده وهو يقول بمرح : ساره العزيزة, اشتقت اليكى كثيرا
التفت الى جيف وقال بعتاب : جيف, كم من مرة أخبرتك ألا تكون قاسيا مع انسانة رقيقة وحساسة كساره؟
عاد يتأمل ساره وهو يبتسم ويتقدم منها ويديه داخل جيب معطفه الطبى
عقدت ساره حاجبيها وتعجبت كثيرا, فبرغم أن توم طبيب, لكنها المرة الأولى التى تراه فيها يرتدى معطفه الطبى
أخذت تنظر اليه بتوجس وهو يقول بلهجته المرحه الودوده وهو يتأمل وجهها : واو...لقد ازداد جمالك أضعافا, كما أن هذا الإيشارب يلائمك تماما , حقا يروق لى
قالت ساره بخوف وهى تنقل عينيها بينه وبين جيف الذى جلس عن يمينها : لا أريد البقاء هنا, دعونى أرحل
ابتسم لها ابتسامته الشاسعه, ثم أعطاها ظهره واتجه الى المكتب الذى يقع فى جانب الحجره وهو يقول : بالطبع يا عزيزتى, من يستطيع أن يرفض طلبا للعزيزة ساره ؟
تناول شيئا من على المكتب ثم عاد اليها , تأملت ساره الحقنه التى فى يده وبها سائل شفاف برعب وهى تسمعه يقول بلهجته المرحة المستفزة : آخر زيارة لكى هنا منحتك شيئا يخصنى, وأنا أريد ذلك الشئ, وبمجرد أن آخذه , سأدعك تذهبين بسلام.
رغم أنى سأحزن كثيرا لفراقك يا عزيزتى
نظر اليها وقال بود : هيا...اكشفى ذراعك
انتفضت برعب وضمت يديها الى صدرها وهى ترتعش : لا ..لا تفعل
قال بهدوء : يوما ما , كنت تثقين بى ثقة عمياء. كنت مؤمنة تماما بقدرتى على ازالة كل آلآمك
يجب أن تثقى بى يا عزيزتى, فمهما حدث, لا يمكننى ايذائك
انتفضت بشده والهلع يطل من عينيها وأرادت الهرب , لكن يدى جيف القويتان أمسكت بذراعها ومنعتها من الهرب
كشف عن ذراعها بقسوة وثبته الى ذراع الكرسى الذى تجلس عليه, وأمسك توم بالحقنه وغرزها فى ذراعها وهو يقول بهدوء : لا تخافى, فقط استسلمى للنوم
سقطت رأسها للوراء وبدأت أجفانها فى التثاقل وهى تنظر اليهما, واهتزت الصورة أمام عينيها بشده , حتى أظلمت تماما.
ظل على يسير بالتاكسى لمدة طويلة وهو يتأمل معالم الطريق جيدا, حتى لاح له مبنى كبير مكون من عدة طوابق له حديقة كبيرة ويحيط به سور ضخم.
لم يكن بالمبنى شئ مميز يلفت الإنتباه, لكن ما جعله يعتدل فى جلسته , وتتحفز كل عضلاته, هو الإسم الذى كتب على المبنى بخط كبير(مصحة برجمان للإستشفاء)
أغمض عينيه وتنهد براحة وهو يتمتم بالحمد والشكرلله, لقد عرف أين زوجته.
كانت الذكريات تطوف برأسه, البحر, السماء, الرمال, وساره وهى تحكى له عن الأيام التى قضتها فى مصحة برجمان.
انتبه على صوت هاتفهه المحمول وهو يرن, وعندما نظر الى شاشته عرف الرقم على الفورو امتلأ وجهه بالضيق وهو يتحدث الى مصطفى فى الهاتف ويقول بحدة : ماذا تريد؟
اجابه مصطفى ببضعة عبارات مرمزه فهم منها على أن مصطفى يريد لقاءه فورا
ضغط على أسنانه بغيظ ورفض بحدة شديدة وبنفس الأسلوب المرمز
صمت مصطفى قليلا, ثم عاد ثانية يأمره بمقابلته بشكل ضرورى, ثم أعطاه عنوانا قريبا
اغلق على الهاتف وهو يتقطع من الضيق, ونظر الى الطريق الذى أخذ يلتف ويلتف معه التاكسى ليقترب أكثر وأكثر من مصحة برجمان, وعندما وصل الى الباب الرئيسى لم يتوقف, ولم يهدئ من سرعته بل تجاوزه واستمر يسير فى الطريق, عابرا من امام المصحة, ليتركها خلفه بناء على أمر من على.
سار التاكسى لفترة, ثم انحرف الى اليمين فى طريق جانبى وسار لمدة طويلة حتى استوقفه على وغادره, ورحل التاكسى ليقف على وحيدا وسط الطريق الخالى.
لم تمضى سبع دقائق حتى لاحت من بعيد سيارة زرقاء صغيرة, ظلت تقترب حتى توقفت أمام على
ركب على فى المقعد الخلفى, وانطلقت السيارة مسرعة
وصلت السيارة التى تقل علي الى فيلا أنيقة, ودخلت من الباب الكبير , لتتوقف داخل حديقة الفيلا
خرج على من السيارة واتجه بخطوات سريعه الى باب الفيلا, وعندما دخل وجد أمامه مصطفى
دخل مصطفى الى حجرة المكتب وتبعه علي بصمت, وعندما التفت مصطفى اليه, تجهم وجهه بشدة, فبادره مصطفى قائلا : حذرتك من قبل من مخالفة الأوامر, انظر الى أين وصل بنا الحال؟
قال على بحدة : لماذا اختفيت؟ تعمدت أن تختفى, اليس كذلك؟
تمسك مصطفى بصعوبة ببعض من هدوءه وهو يقول : كنت مضطرا, انت كالحصان الجامح, من الصعب السيطرة عليه
ان أردت النجاة لك ولزوجتك فيجب أن تستمع لما أقوله لك وتنفذه الأوامر بدقة, فلا مكان هنا لمزيد من المفاجآت
هز على رأسه بأسف وهو يقول : لقد اختطفوها امام عينى, والآن ..ماذا سنفعل لنخلصها من بين أيديهم؟
مصطفى : لا شئ..فقط سننتظر
على بحدة شديدة : ماذا؟ ..ننتظر ! انها الآن فى خطر داهم
مصطفى بهدوء : اطمئن, لن يؤذوها..يجب أن تثق بى
صرخ علي بحدة : لا تحدثنى عن الثقة وهى هناك وحدها بين أيديهم
اقترب مصطفى من النافذه وازاح الستائر وأعطى لعلي نظارة مكبرة وهو يقول : انظر أمامك
نظر علي من خلال النظارة المكبرة, وعلى ضوء الغروب ظهر بوضوح أمامه مبنى مصحة برجمان
قال مصطفى بهدوء : هل صدقت الآن أننى لم اترككما كما كنت تعتقد؟
قال علي باصرار : يجب أن نخرجها من هناك
مصطفى : اطمئن لن يؤذوها, هناك شئ ما يريدونه منها,يجب أن نعرف ما هو
التفت الى علي وقال بلهجة فيها الكثير من الإهتمام وهو يرفع سبابته ويشير الى رأسه بجوار أذنه مباشرة : شئ ما هنا
اتسعت عينا علي بدهشة كبيرة ومصطفى يكمل : أتذكر الأشعة التى أجرتها بناء على طلب الطبيب؟
بقى علي صامتا ليدع له الفرصة ليكمل : أظهرت صورة الأشعة وجود جسم غريب داخل رأسها بجوار الأذن اليسرى
لم يكن بامكان الأطباء العبث بدماغها ونحن لا نعرف كنه هذا الشئ ولا كيف نخرجه, فربما يؤذيها, هذا رأى المتخصصين الذين شاهدوا صورة الأشعة, كما انه لم يكن من الممكن تعريض العمليه للكشف بخطوة كتلك, لذلك فلقد احتفظنا بنسخة من صورة الأشعة وتركنا الأصل كما هو
علي بدهشة : لكن صورة الأشعة كانت سليمة تماما بشهادة الدكتور عبد الرحيم
قال مصطفى : وهل تظن أنهم بهذه السذاجة ليتركوا الأمر ينكشف, لقد قاموا بتبديل صورة الأشعة قبل أن يغادر مركز الأشعة
شرد علي بعيدا ودق الخوف قلبه وصوت مصطفى يدوى فى أذنيه : كان يجب أن نعيدها الى من أدخل ذلك ال
شئ فى رأسها, كنا متأكدين من أنهم يريدونه أكثر منا
وكانت الأمور تسير تماما كما خططنا, حتى هربت منهم, كنت أعلم تماما أنهم لن يتركوها, وسيجبرونها على العودة اليهم
ضاقت عينا علي وهو يقول : لهذا اختفيت, ولم تأتى لمقابلتى عندما طلبتك
مصطفى : بل الأكثر من ذلك , كنت أدبر لك خطة لإبعادك عن الأمر لتسير الخطة كما نريد, بدون عقبات ولا مفاجآت
عقد علي حاجبيه بغضب وهو ينظر الى مصطفى الذى قال : تهورك سيفسد كل شئ, يجب أن تهدأ وتفكر فى كلامى بعقل
علي : ماذا لو أخذوا مايريدون , ثم قرروا قتلها , هل ستستطيع انقاذها؟
مصطفى : اطمئن, لن يفعلوا
أكمل بتأكيد عندما وجد الشك مطلا من عينيه : ثق بى
ظل علي يتأمله بصمت والغضب يزداد فى ملامح وجهه ثم قال بعد مدة : عندما تكون وحيدة هناك بينهم فلا مكان لعقل أو تفكير
قال مصطفى : لا تنسى انها كانت بينهم من قبل
مط على شفتيه وضاقت عيناه : وقتها لم تكن زوجتى
شعر مصطفى أن علي سينفجرفى أية لحظة بتصرف ما غير مضمون العواقب, فقال مطمئنا اياه : دع الخطة تسير, وأنا أعدك أن..
قاطعه علي بحدة : لا يمكنك أن تعد بشئ, انها الان بين أيديهم مختطفه, ألا تفهم؟ زوجتى مختطفة رغم ارادتها, لقد كانت خائفة للغاية, كانت تريد فقط العودة الى مصر
اكتست ملامحه بالإصرار وهو يقول بقوة : وأنا وعدتها أن أعيدها الى مصر.....ولن أخلف وعدى
اتجه الى باب الحجرة بخطوات سريعة, لكن مصطفى جذبه من كتفه بقوة, وأمسكه من ملابسه وهو يقول : لن أدعك تفسد الخطة...
لم يكمل مصطفى الجملة, فقد لكمه على لكمة عنيفة غاضبة دفعته للخلف, وأجبرته على ترك ملابسه
اعتدل بسرعة, لكن علي كان قد غادر الحجرة بل الفيلا كلها عدوا وبسرعة كبيرة, وانطلق يجرى فى الطريق متجها نحو المصحة.
لم يتوقف على عن الجرى حتى وصل الى الباب الخارجى للمصحة
وقف أمام الباب, وأخذ ينظر من خلال الأعمدة الحديدية للحظات وهو يلهث بقوة وعرقه يتصبب بغزارة.
فتح الباب ودخل, سار فى الحديقة الكبيرة وعينيه تدوران فى المكان تتأملان كل جزئيات الحديقة, حتى وصل الى المبنى الكبير.
وبمجرد أن اقترب من المدخل, انفتح الباب الزجاجى اوتوماتيكيا, فدخل مباشرة بخطوات جريئة
اقترب من مكتب موظفة الإستقبال وقال مباشرة : أريد مقابلة د. جيفرى باركلى
تأملته الموظفة قليلا ببرود, ثم نظرت فى شاشة الكمبيوتر التى أمامها وقالت : ليس لدينا نزيل بهذا الإسم
قال باصرار : اذا . أريد مقابلة د. برجمان
قالت بنفس حروفها البارده : هل لديك موعد سابق؟
قال بغلظه : لا , ولكنى سأقابله الآن
هزت رأسها ببطء وقالت ببرود : عفوا, لا يمكنك ....
تركها على قبل أن تكمل الجملة واتجه الى الداخل
اعترضه رجلان يرتديان زى حرس الأمن, هم على أن يشتبك معهما, الا أن صوت الموظفة جاء من خلفه : توقف
التفت اليها فقالت وهى تنزل سماعة الهاتف من على أذنها : د. برجمان سيقابلك الآن
اقتاده أحد الحارسين الى المصعد وسار على خلفه بهدوء حتى توقف المصعد فى الدور الثالث
وسار على خلف الحارس حتى وصل الى احدى الحجرات, فتح الحارس الحجرة وتنح جانبا
دخل على بخطوات بطيئه وهو يتأمل المكان من حوله جيدا
كانت حجرة واسعه أنيقه, فى وسطها مكتب كبير أنيق يجلس خلفه جيف
تقدم علي منه ببطء وهو يتأمله مليا بتحدى,وبادله جيف بقذائف النظرات الصامته المتحديه
لم يستمر الصمت طويلا , تكلم جيف وهو يتأمل على من فوقه الى تحته : اذا....فأنت على
ظل علي على صمته وهو يتأمل جيف وفى عينيه غضب مكتوم
أكمل جيف : كم كنت أتوق لرؤيتك...أظن أنك لا تعرفنى؟
أخيرا تكلم على : على العكس, أعرفك جيدا, كما أفهمك جيدا جدا
جيف بابتسامة صفراء : حسنا , لن نضيع الوقت فى تعارف ممل, لندخل مباشرة فى الموضوع...ماذا تريد؟
بادله على بنفس أسلوبه المباشر : أريد زوجتى
نهض جيف من خلف مكتبه واقترب من على بخطوات بطيئه ونظراته القاسيه مسلطة عليه وهو يقول ببرود : ماذا لو لم تكن هنا؟
على بسخرية : أتظننى من السذاجة لأصدقك؟..أنا متأكد تماما أنها هنا.
هز جيف رأسه وقال : نعم , أعلم تماما أنك لست ساذجا أبدا, الرجل الذى يستطيع اختراق ساره لا يمكن أن يكون ساذجا
على : هل سترسل اليها لتحضر الى هنا, أم أضطر للبحث عنها بنفسى؟
نظر اليه جيف طويلا, ثم قال : يبدو أنك لاتدرك أين أنت
على بتحدى : كل ما أدركه أن زوجتى هنا ويجب أن أراها
التفت الإثنان على صوت الباب الجانبى للحجرة وهو يفتح, ويظهر من خلفه توم بردائه الطبى الذى يرتديه فى حجرة العمليات
نظر الى على وابتسم ابتسامته المستفزه وهو يقول : اذا, هذا هو البطل , أتى لإنقاذ حبيبته من الأسر.
عجبا, ولكن أين السيف؟
ضاقت عينا على وهو يتأمل توم الذى أخذ يدور فى الحجرة قائلا : أتعلم؟ أنا أتأثر كثيرا بقصص الحب العنيفه وتتساقط دموعى كلما رأيت مشهدا رومانسيا
يبدو أن القصة هذه المرة لم تنتهى بزواج الحبيبين, بل بدأت بالزواج..ترى ماذا ستكون النهايه؟
والان, الفارس النبيل فى موقف لايحسد عليه, ماذا سيختار؟ حبيبته.......أم وطنه؟
عقد علي حاجبيه بشدة وظهرت الدهشة فى ملامحه
ابتسم توم بسخريه وقال : لاتتعجب, فأنا أعشق اللعب بالورق المكشوف, كل منا يعلم من يكون الآخر, فلم المناورات اذا؟
ان الصفة المميزة فيك والتى جذبت ساره اليك , هى صدقك
تنهد وهو يكمل : حقا لا أدرى, هل الصدق فى هذا العالم ميزة أم عيبا؟ كانت ساره دائما تبحث عن الصدق فى كل شئ, ولكن للأسف بعض الصدق يكون انتحارا
فالرجل الذى أحبته لصدقه, هونفسه الذى سيلف حبل المشنقه حول عنقها
قال على بحدة : لم آت الى هنا لأستمع الى محاضرة عن الصدق, أريد زوجتى حالا
قال توم وابتسامته المميزة تتسع : أتعلم أننى معجب بك كثيرا؟ أنت وحدك استطعت التغلب على أبحاث سنوات وسنوات
تنهد وشرد بعيدا وكأنه يحكى قصه : جاءت ساره الى أمريكا وهى صغيرة للغاية.
من أول يوم لها فى الجامعه وهى تبدو مختلفه عن الأخريات
حاولنا بكل الوسائل ان نشكل عقلها وشخصيتها الجديدة, لكن عقلها كان شديد الجموح, يصعب السيطرة عليه, بذلنا معها مجهود لايمكن أن تتخيله, استخدمنا معها العقاقير الطبية والموجات الكهرومغناطيسية, ورغم كل هذا, لم نستطع أن نحكم سيطرتنا على عقلها تماما, فكلما وضعت فى اختبار, كانت دائما تختار الأسوء
وكأن هناك شئ ما يردها الى ماضيها البعيد, ويقف سدا منيعا بيننا وبينها, شئ لم نستطع قهره فيها
فكرنا أكثر من مرة فى انهاء الأمر واعادتها الى مصر, لكن موقع أبيها كان شديد الإغراء بالنسبة لنا, كانت فرصه من الغباء تركها
ولكن .. ظهورك فى حياتها أفسد كل شئ
هز رأسه ومط شفتيه وهو يقول : أخطأت كثيرا بقدومك الى هنا, كان عليك أن تطيع صديقك ....مصطفى البندارى
عقد على حاجبيه بشدة وهو ينظر الى توم بغضب وتحفز, لكن توم أكمل بسخرية لاذعه : أتظن أننا أغبياء؟ ساره مهمة بالنسبة لنا. لذلك فهى دائما تحت أعيننا,هنا, أو فى مصر, ومن الطبيعى عندما يقترب منها انسان بمثل هذه الدرجه يصبح هو الآخر تحت أعيننا.
ومن قبل حتى أن تطأ قدميك مكتب صديقك مصطفى البندارى
ضغط علي أسنانه بغيظ وقال بحدة : أين ساره؟
توم ببرود : عجبا, ماذا تريد منها؟ أتريد أن تسلمها اليهم ليشنقوها؟
علي بنفاذ صبر : أين زوجتى
توم : اطمئن, زوجتك هنا فى أمان
علي بحده : ماذا فعلتم بها؟
توم ببرود : لم نفعل شئ, فقط استعدنا شئ لنا كان بحوزتها
فتح توم كفه أمام على ليظهر فيه جهاز الكترونى غريب الشكل وصغير للغايه وهو يقول بسخريه : لا شك أن صديقك مصطفى قد يقتل نفسه ليحصل على هذا, منذ أن رأى صورة الأشعه وانا متأكد أنه لن يهنأ له بال الا اذا عرف ما هذا
تأمل علي الجهاز بدهشه كبيره, ولمعت عينا جيف وقال بلهفه : استطعت اخراجه أخيرا؟ولكنك استغرقت وقت أطول هذه المرة
التفت اليه توم وقال : لقد تحرك الجهاز من مكانه, كان من الصعوبة حقا اخراجه, وبعد أن نجح د. آدمز فى اخراجه, اكتشفنا انه تعطل تماما
جيف باهتمام كبير : كيف حدث هذا؟
توم : يبدو أنها سقطت على رأسها سقطة عنيفة, أو اصطدمت بشئ, أو أصيبت بشكل ما, أو.........
التفت الى علي وضاقت عيناه وهو يكمل ببطء : أو تعرضت لصفعة عنيفه
ظهر الذهول على وجه على, وشرد بعيدا وهو يتذكر ذلك اليوم الذى صفع فيه ساره, أفاق من شروده عندما اقترب منه توم وهو يقول : لقد صفعتها...أليس كذلك؟
تحولت ملامحه الى كتله من الغضب ونظر اليه بشراسه وقال : أتعلم ماذا فعلت؟ لقد أفسدت جهاز بملايين الدولارات
صفعة واحدة أضاعت سنوات من الجهد والعمل المتواصل والتدريبات المستمره
علي بتساؤل حقيقى : ما هذا الشئ؟
توم : أقدر مدى قلقك على زوجتك , لذلك سأحاول أن أشرح لك الأمر بشكل مبسط ,لأنك لن تفهم الجانب العلمى
هذا الجهاز هو أحدث وأصغر كاميرا الكترونيه فى العالم, أعظم اختراع عرفته البشريه فى مجال التجسس حتى الآن
بعمليه جراحيه بسيطه للغايه وبمنظار جراحى توضع هذه الكاميرا داخل الرأس
أمسك بأصابعه رقاقه شفافه صغيره للغايه تشبه عدسات العيون الطبيه وأكمل : أما هذه فهى شريحه الكترونيه شفافة وحساسه للضوء للغايه, تثبت فوق عدسة العين مباشرة, انها تشبه العدسات الطبيه, ولكن لايستطيع أحد نزعها سوى الطبيب الذى وضعها.
عندما يسقط الضوء عليها, تتضح الصوره التى أمامها بكل معالمها, وعندما تغلق الجفون تسجل الصوره وترسلها مباشرة لتخزن فى جهاز الكمبيوتر المثبت داخل الرأس
هذا الجهاز يخزن بلايين البلايين من الصور, وعندما تمتلئ سعته, يغلق ذاتيا ويعمل كحافظه للصور التى التقطها
حتى يأتى الطبيب المختص ويقوم بنزعه لتبدأ عملية استخراج الصور وتنزيلها على جهاز خاص يكبرها ثم يبدأ الخبراء فى عملية تنسيق الصور وفرزها واستخراج ماهو مهم لنا منها
لا يمكننى أن أنكر كم استفدنا من المعلومات القيمه التى أحضرتها لنا ساره طوال ثلاث سنوات كامله دون أن تدرى
ولكنك ظهرت, وبصفعة واحده, هدمت كل شئ, دمرت جهاز بملايين الدولارات, وكشفت عملية محكمة السريه
شرد على بعيدا وابتسم بحنان : اذا....ساره بريئه...بريئه
ابتعدت عينا توم عن وجهه قليلا, لتتأمل الباب الذى خلفه وهو يقول : ولكن, من سيصدق ذلك؟ والآن بعد أن استعدنا الكاميرا, لا أمل فى إثبات براءتها, ولا أمل لها للنجاة من الإعدام
ترى, ماذا ستفعل ساره عندما تعرف أن حبيبها الوحيد هو الذى أبلغ عنها وقادها بيديه الى حبل المشنقه؟
نظر اليه علي بغضب وهم أن يقول شئ, لكنه انتبه أن توم لا ينظر اليه, بل الى شئ ما خلفه
التفت بحده الى حيث ينظر توم ليفاجأ بساره تقف عند الباب وهى ترتعش والدموع تسيل على وجنتيها أنهارا, ووجهها ينضح بالألم
لكن أكثر ما استفز شياطين الغضب بداخله عندما رأى شعرها الأسود الناعم ينسدل على كتفيها.
تقافز الغضب من ملامحه واعتصر قبضتيه بقوه وتحفزت كل عضلاته وتقدم منها .
.................................................. ..........
و صلى اللهم و سلم على النبى الأمين
و الحمد لله رب العالمين
دول حلقين احاول اعوض بيهم التأخير و اٍن شاء الله مش يكون فيه تأخير تانى
ريحآنة آلجنه
2nd January 2011, 04:21 PM
الحلقه الواحده و العشرين
كتم على مشاعره بداخله فقد كان كل ما يشغله فى هذه اللحظه هو كيف يخرج بساره بسلام من هذا المكان
وتحول كل غضبه الى قلق ولهفه دفعته ليتقدم منها بخطوات سريعه وهو يهتف : ساره, هل أنت بخير؟هل آذاك أحد؟
نظرت اليه بعينين يتساقط منهما الألم : لماذا؟, لماذا يا علي؟ لماذا فعلت بى ذلك؟
لقد كنت على استعداد أن أبيع الدنيا بكل ما فيها وأشتريك.
وأترك كل شئ فقط لأبقى معك, كل ما أردته هو أن أحيا معك, ولكنك سقتنى الى الموت...لماذا يا علي؟
أمسك بكفيها بين يديه وقال : انسى كل هذا, لا وقت الآن للكلام, يجب أن نغادر هذا المكان فورا
قالت بسخريه تحترق ألما : الى أين؟ الى حبل المشنقه؟ كنت دائما أشعر معك بأمان لا حدود له, لم أكن أتخيل يوما أن يكون هلاكى على يديك
على باصرار : يجب أن نعود الى مصر, وأنا متأكد أنهم...
هزت رأسها بالنفى وهى تنتحب : لقد قطعت بيديك خط العوده الى الأبد
قال : لن يمسك أحد بسوء فأنت بريئه
صرخت بحده : انت لا تفهم, لو عدت اليهم لن يرحمونى, أى قضيه بحاجه الى جانى, والجانى الوحيد الذى يستطيعوا الوصول اليه هو أنا, سيجعلونى كبش فداء لانهاء القضيه بسرعه وإرضاء رؤسائهم
عقد على حاجبيه وقال بغضب : واذا بقيت هنا فستتحولين بالفعل الى جاسوسه..اسمعينى جيدا, أنا أحاول انقاذك, يجب أن تظلى كما أنت, بريئه نقيه
صرخت فى وجهه : هذا العالم المتوحش لا يعترف بالبراءه, لن أعود أبدا, لن أدعهم يشنقونى
صمت على تماما وأخذ يتأمل وجهها الذى أغرقته فيضانات الدموع, ثم ابتلع ريقه وقال بهدوء : ساره, أنت زوجتى, ويجب أن تطيعينى, تذكرى ما بيننا, أنا آمرك كزوج أن تطيعينى وتعودى معى فورا
نظرت ساره فى وجهه وبدأ الضعف والتأثر يبدو واضحا فى ملامح وجهها
وفجأه ..انتفض الإثنان على صوت توم الذى تدخل بسرعه ليقطع تأثير علي عليها : أعتقد أنك هنا ليس لك اى حقوق أو سلطات تمارسها على ساره, لذلك أنصحك بـ..
صرخ على بحدة كبيره : لا تتدخل بينى وبين زوجتى
ضحك توم بسخريه كبيره وقال بتعالى : انت لا تفهم حقيقة موقفك تماما, دعنى أوضح لك خطورة الموقف
اتجه بخطوات واثقة الى المكتب وتناول من عليه جهاز ريموت كنترول صغير, وجهه الى التلفاز الموضوع على منضدة صغيره فى ركن الحجره,
فتح التلفاز وأخذ يتنقل بين القنوات حتى استقر على واحده تبث الأخبار
اتجهت انظار كل من فى المكان الى التلفاز وأخذوا يستمعون الى ما تقوله المذيعه.
اتسعت عينا ساره برعب واقتربت من التلفاز بخطوات مهتزه, أما على فقد عقد حاجبيه بدهشه كبيره, ثم مالبث ان تفجر غضبه عارما .فقد كانت صورته تظهر واضحه على الشاشه بلحيته المميزه
وكانت المذيعه تتحدث عن عملية تفجير حدثت فى مطعم الفندق الذى تناول فيه على وساره طعام الغداء, نتج عن قنبلة شديدة الإنفجار كانت موضوعه أسفل احدى الموائد, وأن التفجير أسفر عن سبعة من القتلى واثنى عشر جريحا وأن ذلك الإرهابى الذى وضع القنبله كان يعد لسلسلة من التفجيرات فى أماكن مختلفه , وأنهم وجدوا فى حقيبته التى تركها فى غرفته فى الفندق وهرب أجهزة ومعدات وحزام ناسف لهذا الغرض
وجارى البحث عن الإرهابى ذو اللحية السوداء
أغلق توم التلفاز والتفت الى على وقال بسخريه لاذعه : الآن أصبحت أشهر من رئيس الولايات المتحدة نفسه
نصف سكان نيويورك يسعون خلفك, فأين ستذهب أيها البطل؟
بالتأكيد لم تكن تتوقع أن لعبة الأطفال التى جلبتها معك ستتحول الى حقيقه بمجرد أن تلمسها عصا الساحر العجيبه
حتى صديقك العزيز, لن يستطيع فك التعويذة السحريه واخراجك من تلك الورطه
والآن, أمازلت مصرا على تلك اللهجة المتغطرسه؟
صمت على تماما وهو ينظر الى توم والغضب والكراهيه تعتصر ملامحه عصرا
ثم قال بلهجه حاول ان يجعلها هادئه قدر ما يستطيع : خبرتكم لا تضاهى فى حبك المؤامرات وتلفيق التهم وصناعة الجريمه.
تصلون الى أغراضكم حتى لو على رقاب ودماء الأبرياء ولو من بنى جلدتكم
توم بسخريه : لقد فهمت الآن موقفك بوضوح
انهارت ساره على أقرب كرسى عندما عجزت قدميها عن حملها, ثم غطت وجهها بكفيها وأخذت تنتحب بشده
التفت على اليها ولان وجهه بحنان عندما وجدها فى تلك الحاله من الإنهيار, فنزل على ركبتيه ببطء وأمسك بوجهها ورفعه لتلتقى عينيها بعينيه وقال بأكبر قدر من التماسك : ساره, يجب أن نخرج من هنا ونعود الى مصر
نظرت اليه بحسره وقالت بانهيار : فات الأوان, ليس هناك أى أمل
قال بلهجة قويه : ساره , أنا زوجك وآمرك أن تطيعينى, يجب أن تأتى معى
قالت بألم : كان ذلك فى البداية صعبا, والآن, أصبح مستحيل
لو بقينا معا فسيسحقونا معا, النجاه فى أن يذهب كل منا فى طريق
نظرت الى توم والشرر يتطاير من نظراتها : أعلم تماما أن بيدهم مفتاح النجاه, أليس كذلك؟
ابتسم توم بمكر, وهز رأسه موافقا : بل والأكثر من ذلك
سنبرئك منها ونعيدك الى مصر وكأن شيئا لم يكن
قال على بقوه : لا يمكننى الوثوق بهم, فهم يفعلون اى شئ وكل شئ من أجل أغراضهم الوضيعه
لآخر مرة أقول لك, يجب أن تنفذى اتفاقنا وتطيعينى فى كل شئ
نظرت الى عينيه طويلا وقالت ببطء : يوما ما, وعدتنى أن تمنحنى حريتى بمجرد أن أطلبها بلسانى, يجب أن تفى بوعدك الآن
علي........ أريد الطلاق
صمت على تماما وظل يتأملها بجمود
أبى توم الا أن يحسم الموقف فقال بهدوء : هذا هو الطريق الوحيد للخروج من النفق المظلم, ان ذهبت معك فستهلك, وان بقيت انت معها فستهلك وتهلكها معك
ولكن ان افترقتما, فستعيش هى هنا وتبدأ حياة جديدة
أما أنت, نستطيع بسهوله اخراجك من ورطتك واعادتك الى مصر
ساره بألم : على, أعلم أنك رجل لا يخلف وعده, يجب أن تنجز وعدك لى, ...أريد حريتى
صمت على طويلا وهو يتأمل وجهها , ثم ضغط أسنانه بغيظ شديد وهو يقول ببطء : أقسم بالله ...لو لم أكن وعدتك هذا الوعد, لما استطاع أى مخلوق اجبارى أن أقولها ....
أنت طالق
أخذت ساره تحدق بوجهه بذهول وهربت الدماء من وجهها كما لو كانت لا تصدق أنه استطاع أن يقولها
تحرك توم بسرعه ليقطع الطريق على أى خطوة للتراجع
وضغط زرا خاصا فى مكتبه وهو يقول مباشرة : والآن, لاداعى لإضاعة المزيد من الوقت
فتح الباب فجأة, وظهر من خلفه رجل قوى ذو وجه عريض وبشرة سمراء, يرتدى حلة سوداء أنيقه
قال توم : براون سيخرجك من هذه البلاد, فهو يعرف تماما ماذا سيفعل
لم يرد علي, بل لم يلتفت اليه,فقد كانت عينيه معلقتين بساره, التى مازال الذهول لايفارق ملامحها
نهضت ساره فجأة عندما جذبه براون من ذراعه الى خارج الحجره وعيناه تنظران لساره كما لو ان هناك شئ ما انكسر, حتى حال بينهما باب الحجره وهو يغلق
بقيت ساره ذاهله واقفه كالتمثال تحدق فى باب الحجره الذى غاب خلفه على, والدموع تروى خديها وملابسها, كما لو كانت تنتظر ان يفاجأها على بعودته, أو تنتظر استفاقتها من ذلك الكابوس الرهيب
والدقائق تمر, ومازالت تنتظر وتنتظر
وطيور الأمل ترحل بعيدا مع شمس ذلك اليوم الكئيب
ليسدل الليل ستائره معلنا انتهاء القصه بفراق الأحبه.
.................................................. .......
جلس على فى سيارة براون فى رداء كئيب من الحزن الصامت
لا يرى الطريق من شدة شروده, ولم يخرجه من كهف شروده الا عندما شعر بالسياره تتوقف, تلفت حوله ليجد نفسه فى مكان نائى والسياره تقف الى جانب الطريق, سأل براون بصرامه : لماذا توقفت
براون بهدوء: هناك شئ ما خطأ, سأتفحص العجلات الخلفيه
غادر السياره واتجه الى العجلات الخلفيه
بعد قليل سمع علي صوته يناديه, خرج من السياره واتجه اليه وهو يتساءل : ماذا هناك؟
كان براون منكبا على العجله الخلفيه يتفحصها, وبمجرد أن رأى على اعتدل ونظر فى عينيه, شعر علي بشئ ما من خلال نظراته الغريبه وابتسامته الساخره التى ظهرت على جانب فمه
فجأة …أخرج براون مسدسه وأطلق منه رصاصة سريعه مباشرة فى قلب علي
تفجرت الدماء غزيرة من صدر علي مكان الطلقه وهو ينظر الى براون, ثم سقط أرضا
لم يتردد براون لحظة واحده وأسرع بفتح الحقيبة الخلفية للسياره, وحمل جسد على ودماءه تسيل, وألقاه بقسوة فى حقيبة السيارة, وضم ذراعيه وساقيه الى جسده, ثم أغلق حقيبة السيارة جيدا, وعاد ببرود الى مقعد القيادة, وانطلق بالسيارة.
ظل يقود السيارة مسافة طويلة حتى وصل الى طريق فرعى, فانحرف فيه بالسيارة
سارت السيارة قرابة الساعة فى هذا الطريق حتى وصلت أخيرا الىمكان فسيح يمتلئ بسيارات قديمه, ومع اقتراب السيارة من المكان ووضوح معالمه كانت ابتسامة براون تتسع, لقد كان المكان عبارة عن مقبرة للسيارات
حيث تتحول السيارات القديمة فيه الى قطعة من الحديد لا معالم لها, عن طريق وضعها تحت آلة كبس الحديد الضخمة
توقف براون بالسيارة فى مكان محدد اختاره بعنايه, ثم غادرها متجها الى مبنى قديم يقبع فى جانب هذا المكان الفسيح
داخل المبنى كان هناك رجل قصير سمين له كرش بارز, يجلس الى مكتب صغير يأكل شطيرة ويشرب علبة من الجعه
خاطبه براون مباشرة وهو يخرج من جيبه رزمة مالية : هذا هو المبلغ الذى اتفقنا عليه…والآن, قم بعملك
أخذ الرجل يلوك قضمة من الشطيرة فى فمه, وبيده الأخرى تناول الرزمة المالية ووضعها فى جيبه, ثم قال ببطء : حسنا, فى الصباح سأ…
قاطعه براون بصرامه : الآن…هذا هو شرطى
نظر اليه الرجل ومط شفتيه بلا مبالاه, ثم هز رأسه موافقا.
نهض من مكانه وأفرغ ماتبقى من الجعة فى فمه ثم قذف بالعلبة الفارغه فى سلة القمامه, وخرج خلف براون يمشى ببطء وكرشه السمين يهتز أمامه.
وصلا الى السيارة وقال الرجل بعجب : ياللخسارة. سيارة جيدة بالفعل
اتجه الى ماكينة التحكم فى المكبس الضخم, وبدأ فى تشغيلها
تحرك المكبس الضخم وأخذ يضغط على السيارة, وبراون يبتسم بخبث وهو يستمع الى أصوات فرقعة وتكسرالحديد تحت ضغط المكبس, وبدأت السيارة تنكمش وتختفى معالمها
أخرج براون هاتفه المحمول, وتحدث الى توم قائلا : تم كل شئ حسب الخطة تماما, أنا فى انتظار السيارة التى ستقلنى من هنا
ريحآنة آلجنه
2nd January 2011, 04:23 PM
أنهى توم المكالمه دون أى كلمة توضح من هو المتحدث, أو عن أى شئ دار الحديث, فقد كان شديد الحرص ألا تسمعه ساره التى كانت تجلس فى نفس الحجرة شاردة حزينة وكأن وجهها نحت من الألم
أغلق توم هاتفهه المحمول وتركه فوق مكتبه واتجه الى ساره التى تجلس فى مقعد وثير منكسة الرأس, وقال بلهجة لينة : عزيزتى ساره, يجب أن تثقى تماما أننى فعلت كل هذا من أجلك, من أجل أن أنقذك, والآن, انتهى كل شئ على مايرام, وعليك أن تطوى تلك الصفحة الكئيبه وتنسى تماما ما حدث لتبدئ حياة جديدة
رفعت رأسها ببطء شديد وقالت بصوت كسير: لم ينتهى بعد…أريد أن أرى علي
لم يستطع توم اخفاء أثر الصدمه من على وجهه وهو يقول : ماذا؟
ضحك ضحكة متوترة وحاول السيطرة على ملامح وجهه : لقد انتهى الأمر وحلت المشكله, يجب أن تنسيه تماما
ساره بغضب : لم تحل المشكلة بعد, يجب أن أتأكد أنه فى أمان, وأنه غادر أمريكا سالما بالفعل
تبادل توم نظرات طويلة مع جيف الذى يجلس خلف المكتب, ثم قال بعد صمت : حسنا , ستشاهدينه بنفسك وهو يركب الطائرة ويرحل, وبعدها ستنطوى تلك الصفحة من حياتك الى الأبد
وقفت ساره خلف نافذة مكتبها فى المركز عاقدة ذراعيها تتأمل السماء بشرود تام
اقترب منها جيف وقال بهدوء : مر أكثر من أسبوع الآن ولم تخرجى بعد من حالة الحزن والإكتئاب؟ لقد تم كل شئ كما أردتى تماما, وشاهدتيه بنفسك وهو يصعد سلم الطائره, وبقيت واقفة حتى أقلعت الطائرة
وبعد مضى كل هذا الوقت لم تتخلصى بعد من تأثيره عليكى…أى رجل هذا؟
حتى وهو بعيد عنكى بآلاف الأميال لازال يسيطر على عقلك ويحتل تفكيرك
تحرك لسان ساره بصعوبه وقالت بكلمات تقطر مراره : تستطيع ببساطة أن تنتزع قلبى من صدرى بسكين بارد وتسحقه بقدميك, ولكنك أبدا لن تستطيع اخراج هذا الرجل منه
لم يستطع جيف أن يخفى لهجته الحادة وهو يقول : ان كان الأمر كذلك, فلم لم تختاريه, واخترت البقاء هنا؟
ساره بمراره ولازالت عيناها فى السماء : لأنكم لم تتركوا لى أى اختيار, فى كل الأحوال كنت سأخسره….ولكنى اخترت الحياة
جيف : وهذا هو الإختيار الصحيح, يجب أن تستفيقى بسرعه من تلك الحاله, وتخضعى لبرنامج التأهيل والعلاج النفسى الذى وضعه لك توم قبل سفره
لدينا عمل كثير يجب أن ننجزه, وأول خطوة هى أن تتخلصى من ذلك الإيشارب السخيف الذى على رأسك
مد يده ليمسك بالطرحه التى تلفها حول وجهها , لكنها دفعت يده بعيدا عنها بعنف وقالت بصرامه غاضبه : هذا الشئ خاص بى تماما, وأنا الوحيدة التى أقرر كيف ومتى سأتخلص منه, أما الآن, فلست مستعدة لذلك
لان صوته تحت وطأة غضبها وقال مهادنا : ولكن هذا لا يتناسب مـ …
قاطعته وقد بدأت تستعيد قليلا من هدوءها : يمكنك أن تعتبره ذكرى غاليه من رجل كان يوما………….زوجى
قالت الكلمة الأخيره بصوت يمتلئ بالمشاعر
استعادت ثباتها بسرعه وقالت بجمود : هل هناك مشكلة فى احتفاظى به حتى أقرر بنفسى الوقت المناسب لتركه؟
ابتسم جيف ابتسامة مغتصبة وقال مدعيا الهدوء : اطلاقا يا عزيزتى, لك مطلق الحرية فى التصرف كما تشائين
اكتسى صوته ببعض الصرامه وهو يقول : ولكن عليك الخضوع للبرنامج الذى أعده توم من اليوم, سأذهب الآن وأرسل لك د. نيك
هو الذى سيتولى مسؤلية اعادة تأهيلك بعد سفر توم
ومن الضرورى أن ألفت نظرك الى ضرورة التعاون التام
لم يبد على ساره الإهتمام بكلام جيف, بل أدارت وجهها الى النافذه تتأمل السماء بصمت
زفر جيف بضيق واستدار راحلا, وعندما وصل الى الباب قال بصوت خفيض لا يصل الى ساره وهو يضغط أسنانه بغيظ : فأر **** محظوظ
غادر المكان وصفع الباب خلفه بعصبيه. وبقيت ساره وحيده تتأمل السماء ساهمة
ولمعت دمعة فى عينيها وهى تهمس : اخترت حياته هو
وقفت ساره خلف نافذة مكتبها فى المركز عاقدة ذراعيها تتأمل السماء بشرود تام
اقترب منها جيف وقال بهدوء : مر أكثر من أسبوع الآن ولم تخرجى بعد من حالة الحزن والإكتئاب؟ لقد تم كل شئ كما أردتى تماما, وشاهدتيه بنفسك وهو يصعد سلم الطائره, وبقيت واقفة حتى أقلعت الطائرة
وبعد مضى كل هذا الوقت لم تتخلصى بعد من تأثيره عليكى…أى رجل هذا؟
حتى وهو بعيد عنكى بآلاف الأميال لازال يسيطر على عقلك ويحتل تفكيرك
تحرك لسان ساره بصعوبه وقالت بكلمات تقطر مراره : تستطيع ببساطة أن تنتزع قلبى من صدرى بسكين بارد وتسحقه بقدميك, ولكنك أبدا لن تستطيع اخراج هذا الرجل منه
لم يستطع جيف أن يخفى لهجته الحادة وهو يقول : ان كان الأمر كذلك, فلم لم تختاريه, واخترت البقاء هنا؟
ساره بمراره ولازالت عيناها فى السماء : لأنكم لم تتركوا لى أى اختيار, فى كل الأحوال كنت سأخسره….ولكنى اخترت الحياة
جيف : وهذا هو الإختيار الصحيح, يجب أن تستفيقى بسرعه من تلك الحاله, وتخضعى لبرنامج التأهيل والعلاج النفسى الذى وضعه لك توم قبل سفره
لدينا عمل كثير يجب أن ننجزه, وأول خطوة هى أن تتخلصى من ذلك الإيشارب السخيف الذى على رأسك
مد يده ليمسك بالطرحه التى تلفها حول وجهها , لكنها دفعت يده بعيدا عنها بعنف وقالت بصرامه غاضبه : هذا الشئ خاص بى تماما, وأنا الوحيدة التى أقرر كيف ومتى سأتخلص منه, أما الآن, فلست مستعدة لذلك
لان صوته تحت وطأة غضبها وقال مهادنا : ولكن هذا لا يتناسب مـ …
قاطعته وقد بدأت تستعيد قليلا من هدوءها : يمكنك أن تعتبره ذكرى غاليه من رجل كان يوما………….زوجى
قالت الكلمة الأخيره بصوت يمتلئ بالمشاعر
استعادت ثباتها بسرعه وقالت بجمود : هل هناك مشكلة فى احتفاظى به حتى أقرر بنفسى الوقت المناسب لتركه؟
ابتسم جيف ابتسامة مغتصبة وقال مدعيا الهدوء : اطلاقا يا عزيزتى, لك مطلق الحرية فى التصرف كما تشائين
اكتسى صوته ببعض الصرامه وهو يقول : ولكن عليك الخضوع للبرنامج الذى أعده توم من اليوم, سأذهب الآن وأرسل لك د. نيك
هو الذى سيتولى مسؤلية اعادة تأهيلك بعد سفر توم
ومن الضرورى أن ألفت نظرك الى ضرورة التعاون التام
لم يبد على ساره الإهتمام بكلام جيف, بل أدارت وجهها الى النافذه تتأمل السماء بصمت
زفر جيف بضيق واستدار راحلا, وعندما وصل الى الباب قال بصوت خفيض لا يصل الى ساره وهو يضغط أسنانه بغيظ : فأر **** محظوظ
غادر المكان وصفع الباب خلفه بعصبيه. وبقيت ساره وحيده تتأمل السماء ساهمة
ولمعت دمعة فى عينيها وهى تهمس : اخترت حياته هو
خطأ...خطأ...
انتفضت ساره على صراخ جيف الغاضب, ونظرت اليه بمزيج من الدهشه والغضب, كانت ساره تجلس أمام نيك فى واحده من جلسات العلاج النفسى التأهيلى, وجيف يجوب الحجره ذهابا وايابا بخطوات غاضبه وهو يهتف : شهرين حتى الآن ولم نتقدم خطوة واحده, كنت أظن أن جلسات العلاج النفسى ستؤتى ثمارها, ولكنها فشلت فشلا مريعا
نتائج الإختبارات سيئة للغايه
نظر باتجاه نيك الذى جلس صامتا تماما وعينيه تتنقل بينهما
مرر جيف أصابعه فى شعره وهو يقول بتوتر : اذا استمر الحال هكذا فسنحتاج لمائة سنه على الأقل لإعادة تأهيلك
عجبا..ان زواجكما لم يستمر أكثر من شهرين, ومع ذلك تأثيره عليكى طاغى.
منصب نائب رئيس المركز ليس منصبا عاديا, يجب أن تتخلصى من أى شئ يؤثر على عقلك, لابد وأن يكون ولائك التام لعملك وللمركز
قالت ساره بهدوء : أنا أقوم بعملى كما ينبغى, وأظنك تدرك تماما مدى جديتى والتزامى فى عملى, فماذا تريد أكثر من هذا؟
جيف بغضب : ماذا؟ أتسمين العمل المكتبى عملا؟
ان عملك الحقيقى هناك, فى المدارس مع الفتيات, بين الناس, أما العمل المكتبى فلا حاجة لنا به
قالت بلا مبالاه : وهل أسندت الى عملا ولم أنجزه؟
صرخ بغضب : وهل تظنى أن بامكانى اسناد أى عمل ميدانى اليك وانت تصرين على وضع ذلك الشئ السخيف على رأسك؟
انتفضت غاضبه : أخبرتك من قبل أن ذلك أمر لادخل لأى انسان به
ثم ما دخل طبيعة عملى بما أرتديه؟ على العكس, ان عملى أساسه فى الدول العربيه, وبين فتيات عربيات, لذلك فلن يكون غريبا أن أرتديه فى عملى
صمت جيف ولم يرد, ثم نظر الى نيك وكأنه يطلب مشورته, ولكن نيك هز رأسه مؤيدا
طال صمت جيف ثم تنهد بقوه وقال وهو يحاول السيطرة على ضيقه : حسنا, سأعيدك الى العمل الميدانى, ولكنى أحذرك, لو أحدث هذا الذى ترتديه أى تأثير سلبى على عملك, فلن يكون لك أى خيار, وستضطرين فورا الى نزعه سواء بارادتك أو رغما عنك
صمت قليلا ثم قال : ستسافرين غدا الى المغرب, فرع المركز هناك يحتاجك
قالت ساره بدهشه : المغرب؟
ولكنى لم أنهى عملى هنا بعد, مازال لدى بعض الـ...
هتف جيف بغضب : يستطيع أى موظف مبتدئ القيام بتلك الأعمال
ستسافرين غدا, ولا أريد أية اعتراضات
نهضت ساره من مكانها بعصبيه وقالت وهى تتجه نحو الباب : اذا على ان اسهر الليلة فى انهاء كل الأعمال والمشاريع المعلقه قبل سفرى
وصلت الى الباب ولكنها توقفت قبل أن تفتحه, ثم التفتت اليه وسألته : وماذا عن برنامج التأهيل النفسى؟ هل توقفنا عند هذا الحد؟
جيف : بالتأكيد لا...ستكملينه هناك فى المغرب, وبمساعدة مجموعه من الأطباء المختصين
لن أرتاح الا عندما تعودى ساره التى أعرفها
تأملته ساره بمزيج من الإستهتار والامبالاه, ثم فتحت الباب وخرجت وتركته يمضغ الغيظ مضغا.
ظلت ساره تعمل فى مكتبها(مكتب نائب رئيس المركز)حتى وقت متأخر ليلا
وأخيرا رفعت وجهها من جهاز الكمبيوتر وأسندت رأسها الى الكرسى الذى تجلس عليه بارهاق وفركت عينيها باصابعها, ثم نهضت من مكانها بارهاق واضح وتناولت مجموعه من الأوراق من الطابعه ونسقتهم معا ثم حملت بعض الملفات وخرجت من مكتبها, وسارت فى ممر المركز تحت الأضواء الخافته وبين الحجرات الخاليه فى تلك الساعة المتأخره, حتى وصلت الى مكتب جيف, دخلت بثقه وأغلقت الباب خلفها وأضاءت الحجرة الخاليه, ودارت عينيها فى الحجره قبل أن تتجه الى مكتب جيف وتضع عليه الملفات
تركت المكتب واتجهت الى منضده صغيره فى ركن الحجره عليها الكمبيوتر الشخصى الخاص بجيف, وهو كمبيوتر مستقل عن المركز
جلست أمام الجهاز وبدأت بتشغيله وهى تهمس فى عقلها
أعلم أن ما أفعله الآن هو خطأ فادح, ولكن ليس أمامى أى بديل
للمره الألف يضعنى جيف فى خانه لا أستطيع الخروج منها
لو سافرت الآن فلن أستطيع العودة قبل أعوام, على أن أنهى الأمر بأى وسيلة كانت
بدأت ساره بالبحث عبر ملفات الجهاز كلها, وأثناء عملية البحث بدأت الذكريات تجرى فى عقلها كنهر انهارت سدوده ...أمها..أختها...أبيها...أحمد ...هبه...علي...حماتها
بدأ قطار الذكريات يهدئ عندما وصل الى آخر مرة كانت فيها فى بيت حماتها, وعلي فى الإسكندريه
وبعد أن تناولت الغداء مع أسرة زوجها, غادرت عائده الى بيتها, لكنها لم تستطع اكمال الطريق, فلقد اشتدت آلام رأسها قوة, فقررت أن تعرج على عيادة د. عبد الرحيم
بمجرد أن انتهى من الكشف عليها وجلست أمامه تستمع اليه حتى اتسعت عيناها بشده وأضاءت ببريق عجيب وتجمد كل شئ فيها من المفاجأه
والدكتور عبد الرحيم يقول باسلوبه الساخر الذى اعتادت عليه : أخطأت عنوان العياده..أعراض الحمل ليست من اختصاصى
ظلت ساره على صمتها تحدق فيه بذهول, ثم قالت أخيرا : عفوا, لم أسمع جيدا, هل قلت حمل؟
قال بسخريه : هل أثر الحمل على أذنيك؟
ظلت تحدق فيه والدموع تتجمع فى عينيها, ثم ضحكت بتوتر شديد وقالت : أنا ! أنا سيكون لى طفل؟
قال بسخريه : أهناك مشكله؟ ملايين النساء لديهن أطفال
سيطرت على دموعها قبل أن تغادر عينيها : ولكن رعاية الأطفال ليست بالأمر السهل...تحتاج الى تفرغ كامل, أظن أنه يجب على أن أترك عملى
حدق بها د. عبد الرحيم بدهشة كبيرة وقال بعجب : أتريدين ترك عملك؟
ضحك ضحكة قصيره متهكمه وهو يقول : أنت أول سيدة أراها تفكر بهذه الطريقه..والأعجب أن زوجك أخبرنى انك تلقيت تعليمك فى أمريكا
هزت رأسها بتوتر وقالت بحنين : نعم ..ولكن عملى يتطلب منى السفر من وقت لآخر, ولم يعد هذا بمقدورى الآن, فلدى زوج وطفل قادم بحاجة الى
تأملها د. عبد الرحيم قليلا. ثم مط شفتيه وقال بدهشه : اذا فقدت عملك فلن تستطيعى الحصول على غيره , فى هذه الأيام من لديه عمل لايفرط فيه ابدا
قالت بحنين : هناك أشياء فى الحياه أكثر أهمية بكثير
تنهد وهز رأسه بعجب وقال : اذا , فلقد اتخذت قرارك بترك العمل
ابتسمت بسعادة وقالت : كان هذا الأمر يشغل بالى منذ مدة, وبقيت أياما فى حيره عاجزه عن اتخاذ أى قرار بشأن عملى, والآن لم يعد هناك أى مجال للتردد
هز د. عبد الرحيم رأسه بتفهم وقال : حسنا, من الأفضل أن تلتقى بأحد أصدقائى المختصين
قالت بتساؤل : أهو طبيب متخصص فى أمراض النسا
صمت قليلا ثم قال : انه متخصص, وماهر أيضا
قالت بتردد : أفضل أن أنتظر حتى أستشير زوجى فى الأمر
د. عبد الرحيم : الأمر بسيط, يمكنك أن تسأليه فى ما تريدين, سيفيدك كثيرا, كما أنه ثقه
هلا انتظرت فى غرفة الإنتظار قليلا, فهو على وشك الوصول
قضت ساره الدقائق التاليه فى غرفة الإنتظار تفكر فى علي, وكيف ستبلغه الخبر, وأخذت تعد مئات السيناريوهات, هل تتصل به ؟ ربما لو انتظرت حتى يعود يكون أفضل, فهى تفضل رؤية وقع الخبر على وجهه, ولكنها لا تستطيع الإنتظار, هل تسافر اليه؟ لن يكون ذلك مناسبا, وقد لا يخلو من بعض الخطوره, ولكنها لا,.....
قطع سيل أفكارها قدوم الممرضه تخبرها ان د. عبد الرحيم يطلبها
دخلت الى حجرة الكشف وأخذت تتأمل الموجودين بدهشه
كان د. عبد الرحيم يجلس خلف مكتبه وعن يمينه يجلس رجل لا تعرفه ساره, وفى الناحية الأخرى وقفت فتاة فى زى الممرضات
نهض د. عبد الرحيم من خلف مكتبه وهو يقول : السيد مصطفى البندارى, يمكنك أن تسأليه فى كل ما يخطر على بالك, فهو خبير محنك
بدأ يظهر على وجه ساره عدم الإرتياح, وهمت أن تسأل د.عبد الرحيم , لكنه لم يمنحها الفرصه, وغادر الحجره ولم يبق سوى الممرضه والسيد مصطفى البندارى الذى تقدم بخطوات واثقه وجلس خلف المكتب وجلست الممرضه على الكرسى الآخر
وبدأ حديثه قائلا بهدوء : سيدة ساره هل تنوين حقا ترك عملك؟
ظهر فى عينيها شئ من التحدى والكثير من الإرتياب وهى تسأله مباشرة : هل انت طبيب؟
أجابها مباشرة عندما وجدها تتهيأ للمغادره : لأ...أنا صديق لزوجك السيد علي
هبت قائمه بعصبيه وقالت بغضب : زوجى لديه مكتب يقابل فيه أصدقائه, أعتقد أننى أخطأت بالبقاء كل هذا الوقت, يجب أن أرحل فورا
قال بسرعه : سيده ساره , أظن أنك بحاجه لتعرفى أنك وزوجك فى خطر داهم
توقفت والتفتت اليه وعينيها تمتلئ بالشك وعدم التصديق
فقال بهدوء : أولا يجب أن أعرفك بنفسى وبزميلتى, وبعدها سأخبرك بكل شئ من البدايه
.................................................. ..
الحمد لله......وجدته
همست ساره بعد أن وجدت ضالتها بعد عناء كبير فى البحث, ولكنها اصطدمت بمشكله, لقد وضع جيف كود سرى لفتح القوائم, زفرت بضيق وأخذت تتلفت حولها وهى تمسح وجهها بكفيها, ثم فركت أصابعها وبدأت المحاولات لمعرفة كلمة المرور
بدأت تغرق من جديد فى ذكرياتها وأصابعها وعينيها يعملان فى جهاز الكمبيوتر
تذكرت صدمتها الرهيبه عندما علمت بالحقيقه, والمعاناه التى كابدتها والخوف الذى انتابها عندما عرفت انهم لن يتركوها وزوجها بل سيسعون خلفها بكل وسيله, وأن علي هو الباب الذى يجب أن يكسر ليصلوا اليها
كانت لديها رغبة صادقه لإصلاح الأمر والتكفير عما ارتكبته دون علمها, والخلاص من شبكة العنكبوت التى أحكمت خيوطها حولها وحول زوجها الذى سقط فى الشبكه لمجرد أنه حاول أن يخرجها منها
كل هذا جعلها تنصاع تماما لأوامر مصطفى والتى كانت تتلقاها عن طريق زميلته داليا المسئوله المباشره عنها, حيث كانت تلتقيها فى الخفاء بعيدا عن جواسيس جيف
تذكرت ساره موجات الرعب الرهيبه التى كانت تنتابها كثيرا والمعاناة النفسيه التى مرت بها, مما كان يدفعها فى بعض الأحيان الى الرغبه فى البقاء وعدم الذهاب اليهم
تذكرت عدم استطاعتها الصمود أمام جيف فى أول لقاء لها معه بعد أن عرفت الحقيقه, وحالة الهلع التى انتابتها مما جعلها تفر هاربه وتعود الى علي
تذكرت استسلامها التام لجيف بعد أن أيقنت تماما أنه حاصرها هى وعلى, لقد فعلت كل هذا لتخلصه من بين أيديهم, وحتى تستطيع البقاء بينهم حتى تنهى المهمة التى كلفها بها مصطفى
أخيرا.........
همست ساره بفرح بعد أن استطاعت الوصول الى كلمة السر الصحيحه
ظهر أمامها على الشاشه مجموعة كبيرة من القوائم, ولكنها لم تستطع أن تفهم منها شئ, كانت مكتوبه بالشيفره
بدأت بسرعه فى ارسال القوائم عبر البريد الإليكترونى الى العناوين التى حفظتها من داليا, ليتولوا عملية فك الشيفرة
بقيت منتظره قليلا, وعندما تمت العمليه بنجاح , ابتسمت برضا
هل أنجزت عملك؟
انتفضت ساره برعب شديد واستدارت بحده بالكرسى الدوار الذى تجلس عليه, لتفاجأ بجيف أمامها, يحمل فى يده مسدس صغير وفى عينيه بريق مخيف
و صلى اللهم و سلم على حبيب الذاكرين
و الحمد لله رب العالمين
المفوض امره لله
6th January 2011, 01:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أحسنت ايتها الأبنة الفاضلة , نرجو أن تكتمل القصة لنهايتها ,
جزاك الله خيرا
ريحآنة آلجنه
24th January 2011, 08:34 AM
االسلام عليكم
أنا اتاخرت شوية علشان تكون أختي لك عدت خلصت امتحانات وتتابع معايه القصة احنا قربنا على النهاية ان شاء الله
الحلقه الثانيه و العشرون
اتسعت عيناها برعب وبدأ جسدها يرتجف بشده
قال بهدوء : هل ظننت أننى بهذا الغباء؟ من المؤسف حقا أنك قضيت كل تلك الأعوام بصحبتى ولم تعرفى بعد من هو جيفرى باركلى
هل تعتقدى أنه من الممكن أن أضع قوائم بكل تلك الأهميه فى الكمبيوتر الشخصى؟
كنت أعلم تماما أنك ستبحثين عنها هنا, فليس هناك فى هذا الكون من يعرفك مثلى
لذلك أعددت لك قوائم غير حقيقيه, ووضعت لها كلمة مرور ضعيفه لتصلى اليها بسهوله وترسليها اليهم
يسعدنى دائما تقديم المساعده, أعلم كم هم فى شوق عارم ليحصلوا على تلك القوائم
ومن أجل المعزة التى أكنها لك فى قلبى سأخبرك بمكانها الحقيقى, انها هناك فى الكمبيوتر الخاص بالجامعه, لاأحد يستطيع الوصول اليها سواى
أنت أول انسان يعرف تلك المعلومه.....وآخر انسان
كانت تنظر اليه برعب هائل وأنفاسها تتلاحق بشده وهو يقول : للأسف لم أثق بك لحظة واحدة, كنت أعلم تماما أنك ستقدمين على فعل أحمق, فدائما تختارى الأسوأ
معى كنت ستصبحين ملكه, ولكنك اخترت أن تكونى مع الجانب الأضعف
لقد تركتك تفعلين ما يحلو لك, بل ومنحتك السكين الذى ستذبحى به نفسك, ولكنك ساذجه وبريئة للغاية, لقد ربيتك على يدى وأعرف تماما فيما تفكرين وماذا ستختارين
ألقى بالمسدس فوق المنضدة واقترب منها وأمسك بذراعى الكرسى الذى تجلس عليه وجذبه بحدة لتقترب منه
انكمشت ساره فى الكرسى وهى ترتجف برعب وجيف يزداد بريق عينيه لمعانا وصوته يتحشرج وهو يقول : كنت دائما تسيرين خلفى ككلب صغير مدلل, وتتجنبين الإنخراط فى الصخب والعبث والحفلات وتبتعدين عن الأصدقاء, لتبقى فى العمل ساعات كثيرة الى جوارى, ولطالما اعتبرتك ملكا خاصا لى, منذ أن رأيتك لأول مرة وأنا موقن أنك لن تفلتى من بين يدى.
ولكنك حقا فقت كل التوقعات, وبعد كل ما فعلته لأجلك, يأتى ذلك الإرهابى القذر لينالك بكل سهوله
خرج صوتها ضعيفا للغايه يمتلئ رعبا : دعنى أرحل
صرخ بحده ألجمت لسانها وجمدت أطرافها من الرعب : لماذا؟
لتعودى اليهم وتقولى عفوا فشلت فى الحصول على القوائم؟ ثم يسامحونك وتعودى الى ذلك القذر؟..أنت تحلمين
ان السيناريو الذى أعددته لك مختلف تماما
أولا سأحقق ما حلمت به دوما منذ أن رأيتك لأول مرة, وبعدها أرسلك اليهم هديه مغلفه فى صندوق كبير....هذا أقل ما يمكن أن أفعله بعد أن خنتينى
مد يده وأمسك بطرحتها وجذبها, ولكنها أمسكت بيده وأخذت تدفعها بعيدا عنها وهى تهتف بصوت باكى : ابتعد عنى
كان أقوى منها بكثير..لكن حب النجاة والمقاومه تفجرت فى عروقها
نزعت أحد الدبابيس التى تثبت بها طرحتها وغرزته بعنف فى وجهه بجانب عينه, حتى انه انثنى
صرخ جيف من الألم, وارتد الى الخلف مبتعدا عنها, مما أتاح لها الفرصه لتقفز من الكرسى وتجرى باتجاه الباب
لحق بها بسرعه, فغيرت مسارها وارتدت الى الخلف فى مناوره سريعه منعته أن يمسك بها
التفت اليها والشرر يتطاير من عينيه, وجذب الدبوس من وجهه فسالت دماءه, وقال بغل وهو يتقدم منها : الى أين ستذهبين؟
أنت الآن كعصفور صغير عاجز عن الطيران , سقط من فوق شجرة وتتناوله كل الأيدى
أخذت تتراجع للخلف وهى تفكر فى سبيل للنجاه حتى اصطدمت بالمكتب, امتدت يدها وتناولت كل ماوصلت اليه وأخذت تقذفه بكل ما يقع فى يدها
تراجع قليلا ثم تقدم من جديد متفاديا قذائفها
هجم عليها بشراسه وأمسك بيدها وهى تدفعه بكل قوتها بيدها الأخرى, وتخمشه بأظفارها, وتركله بقدميها, وهو لا يتأثر بكل هذا بل يزداد ضراوه
فغرزت أسنانها فى يده فصرخ متألما ودفعها بقسوه لتصطدم بالمنضدة التى فوقها جهاز الكمبيوتر المفتوح
حاولت أن تتشبث بأى شئ فوق المنضده لكنها فشلت
سقطت أرضا وسقطت بجوارها كل الأغراض التى كانت بجوار الكمبيوتر وسقط بجوارها الكرسى الدوار
نزل جيف على ركبتيه أمامها ودفع الكرسى الدوار بعيدا, وأخذ يقترب منها وهى تزحف مبتعده عنه حتى أمسك بطرحتها وجذبها بقسوه, انتابها رعب هائل وهى تحاول التملص من يديه وابتسامته الخبيثه تزيد من رعبها وهو يقول : مهما حاولت فلن تستطيعى الإفلات, أنت ملكى و.......
شهق بعنف وجحظت عيناه وهو ينظر اليها عندما اخترقت قلبه ثلاث رصاصات متتاليه
زحفت ساره الى الخلف بسرعه مبتعده عنه
نظر الى يدها فوجدها تحمل مسدسه الذى كان يهددها به منذ قليل
نظر فى عينيها وقال ببطء : ألم أقل لك, دائما ما تختارين الحل الأسوأ
خر على وجهه مفارقا الحياه
نظرت ساره الى المسدس فى يدها بذهول غير مصدقه أنها استطاعت ان تقدم على تلك الفعله
ألقت بالمسدس بعيدا برعب وأخذت تزحف الى الخلف حتى التصقط بالجدار تماما, وانتابتها حالة انهيار شديده وأخذت تبكى بعنف وهى تضم ذراعيها حول بطنها, كما لو كانت تحاول أن تحمى شئ ما
وبدأ انهيارها يشتد وبكائها يعلو ويزداد وهى تنظر لباب الحجره
انهم قادمون....قادمون..
شاهدوها تقتل جيف فى كاميرات المراقبه
قادمون بعد أن سمعوا طلقات الرصاص
قادمون للقضاء عليها........ولاسبيل للنجاة
تناول مصطفى ابريق الشاى وسكب الماء الساخن فوق أكياس الشاى فى الفنجانين الموضوعة على المائده وأخذ يقلب السكر بهدوء
ثم تناول أحد الفنجانين وجلس على مقعد وثير فى ركن الصاله الواسعه, داخل منزل واسع اتخذه فى أحد أحياء نيويورك
رشف رشفه صغيره من الفنجان ثم نظر الى رفيقه الجالس الى المائده مسندا مرفقيه الى سطحها الزجاجى, دافنا رأسه المنكس بين كفيه بصورة تنم عن الحزن البالغ
قال مصطفى بهدوء : ألن تشرب الشاى قبل أن يبرد؟
تلقى الصمت ردا بليغا
زفر بقوه وقال باشفاق : لماذا لا تحاول أن تنام قليلا, انك لا تنام تقريبا, ان ظل الحال هكذا فسينهار جسدك من عدم النوم
زفر بضيق شديد وتململ فى جلسته عندما لم يتلق ردا على حديثه, فهتف قائلا : على, مابك؟.هل ستظل على تلك الحالة طويلا؟ انك تحمل نفسك فوق طاقتها, يجب أن تستفيق لنفسك
خرج صوت عميق كسير من ذلك التمثال الجالس الى المائدة متشحا بالحزن والألم : ربما...فقط لو استطعت التعايش مع الجرم الذى ارتكبته
زفر مصطفى بضيق شديد وهو يترك فنجانه على طاولة صغيرة بجوار مقعده : أتقول هذا ونحن على وشك الإنتهاء من الأمر؟
ألم نناقش الأمر آلاف المرات؟ عجبا..كلما تحدثت اليك أشعر وكأننى شيطان رجيم
رفع على رأسه من بين يديه ببطء والتفت الى مصطفى بوجهه الحليق بعد أن أزال لحيته كلها وأخذ ينظر اليه بصمت ووجهه فى جمود, ثم قال بعد صمت : أنا أتحدث عن نفسى وليس عن اى انسان آخر...ماذا أقول لربى عندما يسألنى عنها؟ كيف أفرط فيها بهذه السهوله؟
زفر على زفرة حارة ألهبت قلبه : سأحيا بقية حياتى أحترق بنيران السؤال ولن تطفئ نيرانى اجابه واحده ...هل ما فعلته كان صوابا أم خطأ؟.. هل كان يجب أن أخبرك من البدايه ؟ أم أسكت وامنعها من عملها واحاول أن أصلح الأمور بنفسى؟
كلما تذكرت انها كانت تستجيب لى بسرعه مذهله....
ضرب قبضته فى المائده بقوة فاهتز فنجان الشاى مريقا بعضا مما به وقال بغضب : ما كان يجب أن أتركها تسافرمن البدايه
قال مصطفى بهدوء : أقدر تماما ماتعانيه, ولكن تذكر أن هناك فتيات مثلها لا نعرف عن هن شيئا تعرضن لمثل ماتعرضت له وواجبنا أن نحاول انقاذهن, كما أن هناك جيش كبير منظم من البشر يقوم بتنظيم عمل هؤلاء الفتيات والعمل على سرية العمليه
لقد تفهمت زوجتك الأمر تماما واختارت السفر بارادتها, لقد أرادت أن تصلح الأمر وتكفر عما اقترفته دون أن تدرى
نظر اليه على بحده وقال بغضب شديد : ساره لم تقترف اى شئ.. اياك أن تظن لحظه واحده انه من الممكن أن تجعلوها كبش فداء لكم , سأدافع عنها بحياتى, فهى ليست مسئولة عن أخطائكم الفادحه
عقد مصطفى حاجبيه بشده وقال بدهشه : أخطائنا؟؟...عمن تتحدث؟
على ولازال الغضب يقطر من كلماته : عمن يسمحون لتلك البؤر العفنه باختراق ابناء وبنات هذا الوطن, ويلقون بهم لقمة سائغة وصيدا سهلا لكل الطامعين وهم فى سن خطيرة وليس لديهم أية ميكانيزمات دفاعية, أو ثقافة تحميهم أو دين يتمسكون به
وأول من سيدفع الثمن هو أبيها الذى لفظها وسعى بكل وسيلة للتخلص منها ومن مشاكلها
نظر اليه مصطفى وقال بتفهم : اطمئن ..لا يمكن لأحد أن يمسها بسوء..فهى لم تكن تعلم بأى شئ
قال على بألم : لقد سافرت برغم خوفها الشديد, وافقت تحت وطأة الضغوط التى مارستها عليها, تحولت لهجته الى الغضب الهادر : لن أسامحك أبدا, لن أنسى لك أنك أخلفت اتفاقنا والتقيت زوجتى من خلف ظهرى
هب مصطفى بغضب شديد : كف عن تصوير الأمر كما لو كان جريمة خيانه, أنا لم أتحدث اليها سوى مرة واحده فى عيادة د. عبد الرحيم, وفى وجود زميلتنا داليا, وهى التى أصبحت المسئولة المباشرة عنها, والتى تلقنها كل شئ
حاول أن يسيطر على أعصابه وقال بهدوء : عليك أن تهدأ وتفكر بعقلك لا بعواطفك , فنحن فى موقف لا يحتمل أى توتر
زوجتك كانت أكثر شجاعة منك, واختارت أن تساعدنا بارادتها, لقد فهمت الحقيقة التى ترفض أنت أن تفهمها, لو لم تسافر اليهم فلن يتركوها أو يتركوك
لقد قامت بواجبها بنجاح, ولم يبقى سوى خطوة واحدة وتعود اليك
كف عن عنادك الذى كاد أن يرديك وانظر للأمور من وجهها الصحيح
ابو صفية
25th January 2011, 12:37 PM
جزاكى الله خيرا اختاه واتمنى حقا الا يكون هناك تاخير مرة اخرى
واحب اضيف ان اكيد مصطفى طلع على من السيارة قبل ان تدهس
لك عدت
26th January 2011, 04:12 PM
يااااه,أعصابى تعبت؟!!
أنا متشكره جدا ياريحانه لأنك حسه بمأساتى ؟!بس أنا بصراحه كنت بقرأها على الموبيل فى الاول بس لما كترت كانت بتبقى تقيله على الجهاز وبتفتح بصعوبه؟!
وبصراحه بستحرم استخدم نت المستشفى فى غير الابحاث,
المهم انا بحيكى على الروايه الرائعه , لوأنها كانت سبب لموقف غريب ومشكله صغيره كده حصلت معايا,(انا كنت بحكى الحكايه لصحباتى وأحنا نازلين على سلم (فى المدينه) وفجأه لقيت خبطه على كتفى من ورايا ,على الصبح بتحكوا مسلسلات؟؟ قلتلها (انتى ليه مسكه الخيط الاسود)دا مش مسلسل دى روايه على النت على هيئه مسلسل ,صرخت فيه وقالت أديكى قلتى مسلسل!!, قلتلها (مش بقلك انك ديما مسكه الخيط الاسود) روايه على منتدى أسلامى اسمها الرجل الشاب ذو اللحيه السوداء على منتدى اسلامى لاهل السنه,سكتت شويه وقالتلى اسمه ايه قلتلها ,الاسلام لك,بس متبقيش تمسكى الخيط الاسود وأمسكى الخيط الابيض(تعبير ماما ديما تقلهولى مكنتش فكراه بيزعل بحب اقوله بدل كلمه سؤ الظن),قالت انتى اللى ماشاء الله تعبيراتك بيضاء قوى؟؟ وسابتنى ومشيت .يرضيكى!!
على فكره انا عرفه انها قصدها خير لأنها من الناس الغيوره جدا على دينها!ومن الناس اللى بحب لما أقبلها اسلم عليها,ومفيش حاجه حصلت .
جزاكم الله خيرا
المفوض امره لله
7th February 2011, 01:27 PM
حمدا لله على السلامة وحشتنا قصتك وروايتك الجميلة نرجو ان تتفضلى بثرد باقى القصة الرائعة , بارك الله فيك .
ريحآنة آلجنه
21st February 2011, 03:28 PM
أختي لك عدت والأعضاء الكرام
أولا بهني الأمة الإسلامية على سقوط الطاغية وعقبال الباقيين
معليش للي حصل لصحبتك وان شاء الله تدخل الموقع وتبقى مننا وهيه الي تحكي عن الموقع
وبالمناسبة السعيدة الي حصلت لينا
وبمناسبة الثورة المصرية والتونسية
أنا هخلص لكم القصة انهاردة ان شاء الله
أكمل بغيظ : يا الهى..أكاد أفقد عقلى منك ومن تصرفاتك, لقد أصبتنى بفزع لم أشعر بمثله قط فى حياتى
عندما شاهدتك من بعيد بالمنظار المكبر وبراون يطلق عليك النار ويلقيك فى حقيبة السيارة
لم يدر بخلدى مطلقا وقتها انك أخيرا استمعت لنصيحتى وارتديت السترة المضادة للرصاص
اكمل بجذل شديد : لعبتها بمهارة فائقة, خدعتهم جميعا بكيس الدماء المزيفة الذى كنت تحمله فى جيب قميصك, الاعيبك لاتنتهى ابدا
نظر اليه على وقال وهو يتذكر ما حدث : لم أرتديها لأننى خائف من الموت, لقد شعرت أنها بحاجة ماسة لحمايتى, ولا يمكننى حمايتها وأنا ميت
عندما عادت الى فى الفندق, ورأيت الرعب الهائل الذى يملأ عينيها, أدركت أنهم لن يتركوها وسيصلون اليها بأى ثمن, فهم يريدونها حية, وقتها تذكرت كلماتك عن الباب الذى يجب أن يكسر ليصلوا اليها, ولم أشأ أن أعطيهم الفرصة, لذلك ارتديت السترة المضادة للرصاص أسفل ملابسى قبل أن أذهب الى مركز التسوق لألتقيك
تنفس مصطفى الصعداء وقال : لم أصدق نفسى عندما فتحت حقيبة السيارة وبراون يتحدث مع العامل فى المبنى لأجدك حيا فيها
ظننت أننى سأحمل ذنب مقتلك طوال حياتى, وأن دماءك ستحاصر ضميرى حتى أموت
ابتسم وهو ينظر اليه باعجاب : لقد أدركت أخيرا أنك من من يعجز الإنسان عن تقبل فقدهم بسهوله
قال على بحسرة : ورغم كل هذا عجزت عن انقاذها وتركتها بين أيديهم ورحلت
زفر مصطفى بضيق : لماذا تحاول أن تتجاهل الحقيقه؟ لايمكن أن تواجههم وحدك..لقد فعلت التصرف الوحيد الصائب والممكن فى تلك الظروف, لقد تركتها ورحلت لتعود اليها
انظر ماذا فعلوا معك , لم تكد تغادر المكان حتى سعوا للتخلص منك, لو كنت بقيت هناك كانوا سيقتلونك فى كل الأحوال, ولكن الفرق أن حياتها هى أيضا ستكون مهدده, ولكنك منحتها فرصه لتخدعهم
اقترب منه ووضع يده على كتفه بتعاطف وقال : اطمئن, لن يطول الأمر كثيرا, لقد أنجزت المهمة بنجاح وأرسلت القوائم
ابتسم بسخرية تقطر بالمرارة : نعم, أنا مطمئن تماما...فزوجتى تحيا بعيدة عنى من شهرين بين مجموعة من الأوغاد وأنا أجلس هنا أتسامر معك وأتناول الشاى
جلس مصطفى على الكرسى المجاور له وأطلت من عينيه نظرة اعجاب كبيرة وهو يقول باشفاق : هل رددتها اليك لتعذب نفسك كل هذا العذاب؟
قال بهدوء : بل لأننى لم أصل بعد لتلك المرحلة من النذالة, ليس باستطاعتى أن أتركها وحدها وأهرب, على أن أشاركها نفس المصير
اتسعت ابتسامة الإعجاب فى وجه مصطفى وقال : ولهذا رضخت أخيرا لما طلبته منك ونفذته بدون اعتراض, حتى تستطيع البقاء هنا بجوارها
قال على : نعم, ولأول مرة من سنوات عديدة أزيل لحيتى كلها
قال مصطفى باسما : أنت حقا صعب المراس, كنت مضطرا أن أطلب منك ذلك, ألا تعلم أن لحيتك المميزه قد جعلت منك شخصية شهيرة للغاية هنا؟
برغم ان مافعلوه معك ومعها كان تمثيلية متقنة الصنع
اوهموك انك اصبحت ارهابى شهير وان الشرطه فى اثرك, والأمر لم يتعد فيلم سينمائى متقن الصنع بثوه عبر دائرة تليفزيونية مغلقة
عليك ان تظل متخفى
فالأمر لا يحتمل مفاجآت جديدة
تأمل ملامح وجهه الوسيم الحليق وحاول أن يغير الموضوع قليلا ليخرجه من حالته السيئه, فقال مداعبا : أنت عجيب حقا, لا أدرى كيف لرجل عاقل أن يخفى كل هذه الوسامه خلف غابة من السواد. أتخشى أن تطاردك النساء؟
تجهم وجه على وقال بضيق : ان كل ما أخشاه الآن أن يخبروها بنبأ موتى, أخشى أن تنهار فى أية لحظة
قال مصطفى : اطمئن , ليس هذا من مصلحتهم, فهم يريدون استغلالها قدر ما يستطيعون, والا لم صنعوا شبيها لك وجعلوه يركب الطائرة أمام عينيها؟
انهم الآن يعتقدون أنهم وجهوا الينا ضربة قاصمة بقتلك واستقطابها الى معسكرهم ولن.....
و صلى اللهم وسلم على خير من وطأت قدماه الارض
و الحمد لله رب العالمين
ريحآنة آلجنه
21st February 2011, 03:29 PM
الحلقه الأخيره
الحلقه الاخيــــــــــــــره
قطع استرساله فى الحديث جرس الهاتف, نهض من كرسيه واتجه الى ركن الصالة وتناول سماعة الهاتف الموضوع على طاولة صغيرة وأجاب
فجأة....انهال عليه الصمت تماما, واتسعت عيناه بدهشة
شعر على بالقلق الشديد من تعبيرات وجهه فنهض من مكانه واقترب منه وهو ينتظر بفارغ الصبر أن ينهى المكالمة
وبمجرد أن وضع مصطفى السماعة, بادره على بلهفة : ماذا حدث؟
التفت اليه مصطفى والدهشه على وجهه : زوجتك
قال بقلق بالغ : هل حدث لها مكروه؟
مصطفى : اختفت
هتف على بغضب : ماذا تعنى؟ قل مباشرة
مصطفى : سالم المكلف بتعقبها يقول انها خرجت من المركز فى وقت متأخر أمام كل الأعين, وبعد مدة تركت سيارتها واستقلت مترو الأنفاق واختفت هناك
على بقلق هائل : وماذا يعنى ذلك؟..هل اختطفوها؟
مصطفى : لا أظن..فهم أيضا يبحثون عنها
أسرع مصطفى يفتح الباب بمجرد أن سمع جرسه يرن
دخلت داليا مسرعة وهى تلهث وتقول باهتمام كبير : سيد مصطفى لقد وجدوا د.باركلى ميتا فى المركز
انتفض على وتقدم منها وهو يهتف بفزع : قتلته؟
نظرت اليه داليا وقالت بدهشة كبيرة : كيف عرفت؟
سأل مصطفى باهتمام : هل قتلته بالفعل؟
قالت داليا بحيرة : لا أدرى..حقا لا أدرى
لكن رجلنا فى المركز يقول ان هناك ارتباك شديد وانهم وجدوا د. باركلى مقتولا وانهم يبحثون عن سارة بجنون
هتف على وهو يتحرك بعصبية نحو الباب : انها فى خطر كبير, يجب أن أجدها قبل أن يصلوا اليها
أمسك مصطفى بذراعه وقال بصرامة : انتظر, لن تخرج من هنا
التفت اليه على والشرر يتطاير من عينيه: ماذا أنتظر؟ ساره وحدها ضائعة فى هذا البلد, والكل يطاردونها
قاطعه مصطفى بصرامه : اسمعنى جيدا, أنت هنا على ملعبهم, ولن تجدها أبدا اذا لم تهدأ وتفكر بعقل
لقد مات باركلى, الشخص الوحيد الذى يمكن أن يعرف كيف تفكر وأين يمكن أن تذهب, وهذا فى صالحنا تماما
لم يعد هناك غيرك يستطيع أن يجدها, أنت الوحيد القادر على معرفة أين ذهبت, هروبها الآن ليس له سوى معنى واحد, أنهم كشفوها بشكل ما مما يعنى أنها لم تنجح بالفعل فى العثور على القوائم. والا لكانت قد لجأت الينا فى أحد العناوين التى حفظتها من داليا
نظر الى داليا متسائلا : أليس كذلك؟
هزت رأسها بالموافقة وقالت : لم تصلنا أى أخبار من المنازل التى أعطيتها عناوينها
التفت الى على وقال : اذا فالأمل الوحيد هو أن تعمل فكرك وذاكرتك لتجدها , أنا واثق تماما أنك ستنجح..أعتمد عليك فى هذا
تركه على وسار ببطء نحو النافذه وعلى وجهه دلائل التفكير العميق وسمعه مصطفى يتمتم بكلمات لم يتبين منها سوى اللهم..
أخذت عينا على تدوران فى أرجاء المدينة الكبيرة التى تبدو صغيرة من ذلك الإرتفاع الشاهق فى البناية التى يسكنونها
وبعد عدة دقائق التفت الى مصطفى وعينيه تبرقان ببريق قوى وقال بثقة : عائلة آجنس
مصطفى بشك : أول عائلة استقبلتها فى أمريكا؟؟
ولم تذهب اليهم الآن؟ لن يستطيعوا مساعدتها
على وهو يبتسم : ليس عندما يكون هناك مارك آجنس
عقد مصطفى حاجبيه بتساؤل فقال على : مارك آجنس فتى متهور شديد التمرد, وهو هاكر محترف استطاع اقتحام الكمبيوتر الخاص بالبنتاجون والحصول على وثائق بالغة السرية
ولكنهم اكتشفوه وقضى فترة عقوبة بالسجن
كانت ساره تعطف عليه كثيرا, وتتأثر لما يحدث له
ابتسم مصطفى برضا والتفت الى داليا وقال : داليا, تعرفين ما ستفعلينه,هيا بسرعه لا وقت لدينا
اتجه على نحو الباب وهو يقول بسرعه : سأذهب اليها
اعترضه مصطفى وقال بحزم : لا..لن تخرج من هنا..فأنت مستهدف, لاتزد الأمر سوءا وبدلا من أن ابحث عن واحد أغرق بين اثنين
دعنى أقوم بعملى, ولو كان ماتقوله صحيحا فسنصل اليها قبلهم
ظلت ساره تبكى بانهيار شديد . وكلما وقعت عينها على جثة جيف, ازدادت فزعا وانهيارا, قتلته دون قصد أو عمد, عندما وقع مسدسه قدرا فى يدها, فحالة الرعب التى أصابها بها لم تسمح لها باستيعاب ما تفعله حقيقة.
دفنت وجهها بين كفيها حتى لاترى جثة جيف
وظلت تبكى برعب وتنتظر أن يفتح الباب فى أية لحظة ليقبض عليها الحرس الليلى للمركزويأخذوها للشرطة, أو ربما أخذوها الى مكان آخر لا تعرفه ليستجوبوها فيه بأنفسهم, ويستخرجوا منها ما تعرفه
بعد مدة لا تدرك حجمها بدأ بكاءها يهدأ, رفعت وجهها ببطء وعقدت حاجبيها, وأخذت تتأمل السقف والجدران, فجاءتها فكرة عجيبة
ان حجرة جيف هى الحجرة الوحيدة فى المركز التى بلا كاميرات مراقبة, كما أن تأخرهم فى اقتحام الحجرة كل هذا الوقت يعنى أنهم لم يسمعوا صوت طلقات الرصاص, ربما لم يكن حارس الدور فى مكانه, أو ربما تكون الحجرة عازلة للصوت
اذا فهناك أمل فى النجاة
نهضت من الأرض مستندة الى الجدران وهى تشعر بإعياء شديد, ولكنها تحاملت على نفسها ومسحت دموعها وعدلت من ملابسها, واطمأنت أن مظهرها على مايرام
استجمعت شجاعتها الهاربة من كل أنحاء جسدها, لتتجمع فى يدها الممسكة بمقبض الباب
أخذت نفس عميق وفتحت الباب وخرجت وأغلقته خلفها, وسارت فى الممر بخطوات حرصت قدر استطاعتها أن تكون عادية.
دخلت حجرتها وتناولت حقيبتها وهى تنظر خلسة الى كاميرات المراقبة, أطفأت الكمبيوتر والأنوار وغادرت المكان
لم تصدق سارة نفسها, وتسارعت ضربات قلبها بشدة وهى تعبر بوابة المركز وترحل بسيارتها أمام أعين الحرس مثل كل يوم
استمرت ساره تسير بسيارتها فترة وفكرها شارد حزين, لاتدرى أين تذهب, كان قلبها يرتجف بشدة من الخوف والوحدة, وأخذت تقاوم دمع عينيها حتى تستطيع رؤية الطريق أمامها
قررت أن تذهب لأقرب عنوان بيت آمن حفظته من داليا
فجأة قفزت صورة علي أمام عينيها, وبدأ الخوف يراودها
كيف ستعود بعد أن فشلت فى مهمتها, وماذا ستقول لهم؟ وهل سيتقبلون فشلها؟ وماذا سيقول علي عنها؟
والطفل الذى ينمو بداخلها هل سيعرف أن أمه كانت يوما ما جاسوسة؟
انتابتها قشعريرة شديدة لمجرد ذكر الفكرة, وأدركت أن العودة مستحيلة قبل أن تكمل ما بدأته
تذكرت أنها مراقبة من الجانبين, وأخذت تفكر فى وسيلة للهروب من المراقبة
أوقفت سيارتها الى جانب الطريق وخرجت منها, وأسرعت الخطا ونزلت الى محطة مترو الأنفاق, وفى الأسفل وقفت تنتظر المترو, كانت المحطة خالية الا من بضعة أشخاص قلائل فى تلك الساعة المتأخرة من الليل.
ركبت المترو وبدأت رحلة مناورة للهروب من المراقبة
كانت ساره تعرف جيدا تلك البلد جيدا فقد قضت فيها سنوات عديدة
كانت تعرف جيدا أى المحطات تكون خالية فى تلك الساعة من الليل, لتنزل فيها وتستقل مترو آخر
ثم تنزل فى المحطات التى بها مسارات متقاطعة للمترو وتبدل مسارها الى اتجاه آخر فى المدينة
بدلت مسارها عدة مرات, حتى اطمأنت تماما أنها بعيدة عن كل عين تتبعها, بعدها خرجت من شبكة المترو لتستقل تاكسيا الى منزل عائلة آجنس
وقفت أمام الباب قليلا, ومرت بذاكرتها الأشهر الثلاثة التى قضتها مع تلك العائلة فى أول مرة تطأ قدميها تلك الأرض
تذكرت ترحيبهم بها ومعاملتهم الحسنة, سمعت صوت موسيقى صاخبة يأتى من الداخل, وعرفت أن مارك بالداخل, فهذه الموسيقى يحبها كثيرا
استجمعت شجاعتها وضغطت الجرس وهى تحاول أن ترتب أفكارها وتبحث عن حجة مناسبة لقدومها اليهم بعد كل هذه المدة الطويلة وفى هذه الساعة المتأخرة من الليل
بعد قليل فتحت الباب سيدة شقراء أخذت تحدق بوجهها بدهشة كبيرة, فقالت ساره بهدوء : كيف حالك آنى؟
صرخت آنى بسعادة : ساره! ساره العزيزة, كيف حالك؟ افتقدتك كثيرا
احتضنتها بشوق وهى تهتف : تعالى..ادخلى
بدأت ساره تشعر بالراحة بعد استقبال آنى الحافل لها..كما هى تماما, لم تتغير, ودودة, طيبة
دخلت ساره الى البيت وهى تسألها : كيف حال بيل؟
قالت آنى وهى تدعوها للجلوس فى مقعد وثير : انه نائم فوق, سيسعد كثيرا عندما يراكى
هزت آنى رأسها وهى تتأملها بحب : تغيرت كثيرا ساره, لم أعرفك فى البداية..تبدين مرهقة يا عزيزتى
أخذت ساره تتأمل البيت من حولها, فقالت آنى : لم يتغير كثيرا
قالت ساره : كيف حال مارك؟
ظهر الحزن فى عينى آنى ونظرت الى باب غرفة مغلقة يأتى من خلفها صوت الموسيقى الصاخبة وقالت : لم يتجاوز الأمر بعد
أنا سعيدة أنك أتيت, وجودك سيخفف عنه كثيرا, فهو يحبك ويستمع اليكى
نهضت ساره واتجهت الى الغرفة قائلة : سأراه
آنى : وأنا سأعد لك شرابا تحبينه
طرقت ساره باب الغرفة وهى تدرك أن من بالداخل لا يمكن أن يسمع صوت طرقاتها التى اختفت تحت صوت الموسيقى العالى
فتحت باب الغرفة ببطء ونظرت الى الشاب الصغير الجالس أمام جهاز الكمبيوتر وهو يهز رأسه على ايقاع الموسيقى, ثم ألقت نظرة سريعة على الغرفة التى تعج بالفوضى, ثم عادت تتأمل الشاب الجالس, كان شابا نحيلا لم يبلغ العشرين بعد, شعره الطويل الغير مصفف تنسدل خصلاته على جبينه بلا انتظام
التفت الشاب فجأة وأخذ ينظر الى ساره بدهشة, ثم اتسعت عينيه العسليتين بسعادة وهتف قائلا وهو يقفز من مكانه : من؟ الأميرة العربية؟
ابتسمت ساره بشحوب وقالت : مرحبا مارك..كيف حالك؟
قال وهو يهز رأسه : فى الأسوأ...تعالى اجلسى
لم أرك منذ مدة طويلة..حقا اشتقت اليكى
قالت وهى تجلس على الكرسى : آنى قلقة عليك
قال بلامبالاة : هذا هو الطبيعى
سألته : كيف خرجت من السجن؟
قال باسما : اطلاق سراح مشروط..وهاأنا ذا ولد مطيع وهادئ, لا أفعل شئ سوى سماع الموسيقى ولا أتسبب بالمشاكل
هز كتفيه ومط شفتيه وهو يكمل : حياة أشبه بالموت
قالت بجدية : مارك, أحتاج الى عبقريتك بشدة, فأنا فى مأزق كبير
قال باسما : ألا زلت مؤمنة أننى عبقرى؟.ولكن الجميع لهم رأى آخر
قالت : أنا مؤمنة أنك الوحيد الذى يمكنه انقاذى الآن
بدأ الحماس يدب فى ملامح وجهه, واتقدت عينيه ببريق ماكر, وقفز الى الكرسى الذى كان يجلس عليه أمام الكمبيوتر وهو يسألها بحماس : أخبرينى ماذا تريدين, وما هى المشكلة التى تواجهك؟
قالت باهتمام : ان جيف يهددنى ببعض المستندات التى لو ظهرت قد تدمر مستقبلى كله, أحتاج أن أعرف مكان الملف الذى به هذه المستندات, وما الذى يحويه على وجه التحديد
قال بدهشة : الا تعرفين مكانه؟
أجابت مباشرة : انه فى كمبيوتر الجامعه
هز رأسه بعجب وهو يعمل أصابعه فى لوحة المفاتيح : واو...انه مكان فسيح حقا
ابتسم قائلا : لا تقلقى, من أجلك أنت سأعثر عليه, ونكاية فى ذلك الوغد الأحمق
لكم كنت أكرهه, كان دائما ما يذكرنى بالساحر الشرير فى قصص الليالى العربية
قالت وقد بدأت الإبتسامة تعرف طريق شفتيها : تقصد ألف ليلة وليلة
قال ضاحكا وأصابعه تعمل بجد وعيناه على شاشة الكمبيوتر : نعم..الذى يسعى دائما لسرقة التفاحة الذهبية واختطاف الأميرة
التفت اليها وقال ببساطة : ولكن الأميرة العربية تغيرت كثيرا, ازددت جمالا, هل تزوجت؟
هزت رأسها , فقال وهو ينظر الى الشاشة ويعمل بجد : أتوق لرؤية ذلك الفارس العربى الذى أنقذ الأميرة من الساحر الشرير
قالت بدهشة : ومن أدراك أنه عربى؟
قال بتأكيد : لا يمكن أن يحظى بقلب الأميرة سوى فارس عربى
عقدت حاجبيها وقالت بشرود : لديك تعبيرات غريبة حقا
قال باسما : انت التى علمتنى
الا تذكرين عندما كنت تعيشين معنا ؟ كنت فى الحادية عشر, وكنتى تحكين لى باستمرار قصص الليالى العربية, والسندباد
زفر بحرارة وقال بحزن : كنت أظن وقتها أن العالم ملئ بالأخيار وأنهم يجب أن ينتصروا, ولكنى عندما حاولت أن أصبح واحدا من الفرسان الأخيار وأكشف للناس زيف الساحر
هز رأسه وأكمل بسخرية مريرة : ألقى الى بكرته النارية, وحبسنى فى كهف التنين, وسقط العالم كله تحت سيطرة الساحر الشرير, واستطاع أن يبسط سحره ليسيطر به على عقول الناس
تأملته سارة طويلا وملأ قلبها الأسى لأجله وهى تفكر, لم يعد هو مارك الصغير المرح الودود, ذى الأحلام الرومانسية, لقد سحقوا روحه بقسوة
ريحآنة آلجنه
21st February 2011, 03:30 PM
أكمل بود : ولكن رغم كل هذا, تبقى الأميرة العربية هى أفضل أصدقائى
ابتسمت ساره برضا وقالت : ثقتى فيك لم تهتز أبدا..كنت أعلم أنك الوحيد القادر على مساعدتى
صمت مارك قليلا وتجهم وجهه, ثم هتف بضيق : اللعنة, هذا السافل يضع كودا سريا
قالت ساره بقلق : هل ستنجح فى التوصل اليه؟
مط شفتيه وقال ببطء : ليس الأمر بتلك السهولة, ولكنى سأجده. من أجلك سأجده
أخذ الإثنان يعملان لمدة طويلة, وخاضا محاولات لا حصر لها, والوقت يمضى وبدأت ساره تشعر بقلق كبير وهى تفكر فيما ينتظرها بعد أن يكتشفوا جثة جيف, لاشك أنهم سيقلبون البلد عليها, وقد يستدعوا توم, وعندها سيجدونها لامحاله
مسحت وجهها بكفيها وظهر عليها القلق الشديد وقالت لمارك : لابد أن تنجح, مستقبلى كله يتوقف على هذا الملف
تركت الكرسى وأخذت تدور فى الحجرة, ثم توقفت قليلا أمام النافذه, ونظرت الى ضوء الفجر الذى بدأ يلوح فى الأفق, وزفرت بيأس وظهرت الدموع فى عينيها وهى تهمس : ياالله..ساعدنى..أعلم أنك موجود..الآن فقط أنا متأكدة أنك موجود
أسندت رأسها الى زجاج النافذه باعياء شديد, وتلاحقت أنفاسها وهى تهمس بضراعة : ساعدنى يا الهى, أعلم أننى مذنبة وعاصية, أقر وأعترف بذنبى لك وحدك, ولكن من سواك ألجأ اليه, ساعدنى يا الهى من أجل علي, بل من أجل ذلك الجنين الذى ينمو بداخلى, ساعدنى أن أنجز المهمة وبعدها لا يهمنى ما يحدث لى, سأتقبل قدرى مهما يكن
أسندت جبينها الى زجاج النافذه وأغمضت عينيها بقوة وسالت دموعها
فجأة...سمعت صوت مارك يضحك بطريقة تمثيلية : ها ها ها ها.. افتح يا سمسم
التفتت اليه بلهفة كبيرة ومسحت دموعها وعادت الى كرسيها وعينيها على شاشة الكمبيوتر
فقال مارك بمرح : هكذا تعلمتها منكى : افتح يا سمسم
أخذت نفس عميق وعينيها على شاشة الكمبيوتر وهى تهمس : الحمد والشكر لله
قال بعجب : ماذا قلت؟
قالت باسمه : تستحق عن جدارة لقب على بابا هازم الأربعين حرامى
تناولت منه لوحة المفاتيح وأخذت ترسل القوائم الى العناوين التى تحفظها
انتفضت ساره بخوف على الصوت المميز لسيارة الشرطة, ارتبكت قليلا ثم عادت أصابعها تعمل بسرعة فى لوحة المفاتيح وعندما اطمأنت أن العملية تمت بنجاح, أزالت كل الملفات وأى شئ يدل على ما كانت تفعله هى ومارك من على الجهاز, ولم ترفع يدها من على لوحة المفاتيح الا عندما وجدت نفسها أمام اثنين من رجال الشرطة, رجل وسيدة, وأخذت الشرطية تلقى على مسامعها حقوقها, وقالت : أنت مطلوبة بتهمة قتل جيفرى باركلى
ظهر على وجه آنى الفزع واتسعت عينا مارك بذهول ونظر الى ساره وهتف : وااااااااااو قتلتيه ؟.....حقا؟
هزت رأسها باستسلام وعلى وجهها الإعياء الشديد
ضحك مارك بطريقة غريبة وقال بحماس : انه يستحق, حقا يستحق
التفتت اليه الشرطية وقالت بغلظة : ماذا تعرف عن هذا الأمر؟
أسرعت ساره تقول : انه لا يعرف أى شئ, أنا التى قتلته
وضعت الشرطية الأغلال فى معصميها وقادتها الى الخارج بقسوة
فاستوقفها مارك برجاء : هلا كلمتها كلمة أخيرة
توقفت الشرطية وقالت بغلظه قل ما تريد بسرعة : نظر مارك الى ساره باشفاق وقال بتعاطف : ساره, لا تقلقى, واعلمى أن السجن ليس أسوأ مكان فى العالم, هكذا تقول صديقتى تينا
سأتحدث اليها فلديها صديقات كثيرات فى السجن يمكن أن يعملوا على رعايتك
حاولت ساره أن تبتسم له لكنها عجزت, فهزت رأسها ثم ألقت الى آنى نظرة امتنان كبيرة
دفعتها الشرطية أمامها وهى تقول : هيا
اقتادوها الى سيارة الشرطة, ورحلت مودعة بنظرات الإشفاق والتعاطف من مارك وآنى
..............................................
دخل مارك الى حجرته وهو يشعر بحزن بالغ, وجلس ينظر الى شاشة الكمبيوتر بشرود وتمتم بأسى : الحياة شديدة القسوة على من لهم قلوب كساره
انتفض على صوت اقتحام باب البيت, وبمجرد أن نهض من مكانه ليعرف ما الأمر, حتى وجد نفسه محاطا بمجموعة من الرجال لا يعرفهم
سأله أحدهم مباشرة : أين ساره؟
اتسعت عينا مارك وفغر فاهه من الدهشة وصمت تماما من المفاجأة
ابتعدت سيارة الشرطة بمسافة كبيرة عن البيت, التفتت الشرطية الى ساره التى تجلس بجانبها فى المقعد الخلفى للسيارة وابتسمت وقالت بلهجة مصرية خالصة : ساره, حمدا لله على سلامتك, السيد على فى انتظارك
التفتت اليها بدهشة عظيمة واتسعت عيناها عن آخرهما وهى تتأمل تلك الشرطية الأمريكية الشقراء وهى تخرج من جيبها مفاتيح الأغلال وتحل قيودها وهى تبتسم لها بود وتقول : عذرا, لم نجد وسيلة أفضل لإنقاذك, فهم يسعون خلفك
ابتلعت ساره ريقها وبدأت تشعر بالأمان وهى تنظر الى رفيقتها المصرية التى قالت بعد قليل : سنبدل السيارة وملابسنا كذلك, ونظرا لأن شكلك مميز للغاية فعليك أن تتخلى قليلا عن حجابك
لم تتوقع الفتاة المصرية التى ترتدى زى شرطية أمريكية أن يكون رد فعل ساره على كلامها بهذا العنف
فلقد صرخت ساره فى وجهها صرخة غاضبة أفزعتها : لاااااا
حدقت الفتاة فى وجهها بذهول وكذلك زميلها المرتدى لزى الشرطى ويحتل المقعد المجاور للسائق, ثم صمت الإثنان تماما ولم يعيدان اقتراحهما ثانية
أسندت ساره رأسها الى زجاج النافذة المجاور لها بارهاق واضح والإعياء والتعب يحتلان كل جسدها
ومضى الوقت وهى على جمر مشتعل , تنتظر بفارغ الصبرأن تلتقى علي, حتى وصلت أخيرا الى المنزل الآمن الذى به علي ومصطفى وداليا
بمجرد أن دخلت ورأت على أمامها حتى تجمدت تماما فى مكانها وهى تحملق فى وجهه بذهول
ووجهها يحمر بشدة والدموع تتجمع فى عينيها
اندفع علي نحوها بلهفة شديدة وهو يهتف بحنان : ساره, هل انت بخير؟
ارتدت بحدة للخلف وهى تصرخ ودموعها تغرق خديها : لا.. مستحيل, لقد, لقد أزلت لحيتك
قال بعطف : كنت مضطرا حتى أستطيع أن أبقى هنا بجانبك
انهارت بارهاق على أقرب كرسى اليها وقالت بصوت متقطع يمتلئ بالألم : ولكن...أنا, أنا لا آلفك.....لا أستطيع أن آلفك..أشعر بغرابه شديده , انت لست أنت
اقترب منها وأمسك يديها الباردتين المرتجفتين وقال بصوت يمتلئ عطفا محاولا التخفيف عنها : ساره, الأمر ليس بهذه الأهميه ..انها مجرد لحيه
قالت بأسف بالغ : ولكنك تعتز بها كثيرا, لقد حلقتها رغما عنك
قال بحب كبير : قد أخسر أى شئ فى الدنيا, ولكنى لا أستطيع أن أخسرك
تنحنح مصطفى مؤذنا علي بالكلام : علي..موعد الطائره, يجب أن ترحلا فورا
نظر اليه علي وقال بقلق : مصطفى, أريد أن أعود الى مصر بأمان, لاأحب أن أفاجأ بأن صاروخ طائش مجهول الهويه يعترض الطائرة...أتفهمنى؟
قال مصطفى باسما : اطمئن, أفهمك تماما, وأعد لكما رحلة آمنة برفقة مجموعة هامة رفيعة المستوى
أكمل بتردد : ولكن.......آ...احم..احم...أظن أن تخليها عن الحجاب قليلا فقط لنخرج من هنا سيكون أفضل للأمان و...
نظرت ساره الى علي وكأنما تستنجد به وتعلقت بيده وقالت باصرار : لا....لن أفعل...لن أفعل
التفت الى مصطفى وقال بصرامه : سمعت ما قالته, فابحث عن حل آخر
نظر اليه مصطفى بضيق وأشار اليه انه يريده , ربت علي على كف ساره وغمرها بنظرة حنان, ثم تركها وذهب خلف مصطفى الى الحجرة الأخرى, وبقيت داليا معها
قال مصطفى بضيق شديد وبصوت خفيض حتى لا يسمعه من فى الحجرة الأخرى : كف عن النظر الى وكأننى من الأبالسه. ان ما أفعله الآن هو لتأمينكما, انظر حولك واعرف جيدا اين نحن, لسنا هنا فى مصر
قاطعه علي بغضب شديد : اسمعنى جيدا, لقد عانت ساره كثيرا, ولن أطلب منها مالا تريده, كما أننى لا أوافق على طلبك هذا
مصطفى : ولكنك حلقت لحيتك عندما...
علي بغضب : الأمر مختلف تماما هذه المرة, فكر فى خطة أخرى, وأنا متأكد أنك لن تعجز
............................................
غادرت الطائرة الأراضى الأمريكية متجهة الى فرنسا وعلى متنها وفد ثقافى وفنى رفيع المستوى, ومجموعة من مشاهير الممثلين, للمشاركة فى مهرجان كان السنيمائى الدولى
وفى أحد أركان الطائرة كان يجلس أحد منتجى الأفلام وهو سعودى بثوبه الأبيض وغطاء رأسه المميز, وبجواره زوجته
كانت ساره مرهقة للغاية وتشعر بآلام شديدة ولكنها كتمت كل هذا بداخلها وتحملت الرحلة الطويلة فى سبيل العودة السريعة الى مصر
ومن فرنسا ...استقل علي وساره مباشرة الطائرة المتجهة الى مصر
وفى الطائرة بادرها علي بقلق : ساره, تبدين متعبة للغاية
ضغطت أسنانها بقوة حتى لاتصرخ وقالت بضعف : أظن أننى لم أنم منذ وقت طويل
قال بعتاب حانى : لازلت تخفين ألمك عنى؟
حاولت الإبتسام بصعوبة وقالت ووجهها يزداد شحوبا : عندما أعود الى البيت سأرتاح
قالت بوهن وهى تضغط يده بضعف : كم أشتاق الى العودة الى البيت لأرتاح
قال بحنان : لقد وعدتك أنى سأعيدك الى البيت
قالت بعتاب : نعم, أعلم جيدا أنك لاتخلف وعدك أبدا
قال بألم : سامحينى..كنت مضطر سامحينى
أفزعه شحوب وجهها الشديد, وارتعاشة يدها بين يديه., والعرق الشديد على جبينها برغم برودة يديها
استدعى المضيفة, فجاءت مسرعة, كانت واحدة من فريق مصطفى, مهمتها مرافقة علي وساره وتأمين رحلتهما
نهض على من مكانه وتحدث الى المضيفة : ساره مريضة للغاية, نحتاج الى سيارة اسعاف بمجرد أن نصل
جلست المضيفة مكان علي وتحدثت قليلا الى ساره, ثم أحضرت بطانية ثقيلة ولفتها حولها وقالت لعلى : انها باردة للغاية, ابقها دافئة وحاول ألا تدعها تفقد وعيها
نظرت فى ساعة يدها وقالت : ساعة واحدة ونصل ان شاء الله
سأتصل بهم ليجهزوا لها سيارة اسعاف, وسآتى لها بشراب دافئ
رحلت المضيفة وجلس علي بجوار ساره وقال وهو يمسك بيدها بين يديه : كدنا نصل يا حبيبتى
همست بضعف شديد : هل. هل مازلت تحبنى؟
قال بحنان : وهل أستطيع أن أحب غيرك؟ ماذا حدث؟ ..هذه هى المرة الألف التى تسألينى فيها هذا السؤال منذ غادرنا أمريكا
بدأت عينيها تغربان وجفنيها يتثاقلان, فقال علي بقلق بالغ : ساره لا تنامى, تحدثى الى, كدنا نصل
حاولت ان تبتسم له فلم تستطع, همست بصوت شديد الضعف : اطمئن, أنا بخير , فقط أريد أن أنام
لم تكد تكمل الكلمة حتى أغمضت عينيها تماما, وسكنت حركتها وارتخت أصابع يدها بين يديه
وارتعد قلب علي بشدة وهو يناديها ولا تجيب
بمجرد أن هبطت الطائرة فى الأراضى المصرية حتى انتقلت ساره على الفور الى سيارة الإسعاف التى كانت تنتظرها على أرض المطار ومنها الى المستشفى, وهناك كان فى استقبالهما مصطفى والدكتور عبد الرحيم الذى حضر خصيصا للإطمئنان على علي وساره
وقف على يحترق قلقا أمام الحجرة التى بها زوجته والطبيب والممرضات
ولم يكف لسانه عن التمتمه بالدعاء والإستغفار وعينيه شاردتان تماما
ووقف د.عبد الرحيم ومصطفى ينظران اليه ولا يجرؤ أحدهما على الإقتراب منه أو التحدث اليه وهو على تلك الحالة
خرج الطبيب من الحجرة أخيرا, اتجه اليه علي مسرعا وسأله بقلق بالغ : كيف حالها؟
قال الطبيب : ستكون بخير ان شاء الله, كانت تعانى من هبوط شديد بسبب النزيف, ولكنا أجرينا لها نقل دم, واستفاقت بفضل الله
ولكنى بحاجة لإجراء جراحة قيصرية لها واستخراج الجنين
عقد علي حاجبيه وقال بذهول : أى جنين؟
صمت الطبيب قليلا وعلت الدهشة وجهه ثم قال : ألا تعلم أن زوجتك حامل فى شهرها الخامس؟
ظهر وقع الصدمة رهيبا على وجه علي, ولم يستطع أن ينطق.
انتفض الجميع على صوت صرخة مدوية : علي
اقتحم علي الحجرة فوجد ساره مستلقية على الترولى والممرضات يسحبنها الى الباب الآخر للحجرة متجهين بها الى حجرة العمليات
اقترب منها وحاول أن يمسك بيدها والممرضات يجذبن الترولى فى الممر المتجه الى العمليات
وبمجرد أن رأته حتى تشبثت بملابسه بعنف حتى أن بعض أزرار قميصه تمزقت وهى تصرخ ودموعها تسيل بغزارة : علي, سيأخذون طفلى, خذنى من هنا , احمنى, احمى طفلك
أريد هذا الطفل, لقد فعلت كل هذا من أجله, لقد منحنى القدرة على المقاومة والصمود, لقد تمسكت بالحياة من أجله, لاتدعهم يقتلوه
لم يستطع علي أن يرد بأى كلمة, عقد لسانه تماما
كل ما استطاع أن يفعله هو ان حجز دموعه عن الإنهمار, وهو يربت على كتفيها وكفيها محاولا أن يهدئ من روعها
حتى أتى طبيب التخدير وأعطاها حقنة جعلتها تغمض عينيها وترتخى عضلاتها وتترك ملابس علي
أخذوها الى حجرة العمليات ووقف علي يراقبها بحسرة ودموعه تسيل بغزارة حتى توارت خلف باب غرفة العمليات, وافاه الطبيب, والتفت اليه علي قائلا برجاء : أرجوك, حاول انقاذ الطفل, أعلم تماما كم هى بحاجة ماسة اليه
قاطعه الطبيب وهو يهز رأسه بأسف : لقد مات الجنين من أيام, أنا احاول انقاذها هى, ان جسدها يرفض أن يلفظه, حالة لم أر مثلها من قبل , انها متمسكة به حتى لو قضت نحبها معه
اسند علي ظهره الى جدار الممر حتى لايسقط, وعصر عينيه بألم وهو يقول : لم أكن أعلم, لم تخبرنى
قال الطبيب باشفاق : استرجع الله وادعو لها بالنجاة, فهى بحاجة ماسة للدعاء
تركه الطبيب ورحل
انهار جسد علي على الكرسى فى الإستراحة, وترك العنان لدموعه تسيل وهو يحوقل ويسترجع
جلس بجواره د.عبد الرحيم وقال بتعاطف شديد : اطمئن يابنى, زوجتك قوية للغاية, أنا متأكد أنها ستتجاوز هذه الأزمة بسرعة, يجب أن تتماسك أمامها وتكون قويا فهى تعتمد عليك, بعد أن تتعافى ان شاء الله سأرسلها الى طبيبة نفسية جيدة
دفن علي رأسه بين كفيه وقال بانكسار : لم أكن أعلم, لم تخبرنى و....
فجأة رفع رأسه وظهر على وجهه أنه تذكر شيئا وقال بدهشة : كيف لم ألاحظ؟ كيف لم أفهم؟ كانت الأعراض واضحة كالشمس
القئ, الوهن, التعب المستمر, حالتها النفسية المتغيرة, وبكاءها السريع لأتفه الأسباب, كيف لم ألاحظ ....كيف؟
لماذا لم تخبرنى؟
أتاه صوت مصطفى يمتلئ خجلا : أنا أمرتها بذلك
رفع علي وجهه ببطء وأخذ يحدق فيه بذهول
فجأة..هب من مكانه وهجم عليه وأمسك بعنقه ودفعه الى الحائط بقسوة شديدة وقال والغضب يخرج حمما من وجهه وكلماته : من أنت لتتحكم بحياتى وحياة زوجتى بهذه الطريقة؟
من أعطاك الحق لتقصينى من مسؤليتى وتأمر زوجتى بدون علمى؟
حاول د.عبد الرحيم أن يبعده عن مصطفى الذى وقف أمامه مستسلما دون أى مقاومه
لكن علي أكمل بحده : أتدرى ما فعلته؟ لقد حولتنى الى امعه
مصطفى بأسف وبصوت مختنق من ضغط علي على حنجرته : كنا بحاجة اليها..لم يكن هناك أحد غيرها يستطيع مساعدتنا, كنت متأكدا انك لن تدعها تسافر ابدا لو علمت
قال علي بغضب عارم : لقد قتلت طفلى وكدت تقتلها, ألا تعلم ان من فى ظروفها بحاجة الى رعاية وهدوء واستقرار نفسى؟
لقد حرمتنى أن أقوم بواجبى كزوج وأب
تدخل د. عبد الرحيم : لم يعد هذا يجدى الآن, فكر فقط فى زوجتك
تركه علي وارتمى على الكرسى ودفن وجهه بين كفيه وترك دموعه تسيل بغزارة وأخذ يستغفر بقوة وقال : كيف يسامحنى الله على ما فعلته بها؟
مضت فترة وهو على هذه الحالة ومصطفى يملأ وجهه الأسى والأسف
رفع علي وجهه بعد أن تماسك قليلا وقال بصرامه دون أن ينظر الى مصطفى : كنا أصدقاء يوما ما, ولكنى لا أريد أن أراك بعد الآن, ابتعد عنى وعنها, لا أريدها أن تراك أبدا ولو مصادفة, أريدها أن تنسى كل الآلام والضغوط التى مرت بها
وليساعدنى الله على اصلاح ما كسر
اقترب د.عبد الرحيم من مصطفى وقال له مواسيا : لا تغضب منه , يجب أن تقدر المعاناة التى يعيشها الآن
تنهد مصطفى وقال بحزن : أقدر تماما ما يعانيه, ولكن أشد ما يحزننى أننى قد خسرت صديقا عزيزا
أتاه صوت علي الغاضب : وأنا خسرت طفلا...وكدت أخسر زوجتى
.................................................. ..
فتحت ساره عينيها لتجد نفسها فى حجرة فى المستشفى وبجوارها أباها وحماتها فقالت : أين علي؟ ماذا حدث؟
قال الأب بحزن : اطمئنى يا ابنتى..انه يصلى الظهر فى مسجد المستشفى وسيأتى حالا
عقدت حاجبيها عندما تذكرت شيئا وقالت بفزع : الـ ... الطفل ...طفلى ؟؟
سالت دموع الحماة رغما عنها وأشاح الأب بوجهه بألم وهو يقول : احمدى الله يا ابنتى, لقد كدت تموتين, لقد نجوت بمعجزة
تجهم وجهها بشدة وشردت عيناها وهى تقول بصدمة : لقد فقدت جنينى؟
أغمضت عينيها بألم وقالت بحزن : أردت هذا الطفل بشدة, أردته أكثر من أى شئ فى الحياة
أكملت وكأنما تتحدث الى نفسها : والآن فقدت آخر خيط يربطنى به, لا لوم ان مزق هذه الصفحة من حياته, وبدأ صفحة جديدة تنسيه الآلام التى عاناها
قالت الأم ودموعها تسيل : ماذا تقولين يا ابنتى, علي لايمكن أن يتركك أبدا, فهو يحبك كثيرا
أعلم ولدى جيدا فهو شهم ونبيل ومحب و.........
بلحية سوداء
لم تكن الكلمة الأخيرة بصوت حماتها , مما دفعها لتلتفت بكل كيانها لذلك الصوت الذى تعشقه كثيرا...
علي
هتفت بكل المشاعر الحبيسة التى تفجرت من أعماقها, ومعها دموعها الغزيرة التى أبت أن تخرج من بين جفونها الا من أجل هذا الرجل
تأملت بحب كبير وجهه الذى بدأ يتلون بلحية خفيفة حول فمه الذى يحمل ابتسامته المميزة وهو يقول : كيف حال زوجتى الآن؟
أسبلت جفنيها بخجل وألم فى صمت
جلس بجوارها على الفراش, وانسحب الأب والأم مغادرين الحجرة فى هدوء وأغلقوا الباب خلفهم
قال علي والإبتسامة لاتزال تزين وجهه : الطبيب يقول أن بامكانك العودة الى البيت غدا
تشبثت بيده وقالت وهى تنتحب ودموعها تجرى كالأنهار : علي, أرجوك لاتتركنى, لقد أحببتك, أحببت كل شئ فيك, شخصيتك, رجولتك, أخلاقك, شهامتك, حتى لحيتك السوداء, أحببتها
منذ أن عرفت أن طفلك ينمو بداخلى وأنا أقضى الليالى وأنا أتخيله وأتخيل ملامحه تشبهك, عينيه, أذنيه, أنفه, حتى أننى قد أتخيل فى بعض الأحيان أن تكون له لحية سوداء كلحيتك
رفع احدى حاجبيه وقال بسخرية مصطنعة : طفل بلحية سوداء؟
قالت بتوسل أليم : علي, عدنى أنك لن تتركنى ابدا
قال بحب : لن أتركك أبدا الا اذا تركتينى
قاطعته بانفعال : لا... ولا حتى هذه, عدنى الا تتركنى مهما حدث, حتى لو أخطأت وطلبتها منك بلسانى...لاتتركنى ابدا
قال بعاطفة جياشة وهو يحبس دموعه بعناد : وكيف أتركك..ألم تعلمى بعد ؟ فى جماعتنا الزواج هو أسر للمرأة...أنت غنيمتى... وهل يترك الإرهابى غنيمته؟..هل نسيتى؟
أنا ارهابى بلحية سوداء .همجى .عدوانى. متخلف. متطرف. مهووس ومتعصب لآرائى الدينيه ...و.. سيكوباتى
أرادت أن تضحك ولكنها عجزت تماما, قالت وهى مازالت متعلقة بكفه ودموعها تغرق وجهها ووسادتها : أنا مخطئة..أنا مجرمة.. سامحنى
قال بأسف : انت التى يجب أن تسامحينى..لقد عجزت عن حمايتك وحماية.......
ابتلع الكلمة حتى يمنع دموعه من الخروج من سجنها
قالت بألم وندم : لقد حاولت أن احميه..حاولت
عندما قابلت جيف اول مرة وأعطانى الكبسولة كنت خائفة للغاية ..أدركت أن هذه الكبسولات ستؤذى طفلى, هربت منهم حتى لا يؤذونه, أردت ان اعود اليك فقط لأعطيك الطفل وبعدها فليقتلونى أو يشنقونى لا أبالى......ولكنى.....
وضع أصابعه على فمها ليسكتها وقال بحنان مبدلا الموضوع : ما هذا التصرف الأحمق الذى قمت به؟ لن أسامحك ابدا على تلك العملة السوداء
حدقت فيه بذهول وانقطع بكاءها للحظات وهى تقول بارتباك : ما..ماذا فعلت؟
أخرج اللعبة الصغيرة التى على شكل كلب من الفراء من جيبه ونظر اليها والغضب فى قسماته وقال : ماهذا؟
هل كنت تحملين هذا فى حقيبتك وانت فى شهور الحمل الأولى؟
هزت رأسها ببطء وعلى وجهها ارتسمت الدهشة
تمعر وجهه وجحظت عيناه بطريقته التمثيلية التى تعرفها جيدا : تريدين لطفلى أن يخرج للحياة بفرو قطيفه وأنف سوداء وبدلا من ان يبكى ينبح؟
قالت بدهشه : ماذا؟ لم أفهم؟
قال بطريقته الساخرة : لدينا هنا اعتقاد خرافى عن شئ يسمى الوحم
تريدين لطفلى ان يشبه هذا؟
لاتكررى ذلك التصرف الأحمق ثانية, احضرت لك لعبة جميلة لتنظرى اليها وتتمعنى فيها
شهقت ساره من المفاجأة وهى تتأمل الدمية التى أخرجها علي من خلف ظهرة وهو يضحك ضحكته المميزة : نياهاهاهاها
كانت دمية قبيحة للغاية, سوداء قاتمه, لها عين واحدة وشعرها أشعث وانفها أحمر
صمتت قليلا ثم تفجرت ضحكاتها ودموعها فى آن واحد, وأمسكت الدمية وأخذت تضربه فى صدره وهى تقول : ألن تكف عن تصرفاتك المجنونه ومقالبك الطفوليه هذه ؟
قال باسما : وكيف استطيع ان انتزع ضحكاتك اذا؟
هزم البكاء الأليم ضحكاتها وضحكاته أيضا فأمسك كفها بين يديه واقترب منها وقال مقاوما باستماته حزنه الشديد والمه لأجلها : ساره, لاتبكى حتى أخبرك بالمفاجأة التى أعددتها لك
سنسافر معا فى رحلة
همست من بين دموعها : مطروح
هز رأسه نفيا وهو يهمس : بل مكان آخر, أجمل مكان فى العالم
سنذهب معا لقضاء العمرة
حدقت فيه بدهشة وقالت : حقا؟
قال بحب : ألم تطلبى منى التعرف على قائدى الأعظم؟ سآخذك اليه
قالت بندم كبير : وهل...هل سيتقبلنى؟
قال بحب وهو يجذب رأسها اليه حتى لاترى دموعه التى عجز تماما عن حبسها وسالت على لحيته الخفيفه, ويضع قبلة حانية على شعرها : عندما تصلى الى هناك.....ستعرفين
و صلى اللهم و سلم على حبيبى و قائدى فى الدنيا و الاخره
و الحمد لله رب العالمين
انتهت ولله الحمد
و ياللا منتظره تعليقاتكم بقى على القصه عشان نتعلم منها و جعله الله في ميزان حسناتكم جميعا
لك عدت
21st February 2011, 07:05 PM
الحمدلله الذى بفضله تتم الصالحات ,ياريته مشى من زمان.
القصه جميله جداً وأنا مع رأي أخى (ابوصفيه )فى ترجمتها الى الانجليزيه لو فى أمكانيه لذلك .
جزاك الله عنا خيرا.
ابو صفية
25th February 2011, 05:19 PM
الحمد لله الذى اتمها علينا
جزاكى الله خيرا اختاه والقصة اكثر من رائعة وفيها الكثير من العظات ويكفى دوام اشخاصها على الذكر حتى فى احلك الظروف
وربنا يررزقنا احنا كمان بالحج مع العمرة ويارييت فعلا القصة تترجم ولاكثر من لغة فهى دعوة الى حقيقة وجوهر الاسلام ومبادئه
جزاكى الله خيرا مرة اخرى
ريحآنة آلجنه
13th April 2011, 10:54 AM
بارك الله فيكم اخواني على المرور والمتابعة وجزاكم الله خيرا أشكركم جزيل الشكر على التقدير والله يعطيكم العافيه شكرا لكم وان شاء الله في ميزان حسناتكم
... والله يوفقكم وان شاء الله سأحاول الاستعانة بأحد لترجمتها
المفوض امره لله
13th April 2011, 05:28 PM
الابنة الفاضلة ريحانة الجنة : شرح الله صدرك ويسر أمورك , مبروك لتلك النهاية الجميلة وتمنياتى للجميع أن يكونوا من ضيوف الرحمن عمرة وحجة ولك دعاء خاص من القلب أن يجعلك من عباده مستجيبى الدعوة .
لى تعليق بسيط فى اثناء مناجاتها لربها ياالله أعلم أنك موجود الآن انا متأكدة أنك موجود .... لا داعى لكلمة الآن لأنه موجود دائما والآن تعنى لحظة ... بارك الله فيك
المفوض امره لله
1st April 2012, 08:04 PM
أين الجزء الثانى أيها الابنة الفاضلة
بارك الله لك وبارك فيك وبارك عليك
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, Supported By EgyEng.Com