الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد
اتدرون من هو ظليل الملائكة ؟
انه ابو جابر , عبدالله بن عمرو بن حرام رضى الله عنه :
انه احد الانصار الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيعة العقبة الثانية وفى غزوة بدر خرج مجاهدا وقاتل قتال الابطال وفى غزوة احد تراءى له مصرعه قبل ان يخرج المسلمون للغزو ودعا اليه ولده جابر بن عبد الله الصحابى الاجليل وقال له
(انى لاارانى الا مقتولا فى هذه الغزوة وانى والله لاادع احدا بعدى احب الى منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وان على دين فاقضى عنى دينى واستوصى باخوتك خيرا وفى المعركة ادرك المسلمون فى بدايتها نصرا سريعا لولا ان الرماة الذين امرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقاء فى مواقعهم وعدم تركها اغراهم ذلك النصر فتركوا مواقعهم فوق الجبل وانشغلوا بتوزيع الغنائم .وانتهز القريشون ذلك حين رأوا ظهر المسلمين قد انكشف وفاجؤوهم بهجوم خاطف من ورائهم فتحول النصر الى هزيمة وقاتل عبد الله قتالا مريرا حتى استشهد وذهب المسلمون يتفقدون الشهداء ووجدوا عبدالله ممثلا به مثل كثير من المسلمين واخذوا يبكوه ومر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم
( ابكوه اولا تبكوه فان الملائكة لتظله باجنحتها ) لقد كان شغوفا بالموت فى سبيل الله ,
الحديث
لما قتل أبي جعلت أبكي ، وأكشف الثوب عن وجهه ، فجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينهونني والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينه ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تبكيه - أو : ما تبكيه - مازالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع ) .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4080
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أصيب أبي يوم أحد . فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي . وجعلوا ينهونني . ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني . قال وجعلت فاطمة ، بنت عمرو تبكيه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تبكيه ، أو لا تبكيه ، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها ، حتى رفعتموه " . غير أن ابن جريج ليس في حديثه ذكر الملائكة وبكاء الباكية . وفي رواية : جيء بأبي يوم أحد مجدعا . فوضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم . الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2471
خلاصة حكم المحدث: صحيح
قوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تبكيه أو لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله ) معناه سواء بكت عليه أم لا فما زالت الملائكة تظله أي فقد حصل له من الكرامة هذا وغيره ، فلا ينبغي البكاء على مثل هذا ، وفي هذا تسلية لها .
ولقد أنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
عنه فيما بعد نبأ عظيم يصور شغفه العظيم الى الشهادة حيث قال لولده جابر :
الحديث
لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام ، يوم أحد ، لقيني رسول الله ، فقال : يا جابر ! ألا أخبرك ما قال الله لأبيك ؟ وقال يحيى في حديثه فقال : يا جابر ! ما لي أراك منكسرا ؟ قال ، قلت : يا رسول الله ! أستشهد أبي وترك عيالا ودينا . قال : أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك ؟ قال : بلى : يا رسول الله ! قال : ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب . وكلم أباك كفاحا . فقال : يا عبدي ! تمن علي أعطك . قال : يا رب ! تحييني فأقتل فيك ثانية . فقال الرب سبحانه : إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون . قال : يا رب ! فأبلغ من ورائي ، قال فأنزل الله تعالى : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 158
خلاصة حكم المحدث: حسن
وعندما تعرف اهل عبد الله بن عمرو عليه حملته زوجته على ناقتها ومعه اخاها الذى استسهد ايضا وهمت بهما راجعة للمدينة لدفنهما غير ان منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناداهم
بأمر الرسول ( ادفنوا موتاكم فى مصارعهم ووقف االنبى عليه الصلاه واذكى السلام يشرف على دفن اصحابه الشهداء ولما جاء دور عبدالله نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم *
ادفنوا عبد الله وعمرو بن الجموح فى قبر واحد فانهما كانا فى الدنيا متحابين متصافيين * رحم الله شهداء احد وشهداء الاسلام
وقال عبد الله بن عمرو بن حرام : رأيت في النوم قبل يوم أحدبأيام وكأني رأيت مبشر بن عبد المنذر يقول أنت قادم علينا في أيام . فقلت : وأين أنت ؟ فقال في الجنة ، نسرح منها حيث نشاء . قلت له ألم تقتل يوم بدر ؟ فقال بلى ، ثم أحييت . فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذه الشهادة يا أبا جابر
المرجع كتاب رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
للكاتب خالد محمد خالد ............