هاروت وماروت

[المفوض امره لله]

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

قال الله تعالى فى كتابه الكريم

ولقد أنزلنا اليك آيات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون * أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون * ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون* واتبعوا ماتتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا* يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ومايعلمان من أحد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر* فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد الا باذن الله* ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله فى الآخرة من خلاق ولبئس ماشروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون * ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لوكانوا يعلمون *
( من الآية 99 الى الآيه 103 من سورة البقرة ....

لقد كان بنو اسرائيل من أعجب شعوب الله كفرا وعنادا وشرورا وقد أرسل اليهم الله من الأنبياء
والرسل العديد ليستقيموا على الصراط ويلتزموا الهداية ويحجموا عن العند والشر والفتنة
وكان ردهم أنهم شعب الله المختار ,
لقد كان اليهود فى المدينة المنورة يتيهون على ( الأوس والخزرج )
بأنهم أصحاب ديانة سماوية وأنهم أهل كتاب وكانوا يبشرون بمجىء نبى آخر الزمان ( محمد صلى الله عليه وسلم ) الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى توراتهم وكتبهم بأوصافه وعلاماته .
وقد عجل نفر من الأوس والخزرج الايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعوه بيعة العقبة فى مكة مرة ومرتين وثلاثا ,
ثم نقلوا أصول الدعوه الى أهليهم فى المدينة المنورة كما حملوا لواء الجهاد فى سبيل الله من بعد فكانوا أنصار الله ورسوله .
وحين هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة استمسك اليهود بما هم عليه من عناد وشرك وضلال ولم يتبعوه , فعاهدهم صلى الله عليه وسلم على التعايش من غير ضررأو أذى بينهم ولكنهم وكعهدهم تحينوا الفرص لنبذ العهود والمواثيق ولم يكتفوا بذلك بل حاولوا التخلص من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لقد من الله على سيدنا سليمان ووسع عليه الملك والحكمة ,
وآتاه من السلطان مالم يؤته أحدا من قبله ,
وعرف سليمان أن ذلك ابتلاء من الله سبحانه وتعالى فاستخدم ذلك فى حقه دون انحراف أو اضرار .
وكان سليمان يسخر الجن له فاستخدمهم فى أغراض شتى كلها تعود بالنفع والخير .
ان السحر حقيقة واقعة على مر التاريخ علمها الشيطان للانسان ومن جند ابليس وأعوانه النفاسات فى العقد اللواتى يستعاذ منهن ومن شرورهن بالله الرحمن الرحيم وهو رب الفلق ورب الناس ..
لقد من الله على سيدنا سليمان بتسخير الجن فى قصة سبأ وملكتها وقد استطاع أن يصرف حكام سبأ وملكتها وشعبها عن السجود للشمس واهتدائهم للحق وقد أسلموا جميعا لله ...
لقد سخر الله الجن لسليمان فترى منهم كل بناء وغواص , منهم من يرفع القصور الشامخة فى أقل من طرفة عين ومن يهبط الى أعماق البحار والمحيطات ( غواص ) ليستخرج دفينها من اللؤلؤ والمرجان والأحجار الكريمة ..
وان من الجن من سلسلهم الله الواحد الجبار القادر فى الأغلال والقبور وحبسوا ومنعوا من الحركة لخطورتهم
وأذاهم وعداوتهم لبنى الانسان وهؤلاء من الجن كانوا لا يملكون سوى ألسنتهم الطويلة التى تتجاوز محبسهم الى النفوس الضعيفة من بنى اسرائيل ممن لم يهتدى الى الحق ويتبع سيدنا سليمان وكان أكثر هؤلاء الفاسقين .
ووسوس شياطين الجن الى شياطين الانس كلاما كثيرا حول سيدنا سليمان وأنه حصل على الملك والسلطان بالسحر فأخذوا يبحثون عن أصول ذلك الفن فانكبوا على دراسته واتقانه فى أورشليم القدس قبل أن يطردهم منها الملك الفارسى ( بختنصر ) وكان بختنصر من بابل ( احدى مدن العراق ) التى تتسم بحضارتها العريقة وقد نال اليهود من التشريد والسبى على يد ذلك الملك الفارسى ولم يتعظ اليهود بما حدث لهم وأصابهم وغرقوا فى الفتنة فعاودتهم شرورهم وآثامهم حتى فى أرض بابل وأمعنوا فى تعلم السحر واتقانه
وقد تفشى ذلك الداء والمرض الخطير فأصبح الشغل الشاغل لليهود فى كل شئون حياتهم فى المطعم والمأكل والمشرب الحرام والكسب غير المشروع والأضرار بالناس وايذاءهم والتفريق بين الأزواج واستغلال العقول ,, فكان الكفر بعينه وذاته .
قال تعالى ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ...الى آخر الآية ( جزء من الآية 102 سورة البقرة )
وكان لابد من كشف هذه الألاعيب والمكر والحيل والأساليب وما يؤتيه السحر من غش وزور وبهتان وألم للبشرية فبعث الله تعالى الى الأرض ملكين من عنده هما ( هاروت وماروت ) يعلمان الناس الهداية ويثبتون العقول والقلوب ويوضحون للناس أن الشياطين وسحرهم كفر وبهتان وضلالة ..
وهل يهتدى من هم قلوبهم أشد واقسى من الحجارة ؟ هل يهتدى من هم قلوبهم غلف مقفلة قاسية ؟ لقد أشربوا فى قلوبهم حب الشر والبعد عن الخير, انهم يميلون الى الضلالة والكفر وقد راحوا يتعلمون أيضا من الملكين ما كان ينقصهم من أساليب هذا الفن الرخيص وهو السحر وظلوا على ولائهم للشيطان يفرقون بين المرء وزوجه ولكنهم لا يستطيعون أن يضروا أحدا الا باذن الله .
انهم اليهود وما عهدوا عليه من الضلالة ونقض العهود والمواثيق والكفر والعصيان ..

[أبو يوسف]

هل يوجد تكملة للموضوع ؟؟

[المفوض امره لله]

هل يوجد تكملة للموضوع ؟؟

نعم تم اكمال الموضوع بحمد الله