ضع إعلانك هنا



النتائج 1 إلى 3 من 3

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    مشرفة عامة على المنتدى
    علم الدولة:
    رقم العضوية : 71
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    المشاركات: 649
    التقييم: 10
    الدولة : الشرقيه - مصر
    العمل : طبيب تكليف

     

    موقف المسلم من الاحاديث الضعيفه




    السؤال : ما واجبنا تجاه مصيبة انتشار الأحاديث الموضوعة ؟ ما هو دورنا نحن عامة الناس أمام انتشار الكذب على رسول الله صل الله عليه وسلم ؟ ونريد منكم كلمة لأولئك الذين ينشرون الأحاديث دون التأكد من صحتها .


    الجواب : الحمد لله المسلم الصادق هو الذي يحرص على نقاء الدين وصفاء الشريعة من كل دخيل وغريب ، فقد أكمل الله علينا النعمة ، وأتم لنا المنة بهذه الشريعة السمحة ، وأخذ الميثاق على أهل العلم أن يبلغوه للناس ولا يكتموه ، وذم كثيرا من الذين أوتوا الكتاب من الأمم السابقة حين ابتدعوا في دينهم ما لم يأذن به الله ، ونسبوا إلى شرائعهم ما لم ترد به ، وفي جميع ذلك دعوة إلى الحرص الشديد على ذب الكذب عن سنة النبي صل الله عليه وسلم ، ومحاربة كل من يتطاول عليها بالأحاديث والأحكام المفتراة .

    ولعل الأهم في هذا الشأن هو اقتراح بعض الخطوات العملية التي تساهم في حصر انتشار الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتضييق دائرته ، ومن ذلك

    1- تعريف الناس بخطورة الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنه كبيرة من كبائر الذنوب ،
    يستحق فاعلها أن يذوق العذاب الأليم في دركات جهنم ، قال النبي صل الله عليه وسلم :
    ومن كذبَ عليَّ متعمدًا فليتبوأْ مقعدَه من النارِ

    الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3461
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


    2- نشر الكتب التي تعتني ببيان الأحاديث الضعيفة والمكذوبة ، مثل كتاب " الموضوعات " لابن الجوزي ، وكتاب " الموضوعات " للشوكاني ، و "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" للألباني ... وغيرها .

    3- العناية بمواقع الإنترنت المتخصصة في هذا الشأن ، ومن أهمها موقع "الدرر السنية
    http://www.dorar.net/enc/hadith".

    4- بيان عظيم جناية الأحاديث المنكرة والموضوعة على فكر الأمة وثقافتها وتراثها ، وكيف كانت سببا في انحراف الكثيرين عن الجادة ، كما كانت سببا مباشرا لانتشار الخرافة والشطح والغلو ، مع أخذ العظة والعبرة من الأمم التي حرف دينها ومسخت شريعتها بسبب عدم صيانة علمائها لها عن الدخيل والموضوع ،ومثال ذلك في الأديان : النصرانية ، وفي الفرق : الرافضة .

    قال الإمام الذهبي رحمه الله : " فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، كانوا يُمنَعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد - بل هو غَضٌّ لم يشب - ، فما ظنك بالإكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا ، مع طول الأسانيد وكثرة الوهم والغلط ؟! فبالحري أن نزجر القوم عنه ، فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب والضعيف ، بل يروون – والله - الموضوعات والأباطيل والمستحيل في الأصول والفروع والملاحم والزهد . نسأل الله العافية .

    فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه وغَرَّ المؤمنين : فهذا ظالمٌ لنفسِهِ ، جانٍ على السُّنَنِ والآثار ، يُستَتاب من ذلك ، فإن أناب وأقْصَر وإلا فهو فاسقٌ ، كفى به إثماً أن يحدِّثَ بكلِّ ما سمِع . وإن هو لم يعلم : فليتورّع ، وليستعِن بمن يُعينُهُ على تنقية مروياته . نسأل الله العافية. فلقد عَمَّ البلاء ، وشمَلت الغفلة ، ودخل الدّاخل على المحدّثين الذين يَرْكَنُ إليهِم المسلمون . فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام " انتهى. " سير أعلام النبلاء " (2/601) .

    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
    : " يوجد الآن أحياناً منشورات تتضمن أحاديث ضعيفة وقصصاً لا أصل لها ، ثم تنشر بين العامة ، وإني أقول لمن نشرها أو أعان على نشرها إنه آثمٌ بذلك ، حيث يُضل عن سبيل الله ، يضل عباد الله بهذه الأحاديث المكذوبة الموضوعة ، أحياناً يكون الحديث موضوعاً ليس ضعيفاً فقط ، ثم تجد بعض الجهال يريدون الخير ، فيظنون أن نشر هذا من الأشياء التي تحذر الناس وتخوفهم مما جاء فيه من التحذير أو التخويف ، وهو لا يدري أن الأمر خطير ، وأن تخويف الناس بما لا أصل له حرام ؛ لأنه من الترويع بلا حق ، أو يكون فيه الترغيب في شيء وهو لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بل هو موضوع ، هذا أيضاً محرم ؛ لأن الناس يعتقدون أن هذا ثابت ، فيحتسبونه على الله عز وجل ، وهو ليس كذلك ، فليحذر هؤلاء الذين ينشرون هذه المنشورات من أن يكونوا ممن افتروا على الله كذباً ليضلوا الناس بغير علم ، وليعلموا أن الله لا يهدي القوم الظالمين ، وأن هذا ظلمٌ منهم أن ينشروا لعباد الله ما لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " انتهى. " فتاوى نور على الدرب " ( مصطلح الحديث ).

    وقال الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
    : " إن مما يحزن ويؤسف ما عمَّ وانتشر عند كثير من العلماء وطلبة العلم والخطباء وغيرهم من التساهل في رواية الحديث ، وعدم التثبت في صحته ، وكثيرا ما نسمع من كثير من الخطباء والوعاظ – فضلا عن غيرهم – من الأحاديث الموضوعة والضعيفة جدا ، ومع ذلك يجزمون بنسبتها إلى النبي صل الله عليه وسلم بقولهم : وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم ، أو : لقوله صل الله عليه وسلم ...... وما أشبه ذلك ، وهذه شهادة على الرسول بلا علم ، وجزم بلا برهان ، وقد قال صل الله عليه وسلم :
    ومن كذبَ عليَّ متعمدًا فليتبوأْ مقعدَه من النارِ

    الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3461
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


    فعمَّت الأحاديث الموضوعة والضعيفة بين العوام لكثرة سماعهم لها من الخطباء والوعاظ ، والله جلّ وعلا أمر بالتثبت في الأخبار الجارية بين الناس ؛ فكيف بخبر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قوله تشريع وفعله تشريع ؟! والبعض الآخر يذكر الحديث وينسبه للنبي صلى الله عليه وسلم ولا يعلم مَن خَرَّجه ولا صحته ، فإذا أردت أن تستفهم منه أو تسأله : من رواه ؟ وما صحته ؟ أجابك مبادراً رافعاً رأسه : لا يضر جهالة صحته ، هذا من فضائل الأعمال . عجبا! (آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ) يونس/59 .
    ولو فرضنا أنها من فضائل الأعمال ؛ فالأحاديث الموضوعة لا يجوز ذكرها إلا مع بيان أنها موضوعة لا تصح عن النبي صل الله عليه وسلم ، فبسبب هذا التساهل توصل أهل البدع إلى بث بدعهم ونشرها بين الناس ؛ بحجة أنها أحاديث فضائل لا بأس بالعمل بها ، متناسين أنهم بذلك يشرعون للناس بها ؛ لأنهم سيعملون بها ويبلغونها غيرهم" انتهى .
    " الإعلام بوجوب التثبت برواية الحديث " (ص/4) .
    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب موقع الإسلام سؤال وجواب - موقف المسلم من الأحاديث الضعيفة
    التعديل الأخير تم بواسطة لك عدت ; 24th January 2013 الساعة 02:31 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

webune

flagcounter

احصائيات وترتيب الموقع


Free Page Rank Tool