بقرة بنى اسرائيل

[المفوض امره لله]

كان فى بنى اسرئيل شاب فقير فى كل شىء,
فقير فى المال وفقير فى الأخلاق ليس عنده دين أو أخلاق أو ايمان وبارأقاربه,
وكان لذلك الشاب عم كثير المال غنى وله ابنة جميلة جدا يتحاكى الناس بجمالها ,
وكان ذلك الشاب يتمنى أن يموت عمه ليرث ماله ويتزوج ابنة عمه ,
ولكن عمه عاش طويلا وكان ذو صحة جيدة ,
تعجل هذا الشاب وفاة عمه من أن يتمتع بماله ويتزوج ابنته فأخذ يدبر المؤامرات والحيل القذرة الحقيرة لقتل عمه الى ان استطاع فى ليلة من الليالى أن يقتل عمه ,
وحتى لا يعرف الناس أنه القاتل أخذ جثة عمه وألقاها أمام بيت أحد أقاربه وأخذ يبكى مدعيا أن من قتله هم أهل ذلك البيت ..
فلما مر الناس عليه وجدوه يبكى ويتهم أهل ذلك البيت بقتل عمه فخرج أهل البيت وأقسموا أنهم لم يقتلوه وضاع الحق بين الناس ولم يعرفوا القاتل.
ذهب بنوا اسرائيل الى موسى عليه ألسلام وأخبروه بخبر هذا الرجل المقتول ,
فقام نبى الله موسى ( عليه السلام ) وسألهم بالله من قتل الرجل فلم يجيبوه ولم يرد أحد ,
وقال له رجل منهم : يانبى الله لماذا لا تسأل ربك حتى يخبرك بخبر القاتل ؟
سأل موسى ربه فأخبره أن يذبحوا بقرة ويضربوا بها جسد القتيل ولا يأخذوا من جسدها شىء .
ولأنهم قوم معاندون أخذوا يكذبون موسى ويدعون انه يستهزىء بهم فأخبرهم ان ما يقوله هو طلب الله منهم وقال
أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }
[سورة البقرة-الآية:67].
أى أعوذ بالله ان أخبركم بشىء لم يأمرنى به الله ,
ولقد كان يكفيهم أن يقتلوا أى بقرة لأن الله ( سبحانه وتعالى ) لم يحدد لهم بقرة بعينها ولم يحدد لهم مواصفات بها ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم .
سألوا موسى عن سنها فأخبرهم بأنها متوسطة العمر لا هى صغيرة ولا كبيرة ,
ثم سألوه عن لونها فأخبرهم بأنها صفراء فاقع لونها تسر أعين الناظرين,
.فسألوه فقالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهى ان البقر تشابه علينا وانا ان شاء الله لمهتدون ..
فأخبرهم بأنها بقرة ليست مذللة أو معدة للحرث ولا اللسقى الأرض بالساقية ,
سالمة من العيوب ليس فيها أى لون يخالف اللون الأصفر فهى صفراء خالصة الصفرة ,
فلما حددها بهذه الصفات قالوا الآن جئت بالحق ,
وأخذوا يبحثون عن تلك البقرة ولم يجدوا فى بنوا اسرائيل الا بقرة واحدة تتصف بتلك الصفات لدى شاب يتيم فقير بارا بوالده الذى مات وبارا بأمه التى لا تزال على قيد الحياة
وساوموا مالك البقرة فأخذ يساومهم هو يزيد فى الثمن وهم يراجعونه حتى طلب منهم ان يدفعوا له ثمن وزنها ذهبا فاضطروا الى الموافقة لعدم وجود تلك المواصفات الا فى تلك البقرة التى يمتلكها ذلك الشاب الفقير وأخذ الشاب الثمن وأصبح من أكثر أغنياء بنى اسرائيل لبره بوالديه .
أخذوا البقرة وذبحوها ولم يأخذوا منها أى جزء وأخذوا جزءا منها وضربوا بها الرجل فأحياه الله ( سبحانه وتعالى )
وتكلم اليهم قائلا : لقد قتلنى فلان ابن أخى , ثم مات !!!!
حرم الشاب القاتل من ميراث عمه المقتول عقوبة له عن جريمته ومنذ ذلك اليوم لم يورث قاتل من ميراث المقتول .
قال تعالى
( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
آية 73 من سورة البقرة ..
وهكذا الله يحيى من يشاء متى شاء وكيف يشاء
سبحانه وتعالى جل شأنه

[المفوض امره لله]

اللهم لا تجعلنا ممن يجادلون فى أمور دينهم واجعلنا بارين بوالدينا وارحمهما وموتى المسلمين
اللهم فقهنا فى أمور ديتتا واجعلنا من الطائعين المستغفرين بالأسحار

[المفوض امره لله]

هكذا اليهود دائما ما ينقضون العهود والمواثيق
انهم يجادلون ويجادلون وهم يعلمون الحق