ضع إعلانك هنا



النتائج 1 إلى 9 من 9

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    إدارة المنتدى
    رقم العضوية : 16
    تاريخ التسجيل : Apr 2010
    المشاركات: 436
    التقييم: 10
    الدولة : Cairo
    مقالات المدونة: 1

     

    مفاهيم الإصـــــلاح بقلم‏:‏د‏.‏ محمد عبدالستار نصار

    مفاهيم
    الإصـــــلاح
    بقلم‏:‏د‏.‏ محمد عبدالستار نصار
    جامعة الأزهر


    الاصلاح مفهوم شامل‏,‏ يحتوي تقويم كل ما اعتراه الخلل والفساد في جميع جوانب الحياة‏,‏ النفسية منها والمادية‏,‏ الفردية منها والاجتماعية‏,‏ ولم يكن هذا التقويم الذي يتغياه الاصلاح للحياة الانسانية إلا لإعادة الانسان الي مركزه الطبيعي في الكون والحياة‏,‏ فهو وحده الذي تحمل أمانة التكاليف الدينية والأدبية‏,‏ وهو وحده الذي استخلفه الله في أرضه الي آخر العطاء الالهي الذي منحه الله تعالي له‏,‏ وفوق المنحة الالهية العظمي للانسان المتجلية في العقل أرسل له الرسل وأنزل عليهم الكتب‏,‏ ليكون بذلك مجموعة من الضمانات التي تحرس سير الحياة الانسانية حتي تصل الي غايتها‏,‏

    غير ان الانسان في بعض الاحيان قد يركن الي نفسه الضعيفة فيأتي من الأعمال مالا يرضي عنه الحق تبارك وتعالي‏,‏ ولا ترضي عنه نفسه المطمئنة المؤمنة‏,‏ فيكون والحالة هذه في حاجة الي من يذكره بموقفه هذا ليعود الي الطريق الصحيح‏,‏ وهنا يأتي دور المصلحين علي جميع مستوياتهم ليقوموا بهذه المهمة العظيمة‏,‏ ولا عبرة في هذا المقام بقول أولئك الذين يدعون العلم‏,‏ فيزعمون أن الطبائع البشرية لا تقبل التحول من حال الي حال‏,‏ وكأنهم بهذا القول القاصر قد تصوروا ان هداية الله سبحانه وتعالي غائبة‏,‏ وأن قلوب عباده بين يديه يصرفها كيف يشاء‏.‏

    لا بشيء من الجبرية كما قد يفهم من هذا الكلام‏,‏ وإنما بقدر علمه سبحانه وتعالي باستعداد الانسان واستيعابه لمفهوم الهداية ومفهوم الضلال‏,‏ ويؤكد هذا قوله تعالي‏...‏
    يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين‏(‏ سورة البقرة‏:‏ آية‏26),‏
    وفي هذا المقام يقول حجة الاسلام أبو حامد الغزالي‏:‏ لو لم تكن الأخلاق قابلة للتعديل والتغيير لما كانت هناك فائدة من إرسال الرسل‏,‏ ولبطلت الوصايا والتأديبات‏.‏

    ـ إن الحياة الانسانية الداخلية أشبه ماتكون بمسرح تتجاذبه عوامل الخير وعوامل الشر‏,‏ ومتي استعلي الجانب الأول علي الجانب الثاني‏,‏ سعدت الحياة‏,‏ ونمت وازدهرت‏,‏ ولكن الطامة الكبري فيمن يطغي عنده الجانب الثاني علي الجانب الأولي‏,‏ فيحيا حياة ذاتية أنانية مسرفة‏,‏ فتعاني منه الحياة الانسانية معاناة لا تطاق‏,‏ وقد نسي كل من يؤثر هذا النوع من السلوك انه كلما صعد في هذا المضمار درجة كان ذلك إيذانا بانهيار طريقه‏,‏ هذا لأن الحياة الانسانية الشريفة النظيفة التي أرادها الله تعالي للانسان تأبي أن يستمر هذا النوع من السلوك الشاذ فيها‏,‏

    فإذا انتهت قدرات الوعاظ والمرشدين والمصلحين من تقويم هذا المنهج الي منتهاها‏,‏ فإن ذلك يكون إيذانا بتدخل المنهج الالهي الذي هو أحق المناهج في التعامل مع هذه الظاهرة‏,‏ قال تعالي‏:‏
    فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون
    ‏(‏ سورة الاعراف‏:‏ آية‏165)‏
    والعبرة هنا لعموم اللفظ لا بخصوص السبب لمن وردت الآية بشأنهم‏,‏ وترسم سورة العنكبوت مشهدا له دلالاته العميقة فيما نحن بصدده‏,‏ حين تصور موكب الأنبياء عليهم السلام‏:‏ نوح ـ إبراهيم ـ لوط‏,‏ اسحق ـ يعقوب ـ شعيب ـ هود ـ صالح ـ موسي‏.‏ وماذا قدم كل واحد منهم من عطاء بمدد من الله تعالي كي تظل الحياة الانسانية شريفة نظيفة‏,‏ في مجال العقائد ـ التشريعات ـ الاخلاق ـ السلوك ـ المعاملات‏.‏

    ـ ان الله سبحانه وتعالي يكون أشد فرحا بتوبة عبده من فرح انسان يسير في صحراء موحشة فصادفته شجرة فاستظل بها وربط دابته بجانبه‏,‏ فلما استيقظ‏,‏ لم يجدها فظن انه هالك لا محالة‏,‏ فآثر ان ينام ثانية فإذا به عند الاستيقاظ في المرة الثانية يجدها بجواره‏,‏ كما وردت بذلك بعض الآثار لتجسد العلاقة بين الحق سبحانه وتعالي من طرف وعبده التائب من طرف آخر‏,‏ ثم إنه في النهاية لا خير فينا إن لم نقل كلمة الحق‏,‏ لا خير فيهم إن لم يسمعوها‏,‏ وقد قلناها فهل يسمعون ويعملون؟‏!‏
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو يوسف ; 2nd January 2011 الساعة 11:54 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

webune

flagcounter

احصائيات وترتيب الموقع


Free Page Rank Tool