من كتاب
زاد المعاد فى هدى خير العباد
للامام ابن القيم الجوزى
الجزء الثانى ص 234
ذات السلاسل بلدة وراء وادى القرى
وبينها وبين المدينة عشرة ايام وكانت تلك الغزوة
فى جمادى الاخرة سنة 8
قال بن سعد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان جمعا من قضاعة قد تجمعوا يريدون ان يدنوا الى اطراف المدينة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص فعقد له لواء ابيض وجعل معه راية سوداء وبعثه فى ثلاثمائة من سراة المهاجرين والانصار ومعهم ثلاثين فرسا وامره ان يستعين بمن يمر به
فلما قرب منهم بلغه ان لهم جمعا كثيرا فبعث رافع بن مكيث الجهنى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده فبعث اليه ابا عبيدة الجراح فى مائتين وامره ان يلحق بعمرو
وان يكونا جميعا ولايختلفا وكان فيهم ابو بكر وعمر ,
فلما لحقوا به اراد ابو عبيدة ان يؤم الناس فقال عمرو بن العاص انما قدمت على مددا لاوانا الامير فاطاعه ابو عبيدة فكان عمرو يصلى بالناس وسار حتى وطىء بلاد قضاعة فدوخها حتى اتى الى اقصى بلادهم حتى هربوا وتفرقوا وبعث عوف بن مالك
الاشجعى بريدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره بسلامتهم وهروب عدوهم ......
من تلك الغزوه نرى مدى حب الصحابة لرسول الله ومدى تنفيذ اوامره وعدم عصيانه وطاعتهم له فى انلا يختلفا ويكونوا جمعا واحدا وكلمة واحدة
لقد كنت يارسول الله القائد والمعلم المطاع
( فداك ابى وامى يارسول الله )*