قال الله تعالى فى سورة الأحزاب
: بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى :
يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها
أمر الله جل وعلا المؤمنين في هذه الآية الكريمة أن يذكروا نعمته عليهم حين جاءتهم جنود وهم جيش الأحزاب ، فأرسل جل وعلا عليهم ريحا وجنودا لم يرها المسلمون ، وهذه الجنود التي لم يروها التي امتن عليهم بها هنا في سورة " الأحزاب "
وهذه الجنود هي الملائكة ، وقد بين جل وعلا ذلك في " الأنفال " ، في الكلام على غزوة بدر ، وذلك في قوله تعالى : إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان الآية [ 8 \ 12 ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ(10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا (11)وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا
سورة الأحزاب
نزلت هذه الآيات المباركة فى غزوتى الخندق وبنى قريظة
غزوة الخندق : كانت فى شوال السنة الخامسة من الهجرة والتى كان من أهم أسبابها أن اليهود لما رأوا انتصار المشركين على المؤمنين يوم أحد وعلموا بميعاد أبى سفيان ورجوعه للعام المقبل , خرج أشرافهم الى قريش بمكة يحرضونهم على غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوالونهم عليه
, فأجابتهم قريش ثم خرجوا الى غطفان وطافوا فى قبائل العرب يدعونهم الى ذلك فاستجاب لهم من استجتاب وخرجت قريش فى أربعة آلاف يقودهم أبو سفيان ووافاهم بنو سليم وأسد وفزارة وأشجع
, وجاءت غطفان بقيادة عيينة بن حصن ورالحرث ابن عوف بن حارثة المرى فى بنى مرة
, ومسعر بن رخيلة بن نويرة بن طريف بن سمحة بن عبد الله بن هلال ابن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان فيمن تابعه من قومه
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أجمعوا عليه من الأمر ضرب الخندق على المدينة فعمل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ترغيبا للمسلمين فى الأجر .
قال بن اسحاق : وحدثت عن سلمان الفارسى , أنه قال : ضربت فى ناحية من الخندق فغلظت على صخرة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قريب منى , فلما رآنى أضرب ورأى شدة المكان على , نزل فأخذ المعول من يدى فضرب ضربة لمعت تحت المعول برقة , ثم ضرب به ضربة أخرى , فلمعت تحته برقة أخرى , قال : ثم ضرب به الثالثة فلمعت تحته برقة أخرى , قال : قلت : بأبى أنت وأمى يارسول الله ؛ ماهذا الذى رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب ؟ قال ( أو قد رأيت ذلك ياسلمان ؟
قلت : نعم قال : اما الأولى فان الله فتح على بها اليمه , وأما الثانية فان الله فتح على بها الشام والمغرب وأما الثالثة فان الله فتح على بها المشرق ...
( أخرجه بن كثير فى البداية والنهاية 4 / 99
وكانت النتيجة لتلك الغزوة أن أرسل الله على المشركين جندا من الريح والملائكة وكفى نبيه القتال وهزم الأحزاب وحده .
ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ووضع السلاح فجاءه جبريل عليه السلام وقال له : ان الملائكة لم تضع بعد أسلحتها , انهض الى غزوة بنى قريظة , فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم . من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر الا فى بنى قريظة , فخرج المسلمون سريعا فقتلوا منهم من قتلوا وأسروا منهم من اسروا وأورثهم الله أرضهم وأموالهم .
الحديث
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها فسلم علينا رجل ونحن في البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا وقمت في أثره فإذا بدحية الكلبي فقال هذا جبريل أمرني أن أذهب إلى بني قريظة وقال قد وضعتم السلاح لكنا لم نضع طلبنا المشركين حتى بلغنا حمراء الأسد وذلك حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا وقال لأصحابه عزمت عليكم أن لا تصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بني قريظة فغربت الشمس قبل أن يأتوهم فقالت طائفة من المسلمين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا وقالت طائفة والله إنا لفي عزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علينا من إثم فصلت طائفة إيمانا واحتسابا وتركت طائفة إيمانا واحتسابا ولم يعنف رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بمجالس بينه وبين بني قريظة فقال هل مر بكم أحد فقالوا مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج فقال ذلك جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم ويقذف في قلوبهم الرعب فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه أن يستروه بالجحف حتى يسمع كلامهم فناداهم يا إخوة القردة والخنازير فقالوا يا أبا القاسم لم تكن فحاشا فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ وكانوا حلفاءه فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم الراوي: عائشة المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 4/119
خلاصة حكم المحدث: له طرق جيدة