ضع إعلانك هنا



النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    عضو مميز
    علم الدولة:
    رقم العضوية : 509
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات: 60
    التقييم: 10
    الدولة : المغرب .تمارة.
    مقالات المدونة: 3

     

    35 من أسباب دخول الجنة



    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
    آل عمران،
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء1،
    {يَا أ َيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
    الأحزاب،

    {
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }
    من الاية 1 الى الاية 4
    سورة الحج


    ثم أما بعد:
    أيها الإخوة في الله:

    قد منّ الله على عباده الصالحين أن جعل لهم دار كرامة واستقرار في حياة سرمدية أبدية لا موت فيها وقد جعل الله لهذه الدار طريقاً يسير عليه الصالحون في هذه الحياة، وهو عبادة الله وحده بفعل ما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.
    وقد ذكر الله الجنة ونعيمها وما أعد لأهلها من نعيم مقيم وفرحة وسرور؛ لكي يشمر العبد إلى الطاعة، ويحظى بهذا الشرف وهذه المنزلة التي أعدها الله لعباده المتقين.



    طريق الشقاء وطريق السعادة


    الجنة والنار هما المحلان المعدان والمهيآن للناس
    {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى:7] .
    وقال تعالى:
    {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الانفطار:14] .


    يقول الناظم في إطار هذا المعنى:

    الموت بابٌ وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد الباب ما الدار.
    فأجابه الآخر:الدار جنة عدنٍ إن عملت بما يرضي الإله وإن خالفت فالنارهما محلان ما للمرء غيرهما فاختر لنفسك أي الدار تختار .وما أظن عاقلاً يسير إلى النار، فالإنسان الآن يحذر من التعرض لعوامل الجو فيواجهها، إن كان الجو حاراً استعمل التكييف، وإن كان الجو بارداً استعمل وسائل التدفئة، وإذا كان في مكانٍ بارد نزل إلى المكان الدافئ، وإذا جاء الصيف وهو في مكان حار ذهب إلى المكان المعتدل، لكن من الناس من يلغي عقله، ويعيش طوال حياته، ويقطع مراحل عمره متزوداً بسخط الله وغضبه ولعنته، متجهزاً إلى النار، في كل يومٍ يخطو خطوة إلى النار، هذا إن دخل النار يجزم أنه ما كان عاقلاً،
    يقول الله عنهم:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:10] يقول: لو كان عندنا عقول وعندنا أسماع ما دخلنا النار،
    قال الله عز وجل:
    {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:11] أي: بعداً وهلاكاً لهم، ولا يغني عنهم اعترافهم شيئاً. لكن أهل الإيمان أهل الجنة يقول فيهم ربنا عز وجل بعدها: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك:12] هؤلاء لهم مغفرة من الله وثواب عظيم.
    يا أيها الإنسان: أنت واقف أمام المفترق، الآن أمامك طريقان، وبإمكانك أن تسلك أحد الطريقين، يقول الله عز وجل: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:10]
    أي: دللناه على الطريقين،
    ويقول عز وجل:
    {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس:

    .
    هذه الجنة غرسها الله بيده، وجعلها مقراً لأحبابه، ووصفها بوصفٍ في القرآن الكريم تطير إليه القلوب شوقاً من باب استعجال الناس،
    يقول الله عز وجل:
    {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ} [الحديد:21]-

    نسأل الله من فضله- هذا الفضل ليس أنك تكون في وظيفة، أو منصب، أو عندك عمارة، أو سيارة، أو زوجة، أو رصيد، فهذا فضل حتى الكفار معهم مثله، لكن فضل الله هو أن تدخل الجنة، ولهذا يقول الله عز وجل:
    {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران:185]


    {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد:21]
    .
    ويقول عز وجل: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}[آل عمران:






    صفة الجنة ونعيمها


    هذه الجنة -أيها الإخوة- لدخولها أسباب، وقبل أن نعرِّج على الأسباب نريد أن نصفها كما وصفها الله في كتابه لعل القلوب تشتاق إليها:هي جنة طابت وطاب نعيمها فنعيمها باقٍ وليس بفان
    أو ما سمعت بأنه سبحانه حقاً يكلم حزبه بعيان
    ويرونه من فوقهم سبحانه نظر العيان كما يرى القمران
    هذه الجنة أعد الله عز وجل فيها من النعيم ما لا يمكن أن يتصوره العقل، كل ما خطر في ذهنك اسرح بالخيال الجنة بخلافه، يقول عز وجل: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:17] .
    ويقول عز وجل: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} [الإنسان:5-6] .
    ويقول عز وجل: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر:54-55] .
    ويقول عز وجل: {ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ} [الحجر:46]
    .ويقول عز وجل:
    {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} [الزخرف:70] .
    الحبور: هو غاية البسط والمنى، أي: يعيش الإنسان في حبور.



    يقول العلماء: السرور حالة من الانبساط لكنها لا تستمر، تنبسط يوماً ثم يأتيك ما يغير عليك.أحلى اللحظات عندك -أيها الإنسان- أنك في بداية عمرك، إذا تزوجت تعيش شهراً أو أيام العسل، لكن هل يستمر هذا الشهر أو الأسبوع، بعضهم تحصل لهم مشاكل مع زوجاتهم ثاني يوم أو مع عماتهم أو مع أعمامهم فلا يجد السرور،

    لكن الحبور قالوا: هو السعادة والنعيم الذي ليس له منغص، وهو في الجنة، يقول عز وجل:
    {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف:.

    هذه الجنة وهذا النعيم بالإضافة إلى كونه لا يتصور أيضاً هو نعيم دائم، والنعيم الدائم ليس كالنعيم الزائل، الآن مرحلة الشباب والفتوة والقوة مرحلة من مراحل العمر، أي: فترة ذهبية في حياة الإنسان، لكن هل يستمر الشباب؟ لا.



    ستعيش أياماً ثم يأتيك الشيب والشيخوخة، حتى قال الناظم:
    ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب
    يقول: ليته يرجع حتى أريه ما فعل المشيب فيّ.
    وقد قيل: إن رجلاً كبير في السن كان يمشي على عصا، وكان يمشي بخطوات ثقيلة، لا يستطيع أن ينقل رجله إلا بصعوبة.

    وشاب آخر كان يمشي أمامه ويدق الأرض بأرجله، ويقول: ما بك لا تمشي بقوة؟! قال: الذي قيدني هو الزمن وهو الآن يعد قيدك؛ وسوف يقيدك بعد سنوات.فالشباب ينتهي، والعافية تنتهي، والسرور ينتهي، والحياة في القصور تنتهي، وكل شيء من متاع الدنيا ينتهي، ويقف الإنسان بعد لحظة من لحظات العمر عند جدارٍ اسمه الموت وليس معه من الدنيا شيء، يقول الله:
    {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} [الأنعام:94] .






    نعيم الجنة لا ينفد


    النعيم الذي لا ينفد هو نعيم الجنة -أيها الإخوة- {وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف:71] .

    يقول العلماء: إن أعظم نعيم يعطاه أهل الجنة حينما يطمئنون على أنهم خالدون فيها، فلا يموتون، ولا يتحولون، ولا يهرمون، ولا يشيبون، ولا يمرضون، وإنما نعيم، وكذلك لا توجد عبادة في الجنة، لا توجد صلاة ولا صيام، قد صليت وقد صمت هنا، وَقد قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعد الله عز وَجل فِي جنته مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر

    وَكَفاك بِاللَّه تَعَالَى واصفا عَمَّا أعد لأوليائه إِذْ يَقُول عز من قَائِل
    {فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين}


    ما بقي إلا نعيم في نعيم، وكل ما فيها نعيم نسأل الله وإياكم من فضله.



    صفة أرض الجنة وترابها


    وأعظم ما جاء في وصفها ما ذكره الله عز وجل من كلامه ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم من أجل أن تسارع، وتقطع الطريق بسرعة إلى الجنة.
    يقول ابن القيم في كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح: إن سألت عن أرضها -أرض الجنة- وتربتها فهو المسك والزعفران -المسك والزعفران هو التربة والأرضية التي في الجنة.
    وإن سألت عن سقفها -سقف الجنة- فهو عرش الرحمن.وإن سألت عن ملاطها فهو المسك الأذفر.وإن سألت عن حصبائها -الحصباء: الحجر- فهو اللؤلؤ والجوهر.وإن سألت عن بنائها فلبنة من ذهب ولبنة من فضة.هذه كلها أحاديث.




    صفة أنهار الجنة


    وإن سألت عن أنهارها -أنهار الجنة- فكل رجل من أهل الجنة أو امرأة من أهل الجنة يجري من تحت بيته أربعة أنهار {أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد:15] الماء إذا ركد تعفن وأسن، لكن أنهار الجنة لا تأسن.

    {وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} [محمد:15] اللبن في أول يوم يكون طعمه طيباً، وفي ثاني يوم يحمض، وفي ثالث يوم يزداد حموضة، وبعد أسبوع تنتهي صلاحيته، أما أنهار الجنة فلا يتغير طعمها.

    {وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [محمد:15] ليس كخمر الدنيا؛ فخمر الدنيا يعطل العقل ويضيع اللب، ويحول الإنسان إلى حيوان، يقول الناظم ابن الوردي في لاميته:
    واترك الخمرة لا تشربها كيف يسعى في جنونٍ من عقل؟


    شخص عاقل يأخذ له شيئاً يجعله مجنوناً يركب على ابنته وعلى أمه وعلى أخته!! من هذا الإنسان؟
    هذا ليس بإنسان، ولهذا سميت الخمر: أم الخبائث -والعياذ بالله- وهي من أكبر الكبائر، ومن السبع الموبقات -نعوذ بالله وإياكم منها.
    {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً} [محمد:15]
    وقد لا يفهم عقلك هذا النهر؛ لأنك ما تعودت في الدنيا إلا أن ترى نتفاً بسيطة من العسل، يقول أحد الإخوة: ما شبعنا في العسل غماس، فكيف بأنهار من تحت بيتك؟! لكن
    {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد:21] .






    طعام أهل الجنة وشرابهم


    وإن سألت عن طعامهم؟ {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة:20-21] .

    وقد ورد في الحديث: أن الإنسان إذا تمنى الفاكهة وهو جالس ينزل الغصن فيتناوله من قرب، يقول الله: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً} [الإنسان:14] لا حاجة لأن تقوم، وأنت جالس يأتيك الغصن فتأخذ الحبة ويرجع وأنت نائم، فقد ذللت لك.

    وبعد ذلك {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة:21] وورد أن الرجل يتمنى الطير وهو يسبح في الفضاء فيقع مشوياً في حجره، يرفع له جناحه فيأكل منه حتى يشبع، ثم يرجع ويطير، عقلك لا يفهم هذا، لكن عليك أن تصدق به؛ لأن المخبر به هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
    {وَلَحْمِ طَيْرٍ} [الواقعة:21]
    واختار الله عز وجل لحم الطير؛ لأنه أفضل اللحوم، ويدخل فيه لحم الدجاج، لكن لما كثر الدجاج أصبح عندنا من أردأ اللحوم، وإلا لو أنه ليس موجوداً لكان من أفضل اللحوم، لأن أفضل اللحوم لحوم الطيور؛ لأنها تفيد الجسم، وليس فيها أي ضرر، بل هي لذيذة وسهلة الهضم، وتفيد الجسم أكثر من بقية اللحوم الأخرى.


    وبعد ذلك: وإن سألت عن شرابهم؟ -شراب أهل الجنة- فالتسنيم والزنجبيل والكافور.
    وإن سألت عن آنيتهم؟
    فالذهب والفضة؛ ولهذا حرمت علينا في الدنيا؛ لأنها لنا في الجنة.


    ان أَعلَى نعيم اهل الْجنَّة هُوَ نعيم رُؤْيَة وَجه رَبهم تَعَالَى كَمَا فِي حَدِيث صُهَيْب الَّذِي رَوَاهُ مُسلم قَالَ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه الْآيَة وَقَالَ يكْشف الْحجاب فَيَنْظُرُونَ اليه فَمَا أَعْطَاهُم شَيْئا أحب اليهم من النّظر اليه وَهِي الزِّيَادَة وَفِي الحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ ابْن ماجة مَرْفُوعا بَينا أهل الْجنَّة فِي نعيمهم اذ سَطَعَ لَهُم نور فَرفعُوا رؤوسهم فاذا الرب جلّ جَلَاله قد اشرف عَلَيْهِم من فَوْقهم فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم يَا أهل الْجنَّة وَهُوَ قَول الله عز وَجل {سَلام قولا من رب رَحِيم} يس فَلَا يلتفتون الى شَيْء مِمَّا هم فِيهِ من النَّعيم مَا داموا ينظرُونَ اليه حَتَّى يحتجب عَنْهُم
    الحَدِيث


    إذا دخلَ أَهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ ، وأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نادى مُنادٍ يا أَهْلَ الجنَّةِ إنَّ لَكُم عندَ اللَّهِ موعِدًا يريدُ أن يُنْجِزَكموهُ فيقولونَ ما هوَ ألَم يثقِّلِ موازينَنا ويُبيِّض وجوهَنا ويُدخِلَنا الجنَّةَ ويُجِرْنا منَ النَّارِ فيَكْشِفُ الحجابَ فينظُرونَ إليهِ فما أعطاهمُ شيئًا أحبَّ إليهم منَ النَّظرِ إليهِ ، وَهيَ الزِّيادةُ الراوي: صهيب بن سنان المحدث: الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 190
    خلاصة حكم المحدث: صحيح




    وَفِي "الصَّحِيحَيْنِ" عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّ اللهَ تبارك وتعالَى يقولُ لأهلِ الجنَّةِ : يا أهلَ الجنَّةِ ؟ فيقولون : لبَّيْك ربَّنا وسعدَيْك ، فيقولُ : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضَى وقد أعطيتَنا ما لم تُعطِ أحدًا من خلقِك ، فيقولُ : أنا أُعطيكم أفضلَ من ذلك ، قالوا : يا ربِّ ، وأيُّ شيءٍ أفضلُ من ذلك ؟ فيقولُ : أُحِلُّ عليكم رضواني ، فلا أسخَطُ عليكم بعده أبدًا الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6549
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



    اللهم اجعلنا من اللذين ترضى عنهم ولا تسخط عليهم أبدآ إِلَيْهِ
    اللهم حبب الينا لايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من عبادك الراشدين. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين،
    اللهم تقبل منا صالح الأعمال، ووفقنا اللهم إلى ما تحبه وترضاه، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،، اللهم وفق ملكنا محمد السادس بتوفيقك، وأيده بتأييدك، اللهم وفقه لما تحب وترضى، اللهم ارزقه البطانة الصالحة، اللهم هيئ له في كل أموره رأياً سديداً، وعملاً رشيداً ، اللهم اجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يا ذا الجلال والإكرام. اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للحكم بشريعتك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم انصر من نصر الدين في كل مكان،
    وفي كل بقاع المسلمين يارب العالمين ،اللهم أصلح قلوبنا واغفر ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا ولا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين


    التعديل الأخير تم بواسطة أبو يوسف ; 15th December 2013 الساعة 04:26 PM

  2. #2
    إدارة المنتدى
    علم الدولة:
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Mar 2010
    المشاركات: 925
    التقييم: 10
    العمل : طالب علم
    مقالات المدونة: 2

     



  3. #3
    مشرف
    رقم العضوية : 50
    تاريخ التسجيل : Jun 2010
    المشاركات: 1,744
    التقييم: 10
    مقالات المدونة: 3

     

    جزاك الله خيرا وأثابك الجنة ونعيمها
    بارك الله فيك وبارك عليك وبارك لك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

webune

flagcounter

احصائيات وترتيب الموقع


Free Page Rank Tool