ما جاء فى الاشفاق من الذنوب
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6308
خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه] وقال : تابعه أبو عوانة وجرير عن الأعمش. وقال أبو أسامة حدثنا عمارة سمعت الحارث بن سويد. وقال شعبة وأبو مسلم عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد. وقال ابو معاوية حدثنا الأعمش عن عمارة عن الأسود عن عبد الله، وعن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله.
وقال الاوزاعى :سمعت بلال بن سعد يقول:لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن أنظر الى عظمة من عصيت (الزهد لأبن المبارك ) .
وروى عن ألحسن إن الرجل ليذنب الذنب ,فلا يزال حزينا كئيبا حتى يدخل الجنه.
وروى عن عروه بن عامر :أن العبد تعرض عليه ذنوبه يو القيامه ,فيمر به الذنب من ذنوبه ,فيقول أما أنى قد كنت منك مشفقا ,فيغفر له (الزهد لهناد )
وروي يونس انه قال: ان المؤمن جمع إحسانا وشفقه ,وان المنافق جمع أساءه وامنا وتلا قوله(إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون)- المؤمنون 57- وقال المنافق :(قال إنما أوتيته على علم عندي)-القصص78
وأنشدوا :
خلقت من التراب فصرت شيئا
وعلمت الفصيح من الخطاب
*********
وعدت الى التراب فصرت فيه
كأنى مابرحت من التراب
*********
خلقت من التراب بغير ذنب
وأرجع بالذنوب ألى التراب
ولقى حكيم حكيما فقال له :إنى لاحبك فى الله,فقال لو علمت منى ما أعلم من نفسى لأبغضتنى فى الله , فقال له الاول :لو أعلم منك ما تعلمه من نفسك ,لكان فيما أعلمه من نفسى شغل عن بغضتك.
وروى عن عيسى بن مريم أنه قال (عليه السلام ) ,اذا عملت الحسنه فاله منها ,فأنها عند من لا يضيعها ,وأذا عملت السيئه فأجعلها نصب عينيك.
وقيل للحسن :كيف أصبحت ؟قال :ما من كسر مركب فى بحر أعظم مصيبه فى نفسه منى فى نفسى ,قيل له :لم ؟قال :لانى من ذنوبى على يقين ومن طاعتى على وجل ,لا أدرى مقبوله منى ام مضروب بها على وجهى ,فقيل له :أنت تقول هذا ؟!فبكى الحسن ثم قال :ويحك! فهل أمنت أن أكون نظر الى فى بعض فعلاتى نظرة مقت ,أغلق بها أبواب المغفرة عنى ,ثم قال ياحسن ,أعمل ما شئت فلن أغفر لك ؟
وقيل للمغيره :كيف أصبحت؟قال أصبحنا معترفين بالنعم ,مقرين بالذنوب ,يتحبب الينا ربنا وهو غنى عنا ,ونتباغض أليه بالمعاصى ونحن فقراء أليه .
وقيل لمحمد بن واسع :كيف أصبحت ؟قال أصبحت طويلا أملى,قصيرا أجلى , سيئا عملى .
وقيل لأحمد بن أبى الحواري: كيف أصبحت ؟ قال :أصبحت قويا على أجتراح الذنوب ,ضعيفا عن حملها ,عالما بسير الصالحين ,عاجزا عن أتيانها.
وقيل لمحمد اللفاف كيف لأصبحت :قال أصبحت أشتهى عافيه يوم الى ليله ,فقيل له :اليست الايام كلها عافيه؟ قال العافيه ألا أعصى الله عز وجل .
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه ، فقال به هكذا . قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ، ثم قال : ( لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ، ومعه راحلته ، عليها طعامه وشرابه ، فوضع رأسه فنام نومة ، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته ، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله ، قال : أرجع إلى مكاني ، فرجع فنام نومة ، ثم رفع رأسه ، فإذا راحلته عنده ) .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6308
خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه] وقال : تابعه أبو عوانة وجرير عن الأعمش. وقال أبو أسامة حدثنا عمارة سمعت الحارث بن سويد. وقال شعبة وأبو مسلم عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد. وقال ابو معاوية حدثنا الأعمش عن عمارة عن الأسود عن عبد الله، وعن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله.
(سنن الصالحين وسنن العابدين )