النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: فاطمة بنت أسد

  1. #1
    مشرف
    رقم العضوية : 50
    تاريخ التسجيل : Jun 2010
    المشاركات: 1,744
    التقييم: 10

     

    31 فاطمة بنت أسد




    فاطمة بنت أسد

    بن هاشم بن عبد مناف ولدت في مكة المكرمة. زوجة ابن عمها أبي طالب وأم علي بن أبي طالب وكانت كأم لمحمد بن عبد الله رسول الإسلام منذ صغره. أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشرة من المسلمين وكانت الحادية عشرة منهم والثانية من النساء. هاجرت إلى المدينة المنورة وتوفيت في السنة 4 للهجرة النبوية ودفنت في مقبرة البقيع.

    فهي التي فازت بتربية سيد الأولين و الآخرين محمد بن عبد الله بعد وفاة جده عبد المطلب , و هي أم الفارس الغالب(علي بن أبي طالب) رضي الله عنه و هو رابع الخلفاء الراشدين..
    و هي جدة سيدي شباب أهل الجنة (الحسن و الحسين)رضي الله عنهما و هي أم الشهيد الذي رآه النبي صلى الله عليه و سلم يطير بجناحيه في الجنة مع الملائكة(جعفر بن أبي طالب) أحد الأمراء الثلاثة في سرية مؤتة ..و هي أيضا حماة سيدة نساء العالمين في زمانها بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة رضي الله عنها...
    فيا ترى من الصحابية الكريمة التي جمع الله لها تلك الفضائل و المناقب..؟؟


    و قبل أن نتعايش بقلوبنا و أرواحنا مع سيرة هذه الصحابية أود أن نقف جميعا وقفة تأمل و تدبر أمام هذا الدور العظيم الذي قامت به هذه الصحابية لخدمة هذا الدين العظيم.
    كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول: (( أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا _و أشار بالسبابة و الوسطى _ و فرج بينهما ))
    فما ظنكم بامرأة كفلت أعظم و أطهر يتيم في الدنيا كلها ألا و هو : الحبيب المصطفى محمد الذي كان يتمه تشريفا لكل يتيم في الدنيا كلها
    فهل عرفتم قدر هذه الصحابية الجليلة التي كفلت النبي صلى الله عليه و سلم و وضعته في عينها و أغفلت عليه جفنها خوفا عليه حتى من نسيم الهواء؟؟


    أسلمت رضى الله عبها فى صدر الاسلام وكانت من المهاجرات الاوائل

    : و من هنا كانت البداية ::
    كان الحبيب يتيما فكفله جده عبد المطلب و كان يحبه حبا شديدا .. و بعد فترة من الزمن أحس عبد المطلب بدنو اجله فأوصى ولده أبا طالب بأن يكفل الحبيب صلى الله عليه و سلم و أوصاه به خيرا و ذلك لأن عبد الله والد رسول الله و أبا طالب أخوان لأب و أم فأمهما هي فاطمة بنت عمرو بن عائذ و كذلك فإن عبد المطلب كان يشعر بأنه لن يحافظ على الحبيب و يحوطه بالرحمة و الحنان إلا زوجة أبي طالب لما كان يشعر من الرحمة التي تتدفق من قلبها.
    و مات عبد المطلب و انتقل الحبيب إلى بيت أبي طالب فوجد في بيته أما رحيمة جعلته يشعر بأنها أمه بعد أمه التي ماتت.


    :: وعرفت البركة طريقها إلى هذا البيت ::

    و كان أبو طالب فقيرا و كانت زوجته تشعر بأن أولادها لا يشبعون من الطعام أبدا فلما عاش الحبيب صلى الله عليه و سلم بينهم دخلت البركة لأول مرة في هذا البيت الكريم و بخاصة في طعام الأولاد إذا أكل معهم الحبيب صلى الله عليه و سلم.
    فكان عيال أبي طالب إذا أكلوا جميعا أو فرادى لم يشبعوا, و إذا أكل معهم رسول الله شبعوا , فكان أبو طالب إذا أراد أن يغذيهم أو يعشيهم يقول : كما أنتم حتى يأتي إبني فيأتي رسول الله فيأكل معهم فيفضل من طعامهم .
    و إن كان لبنا شرب رسول الله أولهم ثم تناول القعب _القدح _فيشربون منه فيروون عن آخرهم من القعب الواحد و إن كان أحدهم ليشرب قعبا وحده فيقول ابو طالب : إنك لمبارك.
    و كان الصبيان يصبحون شعثا رمصا , و يصبح رسول الله عليه الصلاة و السلام دهينا كحيلا.

    :: و يزداد الحب يوما بعد يوم ::
    و كانت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها ترى كل هذه البركات التي دخلت بيتها لأول مرة و هي لا تكاد تصدق نفسها فكانت تزداد حبا للنبي يوما بعد يوم ..فهاي هي ترعاه في طفولته و شبابه و تخصه بالتقدير و الاحترام و تشمله بعطفها و حنانها و ظلت ترعاه إلى أن تزوج خديجة رضي الله عنها


    :: فلذة كبدها في بيت النبي صلى الله عليه و سلم::
    و ها هي تدفع بفلذة كبدها علي بن أبي طالب ولدها ليعيش في بيت الرسول عليه الصلاة و السلام و كانت ترى فيه نعم الأب الرحيم

    قال ابن اسحق :
    و كان من نعمة الله على علي بن ابي طالب و مما صنع الله له و أراده به من الخير , أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة و كان أبو طالب ذا عيال كثيرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس عمه و كان من أيسر بني هاشم : يا عباس , ((إن أخاك أبا طالب كثير العيال و قد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا إليه فلنخفف (عنه)من عياله : آخذ من بنيه رجلا و تأخذ أنت رجلا فتكفلهما عنه )), فقال العباس : نعم , فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له : (( إنا نريد أن نخفف (عنك) من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه )) فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما عقيلا فاصنعا ما شئتما.
    فأخذ رسول الله عليا فضمه إليه و أخذ العباس جعفرا فضمه إليه فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله تبارك و تعالى نبيا فاتبعه علي و آمن به و صدقه.


    :: موعد مع السعادة ::

    و جاءت اللحظة التي ينتظرها الكون كله و بعث الحبيب ليحمل الخير و النور للدنيا كلها _جاء ليأخذ بأيدي الناس بإذن الله _ من أدران الشرك و الجهل و الكفران إلى أنوار التوحيد و الإيمان.و قام الحبيب يدعو قومه و عشيرته و أقاربه إلى خيري الدنيا و الآخرة فكانت فاطمة بنت اسد من النساء اللاتي سارعن إلى الدخول في الإٍسلام فآمنت بالله و رسوله و أما زوجها أبو طالب فاعتذر اعتذارا لطيفا و لم يدخل في دين الله و أسلم اولادها كلهم و كان اولهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه.

    :: سيجعل الله بعد عسر يسرا ::
    و بدأت فاطمة رضي الله عنها تعيش حياة جديدة كلها ايمان و طاعة لله ورسوله صلى الله عليه و سلم
    و لكن أعداء الله دائما يتربصون للمؤمنين فلقد بدأت قريش تصب غضبها و بطشها على الموحدين من أصحاب سيد الموحدين و بدأت تقف في وجه الإسلام و تحاربه حربا ضروسا فلما رأى النبي ما نزل بأصحابه من العذاب و النكال أشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة.
    و هنا وقفت فاطمة و امتلأ قلبها حزنا و أسى و هي تودع ولدها جعفر بن أبي طالب و زوجته أسماء بنت عميس فلقد كان جعفر أمير المهاجرين إلى الحبشة.
    و لما رأت قريش أن الأمر يكاد يخرج من يدها لجأت إلى مقاطعة بني هاشم و حُصر بنو هاشم و بنو عبد المطلب بنسائهم و أطفالهم في الشعب و صبرت فاطمة بنت أسد مع من صبر من النساء تبتغي بذلك رضوان الله و قامت و اشتد عليها البلاء و أكلت من ورق الشجر مع المسلمين المحاصرين.
    و في هذه السنة و التي كانت السنة العاشرة من البعثة و ما سميت بسنة الحصار توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوج الرسول الكريم , ثم توفي عمه أبو طالب فاشتدت المصائب على المسلمين و أخذت قريش تجتهد أكثر في إيذاء الرسول الكريم إلى أن أذن الله له بالهجرة إلى المدينة المنورة.



    :: الهجرة إلى المدينة المنورة ::
    و لما أذن الحبيب صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة هاجرت فاطمة مع من هاجر لتنال أجر المهاجرين الذين تركوا ديارهم و أموالهم و خرجوا من دنياهم ليظفروا بنعمة التوحيد و الإيمان بالله تعالى.

    :: مكانتها عند النبي صلى الله عليه و سلم ::
    و كان النبي صلى الله عليه و سلم يحبها محبة الابن لأمه الرحيمة و كان يزورها دائما و يقيل في بيتها و يحسن إليها و يرعاها كما كانت تحسن إليه و ترعاه في صغره , و لمكانتها الرفيعة عند رسول الله كان يتحفها بالهدية.



    :: الحماة الطيبة ::
    و لما تزوج علي بن ابي طالب فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه و سلم كانت فاطمة بنت أسد مثالا عظيما للحماة الطيبة و الأم الرحيمة فكانت تحب بنت رسول الله حبا شديدا و كانت تتعاون معها في أعمال البيت.
    قال علي رضي الله عنه : قلت لأمي فاطمة بنت أسد : اكفي فاطمة بنت رسول الله سقاية الماء و الذهاب في الحاجة و تكفيك خدمة الداخل الطحن و العجن.

    :: و حان وقت الرحيل ::
    و ظلت فاطمة رضي الله عنها تعيش في ظل الإيمان و التوحيد عابدة صائمة قائمة إلى أن جاء اليوم الذي نامت فيه على فراش الموت لتلقى ربها فيكافئها عن صنيعها مع الحبيب صلى الله عليه و سلم.
    و ماتت رضي الله عنها و دفنت في المدينة المنورة و أكرمها الله بأن نزل حبيب الله في قبرها ليدفنها.

    ذكر السمهودي أن النبي لم ينزل في قبر أحد قط إلا خمسة قبور , ثلاث نسوة و رجلين : منها قبر خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بمكة, و أربع بالمدينة , قبر ابن خديجة كان في حجر النبي صلى الله عليه وسلم و تربيته , و قبر عبد الله المزني الذي يقال له ذو البجادين , و قبر أم رومان أم عائشة بنت أبي بكر الصديق و قبر فاطمة بنت أسد رضي الله عنهم جميعا.

    لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسك طيبا وتطعميني تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة ثم أمر أن تغسل ثلاثا فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود يحفرون فحفروا قبرها فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه فقال الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين وكبر عليها أربعا وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/259
    خلاصة حكم المحدث: فيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح


    رحم الله فاطمه بنت أسد وجزاها عن أعمالها الخير والثواب
    **************
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو يوسف ; 29th July 2010 الساعة 05:21 PM

  2. #2
    إدارة المنتدى
    علم الدولة:
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Mar 2010
    المشاركات: 925
    التقييم: 10
    العمل : طالب علم

     

    بارك الله فيك علي الموضوع

  3. #3
    مشرفة عامة على المنتدى
    علم الدولة:
    رقم العضوية : 71
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    المشاركات: 649
    التقييم: 10
    الدولة : الشرقيه - مصر
    العمل : طبيب تكليف

     

    اضاء الله قلبك بنور حبه ورضوانه
    جزاك ربى الفردوس الاعلى

  4. #4
    إدارة المنتدى
    رقم العضوية : 2
    تاريخ التسجيل : Mar 2010
    المشاركات: 90
    التقييم: 10

     

    جزاك الله خير

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •