أولاد النبى صلى الله عليه وسلم(5)القاسم
القاسم :
كانت ندرة الأخبار عن أولاد النبى صلى الله عليه وسلم من الذكور سببا لعدم معرفة أخبارهم أو تداول سيرتهم
وذلك لموتهم صغارا فلم ينتبه اليهم أحد منذ ولدوا ,
ومن هنا لم يكن هناك شهادات ميلاد او سجلات لكتابة المواليد أو تدوين التاريخ وكان الاعتماد على ذلك من خلال الروايات وما تحفظه ذاكرة القوم ..
ولد القاسم فى مكة قبل البعثة وكانت فرحة ابيه صلى الله عليه وسلم شديدة حيث أنه أتى بعد ولادة أربعة بنات فى بيئة تفتخر بولادة الذكور وتوئد الاناث ..
ولا ننكر هذه الفرحة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها فهما ابوين ولهما مشاعر انسانية وأحاسيس بشريه لا ينكرها أحد , وهنا نجد أن شعور الفرحة شعور فطرى بشرى ..
وجاء يوم الرحيل وهو لم يتجاوز العامين من العمر واختطفه الموت ووجدت الأسرة الكريمة نفسها تعيش فى حزن بالغ وهى مازالت فى نشوة الفرحة .
وذلك أن خديجة دخل عليها رسول الله
{صلى الله عليه وسلم} بعد موت القاسم وهي تبكي عليه فقالت يا رسول الله لو كان عاش حتى تكمل رضاعته لهون علي فقال إن له مرضعا في الجنة تستكمل رضاعته فقالت لو أعلم ذلك لهون علي فقال إن شئت أسمعتك صوته في الجنة فقالت بل أصدق الله ورسوله
ومن هنا فانه يرجح أن موت القاسم جاء فى بداية ظهور الاسلام , وليس فى الجاهلية .
عبد الله :
وهو الابن الثانى الذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة ويسمى الطاهر والطيب لأن ولادته كانت فى الاسلام بعد أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
كان عمره فى الدنيا قصير جدا فلقد فارق الحياة رضيعا ولحق بأخيه القاسم ..
لقد كانت قريش تعير رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول عنه أنه أبتر ليس له ولد ذكر
وكان فى قريش رجل يقال له( العاص بن وائل ) وهو من أشد الناس عداوة للاسلام ورسوله
فاذا ذكر اسم محمد فى مجلسه يقول لهم :
دعوه فانما هو رجل أبتر لا عقب له لو مات , لانقطع ذكره واسترحتم من أمره ..
فنزل فيه قول الله سبحانه وتعالى
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
سورة الكوثر
ابراهيم :
هو آخر مولود للنبى صلى الله عليه وسلم وأمه ( مارية المصرية ) التى أهداها المقوقس كبير القبط فى مصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وهى بذلك تعيد الى أذهاننا قصة ( هاجر ) التى أهداها حاكم مصر الى سيدنا ابراهيم عليه السلام وولدت له سيدنا اسماعيل ..
كانت ولادته فى المدينة المنورة فى السنة الثامنة للهجرة وهو الابن الوحيد الذى ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة .
وحين بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح بمولده , لقد أتى بعد وفاة القاسم وعبد الله , ورقية , وزينب أولاد الرسول صلى الاه عليه وسلم ,
وفى اليوم السابع من ولادته حلق الرسول شعر الوليد وسماه ابراهيم تيمنا باسم جده خليل الله , وتصدق بزنة شعره فضه ,
ولم تدم فرحة النبى صلى الله عليه وسلم اكثر من ثمانية عشر شهرا حتى توفاه الله .
كان ابراهيم فى حجر أمه مارية يعانى سكرات الموت فأخذه والده ووضعه فى حجره ثم قال :
الحديث
دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين ، وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه ، ثم دخلنا عليه بعد ذلك ، وإبراهيم يجود بنفسه ، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان ، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : يا ابن عوف ، إنها رحمة . ثم أتبعها بأخرى ، فقال صلى الله عليه وسلم : إن العين تدمع والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون . الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1303
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ولما تصادف يوم موت ابراهيم أن مسفت الشمس فقال الناس : ان الشمس انكسفت لموت ابراهيم ..
ولما علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قالوا خطبهم قائلا :
الحديث
خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه ، فقام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة ، ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع ثم سجد ، ثم قام فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ، ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوع طويلا وهو دون الركوع الأول ، ثم رفع ثم سجد ، ثم انصرف وقد تجلت الشمس ، فقال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله ، قالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك تكعكعت ، فقال : إني رأيت الجنة أو أريت الجنة ، فتناولت منها عنقودا ، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا . ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ، ورأيت أكثر أهلها النساء ، قالوا لما يا رسول الله ؟ قال : بكفرهن . قيل يكفرن بالله ؟ قال يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رأت منك شيئا ، قالت : ما رأيت منك خيرا قط الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5197
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وهناك فى ارض البقيع بالمدينة المنورة , جلس ا لرسول صلى الله عليه وسلم على حافة القبر وبعد انتهاء الدفن رش على القبر ماء وعلمه بعلامة وكان قبر ابراهيم هو أول قبر يرش عليه الماء ..