قال تعالى فى سورة لقمان آية
( 14,13,12 15 16و17و18و 19)
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر القرآن لقمان باسمه صراحة في سورة باسمه وفيها يوصي ابنه بوصايا خلدها القرآن، قال تعالى:
وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [4]
سورة لقمان، الآيات: 13-19.
التعريف بلقمان الحكيم
نسبه وعمله
هو لقمان بن ياعور ابن اخت أيوب، أو ابن خالته، وهو من أسوان بمصر, و قد قال فيه خالد ابن الربيع أنه كان نجارا, وقيل أنه كان خياطا, وقيل أنه كان راعيا، وقد عاصر داود, أخذ منه العلم وقد أعطاه الله الحكمة عندها
ما أجمل تلك النصائح التى جاءت على لسان لقمان ذو الحكمة اذ أمر ولده بالآتى
( ولنتأمل وصاياه ونحاول جاهدين أن نربى بها أبناءنا وأحفادنا )
1-يابنى لا تشرك بالله
( تلك هى الوصية العظمى ) التوحيد بالله وعدم الشرك به واتباع كتابه ونبيه وفى الآيات عظة من لقمان لابنه والوعظ هنا الأمر والنهى المقرون بالترغيب والترهيب فأمره بالاخلاص ونهاه عن الشرك وبين له السبب فى ذلك وهو ان الشرك ظلم عظيم فكيف تشرك بمن خلقك وسواك وعدلك فى أى صورة ماشاء ركبك ..
2- لقد أمر لقمان ابنه بعد التوحيد
أن يحسن الى والديه بالقول اللين والكلام اللطيف والفعل الجميل والتواضع لهما واكرامهما والعطف عليهما واجلالهما واجتناب الاساءة اليهما من كل وجه وعليك بعبوديتى وشكرى وشكرهما لما لاقياه من تعب ونصب وكد وشقاء لتربيتك ومساعدتك على أمور الحياة فقرن سبحانه وتعالى شكره بشكر الوالدين .فان مصيرك الى الله سبحانه وتعالى .
3- وان جاهداك بشىء يخالف شرع الله وتوحيده
فلا تطعهما ولا تعتقد ان ذلك داخل فى الاحسان اليهما لأن حق الله مقدم على حق كل واحد ولا طاعة لمخلوق مهما كان فى معصية الخالق وقد قال تعالى لا تطعهما ولم يقل فعقهما بل لا تطعهما فى الشرك بالله وصاحبهما بالمعروف والنصح والاحسان واتبع سبيل المؤمنين بالله والملائكة والكتب والرسل وهم المستسلمون لربهم المنيبون اليه وعليه أن يسلك مسلكهم فان المرجع للجميع سواء العاصى أو المنيب الى الله .فينبىء الجميع بأعماله وحركاته وسكناته .
4 -اعلم أيها الأبن الغالى أن الحسنة أو السيئة
مهما صغرت أو حقرت (حبة الخردل هى أصغرالأشياء المتناهية فى الصغر ) ان كانت فى داخل الصخور ( دليل على اختبائها ) أو فى السماء أو فى الأرض فى أى جهة سوف يعلمها الله بواسع علمه ويأتى بها يوم القيامة لتحاسب عليها فان خيرا فهو لك وان سوء فلا تلومن الا نفسك ان الله لطيف خبير بعباده
5 -يابنى أقم الصلاة
( هذا أمر وحث على اقامة الصلاة ) بأركانها وشروطها وواجباتها وأمر بالمعروف والعمل الصالح وانهى عن المنكر والعمل السىء أأمر بالمعروف باللطف والحكمة واللين والرفق وليس بالقوة والعنف على قدر جهدك واصبر على نتيجة ذلك وجاهد نفسك على مايصيبك من الأذى مقابل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واعلم أن ذلك من عزم الأمور التى لا يوفق لها الا أصحاب العزم والهمة والصبر . .
6 -ولا تصغر خدك
,أى لا تمل وجهك عن الناس اذا كلمتهم أو كلموك احتقارا منك لهم أو استكبارا عليهم وتعاظما منك وتصغيرا لشأنهم , فان الله لا يحب كل متكبرا فى نفسه وقوله وفعله
وكن متواضعا لينا هينا غير قاسيا فى معاملاتك مع الناس ولا تشعرهم باتلكبر عليهم او احتقارهم ولا تمشى فى الأرض مرحا فخورا متزاهيا كالطاووس ناسيا المنعم عليك سبحانه وتعالى
7 -واقصد فى مشيك
أى كن متواضعا لينا مستكينا طيب النفس واغضض من صوتك مع الله ومع الناس فان أقبح الأصوات وأبشعها وأفظعها صوت الحمير فلو كان فى رفع الصوت البليغ فائدة ومصلحة لما اختص بذلك حيوان وهو الحمار الذى تعلم خسته وبلادته .
تلك هى وصايا لقمان لابنه وهى تجمع أـمهات الحكم وتستلزم ما لم يذكر منها وكل وصية يقرن بها ما يدعوا لفعلها ان كانت أمرا والى تركها ان كانت نهيا .
لقد أمره بأصل الدين وهى الصلاة والتوحيد ونهاه عن الشرك وبين له الموجب لتركه وأمره ببر الوالدين وأمره بمراقبة الله والخوف من عصيانه وانه لا يغادر صغيرة أو كبيرة من الخير اتلا ويأتى بها ومن الشر أن يبتعد عنها ونهاه عن التكبر وأمره بالتواضع ونهاه عن البطر والأشر والمرح وأمره بالسكون فى الحركات والأصوات وأمره بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وأقامة الصلاة وامره بكل شىء جميل ونهاه عن فعل اى شىء قبيح مذموم ...
هيل بنا نقتدى به ونعلم أبناءنا أفضل الأعمال