وصلتني اليوم هذه الرسالة . . .

" هناك زوجان ربط بينهما الحب والصداقة فكل منهما لا يجد راحته إلا بقرب الآخر ، إلا أنهما مختلفين تماماً في الطباع ؛ فالرجل (هادئ ولا يغضب في أصعب الظروف) ، وعلى العكس زوجته (حادة وتغضب لأقل الأمور)، وذات يوم سافرا معاً في رحلة بحرية ، أمضت السفينة عدة أيام في البحر ، وبعدها ثارت عاصفة كادت أن تودي بالسفينة، فالرياح مضادة والأمواج هائجة ..
امتلأت السفينة بالمياه وانتشر الذعر والخوف بين كل الركاب ، حتى قائد السفينة لم يخف على الركاب أنهم في خطر وأن فرصة النجاة تحتاج إلى معجزة من الله . .
لم تتمالك الزوجة أعصابها فأخذت تصرخ لا تعلم ماذا تصنع ..
ذهبت مسرعه نحو زوجها لعلها تجد حل للنجاة من هذا الموت وقد كان جميع الركاب في حالة من الهياج ، ولكنها فوجئت بالزوج كعادته جالساً هادئاً، فازدادت غضباً و اتّهمتهُ بالبرود واللامبالاه . .
نظر إليها الزوج وبوجه عابس وعين غاضبة استل خنجره ووضعه على صدرها وقال لها بكل جدية وبصوت حاد:
ألا تخافين من الخنجر؟
نظرت إليه وقالت: لا
فقال لها: لماذا ؟
فقالت: لأنه ممسوك في يد من أثق به وأحبه ؟
فابتسم وقال لها: هكذا أنا، كذلك هذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد من أثق به وأحبه، فلماذا الخوف إن كان هو المسيطر على كل الأمور ؟! "