ضع إعلانك هنا



النتائج 1 إلى 3 من 3

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    مشرف
    رقم العضوية : 50
    تاريخ التسجيل : Jun 2010
    المشاركات: 1,744
    التقييم: 10
    مقالات المدونة: 3

     

    01 (18) هديه صلى الله عليه وسلم فى المعاملات







    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد
    وعلى آله وصحبه أجمعين .

    أما بعد


    مِنْ نِعَمِ الله على الأُمَّة الإسلاميَّة نعمة الحُبِّ في الله I، التي بها توثَّقت العَلاقة بين المسلمين منذ بداية الدعوة، فبعدما كانوا في جاهليتهم متباغضين متقاتلين، انقلبوا بفضلٍ من الله إلى إخوة متحابِّين،

    قال تعالى في شأنهم:
    {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103]،
    ثم جعل الله الأُخُوَّة الصادقة دليلاً على إيمان العبد بربِّه،

    فقال : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].

    كما مدح رسول الله المتحابِّين في الله، وكشف عن عظيم ثمار هذا الحبِّ في الآخرة، فقال : "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ.." فذكر منهم: "... رَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ...".
    الحديث

    سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل ، وشاب نشأ في عبادة ربه ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال إني أخاف الله ، ورجل تصدق ، اخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ، ففاضت عيناه .
    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 660
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



    كما ذمَّ رسول الله التناحر والتخاصم بين الأصحاب، فقال : "لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ".
    الحديث

    لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان : فيصد هذا ويصد هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام . وذكر سفيان : أنه سمعه منه ثلاث مرات .
    الراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6237
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    صور من معاملات رسول الله لأصحابه

    وفي سيرته نجده يعامل أصحابه معاملة تدلُّ على حُبِّه لهم جميعًا؛ وكأنه يخصُّ كل صحابي بحبٍّ خاصٍّ يختلف عن باقي أصحابه؛ حيث نجد رسول الله يصف أصحابه بصفات تُعَزِّز من الألفة والتقارب بينه وبينهم، فيصف الزُّبير بن العوام بأنه حواريه


    إن لكل نبي حواريا ، وإن حواري الزبير بن العوام
    الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3719
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    ، ويصفُ أبا بكرعمر بأنهما وزيراه
    لو كنت متخذا من أمتي خليلا ، لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخي وصاحبي
    الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3656
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



    ، وجعل حذيفة بن اليمان كاتم سرِّه


    ، ولقَّب أبا عبيدة عامر بن الجرَّاح بأنه أمين الأُمَّة. و
    لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4382
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    كما نجده يشارك أصحابه في مأكلهم ومشربهم؛ تقوية لأواصر الصحبة والمحبَّة، فعن جابر بن عبد الله قال: كنت جالسًا في داري فمرَّ بي رسول الله فأشار إليَّ، فقمتُ إليه، فأخذ بيدي فانطلقنا، حتى أتى بعض حُجَرِ نسائه فدخل، ثم أذن لي فدخلتُ والحجاب عليها، فقال: "هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟" فقالوا: نعم. فأتي بثلاثة أَقْرِصَةٍ

    الأقرصَةُ: جمع قُرْصٍ وهو الرغيف. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة قرص 7/70.
    فوضعن على نَبِيٍّ،
    نَبِيّ: كل ما ارتفع من الأَرض، وفسَّروه بمائدة من الخوص، انظر: النووي: المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج 14/8، وابن منظور: لسان العرب، مادة نبا 15/301.
    فأخذ رسول الله قرصًا فوضعه بين يديه، وأخذ قرصًا آخر فوضعه بين يديَّ، ثم أخذ الثالث فكسره باثنين، فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي، ثم قال: "هَلْ مِنْ أُدُمٍ؟" قالوا: لا، إلاَّ شيء من خلٍّ. قال: "هَاتُوهُ، فَنِعْمَ الأُدُمُ هُوَ".
    الأُدُم: جمع الأُدْم وهو ما يؤكل بالخبز أَيَّ شيء كان. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة أدم 12/8.


    كما يشارك النبي أصحابه كذلك في مزاحهم ولهوهم -ولم يكن مزاح رسول الله إلاَّ حقًّا- فمزاح الأصحاب سبب من الأسباب الرئيسة في التلاحم والقرب، ومن هذه المواقف الرائعة التي أُثرت عن رسول الله ما رواه أنس أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، كان يُهدي للنبي إذا أراد أن يخرج، فقال النبي : "إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ". الهديَّة من البادية فيجهِّزه رسول الله
    إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه . وكان يحبه وكان رجلا دميما فأتاه النبي يوما وهو يبيع متاعه ، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره ، فقال : من هذا ؟ أرسلني . فالتفت ، فعرف النبي ، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي حين عرفه ، فجعل النبي يقول : من يشتري هذا العبد ؟ . فقال : يا رسول الله ! إذا والله تجدني كاسدا . فقال النبي : لكن عند الله لست بكاسد . أو قال : أنت عند الله غال
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: مختصر الشمائل - الصفحة أو الرقم: 204
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    وكان النبي يحبُّه، وكان رجلاً دميمًا، فأتاه النبي يومًا، وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل: أرسلني، مَن هذا؟ فالتفت فعرف النبي ... وجعل النبي يقول: "مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟" فقال: يا رسول الله، إذًا والله تجدني كاسدًا. فقال النبي : "لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ". أو قال: "لَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ".

    هكذا كان يتعامل رسول الله مع نفسيَّة أصحابه فيُعلي من شأنهم، فيسعد لسعادتهم ويحزن لحزنهم.

    وفي أحلك لحظات المسلمين شدَّة وجدنا رسول الله مع أصحابه كواحد منهم، يعاني ممَّا يعانون، ويتألَّم ممَّا يتألَّمون، ويلتمس أي شيء يكون سببًا في إشباعهم من الجوع، وإسعادهم من الحزن، فرغم جوع المسلمين في الخندق، ورغم قلَّة الطعام الذي أعدَّه جابر بن عبد الله إلاَّ أنَّ رسول الله لم يأكل دون إشراك أصحابه معه؛ حيث نادى في أصحابه قائلاً: "يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ، إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا

    صَنَعَ سُورًا: أَي طعامًا دعا الناس إِليه. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 7/399، وابن منظور: لسان العرب، مادة سور 4/384.
    ، فَحَيَّ هَلاً بِكُمْ
    حَيَّ هَلاً بِكم: أَي ابْدَأ بكم وعَجِّلْ، وهي كلمة استدعاء فيها حثٌّ، أي هلمُّوا مسرعين. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 7/399، وابن منظور: لسان العرب، مادة حيا 14/211.
    ".

    قلت : يا رسول الله ، ذبحنا بهيمة لنا ، وطحنت صاعا من شعير ، فتعال أنت ونفر ، فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا أهل الخندق ، إن جابرا قد صنع سورا ، فحي هلا بكم ) .
    الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3070
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    كما نجد رسول الله يشارك أصحابه في أزماتهم ومصائبهم مشاركة فعَّالة بتبشيرهم تارة بثواب ونعيم الله في الآخرة، وبحلِّ مشاكلهم حلاًّ عمليًّا تارة أخرى؛ فها هو ذا يبشِّر عبد الله بن جحش عندما شكا له أن أبا سفيان قد أخذ دَارَهُم في مكة بعد الهجرة وباعها، فقال له: "أَلا تَرضَى يَا عَبْدَ اللهِ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ بِهَا دَارًا خَيرًا مِنْهَا فِي الجنَّة؟" قال: بلى. قال: "فَذَلِكَ لَكَ"
    ابن هشام: السيرة النبوية 3/28، والسهيلي: الروض الأنف 4/166..

    ويأتي صحابي آخر قد أُصيب في عهد الرسول في ثمار ابتاعها فكثر دينه، فيقول رسول الله لأصحابه: "تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ". فَتَصَدَّقَ الناس عليه، فلم يَبْلُغْ ذلك وفاء دَيْنِهِ، فقال رسول الله لِغُرَمَائِهِ: "خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ".
    الحديث

    - أصيب رجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمار ابتاعها . فكثر دينه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تصدقوا عليه ) . فتصدق الناس عليه . فلم يبلغ ذلك وفاء دينه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغرمائه ( خذوا ما وجدتم . وليس لكم إلا ذلك ) .
    الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1556
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    فقد كان رسول الله نِعْمَ الصاحب لأصحابه؛ يقف معهم في أفراحهم وأتراحهم، وفي قوَّتهم وضعفهم، فلم يتميَّز عنهم بمزيَّة، بل كان كواحد منهم في المأكل والمشرب والملبس، وهو ما جعل كثير من المشركين يتعجَّبون لهذه الرابطة القويَّة التي جمعته بأصحابه، فقال أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه: "ما رأيتُ من الناس أحدًا يحبُّ أحدًا كحُبِّ أصحاب محمد محمدًا!!".
    ابن هشام: السيرة النبوية 2/172

    و كان صلى الله عليه وسلم احسن الناس معاملة اذا استسلف سلفا قضى خيرا منه واذا استسلف من رجل سلفا قضاه اياه ودعا له فقال
    الحديث
    استلف منه حين غزا حنينا ثلاثين أو أربعين ألفا فلما قدم قضاها إياه ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الوفاء والحمد
    الراوي: عبدالله بن أبي ربيعة المخزومي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1983
    خلاصة حكم المحدث: حسن


    وقد باعه يهودى بيعا الى اجل فجاءه قبل الاجل يتقاضاه ثمنه فقال لم يحل الاجل فقال اليهودى : انكم لمطل يابنى عبد المطلب فهم به اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فنهاهم النبى عليه افضل السلام ولم يزده ذلك الا حلما فقال اليهودى : كل شيىءمنه قد عرفته من علامات النبوة ,
    وبقيت واحدة وهى انه لاتزيده شدة الجهل عليه الا حلما فاردت ان اعرفها واسلم اليهودى .
    واقترض صلى الله عليه وسلم بعيرا فجاء صاحبه يتقاضاه فاغلظ للنبى صلى الله عليه وسلم فهم به اصحابه فقال (دعوه فان لصاحب الحق مقالا )
    كان لرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم دين ، فهم به أصحابه ، فقال : ( دعوه ، فإن لصاحب الحق مقالا ) . وقال : ( اشتروا له سنا فأعطوه إياه ) . فقالوا : إنا لا نجد سنا إلا سنا هي أفضل من سنه ، قال : ( فاشتروها ، فأعطوها إياه ، فإن من خيركم أحسنكم قضاء ) .
    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2606
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ سنا ، فجاء صاحبه يتقاضاه ، فقال : ( إن لصاحب الحق مقالا ) . ثم قضاه أفضل من سنه ، وقال : ( أفضلكم أحسنكم قضاء ) .
    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2609
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


    التعديل الأخير تم بواسطة المفوض امره لله ; 30th May 2012 الساعة 07:56 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

webune

flagcounter

احصائيات وترتيب الموقع


Free Page Rank Tool