الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد
صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإنجيل
قال ابن إسحاق : وقد كان فيما بلغني عما كان وضع عيسى ابن مريم فيما جاءه من الله في الإنجيل لأهل الإنجيل من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أثبت يحنس الحواري لهم حين نسخ لهم الإنجيل عن عهد عيسى ابن مريم عليه السلام في رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم أنه قال من أبغضني فقد أبغض الرب ولولا أني صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحد قبلي ، ما كانت لهم خطيئة ولكن من الآن بطروا وظنوا أنهم يعزونني ، وأيضا للرب ولكن لا بد من أن تتم الكلمة التي في الناموس أنهم أبغضوني مجانا ، أي باطلا . فلو قد جاء المنحمنا هذا الذي يرسله الله إليكم من عند الرب ( و ) روح القدس هذا الذي من عند الرب خرج فهو شهيد علي وأنتم أيضا ، لأنكم قديما كنتم معي في هذا قلت لكم لكيما لا تشكوا .والمنحمنا ( بالسريانية ) : محمد وهو بالرومية البرقليطس صلى الله عليه وآله وسلم .
البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدّمة
السؤال:
أخبرني بعض المسلمين أنّ محمدا وعيسى نبيين عظيمين وأخبروني أنّ السبب وراء عدم ذكر محمد في الإنجيل أنّه قد وُلد بعد كتابة الإنجيل . حسنا لقد ولد عيسى بعد كتابة التوراة ( العهد القديم ) ومع ذلك هناك أكثر من 600 إشارة ونبأ فيه لذكر عيسى تحققّت كلها بينما لا يوجد إشارة لمحمد في كلّ الكتاب المقدّس فكيف يستوي عيسى ومحمد إذن ؟
الجواب:
الحمد لله
نحن بين أمرين إمّا أنّ الذي قال لك ذلك جاهل لا يُعتدّ بقوله وإمّا أنّ الادّعاء كذب وافتراء ،
فنحن المسلمين نعلم جيدا الآية الكريمة التي يقول الله تعالى فيها : الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(157) سورة الأعراف
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية :
"الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل" وهذه صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كتب الأنبياء بشروا أممهم ببعثته وأمروهم بمتابعته ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم يعرفها علماؤهم وأحبارهم. كما روى الإمام أحمد حدثنا إسماعيل عن الجريري عن أبي صخر العقيلي حدثني رجل من الأعراب قال جلبت حلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغت من بيعي قلت لألقين هذا الرجل فلأسمعن منه قال فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون فتبعتهم حتى أتوا على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرؤها يعزي بها نفسه عن ابن له في الموت كأجمل الفتيان وأحسنها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
جلبت جلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغت من بيعتي قلت لألقين هذا الرجل فلأسمعن منه قال فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون فتبعتهم في أقفائهم حتى أتوا على رجل من اليهود ناشرا التوراة يقرؤها يعزي بها نفسه على ابن له في الموت كأحسن الفتيان وأجمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشدك بالذي أنزل التوراة هل تجد في كتابك صفتي ومخرجي فقال برأسه هكذا أي لا فقال ابنه إي والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال أقيموا اليهودي عن أخيكم ثم ولي كفنه وحنطه وصلى عليه
الراوي: رجل من الأعراب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/799
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وعن عطاء بن يسار قال
لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت أخبرني عن صفة الرسول صلى الله عليه وسلم في التوراةقال فقال أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتحوا بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا
الراوي: عطاء بن يسار المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 185
خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال عطاء ثم لقيت كعبا ( وهو مسلم من أهل الكتاب ) فسألته عن ذلك فما اختلف حرفا...
ولم يُرسِل الله نبيا من الأنبياء إلا وقد أخذ عليه العهد والميثاق لأن خرج النبي محمد صلى الله عليه وسام في عهده أن يتابع محمدا صلى الله عليه وسلم :
قال الله تعالى في سورة آل عمران
( التي لا يدرسها نصراني بقلب مفتوح إلا أسلم ) :
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ(81)
قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية :
قيل: أخذ الله تعالى ميثاق الأنبياء أن يصدق بعضهم بعضا ويأمر بعضهم بالإيمان بعضا; فذلك معنى النصرة بالتصديق.. قال طاووس: أخذ الله ميثاق الأول من الأنبياء أن يؤمن بما جاء به الآخر..
[و] الرسول هنا محمد صلى الله عليه وسلم في قول علي وابن عباس رضي الله عنهما.
فأخذ الله ميثاق النبيين أجمعين أن يؤمنوا بمحمد عليه السلام وينصروه إن أدركوه, وأمرهم أن يأخذوا بذلك الميثاق على أممهم .
وإذا أردت أن تعرف شيئا من الإشارات إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في الإنجيل بعد تحريفه ! فنُحيلك إلى كتاب " محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب المقدّسة " أو " ماذا قال الإنجيل عن محمد صلى الله عليه وسلم " لأحمد ديدات
ونسأل الله لك الهداية .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
يمكن مراجعة هذا الموضوع للإستفادة
surprise for all muslims, chrsitians & jewesh