فى بلاد العراق القديمة ,
كانت هناك مدينة تسمى مدينة الموصل تشتمل على العديد من القرى بينهما قرية تسمى نينوى
, وهى قرية تكثر فيها نعم الله عز وجل من حقول جميلة وأنهار عديدة ,
نعم لاتعد ولا تحصى ,
ولكن أهل هذه القرية لم يفكروا فى شكر الله على تلك النعم وكفروا بالله وعبدوا الأصنام والكواكب والنجوم .
واختار الله سبحانه وتعالى رجلا صالحا منهم كان يعبد الله ولا يكفره وهو الرجل الصالح
( يونس بن متى )
وكان الناس يعرفونه بأخلاقه الحميدة وصدقه وشرفه بين قومه ,,,
كان عدد أهل نينوى مائة وعشرون ألف رجل وامرأة ,
وخرج نبى الله يونس اليهم يدعوهم لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام والنجوم فأبوا وعاندوا ولم يؤمن معه أحد ,,
أخذ يونس يذكر قومه بنعم الله وفضله عليهم وأن الله وحده هو الذى أعطاهم هذه الخيرات فكيف يعبدون غيره مما لا ينفع ولايضر ,
كيف يعبدون تماثيل صماء يصنعونها بأنفسهم ؟؟؟
ولكنهم ظلوا على العناد والكفر وسخروا من يونس عليه السلام فأخذ يحذرهم من غضب الله عليهم وعذابه وكلما زاد تحذيره لهم زادوا فى الكفر والعناد ,
وأوحى الله تعالى الى يونس أن يحذرهم بأن العذاب سينزل عليهم ان استمروا فى الكفر والعناد بعد ثلاثة أيام ولكنهم لم يستجيبوا ويئس يونس من قومه وحزن حزنا كثيراولم ينتظر ما يوحى به الله اليه وخرج من نينوى وتركها بعد أن يئس من أهلها ومرت الأيام وفى اليوم الثالث رأى القوم علامة العذاب الذى وعدهم اياه يونس !!!
انها سحب سوداء تدور على رؤسهم وفزعوا وانزعجوا وتأكدوا أنها هى التى أنذرهم بها يونس فخرجوا يبحثون عنه ليعلنوا ايمانهم وتوبتهم وبحثوا عنه كثيرا ليدعوا ربه ليرفع عنهم هذا العذاب ولكنهم لم يجدوه ,,
لقد كانت توبتهم توبة صادقة فرفع الله عنهم ذلك العذاب وفرحوا وتمنوا لو يعود اليهم ذلك الرجل الصالح ولكن دون جدوى .
لقد خرج يونس من نينوى بدون أن يوحى اليه ربه ويأمره بذلك ووقف على شاطىء البحر فوجد سفينة تستعد للرحيل فعرض على أهلها أن يأخذوه معهم فوافقوا ورأى ركاب السفينه ذلك الرجل يصلى ويذكر الله كثيرا فعلموا أنه نبى من عند الله فأحبوه حبا شديدا ولم يكلفوه بأى عمل ,
وفى وسط البحر بدأت الأمواج تعلوا ويضرب بعضها بعضا
فأخذ أهل السفينة يقللون من حمولتها بالقاء بعض البضائع منها حتى لم يجدوا مايرموه وعرض قائد السفينة اجراء القرعة ليقوموا بقذف أحد الركاب وقاموا بالقرعة ثلاثة مرات ووقعت على يونس فحزن الجميع على هذا النبى فخلع ثيابه وألقى بنفسه فى البحر وقد تأكد الجميع من موته وهلاكه وشهد يونس ان لا اله الا الله وغاص فى أعماق البحر منتظرا الموت وجاء حوت عظيم فابتلعه وظن يونس أنه ميتا فحرك يده فتحركت فعلم أنه مازال حيا فسجد لله وقال
( يارب سجدت لك فى مكان لم يسجد فيه أحد من قبلى ومشى الحوت وسمع يونس تسبيح الحصى لله والحيتان تسبح للرحمن فعلم أنه قد أغضب ربه حين خرج من نينوى بغير أمر من الله
ودمعت عيناه ثم دعا الله عز وجل فقال :
لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين ....
لقد نادى يونس ربه فى ظلمات البحر وظلمة بطن الحوت وظلمة الليل ,
وسمعت الملائكة فى السماء تسبيح يونس فى بطن الحوت ويكرر كلماته فقالت لله تعالى :
ياربنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة ,,
, فقال تعالى : ذلك يونس بن متى عصانى فحبسته فى بطن الحوت فى البحر ,
قالت الملائكة : يونس !!!!
العبد الصالح الذى كان يعمل كل يوما وليلة عملا صالحا ؟ قال : نعم
توسلت الملائكة الى الله عز وجل وشفعوا ليونس فتقبل الله ذلك ,
ثم أمر الحوت ان يخرج يونس من بطنه ويلقيه على الأرض ..
وألقى الحوت يونس على الأرض وكان عاريا بلا ملابس فخلق الله تعالى له شجرة من يقطين وقد صار مريضا ضعيف البدن كالفرخ ليس عليه ريش فأكل يونس من شجرة اليقطين ( القرع )
وجلس فى ظلها وأكل ثمارها وصار يشكر الله تعالى أن نجاه من هذا الغم والكرب الذى كان فيه ..
ولما استعاد صحته أمره الله بالعودة الى نينوى فآمن بدعوته مائة وعشرون الف رجل وامرأة وتقبل الله توبة الجميع ......