ضع إعلانك هنا



النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    عضو مميز
    علم الدولة:
    رقم العضوية : 509
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات: 60
    التقييم: 10
    الدولة : المغرب .تمارة.
    مقالات المدونة: 3

     

    01 (15) أصول نفسية في إصلاح القلوب








    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}آل عمران،
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَازَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء1،
    {يَا أ َيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
    الأحزاب،
    {يا أيهاالناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم# يوم ترونهاتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد }



    ثم أما بعد: :

    أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن مدار التقوى على
    إصلاح القلوب،

    فقد قال صل الله عليه وسلم: «

    إ
    ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ ، فسدَ الجَسدُ كُلُّهُ . ألا وهِيَ القَلبُ>>

    الراوي: النعمان بن بشير المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1599
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    واليوم أيها الأحباب الكرام أقدم لكم باقة من الأصول النفسية في إصلاح القلوب .

    عليك بارك الله فيك بحفظ القلب وإصلاحه وحسن النظر في ذلك وبذل المجهود,فإنه أكثر الأعضاء أثرآ,وأدقها أفرآ وأشقها إصلاحآ, وأذكر فيه خمسة أصول مقنعةتجعلك تحرص عليها :




    الأصل الأول: {القلب موضع نظر الله عز وجل},

    عن أبي هريرة(ض)عنه قال:قال رسول الله صل الله عليه وسلم:

    إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى صورِكُم وأموالِكُم ، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأعمالِكُم

    الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 4651
    خلاصة حكم المحدث: صحيح



    . فيا عجبآ ممن يهتم بوجهه الذي هوموضع نظر الخلق,فيغسله وينظفه من الأقذار والأدناس ,ويزينه بما أمكنه ,لئلا يطلع مخلوق فيه على عيب,ولايهتم بقلبه الذي هو موضع نظر رب العالمين,فيطهره ويزينه ويطيبه,كي لايطلع الرب جل وعلى على دنس فيه وشينوآفة وعيب, بل يهمله بفضائح وأقذار وقبائح,لو اطلع الخلق على واحد منها, لهجروه وتبرؤوا منه وطردوه,والله المستعان.




    الأصل الثاني: {القلب ملك مطاع ورئيس متبع }


    عن النعمان بن بشير(ض)قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم :

    إ
    ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ ، فسدَ الجَسدُ كُلُّهُ . ألا وهِيَ القَلبُ>>

    الراوي: النعمان بن بشير المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1599
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    } فإذا كان القلب صالحآ ليس فيه إلا إرادة الله وإرادة مايريده لم تنبعث الجوارح إلافي ما يريده الله,فسارعت إلى مافيه رضاه,وكفت عما يكرهه,وعما يخشى أن يكون مما يكرهه,وإن لم يتيقن ذلك, إذا علمت ذلك,ووجبت العناية بالأمور التي يصلح بها القلب.ليتصف بها, وبالأمور التي تفسدالقلب ليتجنبها.




    الأصل الثالث: {القلب كثير التقلب}


    ,عن المقداد بن الأسود(ض)عنه قال:لاأقول في رجل خيرآ ولا شرآ,حتى أنظرما يختم له,يعني,بعد شيئ سمعته من النبي صلى الله عليهوسلم,فقيل:وما سمعت؟ قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول


    لَقلْبُ ابنِ آدمَ أشدُّ انْقلابًا من القِدْرِ إذا اسْتجْمعتْ غَلَيانًا

    الراوي: المقداد بن الأسود المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5147
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    ومعلوم سرعة حركة القدر, ماسمي القلب إلا من تقلبه.....فاحذر على القلب من قلب وتحويل.







    الأصل الرابع: {القلب عرضة للفتن},


    عن حديفة(ض) عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ سَوداءُ ، وأيُّ قلبٍ أنْكَرَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ بيضاءُ ، حتى يصِيرَ القلبُ أبيضَ مثلَ الصَّفا ، لا تَضُرُّه فِتنةٌ ما دامَتِ السمواتُ والأرضُ ، والآخَرُ أسودَ مُربَدًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا ، لا يَعرِفُ مَعروفًا ، ولا يُنكِرُ مُنكَرًا ، إلا ما أُشْرِبَ من هَواه


    الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2960
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    بعض العلماء شرح لنا قلب أسود مربادآ كالكوز مجخيآ فقال الكوز المجخي هومثلآ:الإبريق يكون قلبه أبيض ولما نطبخ فيه الشاي أو القهوة فيبدأ يتغير قلبه شيئآفشيئ حتى يصيرقلبه أسود,هكذا تصيرقلوبنا باحتقار الذنوب ,وهاذا هو الران كما قال ربنا سبحانه:كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) },- المطفيفين- والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها,وهي فتن الشهوات وفتن الشبهات : فتنة الشبهات إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله صلى الله عليه
    وسلم,وأنزل به كتابه,كالذي ينفي علو الله على العرش ,ونزوله إلى السماء الدنيا,وكلامه بحرف وصوت,وإمابالتعبد بما لم يأذن به الله.


    الأصل الخامس: {تفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب},




    إن الأعمال لاتتفاضل بصورهاوعددها وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب,فتكون صورة العملين واحدة،وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض, والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدآ،وبين صلاتيهماكما بين السماء والأرض،وذلك أن أحدهم مقبل على الله عزوجل, والأخرساه غافلآ,فينصرف من صلاته متلما دخل فيها بخطاياه وذنوبه,وأثقاله لم تخف عنه بالصلاة، فإنالصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها, وأكمل خشوعها, ووقف بين يدي الله تعالى بقلبهوقالبه. فالعمل الذي يكفر الذنوب تكفيرآ كاملأ هو: العمل الكامل, وأما عمل شملتهالغفلة , أولأكثره , وفقد الإخلاص الذي هو روحه,ولم يقدره حق قدره فأي شيئ يكفرهذا؟!


    ومن هنا نجد أن تفاضل الأعمال بتفاضلما في القلوب من حقائق الإيمان وتكفير العمل للسيئات بحسب كماله ونقصانه, ومن لميكن له فقه نفس في هاذين الأمرين ومعرفة بهما , فانه يفوته ربح كبير وهو لايشعر.فهاكذا الأعمال والعمال عند الله , والغافل في غفلة عن هذا....ولا ريب أن مجردالقيام بأعمال الجوارح,من غير حضور ولامراقبة ,ولا إقبال على الله,قليل المنفعةدنيا وأخرى, كثير المؤنة , فإنه وإن كثر متعب غير مفيد , ولمثل هذا المعنى إنماوقع نظر أولي الأبصار,من العباد في مثل هذه الدقائق ,واهتموا بإحسان العمل ,ولمتغنهم كثرة الأعمال بالظاهر, وجعلوا نصب أعينهم قول الله تعالى: {الذي خلق الموت والحيات ليبلوكمم أيكم أحسن عملآ......}










    أيها المسلمون: أقدم لكم علامات القلب السليم :







    العلامة الأولى:

    أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالأخرة,ويحل فيها, حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها, جاء إلى هذه الدنيا غريبآ ,يأخذ منها حاجته ويعود إلى وطنه كماقال عليه السلام لعبد الله بن عمر{ض} كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل,وعد نفسك من اهل القبور.


    أخَذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَنكِبي فقال : ( كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ ) . وكان ابنُ عُمرَ يقولُ : إذا أمسيْتَ فلا تنتَظِرِ الصباحَ، وإذا أصبحْتَ فلا تنتظِرِ المساءَ، وخُذْ من صحتِك لمرضِك، ومن حياتِك لموتِك .

    الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6416
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    العلامة الثانية:


    أن ينيب إلى الله ويخبت إليه,فلا فلاح ولانعيم ولاسرور, إلابرضاه وقربه والأنس به,فيه يطمئن وإليه يسكن وإليه يأوي، وبه يفرح وعليه يتوكل،

    العلامة الثالثة:


    أن لايفتر عن ذكر ربه ولايسأم من خدمته ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله عليه ويذكره به,ويذاكره بهاذا الأمر.

    العلامة الرابعة:


    أنه إذا فاته ورده وجد لفواته, ألمآ أعظم ,من تألم الحريص بفوات ماله وفقده,كمن يحزن على فوات الجماعة,ويعلم أنه لو تقبلت منه صلاته منفردآ,فإنه قدفاته سبعة وعشرون ضعفآ.

    العلامة الخامسة:

    أنه يشتاق إلى طاعة ربه,كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب.

    العلامة السادسة:

    أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا,واشتد عليه خروجه منها,ووجد فيها راحته ونعيمه,وقرة عينه وسرور قلبه.

    العلامة السابعة:

    أن يكون همه واحدآ,وأن يكون في الله تعالى.فهمه طاعة رب,ورضاربه,وعفو ربه ,ومغفرة ورحمة ربه,كما قال سيدنا موسى عليه السلام لربه:{وعجلت إليك رب لترضى }.

    العلامة الثامنة:

    أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعآ من أشد الناس شحآ بماله,لأنه يرى عزة وقته وخطره وشرفه,وأنه رأس مال سعادته,فيبخل به أن يضيعه فيما لا يقربه إلى ربه.

    العلامة التاسعة:


    أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل فيحرص, على الإخلاص فيه والنصيحة والمتابعة والإحسان, ويشهد مع ذلك منة الله عليه وتقصيره في حق الله.

    العلامة العاشرة:

    أن يكون سالمآ من محبة ما يكرهه الله,فدخل في ذلك سلامته من الشرك الجلي,ومن الأهواء والبدع,ومن الفسوق والمعاصي- كبائرها وصغائرها- الظاهرة والباطنة.

    العلامة الحداية عشر:


    التباع هدي المصطفي صلى الله عليه وسلم.

    العلامة الثانية عشر:


    الوجل عند ذكر الرحمن, والوجل:خوف مقرون بهيبة ومحبة.






    وبالجملة؛ فالقلب الصحيح: هو الذي همه كله في الله,وحبه كله له وقصده له,وبدنه له,وأعماله له,ونومه له,ويقظتهه,وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث, وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه,فكله بالله ,وكله لله,وكله مع الله,وسيره دائمآ إلى الله,فهو مع الله مجرد عن خلقه,ومع خلقه مجرد عن نفسه قال ربنا عز وجل: {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) }- المجادله-

    نفعني الله وإياكم بالقران الكريم وبحديث سيد الأولين والأخرين وأجارني الله وإياكم من عذابه الأليم وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمينٍ
    .


    التعديل الأخير تم بواسطة أبو يوسف ; 14th December 2013 الساعة 06:12 PM

  2. #2
    مشرفة عامة على المنتدى
    علم الدولة:
    رقم العضوية : 71
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    المشاركات: 649
    التقييم: 10
    الدولة : الشرقيه - مصر
    العمل : طبيب تكليف

     



  3. #3
    عضو مميز
    علم الدولة:
    رقم العضوية : 509
    تاريخ التسجيل : Aug 2013
    المشاركات: 60
    التقييم: 10
    الدولة : المغرب .تمارة.
    مقالات المدونة: 3

     

    شكرا لك على مرورك وبارك الله فيك

  4. #4
    إدارة المنتدى
    علم الدولة:
    رقم العضوية : 1
    تاريخ التسجيل : Mar 2010
    المشاركات: 925
    التقييم: 10
    العمل : طالب علم
    مقالات المدونة: 2

     



  5. #5
    مشرف
    رقم العضوية : 50
    تاريخ التسجيل : Jun 2010
    المشاركات: 1,744
    التقييم: 10
    مقالات المدونة: 3

     

    جزاك الله خيرا الابن الفاضل كاتب المقالة البديعة
    نرجو الله أن تكون قلوبنا كأفئدة الطير
    أن تكون مليئة بالحب والتسامح والغفران والحنان

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

webune

flagcounter

احصائيات وترتيب الموقع


Free Page Rank Tool