حدث في معرض الكتاب"قصة مبكية
د حبيب عبد الملك
- لا أدري والله كيف ابدأ الكتابة فعيناي تذرفان الدموع لرؤيتي معجزة من معجزات الله وهي قوله تعالى "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" . [محمد : 38]. وقوله تعالى .. "إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" 9 التوبة
رقم الآية.: 39
- حتى لا يتشعب الموضوع نبدأ قصتنا معا .. فبينما كنت استعرض دور العرض بمعرض الكتاب الدولي بالقاهرة ..
وقعت عيناي على داري عرض لعُباد المسيح وهما دار الكتاب المقدس وخلاص النفوس .. فدخلت استعرض مابهما لأجد أن عبدة الصليب و لإغراء الناس قد جعلوا سعر الكتيب 25 قرشا وسعر الطبعة الفاخرة للعهد الجديد 1 جنيه فقط وسعر شريط الفيديو التنصيري جنيهان فقط وينادون بأعلى الأصوات الفجة الفاجرة على بضاعتهم الخبيثة .. وكان مما شاهدته الكثير من المسلمين يدخلوا ليشتروا كتيباتهم .. وكنت قد طبعت بعضا من كتيباتي لتوزيعها مجانا على المسلمين .. نعم فقط على المسلمين الذين يشترون كتيبات من عباد يسوع وهي:
1- الكتاب المقدس يؤكد مايقوله القرآن .. المسيح ابن مريم عليه السلام عبد الله ورسوله.
2- أربعون بشارة بالإسلام والنبي محمد في الكتاب المقدس.
3- مختصر عقيدة المسيحيين .. عباد المسيح.
4- ماذا يقول الكتاب المقدس حقا؟
فأخذت جانبا على يمين مدخل دار الكتاب المقدس .. وفي يدي نسختين من الكتاب المقدس .. وفي حقيبتي الكتب التي من الله على بطباعتها .. وكلما دخل مسلم أو مسلمة عند عباد المسيح .. انتظره لحين خروجه ثم اتبعه وأحدثه ببهتان القوم وافتراءاتهم على الله وعلى المسيح بن مريم عليه السلام وعلى انبياء الله وعلى السيدة مريم .. ومن الكتاب المقدس نفسه:
- على الآههم "بوصفه أنه خروف" .. وأنه ينوح ويمشي عريانا ويستيقظ كالمعيط من الخمر
- وعلى المسيح حيث أنهم يقولون أنه الله والرجل قال إنه انسان وابن انسان والله ليس انسانا ولا ابن انسان وانهم قالوا إنه قُتل كما يقتل الرسول والنبي الكاذب حسب نبؤات الكتاب المقدس عن النبي الكاذب .. ونحن المسلمون نبرأه من ذلك.
- وعلى الأنبياء حيث يقولون أنهم زناة عبدة اوثان ابناء زناء لصوص ابناء لصوص كذبة خونة يسبون الله!
- وعلى السيدة مريم .. حيث يقولون في متى 25:1 أن يوسف النجار كان يزني معها و يجامعها مجامعة الأزواج لمدة 15 سنة كاملة.
- وكنت أخرج لهم النصوص من الكتاب المقدس نفسه بأنه محرف "وقد حوله قلم الكتبة المخادع إلى كذبة" .. وأن نسخ الأرثوذوكس والبروتوستانت 66 سفرا بينما عدد الأسفار في كتاب الكاثوليك المقدس 73
- ثم أعطيهم نسخة من الكتب مجانا .. واشكرهم على وقتهم
- استمر هذا الحال أربعة أيام .. إلى أن كان اليوم الخامس .. حيث لمحت عيناي شابا صغيرا تظهر عليه علامات الترف والنعيم ابيض الوجه حلو الابتسامة ذو لحية صغيرة لا يتجاوز السابعة عشرة سنة .. يقف يسارا بعد مدخل دار خلاص النفوس .. و يحمل على كتفه الأيسر حقيبة صغيرة ((سوداء)) وفي يمينه كتيب صغير "لماذا أنا مسلم؟" يوزعه على المسلمين الخارجين من داري عباد يسوع .. فجاء إلي ذلك الشاب المسلم قائلا "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. معي عدد محدود من الكتب أوزعها مجانا فليتك تكون مقتصدا في توزيع كتبك حتى لا تنفذ منا الكتب" .. ولكنه وبعد دقائق قليلة تجمع حوله الكثير من المسلمين ليأخذوا منه نسخة .. فما إن شاهدت أنا رجل وزوجته وكانا مسلمين قد اشتريا بعض الكتب من عبدة يسوع .. حتى هرعت خلفهما وكانا يتجهان ابتعادا عني .. وكانا ايضا قد تجاوزا ذلك الشاب الذي تجمع حوله الكثير من المسلمين .. فما إن حاولت تتبعهما وعند مروري بذلك الشاب لتنبيهه أن يوزع الكتب فقط على من يشتري كتبا من عبدة يسوع وأن هناك رجلا وإمرأة قد اشتريا كتبا من عبدة يسوع ولم نكلمهم .. إذا بي أجد نفسي أنا وهذا الشاب الصغير .. محاطا بأكثر من خمسة أشخاص من مباحث أمن الدولة .. وحقيقة ليس هذا بغريب علي أنا .. فقد حدث ذلك معي ثلاث مرات سابقا .. وذلك لإنني من الذين وهبوا حياتهم ومماتهم لله للتصدي لتنصير المسلمين؟!
- لقد قام هؤلاء الأشخاص بتفتيش حقائبنا ورقة ورقة .. للبحث عن ماذا .. لاأعرف؟! .. المهم قال لنا أحدهم أخرجوا تحديد الهوية الخاصة بكم .. فأخرجت تحقيق الشخصية الخاص بي وأخرج الشاب الآخر بطاقة تحديد شخصيته وهو كارنيه المدرسة الخاصة به .. إنها مدرسة من المدارس العتيقة التي اُنشئت للتنصير في مصر و في قلب مدينة نصر بالقاهرة .. لقد كانت المفاجأة التي ابكتني ومازالت تبكيني للآن ومازلت اشعر باستصغار نفسي أمام كلام الله تعالى "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" .. إنه الشاب مينا ذو السبعة عشر ربيعا "مصعب بن عمير الجديد".. نعم الشاب مينا الذي اسلم من عامين فقط .. واسلمت أخته وأسلم أخوه .. يقف في الخندق ليحارب التنصير ولتأخذه مباحث أمن الدولة! كالمشبوهين والمجرمين! .. وليكون في عداد المستضعفين من المسلمين .. الذين تتدافع عليهم الابتلاءات من كل جانب .. ولكنها بإذن الله لن تثنيهم عما هم عليه فهم قد باعوا أنفسهم وأموالهم لله .. ونرجو أن يكون الله قد اشترى بمنه وكرمه ورحمته
وجئت عندما أخرج مينا تحقيق هويته كارنيه مدرسي يقول إن اسمه مينا وأنه طالب بالصف الثالث الثانوي في واحدة من أعتق مدارس التغييب والتنصير في مصر وهي مدرسة سانت فاتيما بمدينة نصر بالقاهرة .. وفوجئ ايضا الشخص الذي كان يجمع تحديد الهويات بذلك حيث أنه كان يظن أنه سيجد اسم أخانا الشيخ أسامة بن لادن بدلا من مينا على تحقيق شخصيته .. ليجعله ارهابيا! .. كان المسلمون الذين تجمعوا لأخذ نسخة من كتيب "لماذا أنا مسلم؟" قد انفضوا من حول مينا خوفا على انفسهم؟! .. .. وحينما رأى عباد الصليب مباحث أمن الدولة تقتادنا ملأت نفوسهم الشماتة وعادت أصواتهم مرة ثانية وعلت بعد أن كنا قد منعناها بالحجة والبرهان لتقول بفجورها كتاب "المسيح هو الله لأنه يعمل أعمال الله" بربع جنيه .. فيديو "حياة المسيح" باثنين جنيه! .. المهم أن هؤلاء الأشخاص الذين يعملون في أمن الدولة لم يجدوا شيئا يستحق المصادرة معي بينما أخذوا نسخا من كتيب "لماذا أنا مسلم وبعض الأقراص المضغوطة" التي كانت مع مينا .. ذهبنا معهم ليعرضونا وما معنا على ضابط أعلى رتبة .. فلما رأى الضابط مامعنا من كتب .. قال هل كنتم مع بعضكم البعض؟ .. فقيل له إن هدفنا واحد .. أشار إليهم أن خذوهم إلى المكتب .. فذهبنا للمكتب بجوار المدخل .. لننتظر في الطابق السفلي لمدة تجاوزت الثلاث ساعات ربما لإجراء التحريات عنا .. ولا أخفي عليكم أنها كانت أجمل ساعات قضيتها في دنياي هذه .. فما أجمل أن تعيش لله وتؤذى في الله وتحيا لله وتموت لله .. لم أشأ أن اسأل مينا كثيرا عن شخصيته وأهله .. ولكني عرفت منه أنه يسكن في أعرق مناطق مدينة نصر .. أبوه وأمه لم يسلما .. ولكن مينا أسلم هو وأخته وأخوه .. أخذت أقول لمينا لقد اصطفاك الله من بين مليارات الناس ليهديك إلى دينه الحق .. دين الأنبياء جميعا .. وهو الإسلام .. ولكن لابد من امتحانات بسيطة كما حدث لأنبياء الله فها هو موسى يقول "ياقوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم" .. وهذا هو المسيح "فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين" .. وهذا النبي محمد :صلى الله عليه وسلم: يخرجه قومه ويقولون شاعر وساحر ومجنون لأنه قال لهم "قولوا لاإله إلا الله تفلحوا" وما شد انتباهي هو أن مينا كان تخرج من وجهه ابتسامة يشع منها نور لم أره على معظم الذين يقولون أنهم مسلمون .. وإذا به قد أخرج مصحفه الصغير وأخذ يقرأ فيه .. وصلينا العصر والمغرب معا .. ثم قبل العشاء بقليل وبعد التحريات .. نادى علينا أحد الجنود لنصعد لمقابلة الضباط للتحقيق .. ذهب مينا لمكتب أحد الضباط ولم اسمع شيئا ولكني سمعت عبارة "أريد أن اشهر إسلامي"
- أشار إلي ضابط ثاني وكان يمسك بتحقيق شخصيتي في يده ومعه بعض الأوراق البيضاء فذهبت لأقف أمام المكتب كمتهم بتبيان الحق .. نعم توضيح الحق أصبح تهمة!
ودار هذا الحوار
الضابط: مااسمك
حبيب عبد الملك: قبل أن ابدأ فأحب أن اعلمك أني لاأخشى حضرتك واسمي هو ............
الضابط: نعم نحن لا نخاف إلا من الله .. تاريخ ميلادك
حبيب عبد الملك: ............
الضابط: مؤهلاتك
حبيب عبد الملك: دكتوراه في علم العقاقير والكيمياء الطبية من الولايات المتحدة.
الضابط: مهنتك
حبيب عبد الملك: عضو هيئة تدريس بصيدلة القاهرة ومستشار بوزارة الصحة بإحدى دول الخليج.
الضابط: مراحل حياتك
حبيب عبد الملك: ولدت بالمنوفية - تخرجت في صيدلة القاهرة - أديت الخدمة العسكرية كضابط احتياط - عينت معيدا بالكلية - حصلت على الماجستير - سافرت للولايات المتحدة وحصلت على الدكتوراة - تعرضت يوميا للتنصير ورأيت البوذيين والهندوس والملحدين واليهود لمدة 5 سنوات هناك .. قرأت الكتاب المقدس بنسخه المختلفة باحثا عن الحق .. فعرفت اين هو الحق وازددت تمسكا بالإسلام وعرفت فضل الله علي أن ولدت مسلما .. فقررت أن أوضح للمسلمين ولمن يبحث عن الحق ما تعلمته وما قرأته.
أنا في أجازة سنوية الآن من عملي - و حضرت للمعرض من حوالي خمسة ايام وجدت المسيحيين يبشرون بدينهم علانية ينادون على كتيباتهم كأنهم ينادون على خضار بل ويخرجوا ليعرضوا بضاعتهم على المسلمات المحجبات والمسلمين ذوي اللحى .. حتى إنني شاهدت مجموعة من الأطفال "5" لا تتجاوز أعمارهم الحادية عشرة يدخلون دار الكتاب المقدس ويخرجوا بكيس ملآن بالكتب والشرائط التنصيرية .. فما كان مني إلا أن وقفت على بعد من مدخل دار الكتاب المقدس لأنبه كل مسلم يدخل نعم فقط كل مسلم ومن الكتاب المقدس نفسه الذي معي منه نسختين بأنهم يعبدون ربهم الخروف ويقولون أنه رب الأرباب وملك الملوك وانهم يقولون على الله أنه كاللبوة والسوسة والعتة وأن يعقوب وزوجته راحيل صرعوه وأنه يولول ويمشي عريانا وأنه يتكلم بأفحش الألفاظ عن النهود وأتراب العذرة والعورات .. وأن المسيح كان انسانا وابن انسان والله ليس انسانا ولا ابن انسان .. والمسيح مات والله لايموت .. وانهم يقولون عن داود بأنه زاني وانجب سليمان من التي لأوريا الزانية وأن سليمان عبد الأوثان وأن مريم كانت تسير مع يوسف النجار لمدة خمسة عشر سنة يضاجعها بدون زواج .. اين العدل إذا كان بوش يسمح بالتنصير للمسلمين وأنتم لا تسمحون لنا حتى بتوعية المسلمين .. يا حضرة الضابط لقد أمسكني رجال الشرطة وأتوا بي إلى هنا لماذا لأنني أوعي المسلمين وأريهم الحقائق ومن الكتاب المقدس فقط .. نعم الكتاب المقدس فقط .. هل هذه هي الجريمة التي ارتكبتها "توضيح الحق للمسلمين" الذين يحاول المسيحيون أن يردوهم عن دينهم بغير الحق وإخفاء الحقائق .. ماذا كنتم ستفعلون لو أمسكتموني انشر الإسلام بين المسيحيين؟ إن بوش يسمح ويعين على نشر المسيحية بين المغتربين في الولايات المتحدة ونحن هنا لا نسمح بتوضيح حقيقة المسيحية للمسلمين المغرر بهم؟! .. ولم أدري بنفسي إلا وأنا ابكي من هذا الظلم الذي أراه واقعا على كل مسلم على وجه الأرض جميعا .. فإذا بالضابط يقول لي تفضل إجلس تفضل .. ثم يعطيني تحقيق الشخصية الخاص بي .. ثم يهب واقفا ليقول اشكرك يا دكتور ..... ويمد يده ليصافحني حينئذ ظهر أمامي قول النبي :صلى الله عليه وسلم: "واعلم أن ماأصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك" .. عدت ماشيا تجاه دار الكتاب المقدس ودار خلاص النفوس لأجد المسلم الجديد مينا الذي استبدلنا الله به واقفا يحمل حقيبته ويمسك كتابه بيمينه ليقول متفاخرا "لماذا أنا مسلم؟" .. وكانت أصوات فئران عباد الصليب قد اختفت لما رأوا أسدا جديدا من أسود الإسلام يقف أمامهم وحده ليكشف ضلالهم ويبين للناس زيفهم.
سؤالي الآن إلى كل مسلم .. متى تعمل لدين الله؟ .. ألا تخاف الاستبدال بمثل مينا .. وحينئذ ستندم ولن ينفع الندم
__________________[/size]