التسامح بين الزوجين

[المسلمة]

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً". النساء"19"


{ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ } صيغة أمر رباني متنزل من فوق سبع سماوات، كلام الله سبحانه وتعالى { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ }.
وأنتقل بكم إلى كلام نفيس جميل يذكره ابن كثير في تفسيره، لندرك أننا بحاجة إلى مزيد من التدبر والتفهم والمعرفة لحقائق معاني كلام الله عز وجل، قال رحمه الله في قوله: { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ }.


الزواج شراكة وعش يجب أن يكون هانئ وهادئ تسود الزوجين روح المودة والرحمة والتفاهم ولكن هناك امور يجب أن لانغفلها فحدوث المشاكل شيء عادي لأسباب كثيرة منها وخصوصاً اقصد في الخمس السنوات الأولى من الزواج لأن الزوجين لم يفهما بعض جيداً ويتصادمون في أفكارهم وهذه فترة مهمة يجب الأنتباه لها.

وبعد الخمس سنوات الأولى يبدأ كل واحد بمعرفة مايريده شريكه بل يصل التفاهم عند بعض الأزواج أنه يعرف مايريده شريكه أو يفكر به أو إذا عنده مشكلة قبل أن ينطقها بلسانه هذا الشيء من التفاهم والأنسجام مما يساعد على تقوية عُرى روابطهم.

وأكثر الصدامات واخطرها التي قد تصل إلى الطلاق في الأشهر الاولى والسنه الاولى من الزواج إذ يضجر الزوجان أو أحدهم لتأخر انسجامهم او تضارب أفكارهم ،لانريد تفصيل أكثر حتى لايطول الموضوع لأن لكل مشكلة حلول خاصة بها .

ولكن المهم والذي نريد ان نركز عليه لغة العاطفة وردود الأفعال المستعجلة الغير مدروسة التي قد تدمّر حياتهم
ونضع قول الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه نصب اعيننا حين قال : لو كان بيني وبين الناس شعرة ماانقطعت إن هم شدوا ارخيت وأن هم ارخوا شديت.

، هذا بينه وبين الناس فما بالك بالحياة الزوجية فهي أحوج للحكمة والتريث وكظم الغيظ والغضب حين يستلزم الغضب والشدة يغضب وحين يستلزم الرفق واللين يلين.

العرب من الجاهلية كانوا سريعي الغضب وردة الفعل وعلى أسباب تافهة أحياناً مثل حرب البسوس وقعت بين قبيلتين لأن ناقة شربت من ماء غير ماءهم أستمرت بينهم حرب طاحنة أربعون سنة والأمثلة كثيرة .

جاء الأسلام ورتّب أمور الحياة عموماً منها مسألة كظم الغيظ.

واثنى الله تعالى عليهم فقال سبحانه :- "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".ال عمران"134"

وقال تعالى : - "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
وقال صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب*وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ". فصلت "34-35"

وقال صلى الله عليه وسلم لرجل قال أوصني قال له : لاتغضب فردد مراراً قال لاتغضب .

فكم من طلاق كان شرارته من شيء تافه واشتعلت نار متأججة منه بسبب الغضب.

يعني الشخص عنده مشاعر يشعر بالتوتر والغضب ولكن يعرض هذا على عقله ليرى ماهو الرد المناسب له او يكظم غيظه .

حث الأسلام على كتمه والسيطرة عليه ومعالجة الأمر بحكمة وتروي ومعالجة الخطأ برد مناسب يردع المخطئ ويصحح الخطأ هذا في الحياة الزوجية حتى يسود التسامح بين الزوجين ولايطول الزعل بينهم ولاتتعقد الأمور وتتشابك في انفعالات الغضب
وما اجمل هذا البيت الشعر الذي يصف التصافي والتسامح والعفو عن وقوع بعض الزلل والخطأ

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد *** جاءت محاسنه بألف شفيع

[ابو صفية]

جزاكى الله خيرا موضوع مهم جدا

[المفوض امره لله]

العفو عند المقدرة !!!
هذا من شيمة الكرام المحسنين الطيبين
اللهم حسن خلقنا وادعلنا من المتسامحين العافين عن الناس
جزاكم الله خيرا