بسم الله الرحمن الرحيم:
(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ).سورة الحديد - سورة 57 - آية 16.......................هذا تحذير من عاقبة التباطؤ والتقاعس عن الاستجابة ,
وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بدون جلاء ,
وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل عن ذكر الله ,
وحين لا تخشع للحق:
(ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ).سورة الحديد - سورة 57 - آية 16.وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج .
إن هذا القلب البشري سريع التقلب , سريع النسيان . وهو يشف ويشرق فيفيض بالنور , ويرف كالشعاع ; فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر تبلد وقسا , وانطمست إشراقته , وأظلم وأعتم !
فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع , ولا بد من الطرق عليه حتى يرق ويشف ; ولا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد والقساوة .
ولكن لا يأس من قلب خمد وجمد وقسا وتبلد . فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة , وأن يشرق فيه النور , وأن يخشع لذكر الله . فالله يحيي الأرض بعد موتها , فتنبض بالحياة , وتزخر بالنبت والزهر , وتمنح الأكل والثمار . . وكذلك القلوب حين يشاء الله:
(اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها).
سورة الحديد - سورة 57 - آية 17اللهم يا مقلب القلوب ثبت قوبنا على دينك و لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا ارحم الرحمين !!!!