النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    مشرف علي منتدى العقائد والعبادات الإسلامية
    رقم العضوية : 54
    تاريخ التسجيل : Jun 2010
    المشاركات: 45
    التقييم: 10

     

    مفاهيم خاطئه عن صلاه الاستخارة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إنّ من محاسن شريعتنا الغرّاء ( الشريعة الإسلامية ): صلاة الاستخارة،
    التي جعلها الله لعباده المؤمنين

    الحديث

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها ، كما يعلم السورة من القرآن ، يقول : ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر - ثم تسميه بعينه - خيرا لي في عاجل أمري وآجله - قال : أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ) . الراوي: جابر بن عبدالله السلمي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7390
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



    إلا أنّ كثيراً من الناس قد زهد فيها، إمّا جهلاً بفضلها وأهميتها، وإمّا
    نتيجة لبعض المفاهيم الخاطئة التي شاعت بين الناس ممّا لا دليل عليه من
    كتاب ولا سنّة، وهذا ما أردت التنبيه إليه في هذه العجالة، فمن هذه
    المفاهيم:

    1- اعتقاد بعض الناس أنّ صلاة الاستخارة إنّما تُشرع عند التردد بين
    أمرين،
    وهذا غير صحيح، لقوله في الحديث: (( إذا همّ أحدكم بالأمر..)).
    ولم يقل ( إذا تردد )، والهمّ مرتبة تسبق العزم، كما قال الناظم مبيّناً
    مراتب القصد:

    مراتب القصد خمس: (هاجس) ذكروا فـ (خاطر)، فـ (حديث النفس) فاستمعا
    يليه ( همّ ) فـ ( عزم ) كلها، رُفعتْ سوى الأخير ففيه الأخذ قــد وقعا

    فإذا أراد المسلم أن يقوم بعمل، وليس أمامه سوى خيار واحد فقط قد همّ
    بفعله، فليستخر الله على الفعل ثم ليقدم عليه، فإن كان قد همّ بتركه
    فليستخر على الترك، أمّا إن كان أمامه عدّة خيارات، فعليه أوّلاً ـ بعد
    أن يستشير من يثق به من أهل العلم والاختصاص ـ أن يحدّد خياراً واحداً
    فقط من هذه الخيارات، فإذا همّ بفعله، قدّم بين يدي ذلك الاستخارة.

    2- اعتقاد بعض الناس أنّ الاستخارة لا تشرع إلا في أمور معيّنة، كالزواج
    والسفر ونحو ذلك، أو في الأمور الكبيرة ذات الشأن العظيم،

    وهذا اعتقاد
    غير صحيح، لقول الراوي في الحديث: (( كان يعلّمنا الاستخارة في الأمور
    كلّها.. )).
    ولم يقل: في بعض الأمور أو في الأمور الكبيرة، وهذا الاعتقاد جعل كثيراً
    من الناس يزهدون في صلاة الاستخارة في أمور قد يرونها صغيرة أو حقيرة أو
    ليست ذات بال؛ ويكون لها أثر كبير في حياتهم.

    3- اعتقاد بعض الناس أنّ صلاة الاستخارة لا بدّ لها من ركعتين خاصّتين،
    وهذا غير صحيح، لقوله في الحديث: (( فليركع ركعتين من غير الفريضة.. )).
    فقوله: "من غير الفريضة" عامّ فيشمل تحيّة المسجد والسنن الرواتب وصلاة
    الضحى وسنّة الوضوء وغير ذلك من النوافل، فبالإمكان جعل إحدى هذه النوافل
    ـ مع بقاء نيتها ـ للاستخارة، وهذه إحدى صور تداخل العبادات، وذلك حين
    تكون إحدى العبادتين غير مقصودة لذاتها كصلاة الاستخارة، فتجزيء عنها
    غيرها من النوافل المقصودة.

    4- اعتقاد بعض الناس أنّه لا بد من انشراح الصدر للفعل بعد الاستخارة،
    وهذا لا دليل عليه، لأنّ حقيقة الاستخارة تفويض الأمر لله، حتّى وإن كان
    العبد كارهاً لهذا الأمر،
    والله عز وجل يقول: (( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) (البقرة:216) .
    وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس في حيرة وتردد حتى بعد الاستخارة،
    وربّما كرّر الاستخارة مرّات فلا يزداد إلا حيرة وتردّداً، لا سيما إذا
    لم يكن منشرح الصدر للفعل الذي استخار له، والاستخارة إنّما شرعت لإزالة
    مثل هذا التردد والاضطراب والحيرة.

    5- اعتقاد بعض الناس أنّه لا بدّ أن يرى رؤيا بعد الاستخارة تدله على
    الصواب، وربّما توقّف عن الإقدام على العمل بعد الاستخارة انتظاراً
    للرؤيا، وهذا الاعتقاد لا دليل عليه، بل الواجب على العبد بعد الاستخارة
    أن يبادر إلى العمل مفوّضاً الأمر إلى الله كما سبق، فإن رأى رؤيا صالحة
    تبيّن له الصواب، فذلك نور على نور، وإلا فلا ينبغي له انتظار ذلك.
    هذه بعض المفاهيم الخاطئة حول صلاة الاستخارة، والتي قد تصدر أحياناً من
    بعض المنتسبين للعلم، ممّا يؤصّل هذه المفاهيم في نفوس الناس، وسبب ذلك
    التقليد الجامد، وعدم تدبّر النصوص الشرعية كما ينبغي، ولست بهذا أزكي
    نفسي، فالخطأ واقع من الجميع.

    هذا ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليراجع كتاب: ( سرّ النجاح
    ومفتاح الخير والبركة والفلاح )، وهو كتيّب صغير الحجم، ففيه المزيد من
    المسائل المهمة، والشواهد الواقعية الدالة على أهمية هذه الصلاة، وفهم
    أسرارها ومراميها، والله تعالى أعلم.

    الشيخ: د . محمد بن عبدالعزيز المسند
    التعديل الأخير تم بواسطة العائد الى الله ; 24th July 2010 الساعة 01:05 PM

  2. #2
    إدارة المنتدى
    علم الدولة:
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Mar 2010
    المشاركات: 925
    التقييم: 10
    العمل : طالب علم

     

    01 (29)

    جزاك الله خير اخي عبد الله المصرى اين التفاعل من زمان

  3. #3
    مشرف
    رقم العضوية : 50
    تاريخ التسجيل : Jun 2010
    المشاركات: 1,744
    التقييم: 10

     

    جزاك الله خيرا واثلج صدرك ويسر امرك

  4. #4
    عضو جديد
    رقم العضوية : 164
    تاريخ التسجيل : Nov 2010
    المشاركات: 25
    التقييم: 10

     

    - اعتقاد بعض الناس أنّه لا بدّ أن يرى رؤيا بعد الاستخارة تدله على
    الصواب
    ، وربّما توقّف عن الإقدام على العمل بعد الاستخارة انتظاراً

    للرؤيا، وهذا الاعتقاد لا دليل عليه، بل الواجب على العبد بعد الاستخارة
    أن يبادر إلى العمل مفوّضاً الأمر إلى الله كما سبق، فإن رأى رؤيا صالحة
    تبيّن له الصواب، فذلك نور على نور، وإلا فلا ينبغي له انتظار ذلك.


    نعم . . وأعلم شخصا أراد أمرا فاستخار 30 مرة على أمل أن يرى رؤيا ، ولم يبادر إلى الآن لأجل الرؤيا
    تحيتي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •