هى زوجة الصحابى الجليل عمرو بن الجموح
شهدت ام خلاد رضى الله عنها غزوة أحد مع زوجها وولدها
وأخيها , ولما استشهد الثلاثة , حملتهم الصحابية الجليلة
على بعيرها ومضت بهم عائدة الى المدينة ,
ولقيتها فى بعض الطريق عائشة رضى الله عنها ,
فقالت لأم خلاد : عندك الخبر , فما وراءك ؟
قالت أم خلاد : أما رسول الله فصالح وكل
مصيبة بعده جلل _ أى هينة _ واتخذ الله من المؤمنين
شهداء
وقالت عائشة : من هؤلاء ؟ (( تسأل عن الشهداء
فقالت : أخى وابنى خلاد وزوجى عمرو ,
قالت عائشة : فأين تذهبين بهم ؟
قالت : الى المدينة أقبرهم فيها , أدفنهم ,
ثم ذجرت بعيرها ليتابع سيره , فما استطاع , فلما وجهته
الى ميدان القتال أسرع , ومكث الرسول صلى الله عليه
وسلم حتى قبرهم , ثم قال : ( ترافقوا فى الجنة : عمرو بن
الجموح وابنك خلاد وأخوك عبد الله )
قالت أم خلاد : يارسول الله أدع الله أن يجعلنى معهم , فدعا لها
...
انها أمرأة تحملت صدمتها فى موت اخيها وابنها وزوجها معا ..
انها المرأه المجاهدة المحتسبة هذا الموقف العصيب بكل
مضاعفاته , فكانت رمزا من رموز القوة حين ارتفعت فوق
هواتف الضعف فى كيانها كامرأة وكانت على مستوى
المسيئولية ,
مسئولية الايمان الذى صاغ منها سلاحا من
أسلحة القدر فكانت بصبرها وثباتها وشجاعتها صورة من صور
التحدى الاسلامى الذى صار شوكة فى حلق عدو متخلف
ظن أنه بالنصر الخاطف فى غزوة أحد قد قضى على المسلمين والاسلام
..
انظر الى ردها على عائشة ( أما رسول الله فصالح ) نعم فان
صلاحه هو صلاح هذه الأمة , صلاح هذا الدين القيم ) وهل
هناك صلاح للأمة الا مع قائد قوى ذو قلب مؤمن وارادة ماضية
وعزيمة لا يردها راد ومن ورائه أمة تقف بجانبه فى ساعة العسرة ,
لقد طلبت من رسول الله أن يدعوا لها بالجنة لأنها اشتاقت اليها ,
اشتاقت لأن تكون معهم فى صحبتهم ..
الا ان أمة تملك هذا الايمان ,
وهذا التصميم وهذا الصبر لن تموت أبدا !!
انها باقية أبد الدهر