آداب الساجد في رحاب المساجد
بواسطة
, 31st December 2010 عند 02:02 PM (1214 المشاهدات)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئا ت أعمالنا, من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له , و أشهد أن لا أله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .آداب الساجد في رحاب المساجد
أما بعد ..
المساجد لها منزلة عظيمة في الإسلام فهي بيوت الله تعالي الذي يذكر فيها أسمه ويسبح له فيها بالغدو والآصال قال تعالي (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ {36} –النور ) , وفي رحاب المساجد تزول الفوارق بين الناس لا فارق بين غني وفقير , أو بين متعلم وآمي ,أو بين عظيم وحقير فالجميع مجتمعين يصلون لأله واحد ويستقبلون قبلة واحدة ويقرءون من كتاب واحد, وأيضا في رحابها يتعلم المسلم شعائر دينه و الحلال والحرام ولقد جعلها الله مثابة للناس وآمنا, ولهذا كان النبي صلي الله عليه وسلمحريصا علي بناء المسجد بعد الهجر ة لتفقيه الناس أمور دينهم وبيان تعاليم الدين وحسبنا في عظم شأن المساجد إن الله تعالي قد أختصها بالإضافة إلي اسمه فقال تعالي (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا {18} -الجن)
. ومن ثم ينبغي علي مريد المسجد أن يتأدب بآداب الإسلام وهو في ر حابه ولا ينتهك حرمته وأذكر هنا بعضا من هذه الآداب كملخص وجيز مع توضيح ما يحتاج لبيان من أقوال علماء أهل السنة والجماعة والله المستعان.
1- الذكر عند الدخول والخروج منه:
فعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ )-أخرجه مسلم..هذا ولا يغيب علي القاري إن الدخول بتقديم الرجل اليمني والخروج بتقديم الر جل اليسر ي
2- أداء تحية المسجد قبل الجلوس:
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ-أخرجه مسلم
قال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس ) .. فيه : استحباب تحية المسجد بركعتين . وهي سنة بإجماع المسلمين , وفيه : التصريح بكراهة الجلوس بلا صلاة وهي كراهة تنزيه . وفيه استحباب التحية في أي وقت دخل . اهـ
3- النهي عن دخوله لمن له رائحة كريهة:
وعَنْ جَابِرٍ قَالَ ( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ فَأَكَلْنَا مِنْهَا فَقَالَ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُنْتِنَةِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الْإِنْسُ)-أخرجه مسلم
قال النووي: قال العلماء : وفي هذا الحديث دليل على منع آكل الثوم ونحوه من دخول المسجد - وإن كان خاليا - لأنه محل الملائكة , ولعموم الأحاديث .
4- النهي عن البزق في المسجد :
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى بُصَاقًا فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ فَحَكَّهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقْ قِبَلَ وَجْهِهِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى )- متفق عليه
قال النووي-رحمه الله:
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه ) أي الجهة التي عظمها .. وقيل : ثوابه , ونحو هذا , فلا يقابل هذه الجهة بالبصاق الذي هو الاستخفاف بمن يبزق إليه وإهانته .
*وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ( الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا) متفق عليه.. وقال النووي : قوله " كفارتها دفنها " قال الجمهور يدفنها في تراب المسجد أو رمله أو حصبائه . وحكى الروياني أن المراد بدفنها إخراجها من المسجد أصلا . اهـ
5- حرمة نشد الضالة في المسجد:
وهذا منتشر في مساجدنا للأسف الشديد وعَنْ أَبَو هُرَيْرَةَ قَالَ ( قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا ) مسلم في المساجد
6-إجابة المؤذن والصلاة علي النبي -صلي الله عليه وسلم-
فعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ( إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَحَدُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ)- أخرجه مسلم
- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ( إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ)-أخرجه مسلم
7-عدم رفع الصوت والتشويش علي المصليين ولو بالقران:
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُونَ بِالْقِرَاءَةِ فَكَشَفَ السِّتْرَ وَقَالَ( أَلَا إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَلَا يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ أَوْ قَالَ فِي الصَّلَاةِ)-أخرجه أبو داود وصحح الألباني- رحمه الله -إسناده في سنن أبو داود(1332)
8- النهي عن زخرفة المساجد وتزينها :
وليس ذلك من السنة بل السنة خلاف ذلك لما في تزينها وزخرفتها من إسراف منهي عنه فضلا عن أنها تذهب بخشوع المصليين بالنظر أليها وفي البخار ي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ( أَمِيطِي عَنَّا قِرَامَكِ هَذَا فَإِنَّهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ فِي صَلَاتِي)
9- حرمة البيع والشراء في المسجد وملحقاته:
البيع والشراء في المسجد أو ملحقاته وخصوصا يوم الجمعة لا يجوز لأن المساجد لله فلا تستخدم في التجار ة وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ .. ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع( 573)
وقال الترمذي والعمل على هذا عند بعض أهل العلم كرهوا البيع والشراء في المسجد وهو قول أحمد وإسحق اهـ
10-التطيب وأخذ الزينة عند الذهاب للمسجد:
التطيب واخذ الزينة من الثياب النظيفه الساتر ة للعور ة عند دخول المسجد من الآداب التي أمر الله بها في كتابه العزيز.. قال تعالي )يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )الأعراف-31
12-حرمة دفن الموتى فيه وسؤالهم من دون الله تعالي :
لا ريب أن سؤال غير الله من الأموات والاستعانة بهم والتمسح بقبورهم وأضرحتهم مهما كانت منزلتهم شر ك لأن المساجد لله كما أنهم لا يملكون لهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا.. وقد حذر النبي- صلي الله عليه وسلم- في أحاديث كثير ة من اتخاذ القبور مساجد أذكر منها ما أخرجه أحمد وصححه الألباني في كتابه (تحذير الساجد) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ( إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَمَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِد) .. ومن ثم المساجد التي بها قبر لا تصح فيها الصلاة علي الصحيح من أقوال العلماء ,و قال الألباني –رحمه الله- في كتابه سابق الذكر ما مختصره:
أما شمول الأحاديث للنهي عن الصلاة في المساجد المبنية على القبور فدلالتها على ذلك أوضح وذلك لأن النهي عن بناء المساجد على القبور يستلزم النهي عن الصلاة فيها من باب أن النهي عن الوسيلة يستلزم النهي عن المقصود بها والتوسل بها إليه مثاله إذا نهى الشارع عن بيع الخمر فالنهي عن شربه داخل في ذلك كما لا يخفى بل النهي عنه من باب أولى .
ثم قال : فإذا أمر الشارع ببناء المساجد فهو يأمر ضمنا بالصلاة فيها لأنها هي المقصودة بالبناء وكذلك إذا نهى عن بناء المساجد على القبور فهو ينهى ضمنا عن الصلاة فيها لأنها هي المقصودة بالبناء أيضا وهذا بين لا يخفى على العاقل إن شاء الله تعالى . اهـ
13-النهي عن المرور بين المصلين وأذيتهم
لا ريب أن المرور بين المصلين والتفريق بينهم لغير ضرورة وخصوصا يوم الجمعة لمن يأتي متأخرا فيه أذي لهم
وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ) أخرجه أبو داود وصحح الألباني إسناده, وفي شرح المهذب قال النووي: وإذا لم يجد طريقا إلى المنبر أو المحراب إلا بالتخطي لم يكره لأنه ضرورة , وروى نحو ذلك عن الشافعي والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
وكتبه/ الكاتب والداعية الإسلامي المصري سيد مبارك
الموقع الشخصيhttp:// Sayedmobark.yoo7.com