هل هلال شهر رمضان، هذا الشهر الكريم الذي يزورنا في العام مرة واحدة، شهر الرحمة و المغفرة، و إن كنا للأسف نختلف كثيراً في طريقة إستقبال هذا الشهر المبارك، فمنا من يراه فرصة عظيمة للتكفير عن سيئاته، و البعض الآخر يراه فرصة للعبادة، و البعض الآخر يراه فرصة للنوم و عدم الذهاب للعمل بحجة الصيام، و البعض الآخر ينتظره بفارغ الصبر ليشاهد الجديد من المسلسلات الدرامية التي سيتم عرضها على شاشات القنوات الفضائية و الأرضية و المحلية و .... " حصري على التلفزيون العصري " و كل عام و أنتم بخير.
لكني في الحقيقة لا أنوي التحدث عن هؤلاء أو هؤلاء و لكني و قبل ان نصل إلى العشر الأواخر من الشهر الكريم أحب أن أتكلم عن ليلة القدر، و قبل الجميع، لأنه و كما يحدث كل عام في العشر الأواخر ستجد أن الكل يتحدث عن شئ واحد، ليلة القدر، و ستجد أن هناك بعض العبارات المستهلكة التي تتردد كل عام مثل " هو ليلة القدر كانت إمتى ؟ "، " يا جماعة ليلة القدر كانت يوم 25، ده في الحرم المكي كان الجو حلو قوي " ، " أنا حاسس إنها كانت إمبارح " ، " ليلة القدر مكنتش إمبارح ده إمبارح و إحنا بنصلي القيام كانت الكلاب عمالة تنبح " ، " ليلة القدر كانت إمبارح أصل الناس في الجامع الفلاني بعد ما خرجوا من الجامع لقوا سحابة على شكل كلمة الله " ، " النهاردة الشمس مش حامية تبقى أكيد كانت إمبارح " و الكثير و الكثير من العبارات التي تردد في محاولة لتطمين النفس بأن ليلة القدر كانت في اليوم الفلاني، مع أن الجميع يعلم أن علمها مرفوع و أن الرسول عليه الصلاة و السلام قال " إلتمسوها في العشر الأواخر "، لكن أصحاب النفوس الضعيفة لا يريدون التعبد طوال العشرة أيام، بل إنهم يريدون " التـنـشـيل " على ليلة القدر و يجتهدوا في الدعاء على أمل أن يستجيب الله لهم و لدعائهم، و الله على كل شئ قدير و يعلم ما في الصدور.
عن تجربة شخصية بأحد المساجد الكبيرة بالمنطقة في رمضان السابق، ذهبت لصلاة القيام طوال العشرة أيام الأواخر، وكان ما يحدث يستحق التسجيل، أولاً فالكل يعلم أن ليلة القدر ستكون بإذن الله في أحد الليالي الفردية لذلك كان المسجد في الليالي الزوجية غير ممتلئ " يا دوب 10 صفوف "، في الليالي الفردية كانت الصفوف تصل إلى 20 صف و أحيانا تمتد خارج المسجد إلى الساحة الموجودة حول المسجد، في ليلة السابع و العشرين الموضوع يختلف كثيراً و كانت أوجه الإختلاف عن باقي الليالي كالآتي:-
1- فعدد المصلين يفوق الثلاثة آلاف رجالاً و نساءً و شباباً و أطفالاً
2- لم تكفي الساحة فكانوا يصلون في الشارع خارج سور المسجد
3- لأن العدد كثير فستجد أن الرجال يصلون بجوار النساء بدون أي مشاكل، أو أن تجد صفاً من النساء و خلفه صفاً من الرجال " و طبعا كله مركز في الصلاة "
4- المصلين داخل الساحة و خارجها و بسبب الزحام بعضهم لا يصلي في إتجاه القبلة
5- لاحظت أن كثيراً من الفتيات كانوا يحضرن بملابس ضيقة و كأنهن في رحلة ترفـيـهيـة و يضعون مساحيق تجميل و عطور فواحة
6- الكثير من الأهالي قرر ألا تكون هذه الليلة ليلة عادية، لذلك و بعد صلاة القيام تم فرش الحصر و إخراج صواني الأكل من محشي إلى مكرونة إلى أرز معمر ... و لن ننسى الفراخ و اللحمة
لم أرى في هذه الليلة أي إحترام لقدسيتها، أي إحترام لقيمتها، أي فهم لمعناها، و بعد ذلك يستعجبون لماذا لم تقبل دعواتهم!!
الملاحظ أيضاً أن المسجد بعد ليلة السابع و العشرين أصبح خاوياً و كأن رمضان إنتهى بعد هذه الليلة، مع أنه مازالت توجد ليلة فردية أخرى قد تكون هي ليلة القدر، لكن لا، أصبحت المساجد خاوية إلا من أصحابها و مرتاديها، حتى أئمة المساجد و علماء الدين الأفاضل يختمون القرآن في صلاة التراويح ليلة السابع و العشرين و كأنهم يخبروا الناس بألا يأتوا بعد ذلك فلقد إنتهى رمضان، كما قال الله عز و جل في كتابه الكريم " ليلة القدر خير من ألف شهر " لذلك يجب التعامل مع هذه الليلة بكثير من الإحترام، بكثير من الإدراك لمعناها و أهميتها و قدسيتها و قيمتها، لا يجوز الكلام عنها بهذا الإستهتار، لا يجوز الإستهانة بما حدث بها من نزول لوحي على رسول الله، ... و رمضان كريم
لكن الواحد اللى فعلا بيستغربلة ان ليلة 27 تلاقى ناس كتير جدا والاغرب ان الصغار والشباب بييجوا ويناموا ويكلوا و يقعدوا فى اواخر المسجد ومش بيصلوا اصلا و احيانا وللاسف بيخرجوا امام المسجد ويهزروا فانا بجد بقول هو فين اهاليهم بيصلوا وسايبنهم كدة ؟
كانوا يسيبوهم فى البيت احسن ازاى بيصلى و مش بيرشدهم للصح
دة دلع و لا كانها رحلة و البعض فقد معنى انه فى مسجد وبيت من بيوت الله
ربنا الهادى ويهدينا ويهديهم
منقول