امرض القلوب :خطر الفواحش

[معاد مد]

الحمد لله حمدا يليق بجلا ل وجهه وعظيم سلطانه حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لااله الله وحده لاشريك له. له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شئ قدير واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه صل الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ثم اما بعد ..

ايها المسلمون : نواصل الحديث عن اشرف مضغة يحملها الجسم .هذه الهضغة التي بصلحها يصلح الجسد كله,
وبفسادها فساد لسائر الجسد, فالقلب كما قال مالك رحمه الله تعالى, هو بمثابة الملك لسائر الجوارح فبصلاحه تصلح بافي الجوارح من لسان وسمع وبصر وهلم جرا.

ونظرا لاهمية القلب فان ابليس يشن هجماته عليه, كما جاء في الحديث الذي رواه الحفظ ابو يعلى الموصلي, عن انس بن مالك .قال: رسول الله صل الله عليه وسلم


إنّ الشَّيطانَ واضعُ خَطمَهُ علَى قلبِ ابن آدمَ ، فإن ذَكَرَ اللَّهَ خنسَ وإن نسيَ التقمَ قلبَهُ ، فذلكَ الوَسواسُ الخنَّاسُ

الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1367
خلاصة حكم المحدث: ضعيف

فابليس يشن غاراته على القلوب المريضة ,التي بها حياة وموت. اما السليم فلا طافة له به.

والميت فماذا يفعل به؟

قال ابن القيم ممثلا للقلوب التي يتسلط عليها القلوب، كثلا ثة بيوت

.1 بيت للملك: فيه كنوزه ودخائره وجواهره .
.2وبيت للعبد: فيه كنوز العبد ودخائره وليس جواهر الملك ودخائره.
.3 وبيت خال صفر: لا شئ فيه

فجاء اللص ليسرق من واحد من البيوت, فان قلت من البييت الخالي : كان محالا,لان البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق,

وان قلت من بيت الملك: كان مستحيلا, فان عليه من الحراس مالا يستطيع الدنو منه.كيف وحارسه هو الملك نفسه،

.فلم يبفى للص الا البيت الثالث لكي يشن عليه الغرات. حتي يوفعه في الفتن وكلما تاثر يذنب من الذنوب كان المرض اشد عليه،

روى مسلم .................. سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّ اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يقولُ تُعرَضُ الفتنُ علَى القلوبِ كالحصيرِ عودًا عودًا فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ سَوداءُ وأيُّ قلبٍ أنكرَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ بَيضاءُ حتَّى تصيرَ علَى قلبَينِ علَى أبيضَ مِثلِ الصَّفا فلا تضرُّهُ فتنةٌ ما دامتِ السَّماواتُ والأرضُ ..............

الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 144
خلاصة حكم المحدث: صحيح



, وروى ابن جرير والترمذي وابن ماجة عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن العبدَ إذا أخطأ خطيئةُ نُكِتتْ في قلبهِ نُكتةً سوداءَ فإذا هو نزعَ واستغفرَ وتابَ سُقلَ قلبهُ وإن عادَ زيدَ فيها حتى تعلو قلبهُ وهو الرانُ الذي ذكرَ اللهُ كَلّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ

الراوي: أبو هريرة المحدث:الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3334
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
ورحم اللله من قال.
رايت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل ادمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيا نها

ايها المسلمون ان للذنوب اثارا وخيما على القلوب ،يجب على المسلم ان يحذرها, وان يتجنبها, وان يسارع الى صقلها والإستغفار من الذنب اذا وقع فيه, كما قال ربنا الكريم:وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) - ال عمران -
وفي الاثر عن النبي صل الله عليه وسلم قال:

إنَّ هذِهِ القلوبَ تَصدأُ كما يَصدأُ الحديدُ إذا أصابَهُ الماءُ. قيلَ وما جِلاؤُها؟ قالَ: كثرةُ ذِكْرِ الموتِ وتلاوةِ القرآنِ

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 6096
خلاصة حكم المحدث: منكر



واعظم خطر على اقتراف الذنوب وارتكابها هو: استصغارها واحتقارها وجعلها هينة، وننسى ان الذنب كلما كان صغيرا في قلب العبد كلما كان اعظم عند الله عز وجل وان الذنب على الذنب يسيطر على القلب حتي يعود كالران الذي ذكره الله سبحانه في كتابه فقال :
كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) المطفيفين

ورحم الله من قال :

خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى واصنع كالماش فوق ارض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة ان الجبال من الحصا.

اللهم حبب الينا لايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من عبادك الراشدين.......